أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - محمد غني حكمت نحات الرموز الرافدينية














المزيد.....

محمد غني حكمت نحات الرموز الرافدينية


شكيب كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 5593 - 2017 / 7 / 27 - 15:04
المحور: الادب والفن
    


غالبا ما يؤدي الاهمال وعدم التشجيع، الى تلاشي مواهب وامكانات، زرعها الله في افراد
بعينهم، لكن هناك مواهب؛ وبراعم محظوظة، تهيء لها ظروف الحياة ومجرياتها، من يأخذ بيدها كي يضعها على طريق الديمومة والنماء والتطور، ومن هذه المواهب المحظوظة موهبة الفنان التشكيلي والنحات والخزاف محمد غني حكمت، الذي طواه الردى يوم الاثنين 12» من ايلول» 2011 في العاصمة الاردنية.
محمد غني حكمت، الذي هيأ الله له من يأخذ بيده ويشجعه وينمي رغباته ومواهبه، كان ابوه اول مشجع له اذ يقول في حديث صحفي جوابا عن سؤال من اكتشف الفنان فيك؟ يجيب فناننا الكبير، ابي، حيث بدأ يجهزني بما احتاجه من اوراق واقلام، ويشجعني ويدفعني للاستمرار.
تمثال شخصي
وبدأت بالمدرسة، حيث كنت اقوم، بتكبير صور الرياضيين العالميين، بحجوم كبيرة لكي توضع في النادي الرياضي. وعن اول عمل نحتي قام به؟ يجيب كانت اولى تجاربي، عائلتي حيث بدأت بعمل تمثال شخصي لابنة اخي سهام بالطين، ثم عملت تماثيل لابي ولاخي ثم لاصدقائي وتماثيل شخصية لاخرين من الطين.
لكن هذه الموهبة الغضة، وجدت في الدراسة خارج العراق، قبل ان تضربه فوضى الانقلابات واحالته ركاما، وجدت في الدراسة هناك، حيث معاهد العلم الرصينة ضالتها المنشودة.
وتكريسا للموهبة وزيادة في صقلها، لذا ما ان اكمل دراسته في معهد الفنون الجميلة ببغداد عام 1952، الذي كان للشريف محي الدين حيدر، فضل تأسيسه، حتى ارسلته الدولة للدراسة في اكاديمية الفنون الجميلة في روما، ونال منها عام 1958 دبلوم النحت. كما حصل على شهادة اكاديمية بفن صب البرونز من فلورنسا عام 1961، هذه الدراسات الاكاديمية في معاهد رصينة صقلت مواهبه الفطرية وجعلته يحول هذا الخزين الفني الى منحوتات ستبقى شاخصة، في الذاكرة العراقية والعديد من اصقاع العالم المتمدن.
اذ انجز تمثال شهرزاد وشهريار وتمثال علي بابا والاربعين حرامي، وجدارية مدينة الطب فضلا على تمثال لابي الطيب المتنبي؛ اشعر شعراء العرب طرا، كما انه اكمل انجاز جدارية نصب الحرية الذي مازال شاخصا في ساحة التحرير وسط بغداد، بعد رحيل مبدع هذه الجدارية الرائعة والتي كانت بعضا من مواهب جواد سليم. الذي رحل في شهر كانون الثاني
1961، وليواصل محمد غني حكمت اكمالها بعده. ما اوقف جهده على العراق فقط بل تعداه لاصقاع الدنيا فهذه بوابته التي تزين مدخل منظمة اليونسيف بباريس فضلا على ثلاث بوابات خشبية لكنيسة تيستا دي ليبرا في روما الفاتيكان، ليكون اول نحات عربي مسلم، ينحت ابواب كنائس في العالم كما انجز جدارية الثورة العربية الكبرى بعمان تخليدا للنهضة التي قادها الشريف حسين بن علي ضد العسف العثماني في التاسع من شعبان عام 1334 هـ الموافق لعام 1916.
من المعروف للباحثين، ان الفن التشكيلي في العراق، تاثر بالفنانين البولنديين، الذين نزحوا الى العراق بعد الاجتياح الهتلري للاراضي البولندية، عند بدء الحرب العالمية الثانية، ليلة الاول من ايلول عام 1939، ترك هؤلاء اثارهم في اعمال الفنانين العراقيين، فضلا على الدراسة في اوربا وتأثيراتها عليهم، فعادوا معبئين بحصيلتهم الدراسية الاوربية. لكن محمد
غني حكمت ما ترك حبل الدراسة الاوربية على غاربه، بل حاول الاستفادة من الموروث الرافديني، حتى ان احد اساتذته حثه على عدم الاهتمام والتعويل على المدارس الفنية الحديثة، بل ضرورة استلهام حضارة العراق، وادي الرافدين واشور قائلا له انت لديك خزين من الفكر والمنظور والاسلوب بوصفك سليل الثقافة الرافدينية.
وبعد فان قيمة لوحات محمد غني حكمت، كما يقول الناقد ياسين النصير تكمن في ان احساسه بالحياة، قوي الى حد انه يوظف، طاقة الحركة باقصى ما يستطيع، كي يظهر لنا ما في داخل الاشكال، من افعال محتدمة، وضاجة ومرنة، في الوقت نفسه، ثمة بدائية يضفيها الفنان على منحوتاته، وكأن العنف والسلام، والموت والحياة، ليست الا دوافع اكبر من صفاتها اللغوية، لاظهار مخزون الحركة، بوصفها طاقة، تستجيب لارادة فنان، وليست مجرد تغيرات، بمسارات واتجاهات الخطوط والفكر.



