أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فارس حسن صالح الشنكالي - الحكيم المجنون














المزيد.....

الحكيم المجنون


فارس حسن صالح الشنكالي

الحوار المتمدن-العدد: 5612 - 2017 / 8 / 17 - 04:10
المحور: الادب والفن
    


صديقي الذي يمشي منحني الظهر قليلا وشعره يشبه شعر اينشتاين ومشيته كمشية فقمة على لوح جليد ،ويبتسم دائما حد الجنون احيانا يبكي عند سماعه اغنية حزينة في جو ماطر ثم يمسح دموعه ويأتي الينا ويرقص رقصة مهرج، كلنا نضحك عليه ونصفه بالمجنون الحكيم ولكنه يدعي انه مختلف ولكننا متفقين على ان الجنون نفسه هو اختلاف، ومن يعتمد على عقله الباطن فقط نصفه بالحيواني بدل المجنون. كنا انا وهو نتحدث عن شيء اسمه الانسانية، كان يقول اني استطيع ان افدي بروحي لاجل طفل صغير، كنت اؤيده بعاطفة مفرطة احيانا تصل الا ان احضنه لشدة حماسي، وكم عدد المرات التي كان فيها يجد طفلا يذهب الى المدرسة بلا حذاء ويوقفه اثناء عودته ويعطيه ثمن حذائه ! وكم من طفل يتيم كان يعطيه الشوكولاه كل يوم، اذكر يوما ان امرأة مات زوجها في حادث سير ،وصديقي نفسه كان يسرق المال من تحت مخدة امه ليعطيه لتلك الامراة التي تملك خمسة اطفال وحين تسأله امه ما اذا رأى المال ام لا كان يقنعها بأنه زار احدى حبيباته والتي كانت امه تفرح حين ترى ابنها المجنون يستطيع ان يقنع الفتيات فكل ام تريد من ابنها ان يكون ذكيا على الاقل في الاقناع، كان يفرحه ان يساعد الناس ولكن المساعدة ايضا ليست الا انانية نعوض فيها ما حرمنا منه في حياتنا وحين كنت اقول له هذا الامر ،كان يرد علي بقوله "على العموم غاندي كان افضل من استالين على الرغم من ان كل واحد منهما كان يريد ان يدخل التاريخ ويصبح بطلا"، ولكني انا بذاتي كنت اعلم جيدا انه لا يحب الاضواء بل يريد فقط ان يصبح بطلا خفيا يساعد كل الايتام الذين يحتاجون الى احذية ومأوى ومؤن،وفي احد الايام اضطررنا بسبب حادثة ما ان نهرب من مدينتنا وان نعيش في منطقة ينعدم فيها كل شيء حتى قطرة ماء، المحظوظ فقط كان يملك الطعام والماء وفقدنا ما لم نكن نتوقعه ، لم يكن هناك اي شيء الا القليل من الخبز الذي حملناه معنا! وفي المنفى الذي ينتهي فيه كل شيء ،يبحث هذا البائس عن حيز يشغله،اذ ان من يخسر كل شيء دفعة واحدة لا يمكن له ان يخاف اكثر او ان يهتم بما يحدث، لا يمكن للمرء ان يعرف قيمة الحياة او سخفها الا حين يجوع او يتعرض للموت بطريقة او باخرى، وبعد يومين من هذه المحنة التي لا تنتهي مر صديقي البطل امام تلك المرأة الارملة وهي ما ان وجدته طلبت منه ان يعطي كسرة الخبز الذي بين يديه لطفلها الجائع لأن طعامهم قد نفذ، وقف حائرا وقطعة الخبز بين يديه ينظر اليها بأشمئزاز، ثم ابتلعها دفعة واحدة ! وتركهم يموتون جوعا
وقال متمتماً ان الحياة في هذه الظروف لا تجعل من الانسان وحشا بل تعطيه الحق في ان يكون كذلك . وبعد سنتين من انتهاء تلك المحنة .. انتحر !
وكتب في رسالة إلي: " ما من مبادئ يمكنني ان احتفظ بها،.. مبدأي الوحيد تركته خلف تلك الصخرة التي دفن تحتها ذلك الطفل اليتيم.... وداعا صديق "






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاشلون مائة


المزيد.....




- الأونروا تطالب بترجمة التأييد الدولي والسياسي لها إلى دعم حق ...
- أفراد من عائلة أم كلثوم يشيدون بفيلم -الست- بعد عرض خاص بمصر ...
- شاهد.. ماذا يعني استحواذ نتفليكس على وارنر بروذرز أحد أشهر ا ...
- حين كانت طرابلس الفيحاء هواءَ القاهرة
- زيد ديراني: رحلة فنان بين الفن والشهرة والذات
- نتفليكس تستحوذ على أعمال -وارنر براذرز- السينمائية ومنصات ال ...
- لورنس فيشبورن وحديث في مراكش عن روح السينما و-ماتريكس-
- انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي تحت شعار -في حب السينما ...
- رواية -مقعد أخير في الحافلة- لأسامة زيد: هشاشة الإنسان أمام ...
- الخناجر الفضية في عُمان.. هوية السلطنة الثقافية


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فارس حسن صالح الشنكالي - الحكيم المجنون