أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نادية محمود - خيبة امل من حزب الله ام بربرية الاسلام السياسي؟














المزيد.....

خيبة امل من حزب الله ام بربرية الاسلام السياسي؟


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5636 - 2017 / 9 / 10 - 23:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أثار اتفاق حزب الله مع داعش بفسح المجال امام عصابات هذا التنظيم للانتقال من جرود عرسال على الحدود اللبنانية السورية إلى ريف البو كمال على الحدود العراقية السورية، غضب اوساط عديدة، والتي عبرت عن دهشتها من تلك الاتفاقية بين هذين التنظيمين. اتفاقية وقف اطلاق النار بين الطرفين جاءت على خلفية مطلب حزب الله باطلاق سراح 8 جنود لبنانيين كانت داعش قد اختطفتهم في عام 2014 مقابل توفير ممر آمن لهم للخروج من لبنان. هذه الاتفاقية وفرت الفرصة لفسح المجال لـ 300 عنصر من عناصر هذا التنظيم ليعيدوا ارتكاب جرائمهم وتعزيز وجودهم في العراق. ان عددا مثل هذا كان قد دخل الى الموصل وعبث بها ما اراد في حزيران 2014.
هذه "الصدمة" التي تعرضت لها اوساط بعضها اسلامية شيعية، وبعضها من اليسار القومي العربي، جاءت نتيجة الاعتقاد و"الاعجاب" بحزب الله الذي استمر لعقود بان هذا الحزب هو حزب "مقاومة" لاسرائيل، والذي يرفع شعارات "الدفاع عن فلسطين"، وكان يقوم بدعاياته وبمختلف الاشكال لاجل هذه القضية، وكان يجمع التبرعات المالية من الاسر والعوائل، وكان الشباب ينخرطون في صفوفه ويموتون من اجل "مشروعه" والحال ان فلسطين على حالها لم تتزعزع، وحال اسرائيل باق كما هو.. ان تلك الشعارات كانت تنعش خيال التيار القومي العربي واليسار القومي، بحيث ان اسر ليست قليلة كانت تضع صور نصر الله في بيوتها معلقة عليه امال تحقيق النصر في فلسطين!.
ليس هنالك ما يبرر خيبة الامل هذه لدى تلك الاوساط والجميع يعلم ان هذا الحزب يأتمر بأمر ايران، وهو فصيل من فصائل الاسلام السياسي، ممول ومتبنى من الجمهورية الاسلامية من الرأس الى الاقدام، يتبنى عقيدة ولاية الفقيه، ويعتبر لبنان جزء من الدولة الاسلامية الكبرى التي يحكمها الامام بانتظار عودة صاحب الزمان، ولو كانت التركيبة الاجتماعية الدينية في لبنان لصالحه لاقام دولة على طراز الجمهورية الاسلامية في ايران.
ليس هنالك ما يبرر صدمة الكثيرين في ماقام به حزب الله، حزب الاسلام السياسي الشيعي، ان ماقام به يتجاوب واهداف ايران وحكم بشار الاسد، الذي يعطيه ابعاد داعش عن الحدود اللبنانية، الى الصحراء ما بين العراق وسوريا فرصة ليلتقط انفاسه وليتلفت الى معارضيه في العاصمة والمناطق القريبة في الحرب المستمرة من عام 2012، والاخيرة حليف لايران. وبهذه الصفقة بين التنظيمين يحقق لحزب الله مكاسب سياسية محلية في لبنان، وليرفع رصيده الذي بدأ بالهبوط في السنوات الاخيرة. فلا بأس باعادة المجرمين الى مكانهم، ودعهم يفعلون ما يشاءون حيث ان شرهم بعيد عن دار حزب الله!
ان قيام حزب الله بنقل تلك العناصر وما تقوم به من اعمال اجرامية وماتسببه من اخطار من هذا المكان الى مكان اخر، يرسل رسالة واضحة تعبر عن واحدة من سمات الاسلام السياسي الاجرامية مفادها: بامكانك ان تقتل، ولكن اقتل بعيدا عن حدودنا، وليذهب الاخرين الى الجحيم!
من المؤكد ان قضية داعش، ساهمت بها اطراف عالمية واقليمية، ولكن بقدر تعلق الامر بقوى الاسلام السياسي الشيعي المحلية وفي المنطقة، لم يكن حزب الله الا لاعبا واحدا في هذه المعركة، واذا كان هنالك من يريد محاسبة حزب الله، عليه ان يلتفت اولا الى الاحزاب الشيعية في العراق التي سلمت مواطني المنطقة، لولاية وحكم داعش واجرامها، خلقوا الاجواء والاوضاع والارضية التي ولدت داعش. اعطت الفرصة لتنظيمات ارهابية للوجود بالاساس، من سياسات المحاصصة والطائفية، والفساد، والمحسوبيات، ونهب ثروات البلاد، والاستهانة بحياة مئات الالاف من الشباب واسرهم والاطفال واللامسؤولية تجاه مصير المجتمع التي اظهرها ولازال الاسلام السياسي واحزابه في العراق. حزب الله، ليس الا حزب واحد فقط وشريك في جوقة احزاب الاسلام السياسي، وبعمله الاخير يجب ان تكون غمامة الانخداع بهذا الحزب قد انقشعت الى غير رجعة.

