أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - إدريس سالم - شاسوار أم شاشوار؟!














المزيد.....

شاسوار أم شاشوار؟!


إدريس سالم

الحوار المتمدن-العدد: 5604 - 2017 / 8 / 8 - 00:53
المحور: القضية الكردية
    



يقول الفيلسوف الأمريكي “أڤرام نعوم تشومسكي“:
«في السياسة الدولية لا يوجد أصدقاء، الجميع يعمل من خلال مصالحه».

ما الثمن الذي قبضه شاسوار مسبقاً حتى يعارض الاستفتاء الذي قد يمطر عليه مزيداً من الثروات والمشاريع الاقتصادية والتنموية الضخمة، لكون الإقليم سينتقل إلى مرحلة جديدة تتسم بالبناء والعمران، بدلاً من مرحلة التقدّم البطيء والمرونة في إنجاز المشاريع وبنتائج إيجابية، جراء المشاكل والأزمة السياسية المفتعلة في الإقليم بتخطيط من الخارج وتفعيل من الداخل، ولعل المثال أمامنا للنقاش والعلاج؟ أم أنه بالفعل لم يكن إلا (شاشواراً)¹ في أيدي الاستخبارات الإيرانية، التي يديرها المندوب السامي الإيراني “قاسم سليماني“ في أزقة بغداد والسليمانية؟ فهو بذلك ينضمّ إلى تجّار الأزمات، الذين لا يهمّهم شيء سوى تحقيق الأرباح، دون النظر في هوية الضحية التي سيجني منها ثروته ومكتسباته، أو خضوعه وتبعيته لأدوات الاستهلاك واستثمار المواقف ضد إرادة الكورد.

فالعراق في عهد صدام حسين لعلّه كان يتميز بنوع من الأمان والاستقرار، لكن كان ممنوعاً على شعبه في أن يمارس حقّه في الديمقراطية والحرية والتقدم التكنولوجي والاقتصادي في المشاريع الخاصة والعامة، فيما اليوم يتميّز هذا العراق بعد عهده بالحرية والديمقراطية وتعدّد الأحزاب، إلى جانب الخراب والفوضى وفقدان الأمن، والتي المسؤول الأول والأخير عنها هم العراقيون، الذين لا يملكون من الوعي والحكمة سوء جزء بسيط، على خلاف إقليم كوردستان الذي عانى في عهد صدام كل أشكال وأنواع الاستبداد والديكتاتورية والقمع والإرهاب، من مجزرة حلبجة والأنفال إلى التهجير القسري ومحاربة الثورات الكوردية، وبعد عهده تميّز بأنه أكثر إقليم فيه الأمان والاستقرار مقارنة بدول الشرق الأوسط ذو الخيرات والثروات الهائلة، وسيستمرّ فيه الأمن ويبرز بين شعبه مفاهيم الحرية والديمقراطية واحترام كل المقدّسات، مع وجود الولاءات العشائرية والحزبوية وحالة الفساد المؤقتة، التي سينتهي منها الإقليم بعد الاستفتاء والوصول إلى الاستقلال، أي أن شاسوار قادر أن يلعب دوراً محورياً من حيث مساعدة الحكومة والبرلمان في القضاء على البطالة والفساد كمّاً ونوعاً، وسيجني أرباحاً ضخمة وبطرق شرعية قانونية، لا أن يركب على ظهور الفقراء ويستغلّ أموالهم وأملاكهم، والتي يستخدمها في سبيل القضاء على المشروع الكوردي الذي يجري على قدم وساق، وبدعم من دول صانعة ومنفذة القرار!!

إن العقلاء يدركون جيداً أن الهدف الرئيسي من الاستفتاء، هو حماية الشعب الكوردي من تكرار الكوارث والمآسي والمجازر بحقه في المستقبل، ورفضه لأن يكون مجدداً “مأساة القرن“، والذي أثبت ويثبت دائماً بأنه أكثر طرف داعم للاستقرار والأمان في المنطقة العربية، منذ التسعينيات من القرن الماضي وحتى اليوم، فعندما تعارض الدول المحتلة لكوردستان لمشروعَي الاستفتاء والاستقلال فإننا لا نلومهم، لأنهم أولاً وأخيراً يعتبرون أعداءً للشعب الكوردي، وسيستثمرون أي موقف كوردي أو دولي لإظهار عدائهم لنا، ولكننا لن نحاربهم بنفس الأساليب الخبيثة التي يتبعونها في محاربتنا، على العكس تماماً، فقيام الدولة الكوردية في قلب الشرق الأوسط سيكون عاملاً للاستقرار وسبباً لخلاص الشعوب العربية من فقرهم وويلاتهم واستبداد حكّامهم لهم، ولن يشكّل خطراً أو بُعبعاً على حياتهم، كما تتوقعها تركيا وإيران، الدولتين اللدودتين اللئيمتين اللتين ستحاربان مشروع الاستفتاء من خلال الشيعة والسنّة وبعضاً من الشخصيات والأطراف الكوردية التي لا تملك زمام أمورها، ومنهم شاسوار عبد الواحد مالك مجموعة NRT الإعلامية، الذي ينظّم حملة ضدّ الاستفتاء، بذريعة أن المشروع يتبع للبارزاني ولا يحظى بإجماع الأحزاب الكوردستانية، فيما البارزاني متمسّك منذ البداية بخيار السلمية بقدر تمسّك أعداءه بخيار العّسكرة.

