أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إبراهيم ابراش - مساندة مصر في محاربة الإرهاب مسؤولية قومية














المزيد.....

مساندة مصر في محاربة الإرهاب مسؤولية قومية


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5584 - 2017 / 7 / 18 - 23:16
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


حب الشعب الفلسطيني لمصر لا يقل عن حبه لبقية البلدان العربية ،بل إن حبه وتقديره لمصر له خصوصية نابعة من الجوار الجغرافي وتاريخ التعايش المشترك والنضال المشترك في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ،إنه حب نابع من عمق الانتماء القومي للفلسطينيين ومن إحساس الفلسطينيين بأن نهضة مصر وتطورها واستقرارها يعني نهضة الأمة العربية واستقرارها ،وانتكاسة مصر انتكاسة للعروبة وللاستقرار في المنطقة .
صحيح أن العلاقة بين الشعبين تخللتها أزمات وتوترات ،إما بسبب تصرفات ومواقف من أطراف فلسطينية أو مصرية ،فيها إساءة فعلية للطرف الثاني أو نتيجة سوء فهم لهذه التصرفات والمواقف التي لم يكن المقصود منها الإساءة ،ولكن في النهاية كان صوت العقل والمصلحة القومية المشتركة يتغلبان على المشاكل وتعود العلاقة علاقة سوية تؤَسَس على تقدير واحترام الشعب الفلسطيني لمصر الشعب والقيادة والأخ الأكبر ،وتفهم مصر لخصوصية الحالة الفلسطينية وتشابك وتعقد مكوناتها وثقل التأثيرات الخارجية عليها .
كانت السنوات الأربع الأخيرة الأكثر سوءا للعلاقة بين الطرفين. ففي مصر اشتدت وتيرة خطاب التحريض والتشكيك بالمواقف والسياسات لتنتقل من المستوى الرسمي للمستوى الشعبي وللمنابر الإعلامية لدرجة شيطنة الشعب الفلسطيني بكامله ،وفي المقابل تشكيك بعض المنابر والأطراف الفلسطينية بموقف مصر من القضية الفلسطينية .كان التداخل والارتباط بين حركة حماس والإخوان المسلمين وعلاقة حركة حماس بمحاور عربية معادية لمصر الدور الأكبر في توتير العلاقة بين الطرفين ،ثم دخل عامل جديد وهو علاقة أطراف سيادية في مصر مع محمد دحلان المعارض للرئيس أبو مازن لتصبح العلاقة أكثر تعقيدا وإرباكا وخصوصا بعد مبادرة الرباعية العربية حول المصالحة الفلسطينية والتي رفضها الرئيس أبو مازن .
الطرف الفلسطيني دائما هو المتضرر من أي توتير في العلاقة بين فلسطين ومصر ، صحيح قد تتضرر مصر من بعض السلوكيات والمواقف الفلسطينية وخصوصا في الجانب الأمني وفيما يتعلق بالتباس الوضع في سيناء وعلى الحدود مع مصر ،ولكن في الحسابات الاستراتيجية فإن فلسطين ستكون هي الخاسر الأكبر من الخلاف مع مصر ،حيث لا توجد دولة عربية أو غير عربية يمكنها ملء فراغ غياب مصر أو تراجعها عن دورها في الشأن الفلسطيني .
نعم ،قد يشعر الشعب الفلسطيني بالاستياء أو يعتب على مصر من بعض المواقف والسلوكيات وهو عتب الأخ الصغير على أخيه الكبير ،ولكن الشعب الفلسطيني لا يقبل بأي شكل من الاشكال أن تتضرر المصالح القومية المصرية أو تصاب مصر بأي سوء ،بغض النظر عن النظام السياسي القائم لأن هذا أمر داخلي يخص الشعب المصري وهو الأقدر على تقييم أوضاعه الداخلية واختيار من يناسبه من الحكام ،وفي نفس الوقت يتمنى الفلسطينيون على الأشقاء في مصر احترام وتقدير الشعب الفلسطيني الذي لا يقل في عراقته وتاريخه عن عراقة وتاريخ مصر ،وأن الفلسطينيين لا يقبلون أن تُمس كرامتهم حتى وإن جار عليهم الزمن وتواطأ عليهم حتى من يُفترض انهم أخوة في العروبة والدين .
