أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ايوب سعداوي - فلسفة الحياة














المزيد.....

فلسفة الحياة


ايوب سعداوي

الحوار المتمدن-العدد: 5634 - 2017 / 9 / 8 - 19:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بقلم أيوب سعداوي
فلسفة الحياة:
"أيها المار من هنا، كما انت الأن كنت أنا، وكما أنا الأن ستكون أنت، فتمتع بالحياة لأنك فان"، كانت تلك العبارات منقوشة على قبر الشاعر اليوناني " أرابيوس" تكفي لوحدها إعطاء معاني فلسفية عظيمة لمعنى الحياة، ففلسفة الشاعر أرابيوس لا تتناقض بل تتوافق مع فلسفة "هيراقليطس" الذي لاحظ إنطلاقا من جريان مياه النهر ليس فقط قانونا وناموسا للكون والطبيعة بل أيضا معنى من معاني فلسفة الحياة ألا وهو أنه لا يمكننا أن نستحم في مياه النهر مرتين، فالحياة ولجهة أزمنتها الثلاثة: الماضي والحاضر ثم المستقبل هي كنهر جار تقف في وسطه وتلعب بمياهه فهل تلعب بمياهه التي جرت فأصبحت ورائك أم تلعب بمياهه التي تجري في إتجهاك لكنها لم تصلك بعد ؟؟ كلا إنك لا تلعب لا بهذه ولا بتلك، إنك تلعب وتستطيع أن تلعب بمياهه التي حولك فحسب، فعش الحاضر لأنك لا تملك من الزمن غيره فالماضي لا يعود والمستقبل لم يأت بعد. فكيف للإنسان أن يعيش وأن يحسن عيش الحاضر بصفة كونه اللحظة الوحيدة التي يملك وهو يشعر بالأسف والندم على الماضي أو بالخوف من المستقبل ؟؟ إن سوء فهم هاته الفلسفة هو ما يجعل الإنسان أسير شعورين: شعور بالأسف والندم والحسرة والحزن على شيء فات وشعور بالخوف والقلق والانزعاج من امر لم يأت بعد، فمتى يحيا ويعيش وهو أسير هذين الشعورين؟ إنك مدعوا إذن إلى إكتساب وعي يمكنك من السيطرة على هاته المشاعر، فلو حدث ما يمكن أن يطلق ويثير هاته المشاعر في نفسك فاسأل نفسك هذا السؤال: هل لهذه المشاعر أن تظل على ما هي عليه الأن من شدة وقوة بعد سنة أو سنتين؟ على البديهية الإجابة هي لا، إذن لم لا تجعل هاته المشاعر الأن بالحجم الذي ستكون عليه بعد سنة أو سنتين؟؟ فلا تحاول أن تأسر نفسك في سجن هذا الشعور الذي مضى وأن تقول: لو رجع بي الزمن لما فعلت ذاك الذي فعلت، فالعودة إلى الماضي إنما تعني العودة إلى الأسباب والدوافع والضغوط التي جعلتك تفعل ما فعلته والذي لم يظهر لك على انه خطأ إلا بعد ارتكابك له وخوض التجربة المريرة وتعاني من عواقبها. ولا تحاول أن تأسر نفسك في الخوف مما لم يأتي بعد وخصوصا الشعور الذي يعدل الحماقة وهو الخوف من الموت، لأنه يجعلنا أمواتا ونحن أحياء، أن تخشى أن تموت وأن تسعى من ثم في درء خطر الموت عنك فهاته هي الحكمة بعينها أما أن تخشى الموت بعينه فهذا هو الحماقة بعينها لأن الموت هو المصيبة الوحيدة التي لا تؤلم من حلت به لا جسديا ولا نفسيا فالموت والوعي لا يجتمعان. فإنك مدعوا إلى أن تفهم الحياة بفهم نقيضها (الموت) فكما الخوف من السقوط أثناء تسلق الجبال يمنع من تسلقه فأيضا الخوف من الموت يمنع من عيش الحياة، فلا تكن كالذين صرخوا اننا سنموت جميعا ولكن قبل صرختهم لبسوا الأكفان، وإبتسم وعش الحياة واتركها تأتي بأعنف ما لديها حتى وإن كان الموت .







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل الإنسان


المزيد.....




- البنتاغون يطلق مراجعة شاملة لانسحاب بايدن -الكارثي- من أفغان ...
- مصر.. قرار حكومي بوقف مصانع كبرى مؤقتا بعد تحرك إسرائيلي
- السعودية.. تدشين شركة -بي إيه إي سيستمز العربية للصناعة- في ...
- روبيو: حرب أهلية شاملة قد تندلع في سوريا خلال أسابيع قليلة و ...
- -متضخّمة وتحتضر-.. وزير الصحة الأمريكي يدعو الدول إلى الانسح ...
- توجيه الاتّهام إلى رجلٍ ثانٍ في حريق منزلين مرتبطين برئيس ال ...
- تونس.. تمديد الإيقاف التحفظي لرجل الأعمال يوسف الميموني
- خبير قانون دولي يتحدث لـ RT عن دلالات رفض نتنياهو -المدوي- ل ...
- -ريموت كونترول وإحراجات-.. كتاب -الخطيئة الأصلية- يفضح تفاصي ...
- بوتين يكشف لترامب إحباط هجوم إرهابي


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ايوب سعداوي - فلسفة الحياة