أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 5625 - 2017 / 8 / 30 - 20:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ قمة الرياض الأمريكية –السعودية التي جاءت ضمن قمم ثلاث أمريكية –سعودية وعربية وخليجية ،وضرط فيها الرئيس ترامب فصّا لوّث أجواء اللقاء ،ونحن نشهد تحركات غريبة عجيبة في العراق ،ونلمس تحولا رهيبا على أرض الواقع ،يوحي بإنقلاب جذري في هذا البلد الممزق منذ إحتلاله أمريكيا بطلب عربي ربيع العام 2003.
ما يستدل من كل ما تقدم بعد البحث والتمحيص،أن الرياض طلبت من الرئيس الأمريكي ترامب تغيير قواعد اللعبة في العراق، والعمل على طرد إيران منه ،وعودة امريكا إليه ،بمعنى أن السعودية قررت محاربة إيران في العراق بتوظيف امريكا ترامب، الذي دفعت له نصف تريليون دولار كصفقات سلاح ،ناهيك عن عدة مليارات كهدايا قدمت له ولزوجته ميلانيا وإبنته الحسناء إيفانكا وزوجها اليهودي كوشنير.
هذا ما تؤكدة التحركات والحراكات التي كانت جد مستهجنة قبل قمة الرياض ،وهي زيارة كبار المسؤولين العراقيين يتقدمهم وزير الداخلية قاسم الأعرجي المعروف بولائه المطلق لإيران ويوصف أحد مقاتليها برتبة وزير داخلية ،كما انه صديق لزعيم الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ،وأهداه ولي العهد السعودي خمسة آلاف مقعد حج.
كما تم بعد ذلك وبدعوة رسمية أيضا إستقبال زعيم التيار الصدري وهو اكبر تيار شيعي في العراق السيد مقتدى الصدر ،وجرى لقاء مطول بينه وبين ولي العهد السعودي أيضا.
بعد تانك اللقاءين المهمين في هذه المرحلة بالذات ،لمسنا توجها سعوديا يؤكد ما قلناه آنفا ،وتمحورت التصريحات الرسمية السعودية بتشديد العداء مع مذهب الخميني المتطرف وليس مع المذهب الشيعي ،كما تم وفي مناسبات عديدة تثمين مواقف العرب الشيعة الشرفاء الذين يرفضون الصفوية ، بمعنى أن السعودية تعادي إيران الصفوية وليس شيعة العراق.
من هنان نستطيع القول أن السعودية فتحت جبهة جديدة على إيران في العراق الذي إصطبغ مؤخرا بالصبغة الإيرانية ،وها هي الرياض تتعامل مع كافة الرموز العراقية الشيعية وتقدم لهم الهدايا لإستمالتهم إلى جانبها والوقوف معها في حربها المستمرة مع إيران.
يتضح من ذلك ان السعودية تريد أن تصحح خطأها الذي إرتكبته منذ البداية وأدى إلى إحتلال العراق الذي أصبح لاحقا حديقة خلفية لإيران بالتواطؤ مع أمريكا طبعا ،والسؤال هل ينجح هذا المسعى ،خاصة وان الرئيس ترامب أبو فص يستعد لمغادرة البيت الأبيض إن طوعا أو كرها؟
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