إذاً فالاعتراض الإيراني التركي على إجراء الاستفتاء، كما أكده رئيس إقليم كوردستان يعود إلى "وجود الكورد في بلدانهم"، وهو ما يشكّل حالة قلق وخوف دائمة من أن يتكرّر سيناريو قيام إقليم كوردي ومن بعده استفتاء على المستقبل الكوردي في بلادهم، كما يجري في الجزء الجنوبي من كوردستان، وفي المستقبل القريب في الجزء الغربي، وبالتالي فإن الحجم الكبير من الثروات الباطنية وغيرها من الثروات ستتوقف على شعوبهم، وتذهب جزؤها الأكبر للكورد والآخر لحلفائهم.

فبالعودة إلى العنوان الذي وضعته للمقال، ومقارنته بمقولة الفيلسوف الأمريكي “أڤرام نعوم تشومسكي“، فإن شاسوار سيصبح شاشواراً، عندما يمضي في حملته ضد الاستفتاء ومن ثم الاستقلال، لأن إيران تتعامل مع أمثال شاسوار وبعض الأطراف الكوردية كأبواق مستأجرة بالمال والمناصب، فهي وتركيا لا تهمّها لا شاسوار ولا غيرهم، بقدر ما تهمها بالدرجة الأولى حماية مصالحها والقضاء على النفوذ والتمدّد الكوردي، حتى لو كان هذا النفوذ أو التمدّد عبارة عن تحقيق مشروع صغير تم إنجازه لأجل فئة صغيرة تعيش على كوكب المريخ أو المشتري، أو في دولة لم يسمع بها أحد، فلو كان شاسوار ملماً بمبادئ وأسس قيادة إدارة الأعمال والسياسة لما حارب الشعب الكوردي، من خلال الشخصنة الضيقة، التي هدفها الأول والأخير هي تشويه تاريخ ونضال العائلة البارزانية، التي قدمت أكثر من ثمانية آلاف شهيد، في خدمة أن تقام دولة كوردية، تضمن الأمن والاستقرار والعمران للشعب الكوردي بشكل خاص، ودول الجوار بشكل عام.

ـــــــــــــــــــ
شاشوار¹: هو الاسم المختصر، الذي يتداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، تعبيراً عن حالة الرفض لمواقف رجل الأعمال الكوردي “شاسوار عبد الواحد“ المعارضة للاستفتاء على مستقبل إقليم كوردستان، فمعنى كلمة شاشوار أو Şaşwar تعني الموطن الخاطئ أو المكان الخاطئ، أما كلمة شاسوار أو Şaswar فتعني فارس الفرسان أو الملك الفرسان.



#إدريس_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفرين.. بين الانعزال الجغرافي والانتصار السياسي
- العمى الحزبي.. أنا الحزب، والحزب أنا
- صوت الخبز اليابس
- إرهاب الكورد على الكورد أفضل من إرهاب العرب ضدّهم
- مستقبل غربي كوردستان من الاستفتاء
- وطنٌ يحكمُه غرابٌ أسود
- الجحيمُ الحيّ
- جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا كوردياً
- الطفولة السورية تجنيداً وتسييساً
- كوردستان إسرائيل ثانية للأميركان
- ديمقراطية قادة أوروبا وديكتاتورية قاداتنا
- انتقد نعم.. لكن لا تشتم وتتهم!!
- عبدي نعسان وعلاقته بأوجلان
- خرج البارسا، والنجم لم يكن ديبالا، بل ميسي
- يوفنتوس.. الكلّ لعب في مكان الكلّ
- الأسد طفلُ أمريكا المدلّل!!
- الإحباط
- ذلٌّ يخرجُ من ثدي العُذارى
- بقايا امرأة
- صراعُ الكلاب والقطط


المزيد.....




- سوناك: تدفق طالبي اللجوء إلى إيرلندا دليل على نجاعة خطة التر ...
- اعتقال 100 طالب خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بجامعة بوسطن
- خبراء: حماس لن تقايض عملية رفح بالأسرى وبايدن أضعف من أن يوق ...
- البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم -المثلية الجنسية-
- مئات الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بالإفراج عن الأسرى بغزة ...
- فلسطين المحتلة تنتفض ضد نتنياهو..لا تعد إلى المنزل قبل الأسر ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب ويطالبون نتنياهو بإعاد ...
- خلال فيديو للقسام.. ماذا طلب الأسرى الإسرائيليين من نتنياهو؟ ...
- مصر تحذر إسرائيل من اجتياح رفح..الأولوية للهدنة وصفقة الأسرى ...
- تأكيدات لفاعلية دواء -بيفورتوس- ضد التهاب القصيبات في حماية ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - إدريس سالم - شاسوار أم شاشوار؟!