أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عودة الله - بعيداعن التخوين














المزيد.....

بعيداعن التخوين


محمد عودة الله

الحوار المتمدن-العدد: 5609 - 2017 / 8 / 14 - 12:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية الرحمة لشهدائنا الأبرار الذين سقطوا في المواجهات الأخيرة وفي كل مواجهة من أجل الحرية والمساواة والعدل والكرامة والحق في الوجود في كل مكان وزمان، هؤلاء الأكرم منا جميعا والذين يذكروننا دوما اننا مقصرين مهما قدمنا لأن هنالك من سبقنا في العطاء ولأن فلسطين تستحق، ولهم ولكل من قاوم ننحني خجلا تواضعا.
إن الحق في العمليات المسلحة حق تكفله جميع الشرائع الدولية في مواجهة الإحتلال العسكري فما بالك في مواجهة الفصل العنصري والتطهير العرقي والإستيطان الإحلالي الذي تمارسه دولة الهمج المسماة اسرائيل، وإن إسرائيل بصفتها جريمة ضد الإنسانية تتحمل كامل المسؤولية عن كل قطرة دماء سالت أو تسيل على تراب هذا الوطن، وإسرائيل ومن وراءها الغرب هم من بدأ بالعنف بإحتلال وإستيطان الأراضي العربية وبرفض أي حل تسوية، وعليه فإن صراعنا صراع وجود وعلينا أن نتذكر وإلى الأبد أن فلسطين، كل فلسطين، عربية، وما نراه من صراخ الغرب وإسرائيل عن العنف لا ينم عن أي موقف مبدأي أو أخلاقي وإنما ينم عن إشكالات توظيف العنف كأداة لقهر الشعوب خارجيا وداخليا ومحاولات إحتكاره.
ما لفت نظري في الآونة الأخيرة هي مقولات التخوين التي تجتاح مجتمعنا والتي تشبه إلى حد بعيد ثقافة التكفير لدى داعش أو الإستئصال لدى الغرب، فبعد تصفية الكثير من القيادات الوحدوية لدينا، من الشهيد الرمز ياسر عرفات إلى الشهيد أحمد ياسين، وغيرهم من القادة الذين لم ينقصهم الشجاعة ولا الثقة ولم تغيب عن أعينهم المصلحة الوطنية العليا المتمثلة في ضرورة الحوار الوطني والشعبي والفصائلي، بعد هؤلاء بات لدينا قيادة في رام الله مقدامة في الحوار والتفاوض مع أعتى العنصريين من نتنياهو إلى ترمب، وفي التغزل في الرأي العام الصهيوني، وغير قادرة على التحاور مع حماس أو الفصائل الأخرى أو حتى أبناء شعبها بعيدا عن التخوين والإهانة وكره الذات أو خارج إطار أجهزة المخابرات، ولدينا في المقابل قيادة حماس في غزة قادرة على الحوار مع تركيا وقطر ومحمد دحلان، وغير قادرة على التفاهم مع قيادة رام الله، على مثل هذه القيادات أن تخجل من سلوكها وأنت تتأمل جيدا فيما تفعل لأن من يتخلى عن مسؤوليته تجاه شعبه ووطنه لن تنفعه العلاقات الدولية والإقليمية والرأي العام الإسرائيلي، لأن أفضل هؤلاء لا يرى في فلسطين في أحسن الأحوال أكثر من عتبة للطموحات الإقليمية والدولية، إن تصليب شعبنا الفلسطيني هو الرافعة ذات الأصالة في دفع قضيتنا إلى الأمام في الساحة الدولية وليس العكس، كل هذه القيادة لا تسوى شيئا بدون الشعب الفلسطيني ونضالاته، ومن يعتقد غير ذلك سيتعلم الدرس.
وللأسف بدأ ضيق الأفق يعمي شعبنا الفلسطيني نفسه، فمن كان يؤيد عمليتي حلميش والأقصى أخذ يخون كل من حاول أن ينتقد ولو بشكل موضوعي وطفيف العمليتين، وفي المقابل هناك من المعارضين من خون شهداء العملية أنفسهم.
إن أي مجتمع يريد أن يطور من أدواته ويزيد من تماسكه ويمنع الفتن الداخلية، عليه أولا وقبل كل شيء فتح مساحات النقاش والحوار حول جميع القضايا، وهذا لا يتم إطلاقا بتخوين وجهات النظر المخالفة، وليس المهم أن نتفق على جميع الإستنتاجات، المهم أن نتفهم بعضنا البعض وأن نعبر عن أرائنا بحرية ودون خوف وبعيدا عن التخوين، المهم أن نتحاور، لا يوجد مكان آخر في العالم نحبه إسمه فلسطين، ومن اجلنا ومن أجل هذا الوطن الكبير بالحب لا بد من الحوار، وعلينا أن نعي أن صراعنا صراع وجود، المقولات العنصرية بضرورة عمل "ترانسفير" آخر لشعبنا تتداول بكل أريحية في الدوائر الصهيونية وعلنا، وهي ليست أكثر من دعوة لجريمة أخرى ضد الإنسانية، المعركة أمامنا تحتاج إلى الوحدة، والبديل عن الحوار هو الإقتتال الداخلي، وعلينا أن نختار بعيدا عن العنتريات والمصالح الآنية والضيقة.
إن شعبنا كان وما زال أمام خيارين لا ثالث لهما في مواجهة الإحتلال، إما النضال السياسي أو الكفاح المسلح، خيار الكفاح المسلح مغري ولكنه يحتاج إلى مدد من السلاح غير متوفر من جوارنا العربي في الظروف الراهنة، هذا الخيار مستحيل حاليا ولكن يجب الإبقاء عليه فيما لو تغيرت الظروف وستتغير، وأما النضال السياسي فيحتاج إلى تحرك جماهيري عارم مدفوع بأهداف وقيم محددة وتقوده قيادة لا تلين، والأرجح أن تكون كلفته عالية، لكن ما شهدناه مؤخرا في القدس يبعث على الأمل وهو درس يستحق أن نتأمله جيدا، وأنا لا أقصد بتاتا بالنضال السياسي المفاوضات أو مستنقع أوسلو، بل أقصد التحرك الجماهيري بمطالب العدالة والمساواة والحرية والكرامة وهذه المنظومة من القيم هي نقيض أوسلو،

