أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الصباغ - من شارون إلى شارون: التخطيط المكاني ونظام الفصل في إسرائيل / فلسطين الجزء الأول















المزيد.....



من شارون إلى شارون: التخطيط المكاني ونظام الفصل في إسرائيل / فلسطين الجزء الأول


محمود الصباغ
كاتب ومترجم

(Mahmoud Al Sabbagh)


الحوار المتمدن-العدد: 5601 - 2017 / 8 / 4 - 21:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتمثل تاريخ التخطيط المكاني الإسرائيلي بشخص كل من أرييه شارون وأرئيل شارون ,اللذان كان لهما كبير الأثر ,أكثر من أي أحد آخر, على الجغرافيا السياسية و العسكرية و القانونية لإسرائيل-فلسطين. ورغم الخلافات السياسية البارزة بينهما فقد لعبا دورا قياديا في التخطيط الإسرائيلي لتعزيز استراتيجية مكانية متماثلة على مدى السنوات الستين الماضية [هذه المقالة تعود للعام 2010] ، وقد وفرت استراتيجيتهما إطار التخطيط الفوقي للتهويد المحموم لإسرائيل / فلسطين والتي يمكن اختصار هذه الاستراتيجية بمصطلحات (استيطان-أمن ,توسع, أثننة , سيطرة- تسويق ). ومن أجل الوصول إلى تصور التخطيط كوسيط بين القوى المهيمنة والمضطهدة في عملية اجتماعية متواصلة للإنتاج المكاني سوف نستخدم هنا المقاربة ما بعد الكولونيالية فضلا عن مقاربات غرامشي و لوفيفر للبرهان بأن الاستراتيجية المكانية الشارونية ليست مجرد دليل للسياسات المكانية، أو عنصرا هاما في مشروع التحرير اليهودي، بل أن هذه الاستراتيجية كانت أساسا حاسما لنظام جديد يعيد صياغة المجتمع و الفضاء ويحدد العناصر الرئيسية للمواطنة، مثل السلطة والملكية ، والتنقل، والحقوق. ومن ثم، فإن استراتيجية التخطيط المكاني الشارونية هذه شكلت دعامة مركزية للنظام الإثنوقراطي الإسرائيلي، من خلال الشرعنة المهنية للجغرافيا المخطط لها "للفصل و اللاتكافىء" والذي أصبح جزءا من البنية التحتية لعملية "الأبارتيد الزاحف " في إسرائيل / فلسطين.
"أتيت إلى هنا لأعيش بكل براءة في مستوطنة جماعية، متجانسة، و..نعم، يهودية. لست أسعى لدفع أي شخص بعيدا، بل على العكس أرغب في أن أعيش حياتي مع أشخاص مثلي. ومن المؤكد لكم أنه إذا انتقل عربي إلى (هنا) فسوف يتبعه آخرين ، وسوف نفقد تماثلنا ، مجتعنا الذي هو هدفنا في المجيء إلى هذا المكان الرائع .... يؤسفني أن أقول ... لا يمكننا في هذه المرحلة قبول العرب في مستوطنتنا ( بنينا : من سكان مستوطنة ركيفيت, في الرد على التماس استبعاد ساكن عربي في المستوطنة 2010) (1)"
"أين يمكنني العيش؟ في قريتي المتداعية ؟(تلك التي يدعوها الجميع غيتو أو أحياء فقيرة), قريتي التي فقدت معظم أراضيها ولاتزال غير معترف بها ؟..أين يمكنني العيش؟ في قرية عربية أخرى متهدمة ؟ في المدن الصغيرة وبدون قطعة أرض؟ مع اليهود؟ في كيبوتز مغلق؟ في عراد؟، في بئر السبع أو ديمونة؟، حيث لا مدارس عربية، ولا حتى مسجد؟ أنا مواطن من الدرجة الثالثة، كما لو أكون داخل سجن , أسكن في قرية بدوية غير معترف بها [زي أهلي، زي ولادي] (..... عطية :لجنة غولدبرغ 2008) (2)
تلمح هذه الاقتباسات بأحد مستوياتها إلى قضايا محلية جدا، ولكنها تلامس , على مستوى آخر، قوام مركزي يؤثر من خلاله التخطيط على طبيعة النظام والمجتمع والعلاقات الإثنية بشكل مباشر. وتغطي الاقتباسات أيضا وجهين من وجوه العزل المكاني الذي أصبح الطبيعة الثانية للمساحات السكنية في إسرائيل / فلسطين, كما أنها تناقض بشكل صارخ وضعية ساكن يهودي في مستوطنة مزدهرة "مشتركة" (أي مجتمع ضواحي الطبقة الوسطى الغني )، مع وضعية سكان عرب بدو ينتمون إلى قرية فقيرة غير معترف بها .وتوضح أيضا الصلة البنيوية بين الفضاء والسلطة، حيث يتم التعبير عن هذه الصلة بطرق تقوم من خلالها الجغرافيا بخلق "حزمة" مختلفة من المواطنة.
وتحاول هذه المقالة دراسة هذه الصلة البنيوية بين الفضاء و السلطة عبر تحليل تأثيرات التخطيط المكاني على النظام المقام في إسرائيل / فلسطين منذ العام 1948، مع التركيز على الأنشطة التخطيطية لاثنين من أشد المخططين تأثيرا على المكان خلال تلك الفترة وهما أرييه وآرييل شارون.وينظر للتخطيط هنا على أنه وسيط بين السلطة والفضاء، بل ساحة تترجم فيها مبادئ النظام إلى خطط ومؤسسات وخطاب وتغيير مكاني. وعملية التخطيط ليست أحادية الاتجاه، وتصبح ساحة للترجمة المتبادلة، تترجم فيها مبادئ النظام إلى مبادئ التخطيط وأنماط التنمية المكانية، وتترجم هذه، بدورها، إلى بيئة مؤسسية ونظامية. وبالتالي، فإن الشبكة الكثيفة من وثائق التخطيط والخطابات والقوانين والممارسات تعمل كموقع تكون فيه أنظمة السلطة مؤسسية، وتطبيعية، وشرعية"شكل 1".وبالتالي، يوفر التخطيط مجالا رئيسيا لتحليل علاقته مع النظام الذي أقيم في إسرائيل / فلسطين.وتشدد المقالة من جهة أخرى على العلاقة بين المكان و السلطة ، وتوضح تأثير الديناميات المكانية في توطيد بنية النظام وتشكيل المواطنة. وتشتمل "ا لديناميات المكانية " على الإنتاج المتواصل لتخطيط الأراضي وسياسات الإسكان، وتوطيد الحدود، والهجرة، والاستيطان ، والتنمية، والتنقل، وسهولة الوصول، والطيف الكامل للتقنيات المكانية الحكومية. لقد تحولت ,باعتقادي, الأوضاع المكانية والتخطيطية التي وضعتها السياسات الإسرائيلية تحت قيادة الشارونين إلى مبادئ نظامية دائمة. وأدت هذه الديناميات إلى مأسسة نظام الاستعمار الإثني المتواصل الذي يرسم عملية معاصرة تتمثل في "الأبارتيد الزاحف "، حيث تستند الأوساط المكانية السياسية إلى مبدأ "الفصل واللاتكافىء". ويندفع التخطيط المكاني في مثل هذه الأوضاع في عمليات طويلة الأجل من التمييز السياسي البنيوي بين السكان على أساس أصلهم الإثني. وتحدد المقالة بإيجاز المواضيع التي تربط فترات مختلفة بعضها ببعض في صياغة الفضاء في إسرائيل / فلسطين. وتلمح المقالة بشكل تخطيطي إلى فترة "شارون الأول " - أرييه شارون، الذي ترأس مشروع إعداد أول خطة رئيسية قومية لإسرائيل، وخلق مذهب التخطيط ذو الأهمية التاريخية العميقة، وكذلك إلى فترة "شارون الثاني"- أرييل شارون، الذي صاغ ، من خلال قيادته، الكثير من التخطيط الإسرائيلي ابتداء من سبعينيات القرن الماضي حتى السنوات الأولى من القرن الحالي.
