أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود الشيخ - في ظل غياب الحياة السياسيه تنتشر الفوضى ويعم الفساد















المزيد.....

في ظل غياب الحياة السياسيه تنتشر الفوضى ويعم الفساد


محمود الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 5609 - 2017 / 8 / 14 - 02:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


في ظل غياب الحياة السياسيه تنتشر الفوضى ويعم الفساد
بقلم : محمود الشيخ
تعيش البلاد حالة من فراغ الحياة السياسيه،وهي انعكاس لمجموعة اسباب تمتد منذ تسعينات القرن الماضي،نلخصها في المستجدات السياسيه التى طرأت في العام 1993 وبشكل خاص بعد توقيع اتفاق اوسلو،الذى اطاح بالمنجزات السياسيه للإنتفاضة الأولى لشعبنا الفلسطيني،وشكل منقذا لإسرائيل من هزيمتها امام جبروت شعبنا المسلح بإرادته الفولاذيه وبعدالة قضيته الوطنيه،ولذلك واجه جبروت اسرائيل وانتصر على التها العسكريه.
لذلك شكل اوسلو الفرج لإسرائيل،من قبضة انتفاضة دخلت التاريخ ووضعت اسرائيل في قفص الإتهام امام العالم كونها دولة ليست غير ديمقراطيه فحسب بل عنصرية وفاشية يقوم نظامها على اسس عنصرية وتتشابة في كل تصرفاتها واجراءاتها بالنظام الابارتهايدي البائد في جنوب افريقيا..
لقد قدم اتفاق اوسلو اعظم فرصة ذهبية لإسرائيل للإلتفاف على منجزات شعبنا في انتفاضته الأولى،كما شكل ايضا فرصة لوقفها،بعد ان نثر مبدعي اوسلو افكارا تدعي الوصول الى حل سياسي وتبين فيما بعد انه حل كاذب،ونشروا فكرة الركون على حلول هؤلاء السحريه التى ورطت شعبنا وقضيته بفهلويتهم السياسيه،وكذبهم وهذه كانت من اهم خطوات انتهاء الفعل السياسي الجماهيري على الأرض كون ذلك غير مطلوب بعد وصول المبدعين الاوسلويين بأن الحل قاب قوسين او ادنى..
واول عمل نجحوا فيه هؤلاء الأسلويين هو تدميرهم للثقافة الوطنية بعد نشرهم ثقافة اوسلو ثقافة ( سلام الشجعان ) في الوقت الذى كان يدرك الإسرائيلي ماذا يريد وكيف يريد امام جهل الفلسطيني وارتجاليته وعدم معرفته لماذا وكيف ومتى،يذهب بلا خطه ويعود ايضا جاهلا لما يراد،الى ان بدأ بالصراخ بعد ان ادرك ان الإسرائيلي يخطط وينفذ ولديه هدف بخلاف الفلسطيني الذى لا يعرف ما الذى يريده وكيف يريد..
ان الثقافة التى نشرها اتباع اوسلو تعتمد على خيار واحد هو خيار المفاوضات ولن يحيد عنه ابدا قدسه وشرعنه واسس عليه،فقام في اعادة هيكلة المفاهيم الوطنيه وخلق تبدلا في الوعي المجتمعي والفكر السياسي،ولم يتوقف ذلك على الفئة المستفيدة من نشوء السلطة بل انتقل فيروسها الى كافة القوى والأحزاب السياسيه،التى اسعدها مناخ علنية عملها وعلنية قيادتها واراحها من مطاردة الإحتلال لها،فحد ذلك من قدرتها على العمل الوطني..
يضاف الى ذلك تغير جلدها بعد اهتزاز قناعاتها الفكريه،وسيادة حاله الردة والإنحراف وايضا الفوضى الفكريه والتنظيميه التى تخللت صفوف ما كان يعرف باليسار،وفي ظل عدم توفر كفاءات قادره على وقف السيل الجارف للمسار السياسي والفكري والمجتمعي لتلك القوى السياسيه التى انضمت للإعتدال السياسي،والذى سهل عليها الإرتماء في حضن النظام السياسي بعد ان تصالحت مع نهجه السياسي،واختلاقها اوهام امكانية الإصلاح من الداخل،وبذلك انتقلت تلك القوى من حالة خدمة القضية الوطنيه والجماهير الشعبيه والطبقة العامله الى خدمة السلطة والفئة الحاكمه فيها حتى ان جزء منهم اصبح جزء من السلطه ومفاهيمها ويدافع عنها بل اصبح بوقا للسلطه،ولذلك لم يعد بمقدورهم ممارسة حقهم في الشراكه الوطنيه في القرار السياسي،فباتت بحكم القوى الغائبه عن الساحه،لا هم لها غير تقاضي المخصصات،ولذلك تمكنت القيادة الفلسطينيه من التفرد في القرار والغاء دور
