|
مغزى زيارة نوري المالكي ورهطه إلى روسيا الاتحادية!
كاظم حبيب
(Kadhim Habib)
الحوار المتمدن-العدد: 5594 - 2017 / 7 / 28 - 13:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في هذه الأيام التي أعلن الناس بالعراق عن فرحتهم بطرد غالبة الداعشيين القتلة من الموصل الحدباء والسعي لإيجاد السبل لمعالجة الجراح العميقة التي خلفها الداعشيون بالموصل وعموم محافظة نينوى، يقوم نوري المالكي على رأس وفد من حزب الدعوة وبعض نواب قائمته الانتخابية بزيارة إلى موسكو لمدة أربعة أيام، إذ التقى حتى الآن بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسيلتقي بوزير الخارجية لافروف ومع مسؤولين آخرين. والسؤال المباشر الذي يواجهنا: ما مغزى أو سبب هذه الزيارة المفاجئة وفي هذا الوقت بالذات؟ تشير الكثير من المصادر المطلعة وتصريحات خلف الكواليس، إضافة إلى النهج السياسي العام الذي ينتهجه المالكي، إنه يأمل بالعودة إلى دست الحكم ثانية ليمارس ذات السياسة الطائفية الحاقدة التي وضعت الكثير من مناطق العراق، ولاسيما غرب العراق ومدينة الموصل ومحافظة نينوى بالكامل وشعبها في قبضة عصابات داعش، والتي أدت إلى تنفيذ أكبر عملية إبادة جماعية ضد أتباع الديانات والمذاهب بالعراق، ولاسيما ضد الإيزيديين والمسيحيين والشبك والتركمان والكثير من أهل الموصل السنة أيضاً. وهي محاولة جادة من نوري المالكي وبتوجيه من علي خامنئي وقاسم سليماني بزيارة موسكو والمبادرة إلى طرح تشكيل محور سياسي عسكري جديد تشارك فيه الدول والقوى السياسية التالية: إيران، وروسيا، وسوريا، وحزب الله اللبناني، إضافة على التحالف الجديد الناشئ ببغداد بأطرافه التالية: نوري المالكي والجعفري، وربما عمار الحكيم بحزبه الجديد "تيار الحكمة الوطني، من جهة، وسليم الجبوري وجماعته الجديدة الاتي انفصلت عن الحزب الإسلامي برئاسة اياد السامرائي، من جهة أخرى، إضافة إلى محاولة كسب جزء من الاتحاد الوطني الكردستاني إليه بدعم من إيران، أن تعذر مشاركة قيادة الاتحاد كلها! وتشير الكثير من المصادر إلى أن طهران وروسيا غير مرتاحتين من سياسة العبادي واقترابه من الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي يجدون في المالكي شخصية مناهضة للولايات المتحدة الأمريكية ويمكن اعتماده ليكون رئيس وزراء العراق القادم. كما تشير أوساط أخرى إلى أن هذا التحالف من شانه أن يتصدى لمقتدى الصدر وتياره الشعبي الذي يقترب من العبادي ومن اياد علاوي، إضافة إلى طرحه مهمات وشعارات مدنية تقربه من التيار المدني العراقي والحراك الشعبي. كما إن إيران غير مرتاحة من زيارة العبادي إلى السعودية وتخفيف الصراع معها، وبالتالي فلا بد من تقطيع هذه الوشائج الجديدة بمحور سياسي جديد يتصدى لمحاولات العبادي البقاء في السلطة بتحالف آخر! ولا بد من الإشارة إلى أن نوري المالكي ورهطه وقوى أخرى بدأت حملة سياسية مناهضة للتيار المدني العراقي والقوى الديمقراطية والحراك المدني والشعبي المطالب بالتغيير واتهام هذه القوى بالإلحاد والحداثة والعلمانية وتعبئة القوى الأكثر طائفية ورجعية لمناهضة القوى المدنية والديمقراطية، التي بدأت، كما يبدو، تكسب المزيد من الشبيبة المناهضة للفساد والإرهاب والخراب والرثاثة التي تعم العراق إلى جانبها، بسبب السياسات الطائفية ومحاصصاتها المذلة التي تراكمت بالعراق منذ حكم إبراهيم الجعفري ونوري المالكي حتى الوقت الحاضر. كما علينا ألّا نغفل التشرذم الجديد في القوى الطائفية السياسية التي باتت تخشى على مواقعها، مما دفع بالمالكي وعمار الحكيم وآخرين إلى محاولة مجابهة كل ذلك بالمحور السياسي الرجعي الجديد! ويبدو للمتتبع إن هذا المحور السياسي–العسكري الجديد الذي