ثمة، بالطبع، اختلافات كبيرة بين الشارونين :فهما يحملان وجهات نظر سياسية متعارضة ظاهريا (الأول كان مرتبطا بحزب مبام اليساري، والثاني انتمى في البداية لحزب الليكود اليميني)، ونشط كلاهما في سياقات تاريخية وجيوسياسية مختلفة. وبالإضافة إلى ذلك، كان "شارون الأول" مخطط محترف / مهندس معماري، في حين كان الثاني جنرالا ورجلا سياسيا. وعلى الرغم من هذه الاختلافات الملحوظة، فهناك أوجه تشابه قوية بين النماذج المكانية التي وضعاها ، واستمرار دعم تصورهما للتخطيط المكاني في إسرائيل كعنصر قوي ومستقر للنظام.

شكل 1 يبين ديناميكيات السلطة و المكان و النظام
تقوم هذه الدراسة بربط التخطيط مع أنماط المعرفة الأخرى، مثل العلوم السياسية والتاريخ والنظرية الاجتماعية، التي تخدم النقاش حول التأثيرات العميقة للتخطيط الإسرائيلي. وعلى هذا فهي تعرض بصورة أساسية حجة مفاهيمية دون الدخول في تحليلات تاريخية وإدارية وجغرافية مفصلة، والتي يتم عرضها في أماكن أخرى (3). وتعمل المقالة على المنهجية التي تفكك وتدحض "الحقيقة" المهيمنة التي تقدمها الأنظمة والجماعات السلطوية كجزء من "النظام الطبيعي للأشياء", فيتم ,نظريا, استخلاص التحليل من خلال مقاربات غرامشي ولوفيفر و كذلك المقاربات ما بعد الكولونيالية ، وكما أظهر غرامشي، تستفيد هذه "الحقيقة" المهيمنة " على الدوام من البلاغة الخطابية لـ "الحاجة" لتنمية "المجتمع بأسره", لكنها في الواقع تقوم بتسهيل نقل السلطة والموارد إلى فئات ضيقة وجماعات ثقافية. وهذا يؤطر ما يدعوه غرامشي "الواقع المنقول" الذي يرفض الخضوع لخطابات التبييض للجماعات المسيطرة(Gramsci, 1971, 2004 see also Lustick, 1996) .كما اعتمدت المقالة أيضا المقاربة النقدية للوفيفر من حيث صلتها بالنزعة القومية كإطار يدمج عملية المأسسة والتخطيط والعنف الكامن أثناء" إنتاج الفضاء المكاني".تستعرض كتابات لوفيفر المتنوعة التخطيط كنشاط يخفي استراتيجيا التناقض البنيوي في الهيمنة السياسية-الرأسمالية. ومن خلال اعتماد خطاب تصحيحي وتنظيمي، يوفر التخطيط, وفقا للوفيفر، حلقة محورية في شرعنة العلاقات الرأسمالية والاستغلالية (2009: 35-37). وباعتماد هذه الزوايا، تنضم الدراسة الحالية إلى طيف صغير ولكنه متنام من الأعمال النقدية التي تدرس كيفية استخدام التخطيط المكاني كأداة للسيطرة والتنظيم وإخضاع الأقليات، التي غالبا ما تسمى "الجانب المظلم" للتخطيط (Fenster, 2002 Flyvbjerg, 2000 Huxley, 1994 Marcuse, 1997 Thomas, 2008 Watson, 2006 Wilson, 1991 Yiftachel, 1998)..كما تستلهم هذه الدراسة أيضا أعمال عدد من المفكرين النقديين في مجالات التخطيط و الدراسات العمرانية والجغرافيا القانونية، الذين يركزون على العملية الديناميكية للاستيلاء والتوسع .,فيصبح التخطيط المكاني في مثل هذه السياقات أداة لتكريس أنماط العلاقة الإثنوقراطية والاستعمارية وتطبيعها ومأسستها ، بالدرجة الأولى بين النخبة أو الجماعات المستقرة والمتوسعة، والأقليات الضعيفة وجماعات السكان الأصليين(Blomley, 2003 Kedar, 2003 King, 2002 Njoh, 2002, 2007 Perara, 1998, 2002) . غير أن التحليل المقدم هنا لا يسعى إلى استعراض النقد فقط ، بل يتجاوز ذلك لتقديم مساهمة في عملية التحول. لذلك أتمنى أن تقود هذه الدراسة القارئ إلى تفهم أنه يجب علينا أن نغير النماذج المكانية التي أنشأها الشارونين من أجل التقدم إلى مصالحة ما بعد استعمارية، حيث يمكن لليهود والعرب أن يجنوا فوائد التخطيط الفعال والعادل والديمقراطي لتشكيل فضاءات المستقبل الإسرائيلي الفلسطيني.
دعونا نبدأ بعدد من التعاريف :
-" النظام" :عبارة عن منظومة قانونية مؤسساتية تترجم منطق السلطة في إقليم معين إلى نظام حكم وآليات تخلق أطر تنظيمية طويلة الأمد وعلاقات اجتماعية دائمة
-" التخطيط": ويعرف بأنه شكل ومحتوى وتطبيق السياسة المكانية.
-"الاستعمار" :عملية تدل على الاحتلال الجماعي المنظم لأرض وموارد جماعة أو بلد آخر الذي يترافق مع مأسسة خضوع الضعفاء للأقوياء. و يمكن للاستعمار أن يكون "خارجيا" يتعدى حدود السيادة، وأن يكون أيضا "داخليا" يؤثر على المناطق الحدودية الداخلية. وللاستعمار الداخلي" أهمية خاصة في هذه الورقة، وهو ينطوي على اعتماد نماذج تطوير الأراضي التي تمارس التمييز ضد الأقليات وتستغلها وتهجرها في المناطق الحدودية. والعلاقة بين المستوطنين والمطورين والسكان المحليين في المنطقة مماثلة لتلك العلاقة الاستعمارية بين الأمم. وتنتج المستعمرة الداخلية موارد وقوة لمن يقتربون من الحكومة، وتستبعد عموما السكان الأصليين المختلفين في هويتهم الإثنية أو الدينية أو العرقية.
"-الإثنوقراطية":نظام تقوم فيه جماعة إثنية -قومية مهيمنة بتأمين الجهاز السياسي واستغلاله لتعزيز مصالحها السياسية والمادية والهوياتية، ويتم ذلك بشكل عام من خلال تقنيات ديمقراطية جزئيا.
