أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي الشقاقي - الخطوط الحمراء














المزيد.....

الخطوط الحمراء


لؤي الشقاقي
كاتب _ صحفي _ مهندس

(Dr Senan Luay)


الحوار المتمدن-العدد: 5634 - 2017 / 9 / 8 - 19:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ابتلينا جميعا بالخطوط الحمراء والخضراء , وكاننا يجب ان لا نعيش الا بوجود تلك الخطوط ولا تستقيم حياتنا الا بالمحافظة عليها ولم يكن لنا وجود لولا تلك الخطوط التي احمرت من سيل دمائنا واخذت قدسيتها من فيض الارواح التي ازهقت دفاعاً عنها .
من خلال اقامتي لبضع سنوات في تركيا وجدت ان لديهم خطوط حمراء كما ان في العراق خطوط حمراء "كل شعوب العالم لديها خطوط حمراء لكنها لاترتبط بشخوص او افراد ابداً" لكن الفارق هنا انها اربعة وليست متعدد , وايضاً ليست مرتبطة بشخوص وان جميع اطياف الشعب التركي متفقة على حبها وتقديسها وهذا غير متوفر لدينا وانها غير معتمدة على دين او مذهب, واذا ما امتلكنا تلك الروحية والاحساس في العراق فأننا سنرى العراق في افضل وأزهى عصوره .
الخطوط الحمراء في التركيا اربعة وتقسم الى الاهم والمهم , فالاهم اثنان هما الوطن والعلم والمهم هما الجنسية والشهيد , نبدء بالاهم "الوطن" فالشعب كله مجمع على ان الوطن فوق الجميع واهم من كل ماسواه , صحيح ان الانتماء لحزب او جماعة عند التركي مهم لكن هذا كله يزول ويختفي في حال اصبح الوطن على المحك "وهذا ظهر جلياً في انقلاب تموز فقد توحد الترك على رفضه مع انهم ليسوا كلهم من انصار اردوغان" الوطن اهم من كل شيء فان لم يكن لك وطن فلا معنى لوجودك ,حتى الاسلام الذي لايؤمن بحسب رأي البعض بتقديس الوطن لم يكن لينتشر ويظهر لولم يختر النبي المدينة المنورة كـ عاصمة له , ليس اي مكان اخر مثل الوطن فهو الام والتاريخ فلا الأم تعوض ولا التاريخ يشترى .
العَلم هو ثاني الاشياء اهمية عند الترك فهو لم يتغير منذ بداية نشوء الدولة العثمانية عام 1383م , وعندما إسس محمد الفاتح السلطنة اضيفت للعلم الهلال والنجمة التي تمثل الرمز الاسلامي , فتخيلوا معي علم عمره 600 عام ونيف ولم يمس ولم يتغير ولم يفكر احد بذلك , حتى اتاتورك الذي الغي الكثير من الرموز الاسلامية لم يمس العلم "بينما في العراق كلما اتت امة لعنة اختها ورغبت بتغيير العلم والنشيد وكأنما اختزلت مشاكل العراق في تغيير النشيد والعلم واضافة لون او ازالة النجوم وشعار الله اكبر" والى الان النشيد العثماني يردده الاتراك منذ اكثر من 600 عام لانهم شعب يحترم تضحيات اجداده ويحترم تاريخه وحضارته حتى لو كان فيه شيء يشوبه ويعيبه .
نأتي الان للمهم الجنسية , فكن من تكون ولكن المهم انك تركي , كردي عربي شركسي الباني تركماني سلجوقي المهم انك تركي وتركي اولا وقبل كل شيء "في العراق الانتماء للوطن يأتي اخراً بينما والعقيدة الدينية والمذهبية والسياسية هي الاهم وفوق الوطن والجنسية بل حتى فوق الدين" .
اما الشهيد فهو قصة اخرى , للشهيد احترام وإجلال وإكبار ولو كان قد توفي منذ اول تأسيس الدولة قبل ستة قرون , ففي تركيا يودع الشهيد بطقوس خاصة هي اقرب للعرس , حيث يزف ويقولون الناس "هنيئ له قد شرب عصير الشهادة قبلنا" ليس للبكاء ولطم الخدود وشق الجيوب والجزع في قاموسهم مكان , هم يعرفون قيمة الشهادة ومعناها اكثر من العرب والعراقيين , حيث يعتقدون بان وطنهم قد بني بدماء الشهداء وسيبقى الوطن شامخاً ويظل مادام هناك من يقدم نفسه ودمه في سبيله "في العراق صرح احد النواب بأن يجب ان يعدم كل من قاتل أيران عدو العراق الازلي دونما اي احترام لتاريخ العراق ودماء الشهداء وتضحياتهم, وقبل سنوات قطعت الرواتب التقاعدية للشهداء الذين قضوا نحبهم في حربنا مع ايران ورفع عنهم لقب شهيد ولو كان بامكانهم لنبشوا قبورهم ومثلوا بهم" .
اما عن احترامهم للتاريخ والاثار والتراث واللغة فحدث ولاحرج . فهذا واضح وجلي لكل من زار او سمع عن تركيا .هم شعب يحترم نفسه وتراثه وتاريخه ونحن شعب يكره نفسه وتراثه وتاريخه ويقتل نفسه بيديه ولانزال نقول بأننا شعب الحضارات .



#لؤي_الشقاقي (هاشتاغ)       Dr_Senan_Luay#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يجب ان نفرح في 4/9
- وزير يصبغ وزير يسرق الحذاء
- احياننا تعاقبنا الحياة مرتين
- نحتاج ادب ثوري ونهضة فكرية
- براء - دارك
- بلا عنوان
- شلون تموت جارك
- ثورة المهندسين


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي الشقاقي - الخطوط الحمراء