أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - أفغانستان.. ضحية الحرب الباردة الجديدة














المزيد.....

أفغانستان.. ضحية الحرب الباردة الجديدة


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 5498 - 2017 / 4 / 21 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثلما توقف المراقبون بدهشة أمام قرار موسكو قبل وقت قصير بالاكتفاء بالمعارضة وعدم استخدامها حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن الدولي القاضي برفع العقوبات المفروضة على قلب الدين حكمتيار، أحد أشهر أمراء الحرب والإرهاب وزراعة المخدرات الأفغان الذي قصفت جماعته كابول بوحشية في التسعينيات، وكان قبل ذلك مسؤولا عن مقتل المئات من الجنود السوفييت الغزاة، فإن الدهشة أصابت هؤلاء المراقبين مجدداً في الأسبوع الماضي حينما أيد المبعوث الخاص للكرملين إلى أفغانستان «زامير كوبولوف» دعوة حركة «طالبان» المتمردة إلى انسحاب القوات الأجنبية من هذا البلد المنكوب.
إذ كيف لدولة عانت من الإرهاب، وتقول إنها ملتزمة بمقاتلة الإرهابيين أينما وجدوا، أن تؤيد دعوة حركة إرهابية حرقت الأخضر واليابس في أفغانستان، واحتضنت زعماء «القاعدة» والمتشددين من كل مكان- بما فيهم رعايا روس (شيشانيون تحديداً) ومواطنون من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق (أوزبك وطاجيك تحديداً) وهي تعلم علم اليقين أن ما تسعى إليه «طالبان»، بدعوتها إلى انسحاب القوات الأجنبية، هو عودتها إلى السلطة في كابول مجددا، وبالتالي ممارسة المزيد من الإرهاب ونشر الفوضى والتخلف واحتضان المتشددين من كل أرجاء المعمورة؟ ثم أين ذهب ذلك الموقف الغاضب الذي اتخذه الكرملين قبل مدة من عزم واشنطن على التفاوض مع ممثلي «طالبان» في الدوحة؟ لكن يمكن تفسير ما يحدث من غزل بين أعداء الأمس باستخدام النظرية القائلة «لا يوجد أعداء دائمون ولا أصدقاء دائمون في السياسة». وبعبارة أخرى إذا اقتضت المصلحة، فلا مانع من أن يكون عدو الأمس صديق اليوم والعكس بالعكس.
لكن ما هي يا ترى مصلحة موسكو من دعم مواقف «طالبان»، بل الانفتاح عليها من بعد تجاهل ونفور طويلين؟ الإجابة يمكن استنباطها من تصريحات أدلى بها مؤخراً وزير الدفاع الأميركي «جيمس ماتيس» الذي أعرب عن قلق بلاده من تنامي العلاقات بين موسكو وقادة «طالبان»، علما بأن هذه التصريحات جاءت بُعيد تصريحين في نفس السياق، كان أولهما ما قاله قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال «جوزيف فوتيل» في جلسة استجواب أمام لجنة القوات المسلحة في الكونجرس الأميركي من أن موسكو باتت تدعم «طالبان» بالسلاح، وبمساعدات أخرى بهدف فرض واقع جديد في أفغانستان، وكان ثانيهما ما ذكره قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال «جون نيكلسون» عن تزايد الاتصالات بين مسؤولي الكرملين وقادة «طالبان». غير أن الناطق باسم الخارجية الروسية سارع إلى نفي خبر دعم بلاده ل«طالبان» بالسلاح، لكنه لم ينف وجود اتصالات بينهما، مقدماً تبريراً غير مقنع لذلك تمثل في قوله «تتعلق الاتصالات مع طالبان بأمن المواطنين الروس العاملين على الأراضي الأفغانية».
نستنتج مما سبق أن كل ما يجري له علاقة بحالة الشد والجذب القائمة حالياً بين واشنطن وموسكو، ومناكفة كل منهما للآخر على نحو ما كان يجري زمن الحرب الباردة القديمة، التي أجمع العالم على انتهائها بسقوط الاتحاد السوفييتي، لكنها عادت اليوم بحلة جديدة.
كما يمكن القول إن موسكو باتت تتعامل فيما خص الشأن الأفغاني بمنطوق «عدو عدوي صديقي». فطالما أن الميليشيات «الطالبانية» تقوم بعمليات عسكرية وانتحارية ضد القوات الأميركية والغربية العاملة في أفغانستان أو ضد حكومة كابول المدعومة من واشنطن والغرب، فإنها تستحق الدعم لأنها تنفذ في الواقع أهداف موسكو المتمثلة في إذلال الأميركيين والأوروبيين الذين هبوا لحصارها ومقاطعتها بعد أحداث أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم في عام 2014. وهي في الوقت نفسه تنفذ أهداف ثلاث دول أخرى هي إيران حليفة الروس في سوريا التي لا حاجة لنا لبيان عدائها للولايات المتحدة والغرب، والصين حليفة الروس في التصدي للاستراتيجيات الأميركية. بالإضافة إلى باكستان التي خلقت حركة «طالبان» ومكّنتها من الاستيلاء على السلطة عام 1996 وتتمنى عودتها منتصرة كي تقف في وجه النفوذ الهندي المتنامي في أفغانستان في ظل حكومة الرئيس أشرف غني ومن قبلها حكومة حامد كرزاي.
ومن هنا لم يكن غريبا أن تقوم موسكو بترتيب مؤتمر رباعي قبل ثلاثة أشهر، شاركت فيه روسيا الاتحادية والصين وباكستان وإيران تحت يافطة تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان، فيما كان الهدف الأصلي منه وضع ترتيبات تسمح لموسكو بلعب دور الوسيط في الشأن الأفغاني أولاً، ثم استغلال هذا الدور للتحكم والتمدد الجيوسياسي في منطقة جنوب آسيا على حساب واشنطن وحلفائها. وبطبيعة الحال فإن التحكم والتمدد يشمل ضمن أمور أخرى منع وصول الإرهاب والمتطرفين وتجار المخدرات الأفغانية إلى التخوم الروسية وتخوم الحلفاء، ومنع تحولها إلى حاضنة جديدة لتنظيم «داعش» بعد هزيمته المتوقعة في العراق وسوريا. وجملة القول إن أفغانستان، التي هزمت القوات السوفييتية الغازية بأسلحة أميركية، فشبهها الكثيرون بفيتنام التي هزمت القوات الأميركية الغازية بأسلحة سوفييتية، باتت تحت مجهر الروس الذين يسعون للعودة إليها ضمن مخططاتهم وطموحاتهم في الشرق الأوسط بدءا بسوريا.
كاتب وأكاديمي بحريني مختص في الشؤون الآسيوية
نقلا عن الاتحاد



