أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - سيريزا اليوناني،يسار تونس:العقم المشترك















المزيد.....

سيريزا اليوناني،يسار تونس:العقم المشترك


سالم المرزوقي

الحوار المتمدن-العدد: 5639 - 2017 / 9 / 14 - 15:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سيريزا اليوناني ويسار تونس:العقم المشترك

قد يذهب في ذهن الدغمائيين المعممين بالبلشفيه أن الهدف من نقد اليسار التونسي هو تفكيك إنجازاتهم التنظيميه وتشتيت صفوفهم والمس من وحدتهم(وهي مفككه أصلا وصوريه) وقد يتمهمني البعض الآخر بأني مستقيل وغير فاعل لذلك ألجأ للنقد كترف فكري مثل مثقفي البرج العاجي وقد وقد... لكن كل هذا لا يبرر العقم الثقافي والفكري لليسار التونسي وباقي النخب والذي سأحاول في هذا النص تبيانه من خلال تجربة سيريزا في اليونان ،لقد أوحت قمة دول البريكس التي اختتمت في الصين منذ أيام وتساءلت عن موقع يسار تونس مما يحدث في العالم وهل يفكر هذا اليسار في جعل تونس جزيرة نائيه يحكمها بنمط جمهورية أفلاطون المثاليه وما بديله وكيف سيتخلص من ديون الدولة لصناديق النهب الرأسمالي وهو الذي أصم رؤوس التونسيين والتونسيات بالتنديد بسياسة الاقتراض والتبعيه؟أليس من حق كل مواطن أن يسأل هؤلاء عن بديلهم الاقتصادي وضماناتهم بألا ينهار اقتصاد البلاد نهائيا(وهو في يقترب من الافلاس الآن).
لو عدنا لفترة قريبه لتجربة حزب سيريزا اليوناني الذي وصل للسلطة بشعارات انتفاضيه ورد فعل على كسل اليسار الكلاسيكي وجموده لكنها تشبه لحد مّا شعاراتية اليسار التونسي رغم أنها أكثر صدقيه وفي مجتمع أكثر نضجا في السياسة بحكم تاريخ اليونان وقربه من ساحات الفكر المتحرر في أوروبا بشرقها وغربها ومن غريب الصدف وأثناء عودتي لمقارنة إفلاس اليونان وتونس أن اكتشفت أن مصطفى خزندار الوزير الأكبر وأحد الذين تسببوا في إفلاس الدوله التونسيه واستعمارها سنة 1881 هو في الحقيقة أسير حرب يوناني(اسمه الأصلي جوجيوس) ابتاعه أحد بايات تونس من اسطنبول وزوجه ابنته اللاّ كلثوم ومن هناك وصل لمراتب عليا في الدوله حتى أفلسها وورطها في ديون عجزت عن الإفاء بها وأدت لوضعها تحت الحمايه الفرنسيه.
اليونان ورغم أنها اوروبيه إلا أن اقتصادها يشبه اقتصاد تونس باعتماده على الزراعه والسياحه وقطاع الخدمات ويفتقد للقاعده الصناعيه الصلبه التي تتميز بها أوروبا الغربيه الرأسماليه وكان دخولها للسوق الأوروبيه خطئا متعمدا من طرف حكام اليونان الرأسماليين الذين سبقوا حزب سيريزا وورطوا اليونان في ديون ضخمه باسم هيكلة الاقتصاد،ديون ابتلعها المقرض نفسه مع عمولة صمصره للرأسماليين المحليين ما تسبب في إفلاس الدوله كما حال تونس في السنوات الأخيره وهي تقترب من الافلاس إذا تواصل نزيف الاقتراض والتبعيه والخداع.
لقد كان من شروط اتفاقيات ماستريخت للوحده النقديه والاقتصاديه و حرية انتقال رؤوس الأموال والبضائع أن لايتجاوز التضخم 1،3 بالمائه وألا يتجاوز عجز الانفاق الحكومي 3 بالمائه ونسبة الدين العام 60 بالمائه لكن الطغمه الرأسماليه الحاكمه في اليونان زوّرت الأرقام لتتطابق مع المعايير الأوروبيه وروجت دعائيا حماسة زائده لدخول منطقة اليورو كثاني قوه اقتصاديه بعد الدولار لخداع الشعب وتبشيره بالنمو والازدهار،خدع الشعب الذي وجد دولته تعاني من ديون بقيمة 246 مليار دولار(بلغت ديون اليونان سنة 2016 نسبة 163 بالمائه من الناتج الخام لليونان) وبطاله تبلغ 25 بالمائه ونسبة الشباب العاطل تبلغ 49 بالمائه و63 بالمائه من شباب اليونان يقطن عند ذويه(الأرقام من أراجيك مقال مي السيد http://www.arageek.com)،هكذا كان الوضع الاقتصادي والاجتماعي لليونان الذي ورثه حزب سيريزا الشبابي وهذا الوضع يشبه لحد مّا ما يجري في تونس من مزيد اقتراض وتدليس للحقائق فابتلاع القروض وعوده للتسول من جديد في حلقه متكرره لاتنتهي إلا بالافلاس حتما،حزب سيريزا ولأنه شعاراتي ولم يضع في حسبانه التمرد المبرمج للخروج من الوحده الأوروبيه ووضع مخطط مدروس وخارطه لهذا وجد نفسه أمام حلين أحلاهما مر فإما الانتحار السياسي أو الخضوع لإرادة الجشع الرأسمالي وطغمة البنوك التي لاترحم وخضع هذا الحزب الفتي بل أجبر على الخضوع لأن الرأسمالي الأوروبي المتمرس دخل المفاوضات وهو يدرك نقاط ضعف هذا الشباب اليساري من حماسه وشعاراتيه وقلة خبره ففرض في البداية إقالة وزير الماليه العنيد رغم قيمته العلميه والثقافيه العاليه(يانيس فاروفاكيس) ثم فرض نهجه المعروف وهو مزيد إغراق الاقتصاد اليوناني بالديون على حساب تفقير الشعب بتخفيض الرواتب وطرد العمال والتفويت في المؤسسات العموميه، ولولا أصالة الشعب اليوناني الذي دخل مرحلة اليأس نتيجة الضخ الاعلامي وقبل بالتفقير وتحلى بالصبر الى حين لأصبح سيريزا من الماضي (وهذه أخلاقيات ظرفيه لاعلاقه لها بالسياسه والاقتصاد وهذا هو الغائب في المجتمع التونسي المتخلف الذي يسيطر عليه الجهل والقوى الرجعيه التي تتحين الفرصة لزرع الفوضى وتدمير الدوله وهو الخطر المحدق بتونس)