إن جميع الشعوب التي تحررت سلكت أحد الطريقين، فكوبا والجزائر سلكتا درب الرصاص وجنوب افريقيا والهند درب النضال السياسي، أما الخلط بين هذين الشكلين كما نشهد في الساحة الفلسطينية فهو كارثة لأن العمليات الفدائية الفردية لا تحدث خللا في موازين القوى وتمنع الجماهير من المشاركة الفاعلة برفع كلفة العمل السياسي وتتيح للإستعمارإستثمار الأحداث سياسيا، هذا ناهيك عن كون المستهدفين أحيانا من المدنيين، وانا لا أقول أن هذه العمليات خطأ بالمطلق، كلا، لأن إسرائيل هي المسؤولة، ولكنني أدعو إلى تقييم مجمل أدواتنا في المواجهة بما يخدم تحقيق أهدافنا التحررية، وبالمقابل فإن المفاوضات دون رافعة نضالية وحتى معها هي ضرب من العبث، هذا ما أثبتته أكثر من 20 عام مفاوضات.
إن الحل في رأيي يكمن في التحرك الشعبي مثلما علمنا أهل القدس وإعادة الإعتبار للشارع الفلسطيني والتخلي عن السلطة، وإن معركة الوجود التي تخاض ضدنا تفرض علينا أن نتحاور بعيدا عن لغة التخوين، وأن نتوحد لأن المركب الذي يحملنا جميعا إذا غرق، سنغرق جميعا حتى من وجد منا في العدو صديقا.



#محمد_عودة_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكل التعليم الفلسطيني -2-
- شكل التعليم الفلسطيني-1-
- مدخلة إلى العنصرية
- العنصرية والحرب على الارهاب
- أكذوبة اللوبي الصهيوني
- في منهاج العلوم الفلسطيني


المزيد.....




- -لم أستطع حمايتها-: أب يبكي طفلته التي ماتت خلال المحاولة ال ...
- على وقع قمع الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين بالجامعات.. النواب ال ...
- الصين تتيح للمستخدمين إمكانية للوصول السحابي إلى كمبيوتر كمي ...
- -الخامس من نوعه-.. التلسكوب الفضائي الروسي يكمل مسحا آخر للس ...
- الجيش الروسي يستخدم منظومات جديدة تحسّن عمل الدرونات
- Honor تعلن عن هاتف مميز لهواة التصوير
- الأمن الروسي يعتقل أحد سكان بريموريه بعد الاشتباه بضلوعه بال ...
- ??مباشر: الولايات المتحدة تكمل 50 في المائة من بناء الرصيف ا ...
- عشرات النواب الديمقراطيين يضغطون على بايدن لمنع إسرائيل من ا ...
- أوامر بفض اعتصام جامعة كاليفورنيا المؤيد لفلسطين ورقعة الحرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عودة الله - بعيداعن التخوين