يراد إقامته، على نمط التحالف الذي نشأ مع سوريا، يمكن أن يجر العراق إلى صراع سياسي وعسكري مدمر مع الولايات المتحدة والدول العربية وأجزاء من القوى السياسية العراقية، الذي يمكن أن يحول العراق إلى ساحة حرب فعلية جديدة، كما عليه الحالة بسوريا منذ عدة سنوات، وبالتالي فهذه الزيارة تعتبر مغامرة سياسية وعسكرية عدوانية تعبر عن جو الإحباط الذي يعيشه المالكي ورهطه ومحاولتهم لدفع العراق إلى أتون حرب محتملة على طريقة "إذا مت ظمأناً فلا نزل القطر"، فأما الحكم وإما قلب الطاولة على رؤوس الشعب كله. إن من مهمة القوى الديمقراطية العراقية بكل أطيافها كشف الحقيقة وفضح أهداف زيارة المالكي إلى روسيا والعواقب المحتملة من وراء تشكيل مثل هذا المحور السياسي العسكري الجديد في وقت يفترض ان يبتعد العراق عن جميع المحاور السياسية العسكرية وأن يجنب نفسه مغبة السقوط في صراعات جديدة مدمرة، وأن ينهض الشعب بهمة وعزيمة للخلاص من نظام المحاصصة الطائفية لصالح الدولة العلمانية الديمقراطية والمجتمع المدني الديمقراطي وحقوق الإنسان ومحاربة الفساد والإرهاب وبناء السلام وإعادة إعمار العراق والعدالة الاجتماعية من خلال توحيد العمل لصالح التغيير الجذري المنشود بالعراق.
#كاظم_حبيب (هاشتاغ)
Kadhim_Habib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النهج الجديد للرئيس التركي المرتد عن الديمقراطية والمستبد بأ
...
-
ما الدور الذي يراد للحشد الشعبي أن يلعبه بالعراق؟
-
عادت البغية حليمة إلى عادتها القديمة.. عادت والعود أسوأ!!!
-
وماذا بعد الانتصار العسكري بالموصل؟
-
وداعا رفيقنا وصديقنا العزيز د. صادق البلادي (أبو ياسر)
-
لنرفع صوت الاحتجاج ضد قتل المثليين أو بشبهة المثلية بالعراق
-
وماذا بعد الانتصارات العسكرية بالعراق؟
-
هل هي زلة لسان أم إنها جزء من ثقافة صفراء تلاحقنا؟
-
نحو معالجة جادة ومسؤولة لبعض لمظاهر السلبية في حركة حقوق الإ
...
-
كفوا عن الضحك على ذقون الشعب، كفوا عن مهازلكم!!
-
قطر والسعودية: غراب يگلة لغراب وجهك أبگع!
-
وفاء لنضال رفيق الدرب الطويل الرفيق عزيز محمد بعد وفاته
-
محنة الشعب في حكامه!
-
الأخوات والأخوة الأفاضل مسؤولي الأحزاب والقوى الوطنية الديمق
...
-
قراءة في مسرحية -لسعة العقرب- للكاتب المسرحي والصحفي ماجد ال
...
-
رسالة مفتوحة إلى السيدة المصونة حرم الروائي المبدع الطيب الذ
...
-
خطوة إلى الوراء .. خطوتان بذات الاتجاه، فإلى أين يراد بالعرا
...
-
قرية -جه له مورد- تحتفي بالذكرى التاسعة والعشرين للمؤنفلين م
...
-
من يوجه أجهزة الأمن والمليشيات الشيعية المسلحة من أمام ستار؟
-
من هم مزورو الوقائع والتاريخ بالعراق؟
المزيد.....
-
مدير الموساد يغادر الدوحة بعد مشاركته بمحادثات وقف إطلاق الن
...
-
تناول هذه الخضار النيئة يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالأمراض
...
-
شاهد.. البسمة ترتسم على محيا زعيم كوريا الشمالية بعد عملية إ
...
-
بيسكوف: محاولات -الناتو- توسيع نفوذه في القوقاز لن تفيد المن
...
-
دراسة: -حلقة النار- تحت مضيق جبل طارق قد تبتلع المحيط الأطلس
...
-
-ستورمي-.. وثائقي يروي قصة -العلاقة المزعومة- بين ترامب ونجم
...
-
الخارجية القطرية: أي هجوم على رفح سيؤثر سلبا على التوصل إلى
...
-
خبير فرنسي: ماكرون يقود فرنسا إلى حرب مع موسكو
-
الجيش الإسرائيلي يكشف عن مناطق عملياته العسكرية في قطاع غزة
...
-
بكين تدعو واشنطن لاتخاذ إجراءات جدية لنزع السلاح النووي بدلا
...
المزيد.....
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
-
شئ ما عن ألأخلاق
/ علي عبد الواحد محمد
-
تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|