-"الأبارتيد": نظام يقوم على الفصل القسري والتفاوت الرسمي بين الجماعات على أساس هويتهم الجماعية(4)
وينظر التحليل هنا إلى الديناميات الجغرافية الإثنية لإسرائيل / فلسطين باعتبارها قوة مركزية، لا سيما الإطار الفوقي الذي يشكل هذه الجغرافيا , أي تهويد الفضاء المكاني . يتم حذف هذه القوة المركزية من التحليلات السياسية أو الجغرافية لإسرائيل من قبل معظم السرديات السائدة، على الرغم من أنها تشكل بنية تحتية قوية للنظام. وبعبارة أخرى، يصوغ التهويد الطريقة التي تترجم فيها علاقات القوة إلى أوضاع مؤسسية وقانونية ومكانية، وبالتالي إلى واقع عميق ومستمر. وقد ساهم التخطيط الإسرائيلي، بقيادة الشارونين ، إسهاما كبيرا في هذه العملية. إن عملية التهويد هي في الأساس عملية استعمارية ، حيث تسيطر جماعة واحدة على مساحة كانت تمتلكها جماعة أخرى، أو تسيطر عليها أو تسكنها، وتحول لها معظم أراضيها ومواردها.
ومع ذلك، تختلف الصهيونية الاستعمارية إلى حد ما عن معظم الحركات الاستعمارية، لأنها تطورت كحركة تحرر مترافقة مع إنشاء وطن قومي لمجموعة مشتتة ومضطهدة من المجتمعات اليهودية. وقد حدث هذا في المقام الأول في ظل قمع وتدمير اليهود الأوروبيين بالتركيز على الوطن الأسطوري للشعب اليهودي، أي أرض إسرائيل، كوجهة "لعودة" اليهود بالهجرة و الاستيطان فيه . وقد تضخم الطابع الأولي للصهيونية لخلق ملاذ آمن لليهود بفعل امتصاصها لجماهير اليهود الذين طردوا من معظم دول الشرق الأوسط. وقد حولت هذه الخصائص الصهيونية إلى ظاهرة استعمارية معقدة ومتعددة الأوجه.
يمكننا أن نميز عددا من المراحل التاريخية الكبرى في الاستعمار اليهودي، بخصائصه التاريخية والمتشددة والأخلاقية المتفاوتة. وتبدأ مع "استعمار اللاجئين" المهاجرين و الهاربين من أوروبا؛ وسيصبح هذا الاستعمار في العام 1948 عسكريا بفضل التطهير العرقي الذي أدى إلى (النكبة الفلسطينية) وتكريس استقلال إسرائيل؛ يتواصل الاستعمار الداخلي "حتى العام 1967؛ ليصبح حينها استعمارا سياسيا للقومية التوسعية المحطمة للحدود ، مرتبطا على نحو متزايد مع السرديات الدينية المسيانية. و دخل الاستعمار (اليهودي),منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي مرحلة خامسة تتمثل في " الدمج الجائر "بدمجه تنازلات إقليمية جزئية مع علاقات مكانية جديدة، مبنيا على تقوقع عميق للفلسطينيين ( لمزيد من التفاصيل أنظر: Yiftachel, 2006:Ch. 4 و انظر أيضا Khamaissi, 2003 Masalha, 2000 ).ويغطي إطار التحليل الوارد في هذه الورقة المساحة الكاملة للاستيطان اليهودي- الإسرائيلي، من نهر الأردن إلى المتوسط. إن أي تحليل آخر للتشكيل المكاني من قبل النظام الإسرائيلي سيكون غير كامل وغير موثوق به. ليس فقط لأن إسرائيل كانت تحكم الفضاء بين الأردن و المتوسط لأكثر من 40 عاما، ولا لأن إسرائيل مازالت تتحمل ,بعد اتفاقات أوسلو, السيادة الرسمية (وإن كانت مؤقتة) على الغالبية العظمى من الضفة الغربية، ولكن أيضا لأن حوالي نصف مليون إسرائيلي، الذين هم جزء لا يتجزأ من المجتمع اليهودي -الإسرائيلي، قد استوطنوا و استقروا في مناطق من [يهودا و السامرة و غزة ] ، مما وسع المجال الإسرائيلي. وفي الوقت نفسه، تواصل إسرائيل السيطرة على الجيوب الفلسطينية وتقييدها بشكل مباشر أو غير مباشر - في غزة والضفة وبسيطرة أكثر داخل إسرائيل نفسها. وقد حدد التخطيط الاستيطاني بشكل منهجي تصميم الفضاء الفلسطيني وأثر على العلاقات الإثنية على جانبي الخط الأخضر... بيد أن الجغرافيا السياسية للسيطرة ليست متطابقة في جميع المجالات، على الرغم من المنطق الإثنوقراطي المشترك.ويستخدم النظام مجموعة من التقنيات المكانية التي تشكلها مجالات السلطة ذات الصلة بالاقتران مع الظروف الجيوسياسية. وهناك عدد من الأمثلة توضح ذلك. فمثلا تعتبر غزة جيبا مضطهدا محاصرا ومتميزا عن الأراضي المحتلة في الضفة.وتحظى القدس اليهودية باهتمام خاص يؤثر على مدى التوسع اليهودي وتوجهه وكذلك على الجيوب الفلسطينية والغيتوات التي أقيمت داخلها، في حين يستفيد سكانها العرب جزئيا من "مزايا" السكان المقيمين . وقد تم تقسيم مدينة الخليل، المدينة الثانية التي يسكنها اليهود في الأراضي المحتلة ، إلى مدينتين بناء على اتفاق دولي . وقد أصبحت بئر السبع مساحة حضرية تؤي مجموعة واسعة من العرب المستبعدين جزئيا والذين يقطنوا في قرى غير معترف بها "مخفية" من أعين المخططين ومحرومة من الخدمات الأساسية ومدن مثل بيتار إيليت، ومتيتياهو وإيمانويل هي أمثلة على المدن الحريدية (الأرثوذكسية) البعيدة عن المركز ، وتربط مستوطناتها في الأراضي سكانها إلى الهوية الطرفية والاستعمارية. وأخيرا، في منطقتي الجليل وشرق شارون، تنبثق "محليات مجتمعية" في الضواحي اليهودية، وغالبا ما تطل على بلدات وقرى عربية كبيرة وتقسم المسافة بينهم بشكل حاد.
ويكتسي التحليل المقترح أهمية خاصة الآن في النقب والجليل والضفة الغربية، حيث يجري استعمار داخلي واسع النطاق ومكثف ويجري تعزيز الحدود الإثنية يوميا. وبالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من المناطق الواقعةفي وسط البلد تشهد عمليات مماثلة (وإن كانت أقل كثافة)، من خلال إنشاء أحياء مجتمعية ( و التي تستخدم مثلها مثل المجتمعات المحلية لجان اختيار لفحص سكانها)، وخصخصة الأراضي وإنشاء مشاريع إسكان انتقائية، أو قوقعة فعالة للسكان العرب، على سبيل المثال في يافا والرملة واللد. ومن الممكن في الواقع أن يؤدي الاتفاق السياسي في المستقبل إلى تقسيم الأراضي السيادية الفلسطينية و "إسرائيل"، التي ستزيل تلك المناطق من التحليل، ولكن حتى ذلك الحين، تشكل هذه المناطق وإدارتها جانبا هاما من نظام التخطيط الإسرائيلي .
ومنذ أوائل التسعينيات كان هناك اتجاه جديد يتطور للمشروع الجيوسياسي الإسرائيلي، ليصل بذلك إلى مرحلة خامسة جديدة، وصفتها بـ " الدمج الجائر". وفي هذه المرحلة، خمدت التوسعات الإسرائيلية ، حتى أن الدولة قامت بانسحاب جزئي أثناء إعادة تنظيم الفضاء. ومع ذلك، فإن نهاية التوسع الإسرائيلي لا تشير إلى المصالحة الإثنية القومية، لأنها لا تزال تقتات على الاعتبارات الإثنوقراطية للسيطرة اليهودية على المكان من شرق الأردن حتى المتوسط. هذه الدينامية تحول الإثنوقراطية "الأفقية" إلى إثنوقراطية"عمودية"، فيتصاعد الفصل والسيطرة في المناطق المتبقية تحت الحكم اليهودي (Yiftachel, 2006:Ch.3).وضمن هذا السياق الجيوسياسي ، يمكن تحديد مجموعة من المبادئ التوجيهية باعتبارها جوهر الاستراتيجية المكانية التي يقودها الشارونين .تترافق هذه المبادئ معا لرسم"العمود الفقري" للمستقبل المكاني الجماعي، حول الاختصارات التالية:
-الاستيطان: تعظيم المستوطنات اليهودية وتوفير الأمن للفضاء اليهودي.
