الصيد بالماء العكر

حازم فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 5589 - 2017 / 7 / 23 - 10:01
المحور: الادب والفن
    

يعتقد الكثير من الناس انهم اذكياء من خلال صفقات يقومون خلالها بالنصب والاحتيال على الاخرين الذين يكونون اكثر طيبة ونقاء لقد تناسوا لوهلة انهم أصحاب مبدا وإنسانية وابداع كل هذا الذي بنوه راح عرض الحائط وتناسوه تماما حتى تلاشت مبادئهم الرملية ادراج الرياح وماعادت سوى اطلال ليس فيها بادرة امل .
من الصعب رؤية الانسان مجردا من ابسط قيمه ومبادئه بسبب جشعه وتخليه عن تربيته التي ربي عليها ليتحول الى وحش كاسر في عالم نتن ليس فيه أي نقاء .
فتاة من سوريا تحدثت الي وكأني ارى عينيها مغرورقة بالدموع وشعرت من نبرة صوتها حجم المأساة التي تعرضت لها من قبل احد الذين يصطادون بالماء العكر طيبة قلبها ونقاء روحها كانا هما السبب فيما حصل لها وكان الطيبين يدفعون ضريبة قلوبهم الرحيمة هذه مكافاة القدر مع الأسف الشديد .
لربما الصدفة قادتها الى طريقي للتعرف عليها ومشاركتها همها الذي اصبح همي هو الاخر ولربما اكثر ثقلا ووجعا لكن صدمتها اكبر من خسارتها المادية وقد تحتاج الى وقت طويل حتى تتماثل للشفاء بسبب ماتعرضت له من احتيال ولأنه جاءها من مرهف الحس وممن لديه مخيلة فنية ويتعامل مع الأطفال والمسنين كما اخبرها هو.
اذهلتني عندما قالت يصطفل بيهن بلهجتها السورية الجميلة وقد راودتني الكثير من الأفكار والهواجس لكنها سرعان مابددتها عندما قالت انه سرق اموالي فقط حمدت الله كثيرا لان أمثال هؤلاء من عادتهم انهم يسلبون كل شيء ويجيدون التمثيل بشكلا متقن .
حينها ادركت ان الفن ممكن ان يكون صنعة هو الاخر او لربما نوعا من أنواع التجارة وان الإحساس والذوق العام اصبح عملة نادرة في هذا الزمن القاسي .
سلاما لعينيك فحقك لن يضيع لابد للجمال ان ينتصر يوما ليزيل هذا القبح الذي استوطن اغلب النفوس حتى تغيرت معالم المجتمع بشكل يدعو الى القلق وعدم الاطمئنان لم حولنا وفي النهاية لابد ان يسود العدل والأمان .
كيف لنا ان نعيش مع أمثال هؤلاء البشر وماهي الطريقة المثلى للتعامل معهم احذروا الذين يصطادون بالماء العكر

#حازم_فرحان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل