أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل كاظم التميمي - داعش وامريكا .... ومصالحنا














المزيد.....

داعش وامريكا .... ومصالحنا


جميل كاظم التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 5630 - 2017 / 9 / 4 - 10:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



سنوات الدمار التي مرت على العراق وانعطافاتها الاخيرة تستحق منا ان نحلل هذه المرحلة المهمة من وجهة نظر عقلانية بعيدة عن النظرة الولائية.
اولا ساحاول تفكيك مفهوم ساذج اعتاد البعض ان يطلقه على داعش انها صناعة امريكية اذ في حقيقة الامر ان داعش هي ليست صناعة امريكية لانها ببساطة هي وجدت بقرون قبل ان توجد امريكا كدولة على الساحة السياسية فداعش هو فكر متطرف نشا على منهج فكر الخوارج والذين كما هو معروف خرجوا على الامام علي بحجة انهم يهدفون الى اقامة دولة العدل الالهية غير مبالين لما يحدث متمسكين بمبدا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على حد قولهم لذلك الخارجي ابن ملجم والذي قرر اغتيال الامام علي وسط اتباعه وهو يأمهم بالصلاة هو انتحاري لا يختلف عن اي انتحاري داعشي عندما يفجر نفسه بين جموع الابرياء في زمننا هذا بمعنى اخر لو كان في زمن ابن ملجم حزام ناسف لفجره على الجميع وقتل اكبر عدد ممكن من اتباع الامام علي .
هذا الفكر المتطرف حافظ على بقاءه لكنه كان يغير جلده بمسميات مختلفة مرة باسم الوهابية والسلفية والقاعدة وداعش وسيستمر في عقول بعض المسلمين حتى بعد انهيار امريكا نفسها (طبعا اذا فعلا انهارت) قد يهدا لكنه محال ان ينتهي من عقول البعض حتى قيام الساعة.
كل الذي قامت به امريكا بذكائها وغباء اعدائها هو استثمار هذا الفكر المتطرف لمصلحتها وجعلته احد ادواتها تضرب به من تشاء( لاحظ هناك فرق بين الصناعة والاستثمار) فانا كشخص ذكي استطيع اذا وجدت متخلفين عقليين يضمران لي الكره والعداوة ما علي الا ان احرضهما ليتقاتلا فيما بينهما مستغلا غباؤهما ثم اجلس اتفرج عليهما.

هذا بالضبط ما حصل ويحصل لنا فعندما اطاحت امريكا بصدام والذي اصبح شخص مزعج ومتهور بالنسبة للغرب استحوذ على السلطة من بعده الاسلاميون لكن هؤلاء الاسلاميين لم يتعاونوا مع امريكا على انها صاحبة الفضل عليهم بل على العكس اظهروا لها العداء بسبب المنهج الاسلامي الذي يتبنوه وتناسوا في لحظة ما انها هي من جاءت بهم وتستطيع اذلالهم ببساطة لانها اذكى منهم بكثير لذلك خرجت القوات الامريكية من العراق غير راضية (ولم تخرج امريكا)ولسان حالها يقول لهم سالقنكم دراسا لن تنسوه وفعلا حصل الذي حصل كل الذي قامت به امريكا هو غض النظر عن الجماعات المتطرفة الداعشية مستثمرة الاجواء الطائفية و تهور وغباء الجميع سنة وشيعة .
ما اريد توضيحه ان داعش اليوم هي اشبه بالمتخلف العقلي تحرضه امريكا على الاخرين متى ما شاءت لكنها في نفس الوقت قد تأدبه وتانبه اذا ما شعرت ان مصلحتها تقتضي ذلك وهذا ما يفسر اختلاف تعامل امريكا مع داعش قبل ٣ سنوات عن اليوم فسابقا كانت تغض النظر عنهم واليوم تضربهم في عمليات التحرير الاخيرة وتحاصرهم كما فعلت مع قافلة ارهابيي عرسال لان سلوكها وتعاملها مع داعش يخضع لمعايير مصلحتها منهم.

التحالف الذي حرص على مواجهة داعش والمتمثل بايران العراق سوريا وحزب الله بدوافع ايديولوجية بمعنى صراع اقطاب شيعية ضد متطرفين سنة كان تحالف حقيقي الا ان حتى هؤلاء المتحالفين والذي يجمعهم ولاء المذهب ينظر كل منهم الى مصلحته هو داخل التحالف طبعا كل حسب ذكاءه وبالتاكيد اذكى المتحالفين هو ايران واغباهم هم قادة العراق مع الاسف وهذا يعيدنا الى تفسير سبب موقف سوريا وايران من العراق في وقت تواجد الامريكان كيف عارضت سوريا وارسلت ارهابيين للعراق على لسان المالكي نفسه حليفهم اليوم لان مصلحة سوريا تقتضي ان تعم الفوضى في العراق بسبب وجود الامريكان فيه واليوم كيف ارسل حزب الله دواعش عرسال الى حدود العراق عندما فضل مصلحة لبنان وجنوده على مصلحة العراق.



#جميل_كاظم_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين اغنية البارحة.....ونومي بيت كطيو !!!
- المنهج العلمي لادراك الحقيقة ومنطقة المالكي الرمادية
- اغتيال السفير الروسي ونظرية المؤامرة
- من ذاكرة صورة قديمة
- دعوة للجنون ...من مذكرات طبيب
- انا وعالم الفضاء الامريكي


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل كاظم التميمي - داعش وامريكا .... ومصالحنا