أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خليل الشافعي - المواطنة و الدولة العراقيةالحديثة















المزيد.....

المواطنة و الدولة العراقيةالحديثة


خليل الشافعي

الحوار المتمدن-العدد: 1452 - 2006 / 2 / 5 - 10:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


على ضوء المؤتمر الأول الذي نظمه مركز وطن للدراسات
وتحت شعار
(( الوطن للجميع والجميع للوطن ))
التجمع الثقافي من اجل الديمقراطية

المواطنة والدولة العراقية الحديثة :
قبل الخوض في الموضوع أود أن أشير الى أن المؤتمر الذي نظمه مركز وطن للدراسات كان جهداً وطنياً خلاقاً يؤسس لبناء سلطة أخلاقية وطنية تكون بمثابة المعيار الحاسم والرئيس لتقييم الفكر والأداء الاجتماعي الوطني .
المركز في مؤتمره هذا بدأ الحرب ضد التحريفية والاحتراف والتشويه للمفاهيم الوطنية والإنسانية واضعاً النقاط على الحروف ليؤسس بناء مفاهيمي جديد يعمل على تفعيل إنسانية الإنسان العراقي ويبني دولة الإنسان الحر ، إنه معترك بنيوي ، فما بني على خطأ فهو خطأ ، هذا المعترك الذي يخوضه مركز وطن للدراسات ليس بالأمر السهل فهو اختار لنفسه اصعب معارك البناء ، وأتمنى أن يوفق في ذلك ، إنه يفجر الصراع بين القديم والجديد بين الخطأ والصحيح في دلالة المفهوم ومضمونه سعياً منه لوضع نهاية لمفاهيم مشوهه وسياقات خاطئة عاشها المجتمع ردحاً من الزمن ليعلن عن ولادة قيم وأفكار وطنية وإنسانية تحقق التعايش السلمي بين أبناء الوطن ، إنه يقاتل لاجتثاث ثقافة الانتقاص والاستبداد ليغرس ثقافة الاختلاف والاعتراف بالآخر .
كثيرة هي المفاهيم والمقولات والمبادئ التي تعرضت للتشويه والتحريف من قبل الأنظمة المستبدة وفي مقدمتها المواطنة والديمقراطية ، فكانت المواطنة في الأزمنة الغابرة تعني " الطاعة " فهي محملة ومثقلة بالواجبات ولا يسمح للمواطن بالحركة إلا في حدود الواجب " المقدس " وإذا سمح له بشيء من الحركة فهي لإبداء الطاعة والولاء والتمسح بمكارم السيد المطاع ، ليس هناك مقابل الواجب حق ، بل مكرمة ، والإنسان العراقي بهذه المعادلة الجائرة كان عبداً أكثر من كونه مواطناً ، وليس للعبد حقوق بل مكرمة يتكرم بها السيد على عبده ( والله ينصرك سيدي ) ( رايتك بيضه سيدي ) .
هذه المواطنة في زمن الاستبداد ، شُوّهت معانيها وحُرّف مضمونها لتكون عنواناً للعبودية حتى أصبحت العلاقة بين الفرد والدولة علاقة العبد بالسيد ، حيث اختزلت الدولة ( بالحزب القائد ) ( جاء البعث ليبقى ) واختزل الحزب القائد ( بالقائد الضرورة ) فكان صدام العراق ، وكان العرق صدام ، وإذا قال صدام قال العراق .
ولم تسلم الديمقراطية من التحريف والتشويه ، فقد زين الطاغية نظامه بآليات ومؤسسات ديمقراطية
( مجلس وطني ، مجالس المحافظات ، مؤسسات المجتمع المدني ) ولكنها بدون مضمون ديمقراطي حقيقي بل هي تعمل لسحق مفهوم الديمقراطية وتؤكد الاستبداد ووحدانية ( القائد المنتصر بطل التحرير القومي )
( الديمقراطية مصدر قوة للفرد والمجتمع ) عبارة تعتلي الصحف البعثية وتذيل بـ ( الرئيس القائد حفظه الله ورعاه ) وجرائم البعث وصدام بحق الفرد والمجتمع لا تعد ولا تحصى ، مفاهيم تشتغل على الضد من مضمونها .
وانسجاماً مع أعمال المؤتمر الذي نظمه مركز وطن ندلو بدلونا في أحد محاور البحث والذي كان بعنوان
( المواطنة والدولة الحديثة ) .
المواطنة ، رابطة عضوية تاريخية مصيرية تؤسس على الاعتراف المتبادل بوجود الآخر واعتراف الكل بالجزء والجزء بالكل ، وهي تختلف عن المواطنة الاعتبارية التي تعج بها القوانين الدولية ( المواطنة المكتسبة بقانون ) .
إن تغييب المواطنة واحتباس مشاعر الوطنية في صدور العراقيين ليس بجديد فهي مكبوتة ومقموعة منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 والتي لم تؤسس لعلاقة مباشرة بينها وبين الفرد والمجتمع ، غيبت الكل فغاب الكل عنها ، اعتمدت الجزء ومحاباة الأقلية على حساب الأغلبية حتى غدا اللاتوازن واللامساواة سمة للدولة مما أشاع حالة الاغتراب الوطني ..
