أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل محمد - البحرين - تشويه العلمانية تعويذة الإسلاميين لضمان البقاء















المزيد.....

تشويه العلمانية تعويذة الإسلاميين لضمان البقاء


عادل محمد - البحرين

الحوار المتمدن-العدد: 5621 - 2017 / 8 / 26 - 12:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العلمانية ليست تلحيدا للمجتمع كما يدعي الإخوان ولا هي إقصاء ولا معاداة للدين الإسلامي أو غيره بل بالعكس هي التي تضمن فردية الإيمان – أو عدم الإيمان- وحميميته.

حميد زناز

الجزائر - كانت العلمانية ومازالت في معظم البلدان العربية والإسلامية عرضة لتشويهات كثيرة، فنتازية تارة ومضحكة في أغلب الأحيان، فكتابات وخطب الإخوان تحرّف الأسس الفلسفية والسياسية للكلمة لتجعل منها ذلك الغول الذي يتربّص بالإسلام وبالمسلمين.

فهم ينظرون إلى العلمانية على أنها غزو ثقافي ويضعونها دوما في خانة المتعارضات مع الإسلام ويكفّرون من نادى بها بل وأصبحت على ألسنة الإسلاميين شتيمة وكبيرة من الكبائر التي يلصقونها بخصومهم الديمقراطيين.

وفي كتابه “الإسلام والعلمانية وجها لوجه”، لم يترك يوسف القرضاوي رذيلة إلا وألصقها بالعلمانية، وليس هذا فحسب بل راح يقوّل العلمانيين العرب ما لم يقولوه على الإطلاق وراح يختلق الأقوال اختلاقا، فيكتب في الصفحة 57 “انتهز بعض العلمانيين فرصة الترجمة الخاطئة لكلمة ‘العلمانية’، محاولين جعلها مرادفة لـ’العلمية’، وقالوا: إن العلمانية تعني استخدام العلم والعقل، موهمين بذلك – أو مصرّحين- بأن الإسلام ضد العقل والعلم!”، وهو كلام مختلق تماما لا نجد له أثرا في كتابات العلمانيين العرب والقرضاوي نفسه لم يذكر أين قرأ مثل هذا الكلام ومن قاله؟ ولا يكتفي بالافتراء بل يمر بسهولة إلى ممارسة مهنة التكفير، كاتبا بأن العلماني “الذي يرفض ‘مبدأ’ تحكيم الشريعة من الأساس ليس له من الإسلام إلا اسمه، وهو مرتد عن الإسلام بيقين، يجب أن يستتاب وتزاح عنه الشبهة وتقام عليه الحجة، وإلا حكم عليه القضاء بالردة وجُرّد من انتمائه إلى الإسلام أو سحبت منه ‘الجنسية الإسلامية’ وفُرق بينه وبين زوجته وولده، وجرت عليه أحكام المرتدين المارقين في الحياة وبعد الوفاة”.

إنها دعوة صريحة للقتل راح ضحيتها الكثير من المثقفين والسياسيين العرب مشرقا ومغربا على رأسهم محمود محمد طه وفرج فودة وشكري بلعيد وغيرهم.

أما زعيم النهضة التونسية راشد الغنوشي، الذي حاول أن يظهر في الأيام الأخيرة بوجه غير متطرف وبربطة عنق، فقد شيطن العلمانية خلال عقود، مرددا أنها نزعت القداسة عن كل شيء بتجريد كل نشاط اجتماعي أو خلقي من المقدس، بل طردت المقدس من الوجود. والعلمانية في رأيه ليس اختفاء الدين والأخلاق والحق والعدل والله بل اختفاء للإنسان أيضا.

وبكلمة واحدة العلمانية هي فلسفة موت الإنسان بالنسبة إلى راشد الغنوشي. والسؤال كيف يمكن لرجل يدعي التقوى أن يحاول تشويه العلمانية عمدا؟ ونفس السؤال يمكن طرحه حول المفكر الإسلامي إسماعيل محمد حنفي الذي يعرّف العلمانية على أنها “إبعاد الدين عن الحياة أو فصل الدين عن الحياة أو إقامة الحياة على غير الدين سواء بالنسبة إلى الأمة أو الأفراد!” أما عيد بطاح الدويهيس، فنقرأ كتبه من عناوينها “عجز العقل العلماني” ومحمد شاكر الشريف يعنون كلامه المطول (كي لا أقول كتابا): “العلمانية وثمارها الخبيثة”.

