أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسين عجمية - الحب والظلم في حياة النساء














المزيد.....

الحب والظلم في حياة النساء


حسين عجمية

الحوار المتمدن-العدد: 1457 - 2006 / 2 / 10 - 10:47
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المرأة كائن مكتمل جذاب أعطته الطبيعة قدرة الخلق والحب والتضحية , جميع البدائع نجدها في كائنات الرحمة كائن يرتفع ويرتقي في نظام الوجود ليعطي التواصل والبقاء وفاعلية الجسد الجميل امتياز الكائن البشري على غيره من المخلوقات الحية في نظامنا الأرضي , نظام يوافق محتواه إظهار نشاطاتنا الخلاقة في بناء الحضارة الإنسانية المتطورة .
لا يمكن أن نجد نقصاً في التعضي للكائن الأنثوي يبرر موقف الذكور من سلبه حق المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات , ولن تخسر البشرية شيئاً من إعطاء حقوق كاملة ومتوازية في نشاطها العملي والمعرفي لتحقيق التوازن , فالطبيعة وطاقة الخلق المولدة للحياة ورب الوجود وواجد الوجود أعطى الأنثى كامل بنيتها القادرة على متابعة الحياة وتتابع ترقيتها الدائمة من حيث المعرفة والتكوين , وجعل طاقة الاستيعاب عندها واسعة وطاقة التحمل أوسع وطاقة المحبة هي الأوسع , فالحياة أعطت ما عندها ونحن شوهنا معرفتنا لها , فالحياة ونظام الخلق في مضمونه يؤكد أهمية العطاء الوارد للتفاعل في نطاقه و يعطيه انبثاق جوهري وبنبوي يقف العقل الإنساني مبهوراً أمام دقته وروعة وظائفه الحيوية . وبالرغم من اقتناعنا الأكيد بأن حياة النساء مرتبطة عضوياً بوجودنا وفاعلة أشد الفاعلية في بنائنا الجسدي والروحي نغيب هذا الإدراك ونتجاهل محتواه الضمني ونصر على تدني الواقع النسائي في المستوى الخلقي عن الذكور ونفهم بأن العلاقة مع الحياة لا يمكن أن تستمر بدون وحدة بيولوجية تامة بين الجنسين , نقلل من أهمية الموضوع ونعتبره موقفاً عرضياً لا يلبي حاجاتنا الأنانية في التعالي واقتناص النساء في أشرس معركة عرفها الوجود الإنساني , معركة استلاب الحقوق بقوة الضغط وقوة العزل والتهميش المرتبط بصناعتنا وفاعليتنا وإصرارنا على الجانب الاجتماعي في العلاقة بين الذكورة ولأنوثة وطريقة بناء هذه العلاقة قائمة على إجحاف مؤكد للتقليل من أهمية النساء في بناء الحضارة والثقافة الإنسانية .
لا يمكن لثقافة مهما امتلك أصحابها من قوة النفوذ والسيطرة أن تستمر في الوعي الإنساني بدون أن تخلد ذاتها من طريقة تعاطيها مع الوجود الإجتماعي كمعطي فاعل يجسد هذا النشاط ويقويه , ورفده بطاقة العبور نحو المستقبل الإنساني . فالتطور الوحيد الجانب سينتهي عند يعمل الجانب الآخر بوعي فاعل ومؤثر في طريقة التعاطي مع التطور بالجانب الأحادي ومهما بلغ التطور والحضاري المرتبط بواقع البشرية من قوة التأثير والسيطرة ستتغير طبيعة ومحتوى بنيته عندما تصل النساء إلى الحد القادر والمؤثر في الحضارة البشرية , ستعلن المرأة وبشكل واضح أن الحضارة القائمة هي حضارة الذكور , والتيار الجديد سيتغير لأن الجانب الأنثوي أدرك ماهية الانحراف والتضليل في بناءه المعتمد على العقل المرتبط بطريقة ترتيبه وصياغته , عقل قاصر عن إجراء ما يلزم لبقاء الوجود منسجم مع ذاته لأن الطرف الآخر مغيب من هذا الوجود وبعد إدراج وعيه وسلوكه وتأثيره كطرف مساوٍ في الحقوق والواجبات سيتغير مجرى التاريخ الحضاري للبشر .
يمكن من خلال تبادل التأثير العالمي الوصول إلى وعي نسائي قادر للدخول كشريك فاعل في بناء الحضارة وعندما يصطدم بالمخلفات السلبية الموروثة من عصور لا علاقة للنساء بتكوينها سيتم نفيها من الوجود بالرغم من قوة هذا التجذر, لن تقف النساء بعد إدراكهن ضرورة إجراء تغيير في البناء الثقافي البشري حتى يتساوى البناء بالتأثير الثقافي والحضاري بين الجنسين وسيبقى النضال جاريا بكافة الوسائل المتاحة حتى تتحقق القواعد اللازمة بالمشاركة الفعلية للنساء في النشاط الإنساني وإلغاء كافة المفاهيم المؤثرة على النشاط الأنثوي واتهامه بالعجز والضعف في اتخاذ مواقف مساوية لمواقف الذكور مهما ادعوا بأن البنية الجسدية غير مؤهلة ومهما كان الاعتقاد عن طبيعة المرأة الجنسية ستدخل الوجود بفاعلية نشيطة ومشاركة حقيقية في جميع النشاطات الخاصة بالطبيعة الذكرية لأن المرأة هي ضحية الاعتداء دائما من خلال التضليل الجاري على وعي الذكور أنفسهم بالوهم المرفق بأن المرأة سبب الإغواء الوحيد . فبناء القواعد والأسس الحقوقية المتكافئة يمكن وضعها كإطار تعاملي بين الجنسين ومهما كانت طبيعة المنع لإلغاء مشاركة النساء والحد من ربط مسؤولية الأخطاء الناتجة عن التطور الفردي للتاريخ بالجانب المهيمن فقط , يمكن وقف الاعتداء على واقع النساء بالتركيز على ثقافة المساواة عندها نصل إلى قوانين قادرة على ربط الأسباب بمسبباتها الحقيقية وتحميل الطرف المعتدي مسؤولية الأخطاء فيلتغي الواقع المبرمج على إلغاء حقوق النساء في العالم .