اليسار التونسي
بالعودة لليسار التونسي الذي طبّل بعضه لتجربة سيريزا عند نجاحها الانتخابي وتجاهلها عندما اصطدمت بالحقيقه وخضعت لإملاءات البنوك وعاد هذا اليسار لأصله الماركسوي وشعاراتيته بالصياح والهرج حول التداين وإملاءات البنوك والتنديد والشجب للفساد والتبعيه ولم يستفد من تلك التجربه المره لسيريزا ولم يتدارسها ولم يتواضع أمام ما رآه من كارثة اليونان ولم يكلف اليساريون أنفسم حتى بالتساءل والمقارنه،هل تونس على خطى اليونان أم على خطى الصومال؟،هل سيقبل التونسيون التقشف وتخفيض الرواتب وبيع المؤسسات العموميه ورهن ثروات الأرض كما حصل في يونان سيريزا أم سيدشنون للفوضى والحرب الأهليه كالصومال؟ أسئلة كبرى غائبه عن النخب التونسيه الموهومه بالشعارات السلفيه من كتب القرن القرن الماضي والتي أصبحت صفراء ،بل أكثر من هذا تغافلت هذه النخب عمدا عن حقيقة أن العالم يتغير وأن أقطابا جديده بدأت تظهر كالصين بتعليل إيديولوجي ماضوي لا علاقة إلا بتحجرهم وعيشهم في صراعات القرن الماضي بين أقطاب المعسكر الاشتراكي.
لتعلم هذه النخب وخاصة اليساريه أن حتى الدول الرأسماليه القديمه مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا أدركت هذا التحول العالمي وأصرّت على ملاحقته،فرغم معارضة أمريكا الشديده أقدمت هذه الدول على المساهمه في بنك شنغهاي للتنميه الذي أسسته دول البريكس وسارعت بالتعامل مع اقتصاديات هذه الدول لأنها تتعامل مع الأرقام والنمو والتحولات ولا تتعامل مع الشعارات والأوهام،إن أكبر خمس بنوك عالميه تتصدر الترتيب العالمي هي صينيه وأن معدل النمو تتصدره الصين والهند في العالم،صحيح أن روسيا وجنوب إفريقيا والبرازيل أضلاع البريكس تعد راكده اقتصاديا لكنها دول قويه وواعده من حيث الموارد الطبيعيه والتطور العلمي المذهل خاصة لدى الروس.
دول البريكس لها من حيث السياسة رؤيه ثوريه لبيئه الأرض والتعاون الاقتصادي والانفتاح، تريد من خلالها تغيير وجه العالم والقانون الدولي نحو السلام والحرية وحق الشعوب في تقرير مصيرها ولاتشترط للتعاون تلك الشروط المائعه كحقوق الانسان والديمقراطيه بل فقط التركيز على المخاطر الأمنيه لمنع الحروب والارهاب والدمار والجدوى الاقتصاديه وهي الأهم و جوهر التعاون المثمر بين الشعوب والدول وليس القشور والشعارات الجوفاء.
وحتى نكون واقعيين فعلى النخب و اليسار التونسيين اليوم تدارك ذاته الماركسيه( ماركس لم يبدأ فكره كسياسي بل بدأه كاقتصادي فكك منظومة الرأسماليه وكشف خفاياها وخدعها) ويعود للأصل وينطلق من علمية البقاء للأصلح وتلك هي روح الماديه التاريخيه خاصة وأن الفرصه سانحه اليوم في منطقتنا العربيه بصمود السوريين والمقاومه لتثمين انتصارهم بتحوّل جذري معلن نحو الانتماء للعالم الصاعد الواعد،البريكس وما جاورها من آسويين وأفارقه ولاتينيين وتقدميين في العالم الغربي والتخلي عن الشعارات والهرج الاعلامي وطرح بدائل ملموسه والتدليل عليها بوقائع حقيقيه مثلما ما يحدث في رواىندا وايران وماليزيا وكوريا الشماليه وبوليفيا وغيرها من الدول التي تجرأت على التمرد وخرجت من محنة طحن الغرب القديم لها علنا كما فعلت كوريا الشماليه وايران وبسلاسة كما فعلت بوليفيا وماليزيا والأهم إقناع الشعب التونسي ومصارحته بالوجهة الجديده للعالم لقطع الطريق عن المتربصين به من رجعيين ودعاة فوضى وتدمير.
سالم المرزوقي ـ تونس ـ



