هل الشعور بالوحدة شيء سيء

فارس حسن صالح الشنكالي

الحوار المتمدن-العدد: 5613 - 2017 / 8 / 18 - 19:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

عندما كان الانسان صيادا كان يحاول بكل الاشكال تجنب ان يكون وحيداً، لأنه حتما سوف يكون طعاما للحيوانات المفترسة المنافسة للانسان كالنمور والاسود وما شابه ، حين تشعر بالوحدة سوف يزيد لديك القلق ! والقلق نوع من الخوف بشأن ما سيحدث لك وما الذي ستفعله لو حدث. القلق مختلف عن الخوف الفطري كالقفز مباشرة عندما تسمع صوتا عاليا فجأة فتبتعد ، القلق هو الخوف من المجهول يعني ان تخاف بشأن المستقبل والنتائج
الانسان وكل الكائنات الاجتماعية لديها الشعور بالوحدة والانسان كائن جبان جدا لو اصبح لوحده، لأننا نحتاج المجموعة لنتكاثر ولنبقى امنين. لم نملك مخالب مثل النمور ولا عضلات قوية ولا فك طويل يجعلنا نقتل الفريسة او المفترس بعضة او ضربة واحدة او لم نملك سماً قويا لندافع به عن انفسنا ونخدر به الحيوانات العاشبة . لم نملك الصفات التطورية التي امتلكتها الحيوانات غير الواعية لكي ندافع به عن انفسنا او ان نفترس بها . لكننا كنا الاقرب لاستقامة الجسم وامتلاك الوعي من ان يختلف شكل الفك عنا كليا وان تختلف فيزيائية جسمنا بالكامل لنصبح مثل الضفادع السامة والثعابين، الفرق بين دماغك ودماغ الشمبانزي هي قشرة واحدة متطورة لديك فقط ، هذه القشرة اعطتك وعيا اكبر منه وهذه القشرة وحدها لأنها حديثةتكون ضعيفة امام غرائز من الدماغ الحيواني الذي نملكه، وهذه القشرة ذاتها هي التي تحتاج الى 18 عام الى 20 لكي تكتمل، هذا لا يعني ان القرد غير واعي، لكنك الاكثر وعياً، كل حيوان يملك ما يحتاجه من نسبة الوعي التي تبقيه على قيد الحياة
اما مخالب وعضلات او استقامة قامة و وعي ، اختارت الطبيعة الاقرب لنا . وبالتالي بالوعي كنا نحتاج الى الاجتماعية لكي نبقى نحافظ على وجودنا، ابقى وحيدا في غابة وانتظر نهايتك دون اي انتشار لجيناتك ( التكاثر )

هل ترى اذاً ان الشعور بالوحدة شيء سيء ؟

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل