أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي عبد الجبار شمري - قراءة سريعة في المشهد السياسي العراقي..














المزيد.....

قراءة سريعة في المشهد السياسي العراقي..


علي عبد الجبار شمري
كاتــبٌ حُـــر

(Ali Shammari)


الحوار المتمدن-العدد: 5593 - 2017 / 7 / 27 - 15:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إن فشل النظام السياسي في العراق، بات من الأشياء المُسلم بها والتي لا يتناطح فيها عنزان؛ ولذلك نجد ان اختلاف النخب على تنوعهم - حتى من كان الى وقت قريب جزء من هذا النظام- على البدائل، وليس على الاقرار بفساد النظام القائم، وعدم كفائته في ادارة الدولة. ولأيجاد الحلول والبدائل، يجب علينا فهم المعادلة السياسية الحالية، وعناصر ديمومتها.
يكفيك عزيزي القارئ، المراجعة السطحية للبيان الختامي لمؤتمر لندن للمعارضة العراقية لعام 2002؛ لترى ان الشئ الوحيد الذي حمله النظام السياسي مابعد 2003 للعراق وطبقه طوال السنين المنصرمة، هو الطائفية، ودولة المكونات والمحاصصة، بكل ماتحمله من اقصاء للكفائات على حساب الطائفة، وتمزيق للوحدة الوطنية، واستخدام الدين للتحشيد السياسي، والتي هي بالتأكيد خِلاف دولة المواطنة المؤسسات، التي ينشدها كل غيور على تراب هذا الوطن، ووحدة شعبه واراضيه. كذلك ومنذ اول انتخابات عراقية والى يومنا هذا فالبوصلة الطائفية، هي الموجه الرئيس للناخب العراقي، الا من رحم ربي. فقد عزف سياسوا العراق الجدد على هذا الوتر لسنين طوال، يدعمهم في ذلك الجهل والأُمية المتفشية في المجتمع العراقي الذي عانى ويلات الحرب والحصار، كذلك عاطفة الناس وميلهم للدين، لما فيه من ميثولوجيا، وعدالة الهية تداعب احاسيس المظلومين ، وتمنحهم الأمل بقصاصٍ عادل... ولوبعد حين. لذلك فأن الطائفية هي اهم عنصر يغذي النظام السياسي الحالي في العراق، وان اي حركة او حزب او تيار سياسي يتبناها؛ فهو لا يريد بالعراق خيراً.
وعند الحديث عن المعادلة السياسية العراقية، يجب ان لا يفوتنا عامل الإرهاب، فرغم كل ما جره الإرهاب الأسود من دم ودمار للعراق؛ الا انه كان ومازال اهم عوامل كسب الأسناد والدعم الخارجي للنظام ، فما الدعم الدولي بشقيه؛ العسكري، والسياسي الا فاتورة لحرب الوكالة التي كان العراق ومازال من اهم متعهديها. فلقد القت الحرب على الإرهاب، بظلالها على المشهد السياسي العراقي الداخلي بقوة، بطريقة جعلت حتى من يفكر بالخروج على النظام الحالي؛ يتوقف عند البدائل! فتداعي النظام الحالي وانهياره يعني سيطرة الإرهاب على المشهد، والعودة الى نقطة الصفر ، و درس الموصل ليس عنا ببعيد "فالي يشوف الموت يرضى بالصخونة". وبذلك ضمن النظام الحالي الغطاء الدولي، والاستقرار السياسي الداخلي، من خلال الباس معارضيه ثوب الإرهاب تارة، او اتهامهم بعرقلة سير المعارك تارة اخرى، " فنحن في حالة حرب على الإرهاب" ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة!
ان العراق بحاجة فعلية الى نهضة فكرية، وحركة توعوية، تخاطب المواطن البسيط، وتبين له الحقائق التي يجهلها عن هؤلاء السياسين. فما عمليات اعادة تسويق الوجوه بعناوين جديدة، ولا مسلسل التصريحات القومية والطائفية، التي تأتي قبيل كل انتخابات، الا استمرار لنفس المسلسل الذي نعيشه منذ عام 2003. ان رصيد تلك الوجوه البائسة من توفير خدمات، ووظائف، وعيش كريم للمواطن، هو صفر؛ لذلك فهي ليس لديها ماتلجأ اليه، سوى تلك اللعبة التي تجيدها باحترافية، من ترويج الأكاذيب والوعود الإنتخابية، واعادة تدوير الوجوه الكالحة بألباسها ثوب المدنية والاعتدال تارة، وثوب التكنوقراط تارة اخرى.
الى جانب الحركة التوعوية، يجب علينا ان ندرك، ان العراق بحاجة فعلية الى معارضة وطنية حقيقية، ذات توجه واضح، تؤمن بقيم المواطنة والمدنية، ودولة المؤسسات، لا الطائفية ودولة المحاصصات. ان غالبية الموجودين على الساحة السياسية العراقية، اما مستفيدين، او موالين، والمعارضة الموجودة حاليا؛ هي معارضة من ورق، لاترقى الى مستوى الطموح، او ماتتطلبه المرحلة الحالية؛ وذلك لأفتقارها الى الإصطفاف الوطني، والرؤية الموحدة، وعدم تبنيها مشروع بديل، كذلك افتقارها الى العلاقات الدولية والاقليمية، التي باتت مع الأسف، هي الموجه الرئيس لدفة السياسة العراقية. لذلك ينبغي رص الصفوف، وبيان خطورة استمرار النظام الحالي للداخل والخارج؛ من خلال عقد المؤتمرات، وتشكيل الوفود، ووضع خطوات جادة للتتغير، وتبني مشروع موحد واضح المعالم.
هنالك بالتأكيد عوامل اخرى، ساعدت في ديمومة واستمرار النظام الحالي؛ لكن الطائفية، والإرهاب هما اكثر من ساهم في تدمير هذا البلد من خلال ساسيوا السوء الذين تاجروا بهما؛ ولن يكتب للعراق اي نهضة حقيقية، مالم يسقطهما من على كاهلهِ، ويدوسوهما بقدمه.
علي شمري
السويد 27 تموز 2017



#علي_عبد_الجبار_شمري (هاشتاغ)       Ali_Shammari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اِختلال المفاهيم.. رسالة مفتوحة الى التيار المدني
- الذائقة السياسية العراقية..الى أين؟
- -ويقولون مالايفعلون- .. ليسوا الشعراءَ فقط !


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي عبد الجبار شمري - قراءة سريعة في المشهد السياسي العراقي..