#سالم_المرزوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رساله مفتوحه الى سلامه كيله،دفاعا عن اليسار التونسي
- النقد والأدب والثوره
- حزب النهضه الاخواني: المقاربه بين الوحدة والبقاء أو التشظي و ...
- أمريكا ترامب والاندفاع المغامر
- الحرب على دمشق قادمه....الفاشيه تكشر عن أنيابها
- حركة النهضه الإخوانيه وعقدة الفشل في تونس


المزيد.....




- بالأسماء.. أبرز 12 جامعة أمريكية تشهد مظاهرات مؤيدة للفلسطين ...
- ارتدت عن المدرج بقوة.. فيديو يُظهر محاولة طيار فاشلة في الهب ...
- لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب ...
- جرد حساب: ما نجاعة العقوبات ضد إيران وروسيا؟
- مسؤول صيني يرد على تهديدات واشنطن المستمرة بالعقوبات
- الولايات المتحدة.. حريق ضخم إثر انحراف قطار محمل بالبنزين وا ...
- هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأ ...
- هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه
- Polestar تعلن عن أول هواتفها الذكية
- اكتشاف تأثير صحي مزدوج لتلوث الهواء على البالغين في منتصف ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - سيريزا اليوناني،يسار تونس:العقم المشترك