#شكيب_كاظم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يستقرئ السرد وقائع الحياة...(الزلزال) للطاهر وطّار آمال ...
- ( في حال ) ليست من أدوات الشرط
- حسن العاني في (الولد الغبي) ...رواية الفانتازيا والواقع المؤ ...
- الباحث قيس كاظم الجنابي: نصب الرؤوس وإغتيال النفوس...إستقصاء ...
- الناقد فخري صالح في (عين الطائر) له فضل التنويه بمنجز ما بعد ...
- حديث نادر للمفكر الفلسطيني الراحل أدوارد سعيد ...ذاكرة الإذا ...
- علي الشوك روائيا...هل آلت آمال هشام المقدادي إلى سراب
- حسن العلوي ودفء المكتبة...البعد عن السياسة وخلوة الذات تنتجا ...
- فصول من حياة الباحث العراقي الدكتور يوسف عز الدين...نهر الإب ...
- ومات ضابط الموساد الشهير مؤسس وحدة كيدون...هراري يقود صراعا ...
- عبد الخالق فريد.. شاعر الحب والجمال.. قيسيّ الوصال نواسيّ ال ...
- أستاذي الدكتور أحمد مطلوب في أسئلة الحياة
- علي الوردي في ملفه الأمني... هليّل يعيد للذاكرة بعض كتاباته
- البضاعة المزجاة في متن صحيفة...معنى أن تعيش كتاباتك ساعتين
- اللغة بنت قومها... المستشرق الكبير بلاشيير لا يدرك بعض مجازا ...
- من إستلهم الآخر إبن شُهَيد أم المعري؟.. نظرات جديدة في غفران ...
- آخاب في رواية موبي ديك...حين يتحول طلب الثأر إلى عمى للبصر و ...
- عزيز السيد جاسم عقل باهر وفكر زاخر.. جَوْسٌ خَلَلَ بواكير كت ...
- حياة شرارة في روايتها (إذا الأيام أغسقت)...صور غدافية قاتمة ...
- وديع فلسطين يرسم صور أعلام عصره...غوص في المتون واستظهار الم ...


المزيد.....




- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...
- برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع التخصصات عبر ...
- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - محمد غني حكمت نحات الرموز الرافدينية