سمير امين - العراق
الحوار المتمدن-العدد: 5601 - 2017 / 8 / 4 - 17:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اعرف ان خطوة الاستفتاء على استقلال كردستان هي مناوره سياسيه اهدافها داخليه و لا علاقه لها بطموح الشعب الكردي و اهدافه النبيله ، و لكنها مناسبه لمناقشة استقلال كردستان العراق بشكل صريح و مبداي و واضح .
اقول في البدايه انني اممي مبدءا وتكوينا و عندي ان العراقي هو من سكن العراق بغض النظر عن القوميه و الدين و اتمنى من كل قلبي ان يكون العراق واحد موحد بكل قومياته لكنني اليوم مع دعم انفصال الكورد في العراق ان رغبوا بذلك و هذا هو الحل الواقعي الاقرب للمنال و الاسهل تحقيقا على صعيد الواقع.
او دوله مركزيه متعددة القوميات و برايي ان التطور السياسي قد اضعف كثيرا هذه الامكانيه ان لم يكن اعدمها .
و انا استند برايي في دعم الانفصال على النقاط التاليه/
اولا/ القضيه الكرديه في العراق اصبحت مشكله لابد لها من حل و من يرى بغير ذلك يتصرف كالنعامه التي تدفن راسها بالرمل كي لا ترى الخطر. العراقيون يخسرون كل يوم من الوضع الحالي بين الاقليم و الدوله المركزيه و يزداد التعقيد يوم بعد يوم.
ثانيا / القضيه الكرديه هي ليست قضيه عراقيه خاصه ، و من المهم هنا التذكر بان لا دخل للعرب بتقسيم كردستان اوضم جزء من كردستان الى العراق عكس ما هو مع الفرس و الترك.
ثالثا / العراقيون من العرب لم تكن لهم مشكله مع الاكراد و تبادلوا الاحترام عبر التاريخ و احتل الكرد موقعا مهما في المجتمع العراقي على صعيد الاقتصاد و السياسه و الثقافه فتسيدوا اكبر اسواق العاصمه و برزوا في مقدمه شعراء العراق و احتلوا ارفع المناصب ، بل ان الكردي رشيد عالي الكيلاني قاد الامه العراقيه سياسيا و شعبيا و كانت الاخوه العربيه الكرديه هي السائده في المجتمع رغم ردود افعال الحكومات المركزيه الكريهه احيانا ، و من يقرا كتابات المؤرخ محمد أمين زكي يرى ذلك رغم اقاويل المتعصبين من العرب و الكورد على حد سواء. بل ان الكورد حسب نفس المؤرخ لم يطالبوا بالاستقلال بل بنوع من الاداره الذاتيه عكس ماكان في كوردستان ايران و تركيا بعد الحرب العالميه الاولى و لحد الان. المطالبه بالاستقلال بدات منذ سنوات قليله و بالذات من فئه مستاثره بموارد الاقليم لاعبة على المشاعر القوميه التي لايمكن لاي انسان مقاومة دغدغتها لمشاعره رغم ادعاءات الثقافه و التطور.
رابعا/ و مع ذلك فالناظر الى جذر القضيه يجد ان الكورد و العرب قد غدر بهم في معاهدة لوزان 1923 و قطعت اوصال امتهم ووزعت بين تركيا و ايران و الاحتلال المباشر من قبل انجلترا و فرنسا بعد ان الغيت معاهده سيفر 1920 التي ضمنت دوله للعرب و دوله للكرد و دوله للارمن . فهم اصحاب حق ماكول مثلما اخذ حق العرب و من ينكر ذلك يكرس الاجحاف بحق العرب و الكورد وبرايي من ينكر حق الاخرين لا يحق له المطالبه بحقه. كما ان انكار هذا الحق يعطي المطالبه به قوه غير واقعيه و غير منطقيه.
خامسا/ اثبتت تجربة العراق ان اتحادا فيدراليا بين قومييتين في بلد من بلدان العالم الثالث و الغارقه في الفساد و التعصب و الطائفيه غير ممكن . و اتعجب احيانا لمن يضرب الامثال من سويسرا او كندا دون تردد او تامل في التركيبه السياسيه و الاقتصاديه و المجتمعيه للبلدان . في بلد مثل العراق علينا ان نختار مابين المركزيه و الانفصال ، و هذا متروك للشعبين . اما شكل مركزي مع اداره ذاتيه و حريه ثقافيه تامه او الانفصال التام . الدستور اخرج لنا توليفه سيئه لا نعرف معها كيف نسوي الامور مما ادى الى ان يستغل الكورد حصتهم البرلمانيه ليحوزوا النار لرغيفهم دون اعتبار لمستقبل البلد و اصبحت كل قراراتهم انانيه و ضيقة الافق و هذه نتيجه طبيعيه و لكنها ادت الى تحالفات قائمه بالضد من مصلحه الشعبين العربي و الكردي او توحيد القومييتين او بناء المستقبل الواحد. بل بالعكس ادت الى التشتت و الفرقه و سيادة الفساد، فترى السياسيين مجتمعين متحدين على الفساد و يقسم الشارع و يهان العربي في مداخل اربيل.
سادسا/ الانفصال هي فرصه للتخلص من الدستور الاحتلالي السئ و كتابة دستور جديد وطني و برويه و باستفتاء شعبي حقيقي و بعد كل هذه التجربه الاليمه اعتقد انه سيكون دستورا جيدا.
سابعا/ الاستقلال عدا كونه مبدا انساني مهم هو فرصه لاقامة حاجز سياسي متين و منيع مقابل تركيا و كذلك ايران و يجعل العراق في موقع اقوى سياسيا. و يرمي بالورقه التي طالما لعبوا بها ضد العراق على طاولتهم.
ثامنا/ للمهتمين براحة و مستقبل الكورد و الذين يرمون بحجج من قبيل ان الاستقلال لا ينفع الاكراد و ضد مصلحتهم و ستحدث حروب داخليه … الخ ، اقول عدا ان الاستقلال ان صوت له فهو رغبة هذه الشعب و هو يتحمل مسئولية خياره مهما كانت التبعيات. اقول لهم ان الاستقلال يوفر الفرصه لهذا الشعب لحل مشاكله الداخليه بعد زوال عمى التعصب القومي، و يوفر البدايه لصراع على المسائل الاساسيه الداخليه الحقيقيه لهذا الشعب.
ان كردستان العراق منذ 1991 انعزلت عن باقي العراق بعد ان خذل قادتها انتفاضة الشعب العراقي. و بعد الاحتلال اخذت الامور منحى اخطر على صعيد الانعزال بسبب الصيغه المشوهه للفيدراليه و الاصطفافات السياسيه اللاوطنيه و القوانين الجديده التي كرست التقسيم الذي شمل حتى جيش البلاد بعد الغاء الخدمه الاجباريه و خلق جيش خاص بكردستان و اخر للعراق لا يحق له حتى دخول المناطق المتنازع عليها. لهذا اقول ان علينا ان نقول بجراه كفى استمرارا بمهزلة الفدراليه الخياليه و لننهي هذه المهزله باسرع وقت و اقل الخسائر. و ان صوت الكورد للانفصال فلنقف معهم.
#سمير_امين_-_العراق (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