ودولتنا الحديثة والتي نحن بصدد بنائها اليوم ، من المؤمل أن تكون دولة العدل والمساواة والتوازن ، توطد صلتها بالكل دون استثناء وتؤسس لمواطنة فاعلة بإشعار الفرد بالحماية وضمان حقوقه ومستقبل أبنائه من قبل الكل الاجتماعي المتمثل بالدولة .
ولأجل إدامة حيوية هذه الرابطة المقدسة علينا الشروع في بناء الهياكل الارتكازية لبناء كيان اقتصادي قوي من شأنه أن يفعل مؤسسات المجتمع المدني ويشذب الخطاب الاجتماعي في جانبيه الثقافي والسياسي من الماضوية .
إن تشتت وتبعثر القوى المنتجة وتخلفها يعرقل تطوير الاقتصاد وبالتالي يعرقل التطور الاجتماعي بكل مكوناته الثقافية والسياسية وينمي الولاءات الفرعية ويضعف الترابطات النسيجية بين مكونات المجتمع واتساع المسافات البينية لعناصره لاعتماده الماضوية في التقارب والتباعد من الآخر .
إن حضور الهوية الوطنية وسموها يكمن في تحرر الفرد من التطرف في انتماءاته الفرعية ، وهذا يتم عبر انصهار الكل الاجتماعي في عمل اجتماعي عام كالعملية الإنتاجية والاجتماعية ، وتأسيس القانون الأساس والبناء والإعمار .. وبناء مؤسسات تربوية ووطنية تعنى بتنمية روح المواطنة وإدامتها وترجح الانتماء الوطني على الانتماء الديني والقومي والعقائدي .
يجب أن يكون لدولة المواطنة القوة المطلقة في المجتمع تمكنها من احتواء وإخضاع باقي مراكز القوى لإرادتها والمتمثلة في ( الدين والطائفية ، القومية والعشائرية ، القبلية والإقليمية ) حتى يصبح انتماء الفرد للدولة والوطن انتماءً مباشراً ليست هناك بينهما همزة وصل ( من الخطأ القول أنا عربي عراقي أو أنا كردي عراقي أو أنا تركماني عراقي .. الخ ) والصحيح القول أنا عراقي عربي ، أنا عراقي كردي ،. الخ ) والأفضل أنا عراقي وكفى .
وتأكيداً لكل ما تقدم نقول لا تقوم دولة الإنسان الحر ، دولة المواطنة الصالحة إلا بتفعيل كل ما هو عام وتصعيد الحراك الاجتماعي باتجاه تنمية محاور جذب الحاضر المتمثلة ببناء كيان اقتصادي قوي وقانون عام يحفظ التوازنات الداخلية لمكونات المجتمع وتثبيت أركان العدالة الاجتماعية ، وتحرير الفرد من كل أشكال القهر الاجتماعي مترتباً على ذلك فك أسر المجتمع من الخطابات التراجعية والتي من شأنها التأكيد على أن القدامة أصلح من الحداثة ،والسلف خير من الخلف ، وبناء الذوات المنتجة والتي تعبر عن وجودها بمنافسة ما ينتجه الآخر .
هنا يتحقق تفاعل الذات مع الحاضر المنتج المبدع ويشذب الخطاب الاجتماعي من ترسبات الماضوية المقيتة ( القومانية والطائفية ) وتتشابك المصالح لتزيد من قوة الترابطات المصيرية بين الفرد والمجتمع والدولة ويكون التقارب بدل التباعد ، وينمو الحس الوطني وتسمو الهوية الوطنية فوق كل الهويات ويخطو المجتمع باتجاه الحاضر والمستقبل باتجاه دولة المواطنة وليس بالاتجاه المعاكس المشاكس المفارق .
وإن تفرقنا لن نسود .
انتهى



#خليل_الشافعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجمع الثقافي من اجل الديمقراطيه -كربلاء - التحالف استحقاق ...
- المواطنة بين زمنين
- القديم و الجديد في الستراتجية الامريكيه


المزيد.....




- -كيف يمكنك أن تكون حراً إذا لم تتمكن من العودة إلى بلدك؟-
- شرق ألمانيا: حلول إبداعية لمواجهة مشكلة تراجع عدد السكان
- -ريبوبليكا-: إيطاليا تعرض على حفتر صفقة لكي ترفض ليبيا العمل ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تواجه عطلا بمدرج مطار اسطنبول وتهبط ...
- الرئيس الروماني يكشف موقف بلاده من إرسال أنظمة -باتريوت- إلى ...
- -التعاون الإسلامي-: اجتياح رفح قد يوسع نطاق التوتر في المنطق ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد لا يتبنى موقفا موحدا بشأن الاعتراف بال ...
- الشرطة الألمانية تقمع تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في جامعة برلي ...
- دونيتسك وذكرى النصر على النازية
- الجيش الإسرائيلي يعلن حصيلة ضحاياه منذ 7 أكتوبر


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خليل الشافعي - المواطنة و الدولة العراقيةالحديثة