|
جوابا الى رئيس الاقليم أو البديل عن الاستفتاء
بهاءالدين نوري
الحوار المتمدن-العدد: 5615 - 2017 / 8 / 20 - 12:21
المحور:
القضية الكردية
السيد المحترم مسعود البرزاني اثناء اجتماعكم بعلماء الدين في الاقليم كنتم قد طلبتم من المطالبين بتأجيل الاستفتاء أن يقدموا بديلا عن ذلك التأجيل . انا أجيب هنا على سؤالكم هذا و اقدم لكم البديل بصورة منطقية . لا ريب في ان من حق اقليم كردستان أن ينال استقلاله ، بالاخص منذ ان اعادت الدول المبريالية الكبرى و بعد الحرب الكونية الاولى ، توزيع الخريطة السياسية في الشرق الاوسط . لكن ذلك مالم يحدث بسبب الوضع الجيوبوليتيكي – توزيع كردستان على اربع دول في المنطقة – الامر الذي زاد كثيرا من تعقيدات القضية الكردية . حمل كرد العراق السلاح طوال عشرات السنين و قدموا تضحيات لاتحصى لنيل حقوقهم القومية المشروعة . وفي النهاية ، وفي هذا العالم اللاعادل ، اصيبت الحركة الكردية بنكسة كبرى في مجرى عمليات الانفال و استخدام السلاح الكيمياوي من لدن نظام صدام ، ومع تغير الظرف جراء حرب الخليج ، وبمساعدة المجتمع الدولي ، نهض الاقليم من جديد و حقق مكاسب هامة و اقام لنفسه كيانا هاما طوال 12 سنة قبل ان يسقط صدام . كانت هذه فرصة ذهبية للاقليم كي يوطد مواقعه السياسية و الاقتصادية و العسكرية . لكن زعماء الحزبين الحاكمين وضعوا المصالح الحزبية الضيقة ، مع الاسف ، فوق المصالح العامة و اثاروا من جديد اقتتال الاخوة ابان التسعينات و قسموا الاقليم الى دويلتين و منطقتين مختلفتين جغرافيا و اقتصادين و قوتين عسكريتين حزبيتين – مالم يعالج عمليا حتى هذه اللحظة ، بل على العكس من ذلك ، اوجد معضلات اخرى كثيرة و آخرها معضلة هذا الاستفتاء غير الملائم من حيث الزمن و الظروف . * * * يوجد اليوم طريقان لتحقيق الاستقلال للاقليم : 1- طريق الكفاح المسلح ضد النظام العراقي . ويعرف الحكام انفسهم ان هذا ليس بالطريق الملائم ، ويقولون : " اننا نبدأ المفاوضات بعد الاستفتاء " . 2- الطريق السلمي الديمقراطي المدني كما جرى في عدة بلدان ديمقراطية ( جيكوسلوفاكيا ، كندا – كويبك ، سكوتلدنده ) ، وهو الطريق الصحيح الوحيد اليوم ، و للسير عبره شروطه و مستلزماته . ويتأتى على كل من الجانبين العراقي و الاقليمي ان ينفذ قسطه من المهام . و حتى هذه اللحظة لم يقم أي من الطرفين بتنفيذ شيئ من هذه المهمات . وبعد صياغة الدستور بثماني سنوات حكم نوري المالكي باسلوب طائفي شيعي ، فقطع الرواتب عن الاكراد و تصرف تجاه السنة العرب بشكل اسوأ اذ انتهج سياسة قادت الى استيلاء ارهابيي داعش على الموصل و صلاح الدين و الانبار و سنجار و حويجة و مدن اخرى عديدة . ولولا بيشمركة الاقليم لاستولوا على كركوك ايضا . فالمالكي كان و لايزال يستحق التقديم الى العدالة على جرائمه الكبرى ، بما في ذلك جريمة نهب المليارات من واردات النفط . وأيا كان الأمر فأن التحالف الشيعي أقصى المالكي من رئاسة الوزارة ، بعد أن حكم ثماني سنوات ، وأحل محله حيدر العبادي الافضل بكثير من سلفه ، رغم انه ظل يحكم في اطار نظام طائفي شيعي . فالعبادي احترم البرلمان ووجه ضربة قاصمة الى ارهابيي داعش و حافظ على قدر من التوازن في الوضع الاقتصادي العراقي رغم انه استلم من سلفه خزينة فارغة في ظروف هبوط حاد لاسعار النفط عام 2014 . وانتم ، ايها السيد رئيس الاقليم ، تحكمون الاقليم منذ 26 عاما ، وكان في ايديكم جميع موارد الاقليم ، والنتيجة هي هذا الاقليم الخرب البائس الذي ازداد سوئا سنة بعد اخرى . بعد 26 سنة من الحكم عجزتم عن توزيع برميل من النفط لكل عائلة على المواطنين في الشتاء البارد الماضي ، وتوقفت مشاريع الاعمار كليا منذ ثلاث سنوات و للآن . والاسوا من كل شيئ أن قضية البناء الديمقراطي في الاقليم قد تراجعت الى الوراء بعد 14 عام من سقوط صدام . قارن