|
دعوةٌ إلى التعقُل والهدوء
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5638 - 2017 / 9 / 13 - 16:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأوضاع المُتأزمة في العراق وبضمنه أقليم كردستان ، تنتج أرضيةً مُناسبة ، لنمو التطرُف والإنفعال والتصعيد ودَق طبول الحَرب . وإذا كان الغلو والتشدُد صادراً من إمَعات لا وزن لهم ومن شخصيات قميئة لا شأن لها وحتى من اُناسٍ مشبوهين ذو تأريخٍ غيرِ مُشّرِف ... فالأمرُ طبيعي ومُتوقع . فعندما يعلن " قيس الخزعلي " مثلاً ، صاحب ميليشيا ما يُسّمى عصائِب أهل الحق ، بأنهُ سوف يُقاتِل بالحديد والنار ضد إشتراك كركوك بعملية الإستفتاء .. فأن ذلك طبيعي ، فهو وميليشياته ، ليسَ سوى آلة بِيَد قاسم سليماني . وعندما يُصّرِح " محمد تميم " مثلاً ، تصريحات نارية في كركوك ، مُنافِساً بها تخرُصات " عبد الرحيم الشمري " في الموصل و" و " حنان الفتلاوي " في بابل ، رافعين رايات الحرب ، فأن ذلكَ أمرٌ مُتوقع ، فلقد باعوا أنفسهم منذ زمانٍ للمالكي وما يُمّثِلهُ من رثاثةٍ سياسية . وحتى " أرشد الصالحي " وجبهته ، بمُبالغاته غير المعقولة ، فأنه يأتمرُ بأوامِر السلطان أردوغان وتطلعاته المُغامِرة المشبوهة ... ناهيكَ عن عشرات من سياسيي الصُدفةِ وإنتهازيي مرحلة إنكفاء الدولة وتُجار السلاح ومُرّوجي الحروب والعائشين على إدامة الأزَمات ، في بغداد وأربيل .. كُل هؤلاء ، يُغّذون النزعات العنفية ويدعون إلى الحلول العسكرية والإستئصال ونفي الآَخَر . لكن ما يُحزنني حقاً .. هو التصريحات السيئة وغير العادلة ، لشخصياتٍ أكنُ لها الإحترام وكنتُ أعتبرها نماذج طيبة يمكنها " إذا اُنيطَتْ بهم مسؤولية الحُكم " في بغداد " أن يُساهموا في بناء دولةٍ مُحترمة على اُسُسٍ صحيحة .. مثل " وائِل عبد اللطيف " . لكنهُ أثبتَ مُؤخَراً ، أنهُ ليس بذاك المستوى المنشود ، وأنهُ إنجّرَ إلى مواقِع خلطَ فيها بين مواقِف سياسية لقادةٍ كُرد وبين الكُرد كشعب ، فقامَ بالتهجُم السافِر على الكُرد ، بل إلى التهديد الضمني لكُرد بغداد والتخويف بفرهدتهم في حالة إعلان إنفصال كردستان ! . كنتُ أعتبرُ " أياد جمال الدين " عنواناً للمُعّمَم المنفتِح الليبرالي ، في مواجهة رثاثة الغالبية العظمى من رموز الإسلام السياسي الحاكِم . لكن أقواله في الآونة الأخيرة ، ولا سّيما بالنسبة لخلط الأمور مع بعضها بالنسبة للكُرد ، لا يفرقهُ كثيراً عن " جلال الدين الصغير " وخطابه الأرعن . إضافةً إلى عشرات المثقفين العراقيين العرب الكبار ، الذين [ رغم أنني لا أمتلكُ " حاسة شَم " قومية كُردية قوِية ] فأنني أشعرُ برائحةٍ غير مُريحة ، في كتاباتهم ولا سيما الذين ينكرون على الكُرد حقهم الطبيعي في إمتلاك دَولة ، بحجة أن [ الدستور ] الذي ساهم الكرد في كتابته ، يمنع الإنفصال . أيها السادة ان ذاك الدستور المهلهل ، ليس مُقدَساً ويمكن الإتفاق على تغييره ... ولكن بالتفاهم والتنسيق وتبادل المصالح والروية وحقن الدماء ... فبالنسبة لي شخصياً : لا اُريد دولةً تقوم على إراقة الدماء وإمتداد المشاكل وإدامة الأزمات ! . ............ أكثر ما أخشاه ، هو دعوات الحرب من أي جانبٍ أتَتْ . وما جرى قبلَ أيام في مركز مدينة مندلي من سيطرةٍ لمجموعات مُسلحة مدعومة من عصائب أهل الحق ، على مديرية الناحية ومجلسها وإرغامهم على تبديل المسؤولين الكُرد بآخرين عرب .. هو مُؤشرٌ خطير ، ينبغي أن يوقف عند حده ولا يمتد إلى مكانٍ آخَر . ........... في كُل الحروب الداخلية السابقة ، سواء بين فصائل الكُرد أنفسهم أو بين الجيش العراقي والبيشمركة .. أو الحروب القادمة بين الجيش العراقي وبعض فصائل الحشد الشعبي وبين البيشمركة [ لا سامح الله ] ... هاتوا ضحية واحدة من القادة السياسيين أو أبناءهم أو حتى أقربائهم من الدرجة الثالثة وحتى الرابعة : لا يوجد ! . لا تنسوا هذه الحقيقة المُرّة : جميع ضحايا الحروب ، هم من أولاد الخايبة .. وقود المعارك هم الفقراء من القطيع ! . ............ كما أنني ضد كُل أصوات التصعيد والتشدُد والتهديد في بغداد والبصرة والموصل ... فأنا ضد التطرُف والإنغلاق وفَرض الآراء والتسرُع .. هُنا في كردستان .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مَعَ ... ضِد
-
القميص
-
إستفتاء الإنفصال .. مُلاحظات بسيطة
-
على هامش إستفتاء إنفصال كردستان
-
مُذكرات خَروف
-
مِن هُنا وهُناك
-
أني أحْتَج
-
خواطِر من روبار العمادية
-
- شيائِكة -
-
عن الموصل ، ثانية
-
فوضى اليوم ... فوضى الغَد
-
في إنتظار - العيدية -
-
- دَولة كردستان -
-
ألَنْ ديلون .. وإسماعيل ياس
-
بُقَعٌ سوداء
-
بعوضة
-
رشيد ... سيرةٌ غريبة لشخصٍ إستثنائي
-
على هامِش مُؤتَمَرَي أربيل : حقوق الإنسان والدفاع عن أتباع ا
...
-
دخول الشوال مع الدُب
-
شخصِيةٌ غير نَمَطِية
المزيد.....
-
وصول نعشي الرئيس الإيراني ووزير الخارجية إلى مثواهما الأخير
...
-
معرض -كابسات- للإعلام يعقد في دبي
-
خان يونس.. أسواق على أنقاض الدمار
-
ملك البحرين يلتقي الرئيس الروسي في موسكو ويكشف عن تنظيم مؤتم
...
-
تشييع جثامين قتلى فلسطينيين إثر اقتحام إسرائيلي لمدينة جنين
...
-
مصر تحيي خروج -بني إسرائيل- من البلاد
-
-القسام-: قائد اللواء الجنوبي بفرقة غزة في الجيش الإسرائيلي
...
-
12 قتيلا منهم 4 أطفال حصيلة اقتحام جنين
-
الفساد يسقط ثالث جنرال روسي والكرملين: ليست حملة تطهير
-
هل يشكل حصول السعودية على تقنية نووية من واشنطن خطوة كافية ل
...
المزيد.....
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|