أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فارس حسن صالح الشنكالي - الفاشلون مائة














المزيد.....

الفاشلون مائة


فارس حسن صالح الشنكالي

الحوار المتمدن-العدد: 5611 - 2017 / 8 / 16 - 22:38
المحور: الادب والفن
    


في صباح احد الايام استيقظ من فراشه. بلحية تشك في انها لشخص دخن الحشيش حتى اغمي عليه، فتح احدى عينيه بحركة بطيئة وشعر وكأن شيئا ما ينتظره، ثم اغمض عينيه مجدداً، ليرى حلما وراء حلم، رأى انه ذهب الى المدرسة ورأى انه بعد الظهر ذهب الى العمل مبكرا وكان المدير راضيا عنه تماما واكمل كل شيء بدقة لا متناهية، وفجأة قفز من سريره ونظر الى ساعته وكانت الرابعة عصرا وقال متمتماً: الدماغ اللعين خدعني هذه المرة ايضاً، وراح يتسائل عن اسباب هذه الافعال التي يقوم بها دماغه ليوقع به في فخ الفشل، ورجح على انه من الكسل! ثم قال: ولكن ما سبب الكسل ؟ . لكنه ما كاد يبحث حتى يأس واشمئز من وجوده كأنسان، كان يحسد المجانين كثيراً ويحلم لو كان مجنونا ويقول: لو كنت مجنوناً فهذا يعني انني حر، حر ان اعيش كحيوان او حر بما افعله، لأنني املك مبرر، ولأن المجنون يمكن ان يقول اي شيء ويمكن ان يتحدث بأشياء يعجز العاقلون عن قولها ويفعل اشياء يعجز حتى مدعي الحرية بان يفعلوها، ما اجمل هذا! ثم توقف وعلم انه مع كل هذه الافكار لن يصبح مجنونا ففقد الامل في ان يكون كذلك، يا له من يوم تعيس، قال ذلك، ثم عاد وفكر في امر العمل والدراسة والاصدقاء والاسرة والزواج والوالدين والمال، نعم المال يوفر كل شيء، قال وهو يمسك بشعره الاملس. ويفكر كيف يجمع ثروة بقدر ثروة احد الاغنياء الذين قرأ عنهم في الفيسبوك، كان يتعود كل يوم ان يقرأ عن عالم وفيلسوف ويقرأ عن الاغنياء ويبحث عن اقوالهم الكلاسيكية التي تقول "لا تفقد الامل " و "المحاولات الفاشلة ما هي الا بداية نحو طريق النجاح فلا تستلسم "
كان كل يوم يستيقظ بكسل ويدعو نفسه بالا يكسل، ولسوء الحظ كان هذا اليوم الذي استيقظ فيه متاخرا هو نفسه اليوم الذي قرر فيه ان يدرس الرياضيات، وان يقرأ كتابين وان يقوم بالعمل على الة ما لتصليحها، كان كسولا وطموحا. واشك انه لكثرة الاهداف لم يعد يستطيع اختيار اي شيء من الحياة، كان يريد ان يصبح فنانا وروائيا وصاحب افضل اختراع ومنقذا للبشرية، كان يهتم بامر الوقت كثيرا لدرجة انه يكتئب لمجرد انه اضاع ربع ساعة من وقته في المرحاض ، بل كان ياخذ معه الهاتف ويقرأ الصحف وهو فيه، ففقد كل شيء مع مرور الوقت وظل هو عاملا بسيطا، لا عائلة لا اصدقاء لا زوجة، ظل على كسله طوال عمره وبعد ان اصبح فكره صافيا من اي بشر، صافيا من التفكير بانقاذ البشرية ، فكر لايام عديدة، وألف كتابا بأسم ( الفاشلون مائة ) وكتب: " انهم يخدعوك بقولهم ان النجاح يأتي بالعمل وان الفشل ما هو الا الطريق نحو النجاح ولكن هلا عرفتني بالفاشلين الذين ماتوا قبل ان تعرفهم ؟ هلا عرفت لي عن كل اؤلئك الجنود الذين ماتوا مع احلامهم بدون تحقيقها ؟ والعبيد؟ فلو كنت عبدا حينها، كانوا سوف يتحدثون معك عن عبد بطل افدى بروحه لاجل سيده،يا للغباء.. انهم يخدعوك عزيزي القارئ، انهم يبقوك طموحا ليس لكي تدخل التاريخ، بل لكي يحصلوا على ثرواتك فقط، ولكي يبقوك كالثور تجر لهم المحراث ليحصدوا بعدها ما قمت به ، ولكن الشر ! الشر يبقى خالدا، ومهما فعلت، لن تستطيع محوه، بل كل كلمة تخترعها انت، سوف يستعملونها في تأليف كتاب عن فن الحرب " وعلى هذا السطر توقف قلمه وشعر بالنعاس وعاد الى النوم وهو ممدد على احدى ارصفة الشوارع امام ارجل المارة






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كيف قلب جيل زد الإيطالي الطاولة على الاستشراق الجديد؟
- نادر صدقة.. أسير سامري يفضح ازدواجية الرواية الإسرائيلية
- صبحة الراشدي: سوربون الروح العربية
- اللحظة التي تغير كل شيء
- أبرزها قانون النفط والغاز ومراعاة التمثيل: ماذا يريد الكورد ...
- -أنجز حرٌّ ما وعد-.. العهد في وجدان العربي القديم بين ميثاق ...
- إلغاء مهرجان الأفلام اليهودية في السويد بعد رفض دور العرض اس ...
- بعد فوزه بجائزتين مرموقتين.. فيلم -صوت هند رجب- مرشح للفوز ب ...
- حكمة الصين في وجه الصلف الأميركي.. ما الذي ينتظر آرثر سي شاع ...
- الأنثى البريئة


المزيد.....

- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فارس حسن صالح الشنكالي - الفاشلون مائة