-التوسع : السعي باستمرار إلى حدود يمكن من خلالها الاستيلاء على أراضي جديدة.
-الأثننة: نقل الفضاء للأيدي اليهودية مع حصر الفلسطينيين في جيوب منعزلة .
-السيطرة : الحفاظ على الفضاء في رقابة مشددة على النخب السياسية والعسكرية والاقتصادية
-التسويق التجاري :صبغ الفضاء بطابع تجاري من خلال الخصخصة وإلغاء الضوابط التنظيمية.
هذه المبادئ ليست مستمدة من وثيقة محددة، بل من تحليل مجمل المبادرات السياسية الإسرائيلية في تطوير المكان حول الأنشطة الإستيطانية الجارية) الشكل 2 (. ويتبين من التحليل أن المبادىء الاستراتيجية للتخطيط المكاني أدت مع مرور الوقت إلى عملية "أبارتيد زاحف "، أي بعبارة أخرى، ترسيخ وضعية مؤسسية لـ "الفصل و اللاتكافىء" على أساس الإثنية. وقد خلق هذا الشكل من التنمية المكانية أيضا أنماطا عميقة من الاضطرابات والمعارضة بين الجماعات الهامشية، وسمح في الوقت نفسه بتحرير وتسويق مساحات"مفضلة" . وإذا كان الأمر كذلك، فإن التنمية المكانية في إطار "الشارونين" ساعدت في تقسيم المجتمع وطبقاته، ووجهت ضربة قوية إلى المبادئ الديمقراطية. صحيح أن جذور هذه الاستراتيجية المكانية كانت موجودة قبل عقود من ظهور الشارونين على الساحة، أي منذ بداية حركة الكيبوتز. ولكن تكمن أهمية الشارونين في أنهما مأسسا هذه المبادىء من خلال الجهاز القوي للدولة، وبالتالي ترجما مبادئ التخطيط المكاني إلى مبادئ للنظام. وفي الواقع تبدو مركزية استراتيجية هذه المبادىء تجاه النظام الإسرائيلي شديد الوضوح حتى يومنا هذا، كما يظهرها مثالان حديثان.:أولا، إصلاح نظام الأراضي الذي صدر في صيف عام 2009، بعد مناقشة عامة عاصفة، تضمن لأول مرة قسما خاصا في قانون أراضي إسرائيل يسمح صراحة بلجان الاختيار في المجتمعات السكنية. وتنص المادة 104 (القسم الفرعي 20) من القانون المعدل على ما يلي:إن منح التملك من قبل السلطة، في ممتلكات تقع ضمن مستوطنة مجتمعية .. سيكون مشروطا بموافقة المستوطنة المجتمعية، والوكالة اليهودية لإسرائيل، أو المنظمة الصهيونية العالمية، حسب الاقتضاء. وثانيا، يظهر ضمان الهوية اليهودية لفضاء الاستيطان في أحد الأقسام المركزية لمشروع الدستور الإسرائيلي الذي يناقش حاليا في الكنيست، ويسمح بتخصيص الأراضي حصرا للمستوطنات التي توجد فيها "مجتمعات غير شرعية"(5). وبعبارة أخرى، وبغض النظر عن ما هو مقبول في بلدان ديمقراطية أخرى، حيث تكفل المواطنة حرية التنقل والإقامة في كامل المساحة السيادية، تسعى إسرائيل في دستورها إلى تثبيت القدرة على ترتيب المساحة من قبل جماعة الأغلبية ومنع جماعات الأقليات من المقيمين في ذلك الفضاء. وبفضل(أكثر من) 60 عاما من التخطيط الذي كرست شرعية هذه القاعدة التمييزية فقد باتت هذه العنصرية المكانية أمرا مفروغا منه في إسرائيل اليوم،
ومن المهم في هذه المرحلة التحفظ على هذه الحالات بطريقة ما ، وملاحظة أن إنتاج الفضاء في إسرائيل قدم العديد من المساهمات الإيجابية الهامة، خاصة في تعزيز المجتمع اليهودي والاقتصاد في إسرائيل. وكان المشروع الصهيوني يرى على الدوام في السيطرة على الأراضي المترافقة مع عمليات التخطيط والتنمية، قضية مركزية لتعزيز السيادة اليهودية. لنتذكر, كانت الحركة الصهيونية تتألف أساسا من المهاجرين واللاجئين الذين أجبروا على الفرار من أوروبا المعادية للسامية قبل الهولوكوست وبعده، ثم من المهاجرين لاحقا من دول الشرق الأوسط القمعية وتاليا من الاتحاد السوفياتي المنهار. وهكذا كان اليهود في الواقع مدفوعين نحو وطنهم الأسطوري وخلق التخطيط الإسرائيلي هذا الوطن. و ساعد أيضا التخطيط المكاني في المجتمع اليهودي -الإسرائيلي شرائح أضعف من السكان وأطراف جغرافية وإثنية، كما خلق في السنوات الأخيرة أشكالا أكثر ديمقراطية من عمليات صنع القرار، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني النشطة والمؤثرة (Alterman and Han, 2004)، . ومن المهم أيضا أن نلاحظ أن السياسة المكانية الإسرائيلية كانت نشطة في سياق سياسي تاريخي يتضمن بيئة عربية محاربة في بعض الأحيان وموجات من العنف والإرهاب. ومع ذلك، فإن هذه الجوانب من التخطيط كانت موضوع العديد من التحليلات القياسية، سواء الأكاديمية أو داخل المجتمع الإسرائيلي، في حين أن الكثيرين لم يحاولوا الولوج إلى التحليل النقدي-البنيوي المعروض هنا.

شكل 2 : عدد المستوطنات اليهودية في فلسطين-إسرائيل حسب العقود
الشارونين
كما ذكرنا آنفا، مثل توطيد الفضاء المتناثر والمنفصل في المقام الأول شخصان - أرييه وآرييل شارون (لاتربطهما صلة قربة) - الذين قادا صياغة الرؤية الجغرافية - السياسية وترجمتها إلى لغة التنمية، والاستيطان والفضاء. كان آرييه شارون مهندسا معماريا ومخططا يحظى بالاحترام .هاجر إلى إسرائيل في عشرينات القرن العشرين وكان أحد مؤسسي كيبوتس غان شموئيل. عاد إلى أوروبا فيما بعد للدراسة ، وبعد عودته إلى إسرائيل أصبح واحدا من رواد التخطيط الحديث في اليشوف اليهودي" التجمع السكاني اليهودي قبل إعلان الدولة " .وصل شارون إلى ذروة حياته المهنية في السنوات التأسيسية للدولة، عندما تم تعيينه من قبل مكتب رئيس الوزراء لرئاسة طاقم موظفين فنيين من ذوي الخبرة الكبيرة لوضع خطة قومية لدولة إسرائيل الفتية للأعوام 1949-1952.وما زالت الخطة التى نشرت فى العام 1951 معروفة على نطاق واسع باسم خطة شارون. فقد أرست هذه الخطة الأساس التاريخي والمؤسسي والمهني لهيمنة التخطيط الإسرائيلي، وهي تشكل جزءا رئيسيا من البنية الأساسية المكانية لبرنامج بناء الدولة الصهيونية. استقال شارون في العام 1952، من منصبه احتجاجا على ما اعتبره برأيه تشويه جزئي في تنفيذ خطته وعاد للعمل في القطاع الخاص، حيث خطط العديد من المشاريع المعمارية، ومعظمها في إسرائيل و أفريقيا.