وهؤلاء كغيرهم من الإسلاميين لا ينتقدون العلمانية في كتاباتهم بل ينتقدون تعريفهم وتصورهم هم للعلمانية. وكتابات من هذا الطراز هي المسؤولة عن المغالطات التي ترسّخت في أذهان الإسلاميين والتي ترى في المطالبين بفصل الدين عن السياسة كفارا ومروجين لشرب الخمر وتشجيع البغاء وغيرها من التهم المضحكة، وكل ذلك من أجل الهروب من النقاش والمحاججة العقلية ومحاولة جر الحوار إلى مستنقع الشتم والسباب.

لا يظهر على الشاشة مرة دون أن يردد بوق الإخوان وأمير قطر، فيصل القاسم عبارته المغرضة “البلدان العربية التي طبقت العلمانية”، وتلك أكبر أكذوبة يروجها الإخوان ويربطون حتى بين استبداد بعضها والعلمانية ولذلك يطالبون بتطبيق الشريعة وإقامة الدولة الدينية لإصلاح الأوضاع، متجاهلين أنهم بذلك سيخلقون مشاكل أخرى أخطر قد تنسف الدول العربية القائمة اليوم وتؤجج الصراع بين الأديان والطوائف والمذاهب وتفتح الأبواب واسعة لحروب أهلية طاحنة.

العلمانية ليست تلحيدا للمجتمع كما يدعي الإخوان ولا هي إقصاء ولا معاداة للدين الإسلامي أو غيره بل بالعكس هي التي تضمن فردية الإيمان – أو عدم الإيمان- وحميميته. هي نمط تفكير سياسي واجتماعي متناسب مع شروط العصر الذي نعيش فيه. نظام العلمانية قادر على ضمان المواطنة المتكافئة والمساواة وحرية المعتقد وحقوق الإنسان وذلك لسبب بسيط، وهو ممارسة الدولة ومؤسساتها للحياد الإيجابي بوقوفها على نفس المسافة من كل العقائد والفلسفات والأعراق والطوائف دون أن تعادي واحدة منها.

مَن مِن الإسلاميين يقبل اليوم أن تعود فرنسا العلمانية إلى الحكم الديني كما كان سائدا في القرون الوسطى، وتُلزم المسلمين الذين يعيشون على أراضيها باعتناق المسيحية؟ في النظام العلماني لا تفرض الدولة عقيدة على من يرفضها. فهل يقبل إخوان الغرب مثلا الذين يريدون العودة إلى الذمية وفرض الشريعة على أقباط مصر أن يتصرف معهم الغربيون بنفس الأسلوب؟

متى يشفى الإخوان من اللائكوفوبيا، رهاب العلمانية المزمن؟

نقلاً عن موقع العرب

المصدر: عادل محمد - البحرين
----------
رابط المقال + صورة
http://www.alarab.co.uk/article/%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%88%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%AD/116825/%D8%AA%D8%B4%D9%88%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D9%88%D9%8A%D8%B0%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%84%D8%B6%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%82%D8%A7%D8%A1



#عادل_محمد_-_البحرين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الداخل الإيراني يزداد إضطرابا: الدولة العميقة تخشى على قوتها ...
- «مدبّر انتفاضة الخبز» يغادر خندق المواجهة
- عبد العزيز العلي المطوع.. مؤسس “إخوان الكويت”
- تفجير البرجين صناعة أمريكية.. واتهام «الرياض» من دون دليل وا ...
- خامنئي شاجبا العنصرية الأميركية
- هل تقف إيران على شفير ثورة خضراء جديدة؟
- الفنانون الإيرانيون والأفغان يتحدون دواعش الشيعة والسنة!
- معهد واشنطن: التركيز على أهداف واضحة لاحتواء إيران في العراق ...
- فنانون كويتيون عن العملاق عبدالحسين عبدالرضا: رحل الأب
- بين بيل غيتس الكافر والمسلم المزيّف خامنئي!
- تغريدات “صادمة” لأحمد عدنان: خفايا العلاقات بين السعودية وبش ...
- بين التكنولوجيا والفن والعلم
- سمر الشامسي أيقونة العمل الخيري والإنساني
- نساء إيرانيات يتمردن على الحجاب!
- ردي على المتطفلين وعملاء عصابة ولاية الفقيه
- أتحدى المتطفلين وعملاء عصابة ولاية الفقيه!
- هل اقتربت نهاية عصابة ولاية الفقيه؟
- مارادونا المجنون يقول إنه -جندي- لرئيس فنزويلا مادورو
- شهد شاهد من أهلها: 70% من الشعب الإيراني يعيشون تحت خط الفقر ...
- الأغنية الإيرانية -اى عشق- (أيها الحب)


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل محمد - البحرين - تشويه العلمانية تعويذة الإسلاميين لضمان البقاء