( م.ت.ف ) لتصبح هي الأمر الناهي في كل ما يتعلق بالشأن الفلسطيني.
بعد ان خلقت القيادة لدى تلك القوى هاجس الخوف من قطع المخصصات في حال الإعتراض على اي قرار للرئيس،وبذلك اصبحت عاجزه عن القيام بأي دور لا كفاحي ولا اصلاحي ولا حتى اعتراضي على اي من سياسات الرئيس،ظهر ذلك العجز بعد الإنقسام الأسود الذى منيت به الساحة الفلسطينية،واثر سلبا على كل مكونات القضية الفلسطينيه وعلى مواقف الناس من القوى العامله على الساحة الفلسطينية،واستنكافها عن اي فعل ونشاط تدعوا له تلك القوى وباتت الجماهير على قناعة ان اي حراك جماهيري سيجند لخدمة الفئة الحاكمه في السلطة الوطنيه ولذلك تراجعت همم الناس وتباطأت في اي فعل بل اعتبرت اي فعل ضياع للوقت امام همومهم العائليه. .
كل هذا دفع نسبة عالية من الناس للتفكير في الذات بعيدا عن المصالح الوطنية العليا لقضيتنا،ومع ازدياد نسبة البطاله وارتفاع الاسعار تفشت ظاهرة الطوش والمشاجرات في القرى وكذلك في المدن الفلسطينيه،واصبح القتل شيء عادي في المجتمع الفلسطيني،بفعل الضيق النفسي والمالي تعمقت العصبيه في السلوك اليومي للمواطن الفلسطيني واثر ذلك على سيكولوجية الإنسان وكما يقال من راس مناخيرهم الناس ابتحكي ) ما حد متحمل حد..
كل هذه الأسباب التى قدمناها مع النزاعات الداخليه سواء بين الفصائل او في الفصيل الواحد كانت وراء بروز كافة الظواهر الإجتماعيه مجتمعه مع غياب دور القوى السياسيه والسلطة الفلسطينيه وعلماء الإجتماع والمثففين لوضع حد لتلك الظواهر..
وما زاد الناس احباطا ليس ما تقدم فحسب بل استمرار تقليص صلاحيات السلطه من قبل الإحتلال ووقوف السلطة متفرجة على مختلف اجراءات الإحتلال التعسفية ضد الجماهير الفلسطينيه،من هدم بيوت الى قتل متعمد ومصادرة الأراضي واقامة الاف الوحدات الإستيطانيه واقتحامات يوميه للمسجد الأقصى وغير ذلك الكثير في الوقت الذى كانت السلطه تقدم خدمات امنيه للإحتلال دون توقف او احتجاج،ودون ان يرى شعبنا اي حراك سواء من السلطة او القوى السياسيه اي حراك ضد تصرفات اسرائيل واجراءاتها التعسفيه مع ما يبرز بوضوح تام عدم وضوح المواقف مما ينشر اليوم من اقاويل عن امكانية حل القضيه الفلسطينيه في اطار صفقة اقليمية تضع اسرائيل بصماتها بكل وضوح عليها وبموافقة الدول العربيه وبشكل خاص السعوديه ومصر،مع اجراءات التطبيع الجارية اليوم بين معظم الدول العربية الخليجية واسرائيل دون حل يسبق ذلك للقضية الفلسطينيه وقوانا السياسية والسلطة في حالة من الصمت التام ،لكل ذلك تعيش البلاد حالة غياب للحياة السياسيه..
في الوقت الذى نحن احوج ما نكون الى حراك يستوجب سرعة الإصطفاف لتصويب وتصحيح المسار للخروج من الحالة التى تعيشها قضيتنا من اجل الحفاظ على حقوق شعبنا الفلسطيني خوفا من الضياع،خاصه اننا نقف على مفترق طرق..



#محمود_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيطرة الشعور بالإحباط افقد الناس الثقة بالقيادات وبالأحزاب ا ...
- ادارة البلديات ليست حقل تجارب
- هل تخضع المزرعة الشرقية وبلديتها لخدعة في الإنتخبات التكميلي ...
- مؤتمر مدريد كان بداية الكارثة
- لماذا نظام القوائم في انتخابات البلديات لا يناسبنا
- أي قانون هذا يفرض على الناس مجلسا لم ينتخبوه
- لماذا تفشت ظاهرة الدواوين في الريف الفلسطيني
- المقدسيون سيلوون ذراع الاحتلال
- معركة الأقصى معركة كرامة وسيادة


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود الشيخ - في ظل غياب الحياة السياسيه تنتشر الفوضى ويعم الفساد