أما أرييل شارون، فهو معروف بوصفه زعيما عسكريا وسياسيا والذي أصبح رئيس وزراء إسرائيل في أوائل 2000. ومع ذلك، كان أرييل شارون أيضا مخططا مكانيا مؤثرا للغاية منذ أن كان جنرالا في الجيش عندما غير وجه مخيمات اللاجئين في غزة لتحقيق شروط أفضل للسيطرة الإسرائيلية عليها. وشملت أنشطة أرييل شارون سلسلة من المساعي التخطيطية التي لم تتركز أبدا في وثيقة واحدة، ولكنها تسببت في سلسلة من التغيرات المكانية ذات الأهمية الكبيرة (Weizman, 2006) . كان شارون، في نواح كثيرة، شخصية بارزة دفعت الاستيطان اليهودي قدما في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وكان هو من يقف خلف خطة إنشاء مستوطنات جبلية في الجليل(mitzpim)، وكذلك خطة كوخافيم Kochavim على طول الخط الأخضر في وسط البلاد .وكان قد بدأ في التسعينات بدفع خصخصة الأراضي في إسرائيل، وبوصفه رئيسا للوزراء فقد كان مسؤولا عن فك الارتباط الذي تم فيه إخلاء وتدمير 21 مستوطنة يهودية، معظمها في غزة. وفي الوقت نفسه، ترأس شارون مشروع "الجدار الأمني" (السور والجدران) وتواصل تسارع الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية، فضلا عن كونه وراء خطة التجميع القسري في المدن البدوية في النقب والإنشاء المستمر للمزارع الخاصة اليهودية في الجنوب. وهكذا، كان شارون الثاني نشطا في سياق جيوسياسي مختلف عن السياق الذي نشط فيه شارون الأول ، حيث كانت الدولة الصهيونية قد قامت بالفعل في بلد معترف به، وبحوزتها أراض فلسطينية محتلة واقعة تحت سيطرتها، واستيطان مئات الآلاف من اليهود.
إن منطق استراتيجية المبادىء المذكورة سابقا والأدوات المنبثقة عنها و التي يوجهها الشارونين تسللت إلى العديد من المجالات الأخرى غير التخطيطية للحياة الاجتماعية مثل التوظيف والنظم التعليمية واللغة والثقافة الشعبية وسوق العقارات والاتصالات. هناك تبدو مختلفة إلى حد ما، ولكن مبادئ الاستيطان، والتهويد، والتقييد، والفصل، وفي الآونة الأخيرة أيضا التسويق والخصخصة تنشأ باستمرار كنقاط مرجعية في الخطاب العام باعتبارها المفتاح لتشكيل المجتمع. وتخلق هذه المبادئ حدودا إثنية واجتماعية يومية تنشأ عن وجهة النظر التي تشعها الفضاءات الشارونية، على النحو المبين أدناه.
يمثل الشارونين قمة جبل جليد منهجية للهيمنة المكانية القوية والمتعددة الأوجه، التي تشمل القوات المسلحة، وقوانين الأراضي، وآليات التخطيط، وتشكيلة من المؤسسات والشركات المالية وتنظيم المشاريع. و رغم ذلك، ينبغي ملاحظة قيادة الرجلين بوصفهما محل استقطاب للرؤية التخطيطية. وكما سبق ذكره، كانت هناك اختلافات جوهرية بينهما - الاختلافات السياسية أساسا، ولكن أيضا الاختلافات في وضعهما العام. كانت أنشطة أرييه شارون مهنية في الدرجة الأولى، في حين انطلقت أنشطة أرييل شارون من كونه جنرالا ليصبح زعيما سياسيا،نشط أرييه شارون الذي تم تحديده كيساري في حدود سيادة إسرائيل فقط، في حين قاد أرييل شارون خرقا لهذه الحدود وسلسلة من الأنشطة التي تنحرف عن القانون الدولي. ولكن على الرغم من الخلافات، فقد استرشد كلاهما بالاستراتيجية المكانية الاستعمارية المتشابهة جدا لتهويد الفضاء في غضون تشكيل نظاما تطوير مخطط له جيدا وحديث ، وبالتوازي مع المساعدة على إزالة تعريب الفضاء على نطاق واسع عن طريق محو الماضي الفلسطيني ونقل الموارد والسيطرة من العرب إلى أيدي يهودية كلما كان ذلك ممكنا.
شارون الأول
تم نشر أول خطة وطنية رئيسية برئاسة أرييه شارون في العام 1951 تحت عنوان "الخطة الفيزيائية لإسرائيل". وسرعان ما أصبحت أساسا هاما لإنشاء النظام الإثنوقراطي الإسرائيلي، حيث أنها قدمت تفسيرا لتهويد البلاد، ومنحت الشرعية السياسية لعملية الاستيطان والتنمية في المناطق الحدودية الداخلية. وقد نفذت هذه الخطة أساسا في الخمسينيات والستينيات، وأدت إلى بناء أكثر من 400 مستوطنة يهودية ريفية وحوالي 30 مدينة جديدة أو مجددة. والمذهب الذي وضعه شارون سعى إلى تحقيق أهداف إقليمية وسياسية وأمنية عبر سياسة مكانية وضعت على رأس جدول أعمالها استيطان الأرض والعمل أثناء تحديث نظام الاستيطان. ولتحقيق هذه الأهداف، استفيد من النهج المكاني "للتشتت" القائم على مبدأ "استيطان أعظم في مساحة أعظم" ، لإعطاء الأولوية لإنشاء مستوطنات جديدة بدلا من دعم تلك القائمة وأسبقية بناء جديد بدلا من الترميم أو الحفاظ على تقاليد البناء. وفي إطار يتمتع فيه الجمهور بالأولوية على التفضيلات الخاصة (Shachar, 1998) ، صممت خطة شارون لإسرائيل بعدد سكان 2.65 مليون نسمة، وهو هدف تم تحقيقه في وقت مبكر من العام 1966.وقد أعدت الخطة القومية التي نشرها أرييه شارون تحت رعاية رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول ديفيد بن غوريون الذي رأى فيها أنها جزء لا يتجزأ من عملية فرض الحكم اليهودي على المناطق المتنازع عليها وكجزء من مشروع وبناء الأمة الصهيونية. وسوف نرى قريبا أن هذا التصور يمكن العثور عليه باستمرار في أنشطة شارون الثاني. في السنوات الأولى للدولة، ونظرا للأهمية الاستراتيجية المرتبطة بالخطة، وضع بن غوريون فريق التخطيط في مكتب رئيس الوزراء ومنحه موارد واسعة لإعداد وتنفيذ الخطة. يمكن رؤية نهج الدفاع المكاني لدى بن غوريون بوضوح في خطاب عام 1948:"لن يقتصر أمن الدولة على القوات المسلحة. وأساليبنا في الاستيطان هي التي ستحدد أمن الدولة بدرجة لا تقل عن بناء الجيش. فالاستيطان الزراعي الكثيف على طول الحدود - سلسلة من المزارع في الشمال، وعلى الساحل، وعلى طول الأردن، وفي النقب - سيكون بمثابة درع موثوق به من أجل أمن البلاد من الهجمات الخارجية. ليس الحصون الصخرية الصامتة، ولكن العيش، والعمل والإنتاجية وجدار من الرجال – هو الجدار الوحيد الذي لا يردع أو يتضرر من قوة نيران العدو – هو ما يمكنه حماية حدود بلادنا" (تم ذكره في Tzfadia, 2009b:47). وقد ترجم فريق المخططين، برئاسة شارون، هذا الموقف الاستراتيجي إلى أدوات عملية، واعتمدوا طريقة تنمية المنطقة. وحدث هذا بتأثير مباشر و غير مباشر للتصورات الأوروبية بما في ذلك نظرية المكان المركزي للجغرافي الألماني والتر كريستالر ومفهوم مدن الحدائق التي طورها المفكر البريطاني إبينزير هوارد. وقسمت البلاد وفقا للخطة إلى 27 منطقة إنمائية، من أجل تطوير الاستقلال الاقتصادي. وكانت الخطة رمزا للتخطيط المركزي - من الأعلى - بطريقة بلشفية تقريبا(Efrat, 2005) حيث حددت أحجام و مواقع مئات المستوطنات بدقة، بما في ذلك العشرات من المدن الجديدة (التي سميت في نهاية المطاف – "مدن التطوير")، و تعريف بئر السبع كعاصمة للنقب، وكمركز للتنمية المكثفة. وقد وضعت الخطة أنظمة قومية للبنية التحتية، بما في ذلك تخطيط واسع للمياه ، الذي أصبح أساسا لإنشاء الناقل القومي للمياه، ومراكز التنمية والتوظيف، بما في ذلك ميناء أشدود، ومعظم المحميات الطبيعية الإسرائيلية والمواقع المكانية والطبيعة.