وانطلاقا من ذلك فإن الفلسطينيين يستشعرون خطورة ما تتعرض له مصر من أعمال إرهابية ،وإذ يدينون هذه الأعمال فإنما لإدراكهم الأهداف الخبيثة للجماعات الإرهابية ومن يمولها ،وهي أهداف تتعدى حدود مصر لتمس الأمن القومي العربي برمته ،ذلك أن الإرهاب والإرهابيين ومن يدعمهم وبعد أن عاثوا خرابا ودمارا في سوريا والعراق وليبيا واليمن ، وبعد أن تمكن الشعب المصري وقيادته بعد ثورة 30 يونيو 2013 من تجنيب مصر مصير الدول المُشار إليها ،وبعد أن استشعروا أن مصر تستعيد قواها وتتهيأ لأخذ دورها القومي ، بعد كل ذلك يسعون لضرب الاستقرار في مصر ومن خلاله يسعون لتخريب أكبر وأهم قلعة عربية يمكن المراهنة عليها لاستنهاض المشروع القومي العربي .
لقد رأينا كيف أن الجماعات الإرهابية والتي توظف الإسلام لتبرير تصرفاتها ذهبت لتقاتل في كل مكان في العالم إلا فلسطين التي تحتلها إسرائيل وتدنس فيها مقدسات المسلمين ، ورأينا كيف أن إرهاب هذه الجماعات ومن يدعمهم ويوجههم دمر دول عربية -العراق وسوريا وليبيا - كانت الشعوب العربية تراهن عليها لاستنهاض الحالة العربية ومواجهة التحالف الأمريكي الصهيوني ،وقد دفعت القضية الفلسطينية ثمنا باهظا نتيجة أعمال هذه الجماعات .
عليه يصبح من الواجب الوطني والقومي على كل الشعوب العربية وعلى رأسها الشعب الفلسطيني بكل فئاته وأحزابه ليس فقط إدانة الأعمال الإرهابية التي تتعرض لها مصر الشقيقة بل التنسيق الكامل مع الدولة المصرية وأجهزتها الأمنية لمحاربة هذه الجماعات لأن كل عملية إرهابية في مصر لا تمس المصريين فقط بل تشكل أيضا طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني ،وإن كان هذا التنسيق يبدأ أمنيا من قطاع غزة فيجب أن يمتد سياسيا لتجنيد كل قدرات النظام السياسي الفلسطيني للوقوف إلى جانب مصر في حربها ضد الإرهاب ،فعندما ندعم ونساند مصر فإنما نساعد أنفسنا وقضيتنا الوطنية ونحمي الأمن القومي العربي .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفاهمات القاهرة والتلاعب بمصير وطن
- تصورات مغلوطة حول العلمانية والدولة المدنية
- لعنة السلطة
- لعبة الأمم مرة أخرى
- مبادرة الرئيس ،وتفاهمات حماس-دحلان-مصر
- أية تسوية سياسية الآن ستكون أسوء من تسوية أوسلو
- رد الاعتبار لفلسطين كقضية تحرر وطني
- العرب يدينون أنفسهم ويبرئون واشنطن والغرب
- (الربيع الخليجي) وانقلاب السحر على الساحر
- حركة حماس أمام أختبار صعب
- قمة الرياض ومنزلق وصف حماس وإيران بالإرهاب
- ترامب يحصد ما زرعه أوباما
- مخاض الانتقال من الانقسام إلى الانفصال
- حركة حماس ومشروع (غزة أولا)
- وثيقة حماس : خطوة إيجابية تحتاج لإثبات جدارة وطنية
- أسرانا أشرافُنا وتاج على رؤوسنا
- المثقفون والمبدعون لا يتقاعدون
- ما زال في الإمكان تدارك الأمر
- الرواتب كاداة لتصفية حالة التحرر الوطني وتكريس الانقسام
- قرارات قمة عمان تخفي اكثر مما تُفصح


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إبراهيم ابراش - مساندة مصر في محاربة الإرهاب مسؤولية قومية