أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل كاظم التميمي - بين اغنية البارحة.....ونومي بيت كطيو !!!














المزيد.....

بين اغنية البارحة.....ونومي بيت كطيو !!!


جميل كاظم التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 5386 - 2016 / 12 / 29 - 09:46
المحور: الادب والفن
    



البارحة اتصل بي صديقي الملحن الكبير محسن فرحان وكان على غير عادته منزعج جدا يشكي لي هم ما وصلت اليه الذائقة العراقية من انحدار بعد سماعه اغنية يرددها الكثير اسمها بيت كطيو كنت اشفق عليه كثيرا وانا اصغي الى نبرات صوت هذه القامة الموسيقية الكبيرة وهو يطلب مني ان اتناول الكتابة عن هذا الموضوع عسى ان نجد حل لانقاذ الناس من تشوه ذائقتهم وفعلا بعد ان انهيت المكالمة جلست مع نفسي استعرض شريط الغناء العراقي بين الماضي والحاضر والاجواء النفسية التي رافقت مسيرته لان كما هو معروف ان الغناء والفن بصورة عامة هو نتاج البيئة ومرآتها فعندما تكون البيئة مبتذلة قطعا ولا غرابة ان يسود الغناء المبتذل .
وانا استعرض هذا الشريط وجدت نفسي اقف عند اغنية اعتبرها شخصيا من اهم الاغاني العراقية رغم انها لم تاخذ حقها كما ينبغي لان كان اول ظهور لها ونحن على اعتاب الدخول في حرب ايران هي اغنية البارحة ربما هذه الاغنية تعتبر افضل نموذج ممكن الاستعانة به للوقوف على اسباب تدني الذائقة الموسيقية.
فولادة هذه الاغنية كما حدثني عنها ملحنها محسن فرحان يعود تاريخها الى نهاية السبعينيات حين حضر كل من المطرب سعدون جابر والشاعر الغنائي زهير الدجيلي قادمين من بغداد الى بيته في كربلاء بدون تخطيط مسبق حاملين معهم قصيدة البارحة من اجل تلحينها لكن لسؤ الحظ عند وصولهم للبيت لم يكن احد فيه اذا ان الجميع كانوا يمارسون زياة الامام الحسين وطقوس عاشوراء فذلك اليوم كان هو اليوم الثامن من عاشوراء والكل كان منشغلا بطقوسها فما كان منهم بعد ان قطعوا هذه المسافة سوى التفكير بطريقة اخرى لضمان وصول القصيدة للملحن محسن لذلك فكرا باخذ طابوقة وربط القصيدة بها بواسطة خيط بسيط ثم قذفها في الباحة الامامية للبيت وغادرا وبعد ان عاد محسن فرحان مع عائلته الى البيت انتبهوا لوجود شي مريب في الباحة حاول محسن فرحان الاقتراب منه الا ان زوجته نهرته قائلة ربما انه سحر وبعد محاولة الكشف عنه من بعيد بواسطة عصى بسيطة تبين انها قصيدة البارحة وفور قراءتها وجد محسن فرحان نفسه حاضنا العود ليضع النغمات الاولى للقصيدة اذ كما هو معروف ان الشعر يفجر الخيال الموسيقي الكامن في المعنى.
وبودي هنا ان اتناول الاجواء النفسية لهذه الاغنية لاهميتها فكاتبها هو الشاعر اليساري زهير الدجيلي الذي اتحف الذاكرة الغنائية بعشرات الاغاني الرائعة منها ياطيور الطايرة وحسبالي وغيرها وكانت قصائده فيها تورية ورمزية لاضطهاد اليساريين وخصوصا في هذه الاغنية وفي القصيدة الام اما ملحنها محسن فرحان فهو غني عن التعريف في نتاجه المفعم بحزن غريبة الروح ومابي اعوفن هلي ويكولون غني بفرح وكم كبير من الاغاني الساحرة هو ايضا كان يمارس طقوس وبيئة بكائية موغلة في اللاشعور الكربلائي لذلك وجد كل من الشاعر والملحن ضالتهما في هذه الاغنية لتفريغ المحنة المترسخة في اللاشعور وتفريغها عاطفيا بطريقة مهذبة للجمهور.

والمستمع بتامل لهذه الاغنية سينتبه الى ان اشارات النعي المفرطة في الحزن في نهايتها لها دلالات مهمة فتاريخ الاغنية كما ذكرت كانت في نهاية السبعينيات وكان العراق على اعتاب دخول حرب ايران ودلالات النعي فيها ربما تشير الى نبؤة مبكرة من فرسان هذه الاغنية على ان العراق على اعتاب حروب وحصار وخراب ودمار للذائقة التي اوصلتنا الى نومية بيت كطيو.



#جميل_كاظم_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنهج العلمي لادراك الحقيقة ومنطقة المالكي الرمادية
- اغتيال السفير الروسي ونظرية المؤامرة
- من ذاكرة صورة قديمة
- دعوة للجنون ...من مذكرات طبيب
- انا وعالم الفضاء الامريكي


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل كاظم التميمي - بين اغنية البارحة.....ونومي بيت كطيو !!!