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَنْ هي سكينة يعقوبي؟
- بين الميريتوقراطية والديمقراطية
- هل ستنتقل عدوى الإنتفاضة المصرية إلى شرق آسيا؟
- التقسيم .. هل هو مناسبة للفرح أم لذرف الدموع؟
- هل باعت تركيا قضية تركستان الشرقية؟
- الفساد حينما يتحول إلى مرض مزمن : الفلبين مثالا
- الصين وإنفصال جنوب السودان
- سلمان تيسير .. دفع حياته ثمنا لتسامحه
- الإرهاب هو الإرهاب أيا كان مصدره أو هدفه
- بزوغ نجم سياسي قوي في تايلاند
- في بورما التعيسة .. لا يزال الوضع على ما هو عليه
- الهند تحتل الموقع الثاني عالميا في صناعة الدواء
- جمهورية الخوف والغموض تقصف جمهورية الفرح والشفافية
- التنافس على جزر الكوريل .. يعود إلى الواجهة
- ماذا يجري بين الصين وسريلانكا
- مأزق في كوريا الجنوبية بسبب -رؤوس الأخطبوط-
- الهند تدخل عصر بطاقات الهوية البيومترية
- ردود فعل بكين على منح نوبل للسلام لمنشق صيني
- -شمس القرن 21- يختار ولي عهده
- في الأزمة المتفجرة بين ثاني وثالث أقوى إقتصاديات العالم


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - أفغانستان.. ضحية الحرب الباردة الجديدة