ويظهر الهدفان الأساسيان اللذان حددهما شارون-التخطيط الموجه والتسلسل الهرمي للمستوطنات المتناثرة -بوضوح في بداية الخطة: كل التخطيط المادي الذي يحدد الاستخدام المقصود للمناطق في البلد ويشكل صورته المكانية يجب أن يقوم على أساس اقتصادي واجتماعي وعوامل الأمن القومي. الشرط الأول لنجاحه هو تنظيم وتنسيق وتكامل هذه العوامل في إطار التخطيط الذي ينبغي أن تتبعه التنمية (Sharon, 1951:5).إن غياب هذه السياسة، ستمهد القوة الاقتصادية الطبيعية الطريق للسكان لمقاومة أقل للمراكز القائمة الأكبر، مما يترك مساحة شاسعة من الأرض فارغة من السكان والمشاريع (Sharon, 1951:8).وحددت الخطة مبادئ التوسيع السكاني، مؤكدة على تطوير الحدود واستيعاب الهجرة اليهودية. وسعت إلى تصحيح ما أسمته "التشوه الاستعماري" - تركيز السكان في ثلاث مدن كبيرة، وتواجد 82٪ من السكان في ذلك الوقت يعيشون على طول الساحل. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذا "الانحراف" و "الشغور" في المحيط كانا ناجمين بطبيعة الحال عن طريق إبعاد مئات الآلاف من الفلسطينيين خلال حرب الاستقلال والتدمير المنتظم لأكثر من 400 قرية زراعية، ومنع عودة سكانها إلى داخل الحدود الإسرائيلية (النكبة الفلسطينية). وبعبارة أخرى، فإن "الانحراف الجغرافي" تم إنشاؤه من قبل إسرائيل، التي تسعى الآن إلى تصحيحه من خلال خطة شارون. وتتجاهل الخطة وتفسيراتها الكثيرة هذه الأسباب المكانية والتاريخية تماما. وفي هذا السياق، يبين الشكل 3 ثلاث خرائط تمثيلية من خطة شارون. لاحظ، على سبيل المثال، أن التجمعات الفلسطينية التي بقيت في إسرائيل لا تظهر حتى على الخريطة التي تصف المناطق القائمة في إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، تم التخطيط لمدن يهودية جديدة في بعض الأحيان في مواقع المدن الفلسطينية المدمرة، مع إدراج المدينة الجديدة مكان المدينة القديمة، في عمل واضح من المحو والتدمير والاستبدال( الشكل 3 (. هذه المحو، بطبيعة الحال، ليس عرضيا ويشهد على الطبيعة الإثنوقراطية للتخطيط الإسرائيلي في ذلك الوقت. وقد سعت الخطة إلى إصلاح "التشوه" من خلال تسريع الاستيطان اليهودي وفقا لنظام المناطق المحيطة بالمدن الوسطى، وخاصة في الشمال، وشفيله، وممر القدس والنقب.وكان للخطة القومية الرئيسية ، وموقعها في مكتب رئيس الوزراء، آثار هائلة على التخطيط المكاني. وقد خلق هذا ثقافة كاملة للتخطيط والاستيطان، معبرا عنها، فوق كل هذا في تطوير اللغة المهنية والسياسية التي يمكن أن ينظر إليها في التعابير العبرية الحديثة التالية:
-هيتياشفوت : المستوطنة,وتعني المجتمعات اليهودية حصريا
-هيتياشفوت عفيديت:المستوطنة العمالية ,وتعني مستوطنة يهودية من نوع معين
-هاغشاما :الإنجاز -التفعيل,وتعني مستوطنة يهودية في الأطراف
-بليش لـ كاركوات هامدينا:الغزو داخل أرض الدولة ,وغالبا ما تعني دائما محاولات العرب في الاستيطان
-بيزور أوحلوسيا: تبعثر السكان ,وتعني التباعد اليهودي
-بتاح هاجليل في هانجيف:تطوير النقب و الجليل,وتعني تأسيس مستوطنات يهودية و نقل الموارد إلى المحيط اليهودي
-أحلوسيا حازاكا:السكان الأوقياء,وتعني بشكل عام اليهود المتعلمين
الأهم من ذلك، تم مطابقة شارون الأول،على الأقل بشكل تصاريح، مع مدرسة التخطيط الاشتراكي، واعتماد النظريات والنماذج البريطانية والألمانية والروسية، فضلا عن خطاب العدالة التاريخية والاجتماعية. اعتمد شارون نماذج ولدت في العالم الغربي، مثل استراتيجية جاردن سيتي ، والتوازن الإقليمي، واللامركزية، وتطوير المناطق الطرفية وقيود النمو المفروضة على المدن الكبيرة. وتعتبر فترة الأربعينيات والخمسينات من القرن العشرين "العمر المستقر" للتخطيط في جميع أنحاء العالم، ولا سيما نتيجة للتطور الواسع في فترة ما بعد الحرب واعتماد النهج الكينزي الذي يرى الدولة ككيان مستنير في تشكيل الاقتصاد و المجتمع. ونتيجة لتبنيه الاسمي لمبادئ التخطيط الاشتراكي الغربي وصلاته باليسار الصهيوني، تلقى آرييه شارون ثناء كبيرا من أقلام المخططين والنقاد والباحثين (على سبيل المثال، Carmon, 1998 E. Efrat, 1998 Z. Efrat, 2005 Hershkowitz, 2008 Mazor, 1997 Shachar, 1998 ).ولكن هنا تنشأ بعض الحيرة. يبدو أن النظريات التي تم استيرادها إلى إسرائيل تشبه "صدفة" أفرغت من محتواها الاشتراكي والديمقراطي. ويبدو أن اعتماد النماذج لم يكن يستهدف التنمية الحقيقية للمنطقة من أجل سكانها، كما كان مقصودا أصلا، وإنما للمساعدة في عملية تهويد المناطق التي كان يسكنها ويزرعها سابقا السكان الفلسطينيون. وبعبارة أخرى،استغلت خطة شارون الخطاب التخطيطي والاشتراكي لتفريخ وشرعنة التحول السكاني القسري في المناطق المتنازع عليها - من العرب إلى اليهود. علاوة على أن اليهود الذين استقروا في المناطق الحدودية كانوا في الغالب من اليهود المهاجرين المحرومين أو يهود لاجئين من العالم الإسلامي ، وذلك على عكس النماذج الأوروبية المستوردة ,وبالتالي لم تكن عملية الاستيطان شكلا من اشكال التحرير والتطوير والتحديث كما تم الزعم في خطة شارون في العام 1951 ,بل أصبحت من أشكال التهميش المخطط، مما أدى إلى استبعاد وعزل جماعات سكانية كبيرة من المراكز الجغرافية و الاجتماعية الإسرائيلية (Shenhav, 2003 Yiftachel and Tzfadia, 2008).