#حسين_عجمية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوقفوا الخلط بين السياسة والدين
- أحداث ملعوب في مضمونها
- تحرير العلوم الإنسانية من التطبيقات السلبية
- المواقف الصنمية لحراس الإيمان وأباء القانون
- وهم الديمقراطية الألكترونية
- (( المرأة والثقافة المضادة ))
- ((اللعب بالمقدرات البشرية))
- الملل الشعبي من المستنقعات السياسية
- إنفراد الشعور بالسلطة ----- إفلاس التابع الثقافي
- سياسة الموت
- الحريّة في الفكر العربي ....... توجيه الشرائع لتقييد حريّة ا ...
- حقوق المرأة ---- تحوّل المتحولات الصعبة
- المجتمع المدني --- نظام التفاعل السلمي
- الخوف من المدنية
- اعتقال الحريّة --- غياب المسؤولية
- الديمقراطية بالمشاهدة
- العلاقة بنية متوافقة مع طبيعة العقل
- ملاحم البحر
- موسيقى الدِّماغ
- مناخ العوادم


المزيد.....




- بثقة متجددة وإصرار.. النساء يدخلن معركة الانتخابات البلدية ف ...
- لوفيغارو: الدور الغامض الذي لعبته النساء في هروب محمد عمرا
- 800 دينار..لينك التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 و ...
- كنيسة تبارك تعدد الزوجات في حفل زفاف جماعي بجنوب أفريقيا
- عائلات بأكملها مهددة بالانقراض!.. دراسة تكشف المعدل الحقيقي ...
- ميديا بارت: رجل يكسر الصمت ويفضح ملف الاغتصاب في حرب كوسوفو ...
- -القدس عاصمة المرأة العربية-.. تكريما للمرأة الفلسطينية ولتس ...
- لماذا يميل الرجال إلى الوقوع في الحب أسرع من النساء؟
- الرجال أكثر عرضة للوفاة من النساء!.. دراسة تكشف الأسباب
- ”سلمى” تتعرض للعنف الاقتصادي وباحثة في هيئة المساواة ”الدخل ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسين عجمية - الحب والظلم في حياة النساء