لم تقف الجماهير في العراق على اقدامها بعد لتقدم المسؤولين عن جلب عصابات داعش الى الموصل والى ثلث مناطق العراق. لم تقف الطبقة العاملة في العراق لتحاكم الطبقة الطفيلية النهابة والفاسدة والاجرامية بعد عن جرائمها وعن استهتارها بحياة الملايين من الناس. فاليوم، وفي كل المنطقة، يشكل اللاجئون الملايين من نسبة السكان. في العراق وصلت نسبت النازحين واللاجئين الى ما يقارب الثلاثة ملايين، والعدد اكبر ومضاعف في سوريا. فحيث كنا في السابق نتحدث عن حقوق العمال والنساء والاطفال والمسنين، الا ان ما مطروح امامنا الان وهو الوقوف والتخندق في خندق الدفاع عن اللاجئين، الذين يشكلون نسبة تضاهي 10% من نسمة العراق، الذين فقدوا اولى مستلزمات حياتهم، تركوا بيوتهم، ووظائفهم، وكل عوائدهم، ومدارس ابنائهم وحتى اوراق اثبات هوياتهم الشخصية، ليعيشوا في رحمة مخيمات الملاجئ وعلى المساعدات الدولية، او المحلية. ان هؤلاء يستدعى الوقوف معهم، والنضال من اجل اعادتهم الى حياة طبيعية وعادية، كما يجب النضال في نفس الوقت ضد القوى التي تسبب في خلق هذه الاوضاع في المجتمع.
ان التحدي الذي يواجه الجماهير كلها في المنطقة هو خطر الاسلام السياسي برمته الشيعي والسني، وان نضالا طبقيا حازما يجب خوضه وعلى كافة المستويات، من اجل انهاء قوى هذا التيار الذي عبث بما فيه الكفاية بحياة البشر في المنطقة وفي العالم.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول قانون التأمينات الاجتماعية او الضمان الاجتماعي
- اغلاق البارات والرأسمالية الطفيلية في العراق!
- حين يصبح حثالة البروليتاريا مسؤولوا دولة!
- التغيير من فوق والتغيير من الاسفل- حول التعديل القانوني الان ...
- تيار عمار الحكيم -الحكمة- الوطني اسم جديد لتنظيم قديم!
- ثلاث ملاحظات بمناسبة تأسيس الحزب الشيوعي العمالي العراقي
- -تحرير الموصل- وموقف الاتحادات العمالية في العراق!
- الرأسمالية الاسلامية خطر على البشرية: قتل كرار نوشي نموذجا!
- هل يوجد طبقة عاملة في العراق وكردستان العراق؟
- استفتاء كردستان.. هل سيحدث اخيرا؟
- حكومة كردستان وورقة الاستفتاء!
- حقبة ما بعد داعش والتسابق الايراني- الامريكي
- حول الميلشيات والدولة
- دولة دينية ام دولة علمانية؟
- قانون -حرية التعبير- في بلد الميلشيات!
- علام يتفق اليسار العراقي؟ الجزء الثاني
- حول وحدة اليسار: علام يتفق اليساريون في العراق؟
- وصية الصدر: هل اول الغيث قطرة!
- اصابة الاسلام السياسي في العراق بحمى -الدولة المدنية- هذه ال ...
- الاعتراضات والاحتجاجات المطلبية والتيار الصدري!


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نادية محمود - خيبة امل من حزب الله ام بربرية الاسلام السياسي؟