وكما مر سابقا ,فقد أنشىء هذا النظام المكاني عن طريق الفصل الأولي بين أنواع المستوطنات اليهودية، وخاصة بين المستوطنين الأوروبيين (الأشكناز) والمستوطنين الشرقيين (المزراحي) الذين تم نقلهم إلى مختلف المناطق إلى حد كبير ,ومن ثم تم الحفاظ على النظام بواسطة لجنة الاختيار(فعدات قبالا) وهي مؤسسة رئيسية من صلب نظام التخطيط الإسرائيلي ترتبط مباشرة بطبيعة فضاء المبادئ الشارونية . وتعمل هذه اللجنة في مئات المستوطنات اليهودية حيث تقوم بفحص المقيمين المحتملين وضمان أن السكان "المناسبين" فقط هم من سوف يقطنوا هنا في المنطقة. وغني عن القول، أن هذا العمل لم يقم بالفصل العميق بين العرب واليهود فقط، بل أيضا يطال أنماطا متميزة من الفصل بين الأجيال بين الطبقات الإثنية اليهودية(Blank, 2006 Ziv and Shamir, 2003) .ولمواجهة هذه "الطبقات" من السياق الإسرائيلي / الفلسطيني والمأسسة الإسرائيلية، فقد عمل استيراد نماذج التخطيط من أوروبا على شرعنة هذا الاستيراد بوصفه خطة "حديثة" و "متقدمة" التي أسست في الواقع الشكل الظاهري للاستعمار الداخلي، مما يمنح الشرعية لاستراتيجية المبادىء مع كل ما يترتب على ذلك.


شكل 3 ثلاث خرائط من خطة شارون 1951
العنوان الأصلي للمقالة : From Sharon to Sharon: Spatial planning and separation regime in Israel/Palestine
المؤلف: OREN YIFTACHEL
تاريخ النشر:2010
الناشر: HAGAR Studies un Culture, Polity and Identities Vol.10 (1) 2010: 73-106
ترجمة: محمود الصباغ
..................................
ملاحظات
1-مقابلة شخصية، في إشارة إلى قضية تعرف باسم فاتنة أبريك-زبيدات وآخرون ضد سلطة أراضي إسرائيل، ‖ المحكمة العليا 80361/07.
2--عطية كان واحدا من 124 شاهدا على اللجنة الخاصة المعينة من قبل الحكومة الإسرائيلية من أجل دراسة وتوصية التنظيم المستقبلي للمستوطنة البدوية في النقب (Goldberg, 2008:1)
3- انظر، على سبيل المثال، هذه السلسلة من الدراسات التجريبية الواسعة للتخطيط الإسرائيلي: Alfasi, 2006 Alterman, 2002 Carmon, 1998 E. Efrat, 1998 Z. Efrat, 2005 Gradus, 2003 Hasson, 1991, 2002 Hershkowitz, 2008 Kellerman, 1997 Tzfadia, 2009a Shachar, 1998, 2000 Weizman, 2007 Yacobi, 2009 Yiftachel, 2006
4--للاطلاع على تعريفات مفصلة، انظر Abercrombie et al. (2000) and the Dictionary of Human Geography (2009).
المصادر :
Abercrombie, N., Hill, S., and Turner, B. S. (2000). The Penguin Dictionary of Sociology (4th ed.). London: Penguin Books.
Adva Center for Social Equality. (2009). ―Israel: Social profile.‖ http://www.adva.org
Alfasi, N. (2006). ―Planning policy? Between long-term planning and zoning amendments in the Israeli planning system.‖ Environment and Planning A 38,3:553–568.
Alterman, R. (2002). Planning in the Face of Crisis: Land, Housing and Mass Immigration in Israel. London: Routledge.
Alterman, R., and Han, I. (2004). Protection of Open Spaces: What Can We Learn From Other Countries and Implement in Israel? Haifa: Shmuel Neeman Center, Technion (Hebrew).
Azoulay, A., and Ophir, A. (2008). This Regime Which is Not One: Occupation and Democracy from the Jordan to the Sea. Tel Aviv: Resling (Hebrew).
Bimkom. (2008). The Forbidden Zone: Israeli Planning Policy in the Palestinian Villages in Area C. Jerusalem: Bimkom. See also http://www.bimkom.org/publications.asp
Blank, Y. (2006). ―Community, space, subject: Theses of space and law.‖ Haifa Law Review 2:19–61 (Hebrew).
Blomley, N. (2003). ―Law, property and the geography of violence: The frontier, the survey and the grid.‖ Annals of the American Association of Geographers 93:121–141.
Carmon, N. (1998). Housing in Israel: The First Fifty Years. Haifa: Center for Urban and Regional Studies (Hebrew).
Efrat, E. (1998). Cities and Urbanization in Israel. Jerusalem: Carmel (Hebrew).
———. (2002). Geography of Occupation: Judea, Samaria, and the Gaza Strip. Jerusalem: Carmel (Hebrew).
Efrat, Z. (2005). ―The plan.‖ In Z. Efrat (Ed.), Border Disorder (pp. 111–132). Jerusalem: Bezalel (Hebrew). See also English version: http://apjp.org/archives/2006/7/16/the-plan-zvi-efrat.html
Fenster, T. (2002). ―Planning as control: Cultural and gendered manipulation and misuse of knowledge.‖ Hagar–International Social Science Review 3,1:67–86.
Fischbach, M. (2003). Records of Dispossession. New York: Columbia University Press.
Flyvbjerg, B. (2000). ―Bringing power to planning research: One researcher‘s story.‖ Paper presented at the Planning Research 2000 conference, London School of Economics and Political Science, March.
Gazit, S. (chair). (2000). Report of the Inter-Ministerial Committee for Examining Illegal Construction in Israel. Jerusalem: Government -print-ers (Hebrew).
Goldberg, E. (chair). (2008). Report of the Special Committee for the Regulation of Bedouin Settlement. Jerusalem: Ministry of Housing, Government -print-ers (Hebrew).
Gordon, N. (2008). Israel’s Occupation. Los Angeles: UC Press.
Gradus, Y. (1993). ―Beer Sheva: Capital of the Negev desert.‖ In Y. Golani, S. Eldor and M. Garon (Eds.), Planning and Housing in Israel in the Wake of Rapid Changes (pp. 251–265). Jerusalem: Ministry of the Interior.
Gramsci, A. (1971). Selections from the Prison Notebooks. New York: International Publishers.
———. (2004). On Hegemony: Selections from the ―Prison Notebooks.‖ Tel Aviv: Resling (Hebrew).
Hanafi, S. (2009). ―Spaciocide.‖ Teoria Uvikoret [Theory and Critique] 27:190–221 (Hebrew with English abstract).