بين الاقليم المتحرر من صدام منذ 1991 و بين بغداد المتحررة منذ 2003 لترى أن الحياة البرلمانية في 26 عاما من وجود الاقليم لم تزد عنها في 14 سنة من وجود العراق بلا صدام لأن البرلمان الاقليمي – الخمسين بخمسين – المنتخب في 1992 قد عطل بعد سنتين من انتخابه لمدة 13 سنة ، وتكرر تعطيل البرلمان في الاقليم خلال السنتين الاخيرتين ، بقرار فردي من رئيس مطعون في قانونية رئاسته . وقد منع رئيس البرلمان المعطل من دخول عاصمة الاقليم ، الامرالذي لم يسبق له مثيل في اي بلد . * * * كلا ليس من الصواب أن تعطى الاولية اليوم لاستقلال الاقليم في وقت تخنقه أزمة شاملة ، ولم تنته الحرب ضد ارهابيي داعش ، ولم ينفذ الاستفتاء ( المادة 140 ) الخاص بالمناطق المتنازع عليها بسبب اهمال حكام الاقليم ، ولم تخط حكومة الاقليم أي خطوة لحل المشاكل الملتهبة ( كمشكلة الرواتب و الكهرباء .. الخ ) . ذلكم هو هو الطريق لتهيأة الاجواء في العراق وفي الاقليم نفسه لاستفتاء ديمقراطي حر ، كما يجري في الدول الديمقراطية ، في ظروف مؤاتية ، من اجل الاستقلال ، وليس لاقامة جنوب سودان جديد يتحسرفيه المواطنون على الماضي . ذلكم هو الخيار الناجح ، بدلا من هذا الاستفتاء المخطط له قبل أوانه ، أيها السيد الرئيس ! اذا اريد انتهاج طريق صحيح وجب ان ينتهي تعطيل البرلمان و أن تعالج مشكلة الرئاسة و توفر مستلزمات الانتخاب الحر النزيه لبرلمان جديد يحل محل هذا البرلمان المعطل المنتهية ولايته . ( مترجمة من اللغة كردية )
#بهاءالدين_نوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اي داعش جديد سيحل محل داعش المحتضر في العراق ؟
-
ماذا سيحدث في العالم عقب انتخابات دونالد ترمب رئيسا لأمريكا
-
النواب الشيعة في البرلمان العراقي يشرعون قانونا لتشديد الصرا
...
-
لكي لا تضيع الحقيقة - ما هو السبب في ضعف و أنهيار الحركة الش
...
-
-الحلقة الرابعة- ما هو السبب في ضعف و أنهيار الحركة الشيوعية
...
-
الحلقة الثالثة - ما هو السبب في ضعف و أنهيار الحركة الشيوعية
...
-
الحلقة الثانية - ما هو السبب في ضعف و أنهيار الحركة الشيوعية
...
-
ما هو السبب في ضعف و أنهيار الحركة الشيوعية و اليسار السياسي
...
-
رسالة مفتوحة الى السادة رئيس الوزراء و زعماء الاحزاب الاسلام
...
-
الجزء الثاني غير المنشور- القسم الختامي من مذكرات بهاءالدين
...
-
الرسالة الأخيرة - 2 -
-
الرسالة الأخيرة
-
الارهاب القاعدي – الداعشي ظاهرة اجتماعية ولدتها الانظمة الاس
...
-
الطائفية معول الهدم في العلاقات الاجتماعية
-
رسالة مفتوحة الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
-
پوتين ونتنياهو هما السبب وراء بقاء آل الاسدفي الحكم والأسد ي
...
-
نقاش حول النظام الاشتراكي في الإنتاج والإدارة
-
رسالة مفتوحة الى رئيس الوزارة الاسرائيلية
-
حول المواقف المختلفة من التحالف مع البعث الصدامي
-
بهاءالدين نوري - سياسي وكاتب واحد ابرز وأقدم قادة الحركة الش
...
المزيد.....
-
?غضب الجامعات يصل الكويت.. طلاب وأكاديميون يتظاهرون تضامنًا
...
-
هيئة الأسرى: سياسة الإحتلال بحقّ الأسرى لم نشهدها منذ عام 19
...
-
قلق في إسرائيل من مذكرات اعتقال قد تصدرها المحكمة الجنائية ا
...
-
هآرتس: شهادة فلسطيني مفرج عنه عن التعذيب والاعتداء الجنسي بس
...
-
مصر.. إعدام فتاة ارتكبت جريمة هزت البلاد
-
عمدة كييف: عودة اللاجئين الأوكرانيين من ألمانيا ستمثّل تحديا
...
-
الاتحاد الأوروبي يدين تشريع البرلمان العراقي قانونًا يجرم -ا
...
-
مسئول إسرائيلي يدعو بايدن لمنع مذكرات اعتقال ضد نتنياهو وجال
...
-
هيئة الأسرى الفلسطينيين: سياسة الاحتلال بحق الأسرى لم تشهدها
...
-
أيرلندا تهدد بإعادة طالبي اللجوء إلى المملكة المتحدة
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|