أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - أعراسنا أضحت همًّا














المزيد.....

أعراسنا أضحت همًّا


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 5601 - 2017 / 8 / 4 - 16:23
المحور: المجتمع المدني
    


تباهى وتبجّح أحدهم قبل سنوات قائلًا : إنّ عدد الذين حضروا حفلة زواجه في المُتنزّه قارب الألف ، حتّى ضاقت بهم اركان المتنزّه وتأففت زواياه وأصحابه.
ومرّت الأيام والاشهر لأصادف هذا المتباهي في احدى الحفلات ، وجاءت جلسته مقابلنا ، فسرعان ما فتح باب الحديث مُتذمّرًا ، شاكيًا ولائمًا المجتمع والعادات ، فقد " استوى" على حدّ تعبيره من الحفلات ، وفرغت جيوبه وجزدانه من النقود ، وعافت نفسه ونفس زوجته السلطات والمقبلّات والشّواء ؛ وكيف لا يعافها وهي تُكلّفه في الحدّ الأدنى 500 شاقلًا هذا للبعيدين امّا للقريبين فالامر يختلف ، والقريبون كُثر ..
فضحكت وطيّبت خاطره وقلت : اتذكر يوم تباهيت قبل سنوات حين رقص في حلبه زواجك المئات ؟
فضحك ضحكة لا تخلو من المرارة وقال :
" كنتُ غِرًّا يا استاذ ، كنتُ لا أزال في بداية الطريق ، فرجاء لا تتعلّموا منّا.
واستطرد قائلًا : ألا يكفي أن يكون في الحفلة 300 وكلّها عمّك ، خالك، صاحبك وجارك ؟!!! وعندها توفّر على نفسك جهدًا ومالًا وتُوفّر أيضًا على غيرك.
فليس كلّ من القى عليك السلام والتحيّة ملزم أنت بدعوته ، وليس كلّ من تعرفه مجبر أنت بدعوته لحفلتك...أليس كذلك ؟!
ضحكتُ ليلتها وأكلت وجبتي في المُتنزّه بشهية لم اعتدها من قبل أنا الذي "أعمل" ريجيمًا.
" أكلها " المسكين وعدّ عليها ، فكلّ يوم من أيام الاسبوع من أشهر الربيع وحتى اشهر الخريف المتأخّرة يُعبّيء الظرف ب 500 شاقل ويجوب البلاد من متنزّه الى آخَرفلا يعود الّا في منتصف الليل متعبًا من المجاملات والبسمات التي يرسمها عفوية مرّة ومُغتصبة مرّات.
حدّثني أحد العاملين في احد المتنزّهات : كدتّ أبكي يا صديقي وأنا أحد العرسان يتوسّل هو وأبوه الى صاحب المُتنزّه أن يرحمهم ويُخفّف من المبلغ المرقوم بعض مئات الشّواقل ، فالصَّفقة جاءت وكانت خاسرة.
من يُجبرنا على هذا يا ترى ؟
أتراها المظاهر وحبّ الظهور و" شوفونا" يا ناس والتقليد الأعمى .
أظنّها كذلك فهناك من هو على استعداد أن يبيع قطعة الأرض الوحيدة والتي حافظ عليها الآباء والجدود رغم الجوع و" القلّة" ، يبيعها حضرته ليضحيَ بها ثمنًا لليلة رقص وشواء وسلطات تبتلع سوادها الأعظم حاويات القمامة في الهزيع الثالث من الليل.، ناهيك عن " التعاليل" التي تعلّ الجيوب والعيون والأبدان، والتي أضحت عبئًا ثقيلًا يقتعد أكتاف الناس .
أمّا ما يحزّ في نفسي ويقضّها هو ان ترى الكنيسة اثناء مراسيم الاكليل المُقدّس فارغة الا من بعض الحضور ، فالناس إمّا في الخارج يُدخّنون ويتجاذبون أطراف الحديث أو عند الكوافيرة يُهندمون الشَّعر والملابس تحضيرًا لحفلة المُتنزّه المُقدّسة !!!!! نا سين انّ الأكليل في الكنيسة هو بيت القصيد وهو العهد المُقدّس وهو الخيط المثلوث الذي يربط الربّ بالزّوجين الطازجين.
بمقدورنا ان نُغيّر ونُبدّل ونتوخّى الأفضل والأحسن والأرحم ، فما كانت الحفلة ذات الألف من الحضور بأجمل من الحفلة الحميميّة التي يحضرها الأهل والأقارب والجيران والكلّ يعرف الكلّ، والكلّ يفرح من قلبه، حيث لا نُضطر لانتزاع التصفيق فيها انتزاعًا.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصّحن المُغطّى ما زال في حارتنا..
- الشَّعب الرّوسيّ سيمفونية متكاملة
- حِلّوا عنّا وخلّوا الضّبع يوكلنا
- عبلّين كانت وما زالت منبت الأصالة
- د. تيسير الياس : وسامك فخرٌ لنا
- هناك تُضحي شاعرًا
- وردُنا آخَر
- نُريدُ ناديًا للشّباب لا للمُسنّين
- أحبّكم لو تعلمون
- المتسوّلون ومفارق الطُّرُق
- صَفقات وسيف
- مجتمعنا العربيّ المحليّ يعيشُ الأكشن
- أدباؤنا المحلّيون في المدارسِ لحنٌ جميل
- رسالة مفتوحة الى قداسة بابا روما وبابا الاسكندريّة
- السّوق السوداء ظالمة
- طنطا تُغازلُ المسيح
- سُلطاتنا المحليّة تلتحفُ الجُمود
- امسكني بيمينَك
- - ثقافةُ الزِّبالة -
- نحنُ والزّامور


المزيد.....




- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...
- البرلمان العربي يستنكر عجز مجلس الأمن عن تمكين فلسطين من الح ...
- الكويت: موقف مجلس الأمن بشأن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ي ...
- قائمة الدول التي صوتت مع أو ضد قبول الطلب الفلسطيني كدولة كا ...
- لافروف يعلق على اعتقال شخصين في ألمانيا بشبهة -التجسس- لصالح ...
- اعتقال عشرات الطلاب الداعمين لفلسطين من جامعة كولومبيا الأمي ...
- استياء عربي من رفض أميركا عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي أثناء اعتقال شاب في الضفة الغر ...
- فيتو أميركي يفشل مشروع قرار منح فلسطين العضوية في الأمم المت ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - أعراسنا أضحت همًّا