Handel, A. (2007). ―Control of space by means of space: Uncertainty as a control technology.‖ Teoria Uvikoret (Theory and Criticism) 31:101–126 (Hebrew).
Hasson, S. (1991). ―From frontier to periphery.‖ Eretz Yisrael 22:85–94 (Hebrew).
———. (2002). ―Without -dir-ected land regulation, Israel is likely to become a polarized product of suburbs, ghettos, and slums.‖ Karka 55:74–78 (Hebrew).
Hasson, S., and Abu-Asbeh, K. (Eds.). (2004). Jews and Arabs Facing a New Reality. Jerusalem: Floresheimer Institute for Policy Studies (Hebrew).
Hershkowitz, A. (2008). Spatial Planning in Israel: Politics Anchored in Earth. Haifa: Center for Urban and Regional Studies, Technion (Hebrew).
Huxley, M. (1994). ―Planning as a framework of power: Utilitarian reform, enlightenment logic and the control.‖ In S. Ferber, C. Healy and C. McAuliffe (Eds.), Beasts in Suburbia: Reinterpreting Culture in Australian Suburbs (pp. 148–169). Melbourne: Melbourne University Press.
Kellerman, A. (1997). Society and Settlement: Jewish Land of Israel in the Twentieth Century. The Hague: Kluwers Academic.
Kedar, S. (2003). ―On the legal geography of ethnocratic settler states: Notes towards a research agenda.‖ In J. Holder and C. Harrison (Eds.), Law and Geography: Current Legal Issues (pp. 401–442). Oxford: Oxford University Press.
Kedar, S., & Yiftachel, O. (2006). ―Land regime and social relations in Israel.‖ In H. de Soto and F. Cheneval (Eds.), Realizing Property Rights: Swiss Human Rights Book (pp. 129–146). Zurich: Ruffer & Rub.
Khamaissi, R. (2003). ―Mechanisms of land control and Judaization of space in Israel.‖ In M. Al-Hag and U. Ben Eliezer (Eds.), In the Name of Security (pp. 421–448). Haifa: University of Haifa Press (Hebrew).
King, A. (2002). ―Urbanism, colonialism and the world-economy.‖ In G. Bridge and S. Watson (Eds.), Blackwell City Reader (pp. 524–541). Oxford: Blackwell.
Lefebvre, H. (2009). State, Space, World: Selected Essays (Eds.: N. Brenner and S. Elden). London: University of Minnesota Press.
Lustick, I. (1996). ―Hegemonic beliefs and territorial rights.‖ International Journal of Intercultural Relations 20,3–4:478–492.
Marcuse, P. (1997). ―The ghetto of exclusion and the fortified enclave: New patterns in the United States.‖ American Behavioral Scientist 41,3:311–326.
Masalha, N. (2000). Imperial Israel and the Palestinians: the Politics of Expansion. London: Pluto.
Mazor, A. (1997). ―Introduction.‖ In A. Mazor (Ed.), Israel 2020: Master Plan for Israel of the 2000s. Haifa: Faculty of Architecture and Town Planning, Technion (Hebrew).
Negev Coexistence Forum. (2009). ―Fact database,‖ http://www.dukium.org
Njoh, A. J. (2002). ―Development implications of colonial land and human settlement schemes in Cameroon.‖ Habitat International 26:399–415.
———. (2007). Planning Power: Town Planning and Social Control in Colonial Africa. London: UCL Press.
Oren, A., and Regev, R. (2008). A Land in Khaki: Geographic Dimension of Defense in Israel. Jerusalem: Carmel (Hebrew).
Perera, N. (1998). Society and Space: Colonialism, Nationalism and Postcolonial Identity in Sri Lanka. Boulder: Westview Press.
———. (2002). ―Indigenizing the colonial city: Late 19th-century Colombo and its landscape.‖ Urban Studies 39,9:1703–1721.
Qumsiyeh, M. (2008). ―The next sixty years for Palestine.‖ Israel-Palestine Journal 15,1–2:181–188.
Roy, A. (2001). Power Politics. New Delhi: South End Press.
Roy, S. (2007). Failing Peace: Gaza and the Israeli-Palestinian Conflict. London: Pluto.
Shachar, A. (1998). ―Reshaping the map of Israel: A new national planning doctrine.‖ Annals of American Political and Social Sciences 555,1:209–218.
———. (2000). ―The state of four metropolises.‖ Pnim: A Journal of Culture, Society and Education 13:3–11 (Hebrew).
Sharon, A. (1951). ―Fundamentals of physical planning in Israel.‖ In Physical Planning in Israel (pp. 5–11). Jerusalem: Government Press (Hebrew).
Shenhav, Y. (2003). ―Introduction.‖ In Y. Shenhav (Ed.), Space, Land, Home (pp. 5–19). Jerusalem: Van Leer Institute (Hebrew).
Thomas, J. (2008). ―The role of minority planning in the search for the just city.‖ Planning Theory 7:227–247.
Tzfadia, E. (2009a). ―Militarism and space in Israel.‖ Israeli Sociology 10:337–361 (Hebrew, with English abstract).
———. (2009b). ―Settlement in Israel: A view of militarism.‖ In A. Oren (Ed.), Defense Space: A New Look at the Use of Land Resources for Defense and the Military in Israel (pp. 45–59). Jerusalem: Van Leer Institute (Hebrew).
Tzfadia, E., and Yiftachel, O. (2004). ―State, space and capital: Immigrants and socio-spatial stratification.‖ In D. Filc and U. Ram (Eds.), The Rule of Capital: Israeli Society in a Global Era (pp. 197–222). Jerusalem: Van Leer Institute (Hebrew).
Watson, V. (2006). ―Deep difference: Diversity, planning and ethnics.‖ Planning Theory 5,1:31–50.
Weizman, E. (2006). ―The architecture of Ariel Sharon.‖ Third Text 20,3–4:337–353.
———. (2007). Hollow Land: Israel’s Architecture of Occupation. London: Verso.
Wilson, E. (1991). The Sphinx in the City: Urban Life, the Control of Disorder, and Women. Berkeley: University of California Press.
Yacobi, H. (2009). The Arab-Jewish City: Spatio-Politics in a Mixed Community. London: Routledge.
Yiftachel, O. (1998). ―Planning and social control: Exploring the dark side.‖ Journal of Planning Literature 12:395–406.
———. (2006). Ethnocracy: Land, Politics and Identities in Israel/Palestine. Pennsylvania: Penn Press.
———. (2009). ―Creeping apartheid in Israel/Palestine.‖ Middle East Report 253:7–37.
Yiftachel, O., and Tzfadia, E. (2008). ―Frontiphery: The development towns and Mizrahi space.‖ Block: Architecture/City/Media/Theory 6:22–30 (Hebrew).
Ziv, N., and Shamir R. (2003). ―Build your home: Big and small politics in the struggle against land discrimination.‖ In Y. Shenhav (Ed.), Space, Land, Home (pp. 84–112). Jerusalem: Van Leer Institute (Hebrew).



#محمود_الصباغ (هاشتاغ)       Mahmoud_Al_Sabbagh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من شارون إلى شارون: التخطيط المكاني ونظام الفصل في إسرائيل / ...
- قدس جديدة : أرض أكثر .. عرب أقل
- علم الآثار في فلسطين: حياة و موت ألبرت غلوك
- (تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل 1949-1 ...
- تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل 1949-19 ...


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الصباغ - من شارون إلى شارون: التخطيط المكاني ونظام الفصل في إسرائيل / فلسطين الجزء الأول