أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خليل الشافعي - المواطنة بين زمنين














المزيد.....

المواطنة بين زمنين


خليل الشافعي

الحوار المتمدن-العدد: 1445 - 2006 / 1 / 29 - 12:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قبل الخوض في طبيعة علاقة المواطن العراقي بالدولة , علينا قبل كل شي أن نفرق بين الدولة وثوابتها والحكومة ومتغيراتها , ومن خلال معرفه الحدود الفاصلة بين الدولة والحكومة يمكننا أن نرصد ونميز طبيعة علاقة المواطن بالدولة وكذلك علاقته بالحكومة ورئيسها ولا يجوز الخلط بين العلاقتين فإذا كانت علاقة المواطن بالحكومة تسودها عدم الرضا والنفور فهذا لا يحسب على علاقته بالدولة والوطن هذا هو المبدأ العام .
ولكن في الزمن الدكتاتوري اختلطت المفاهيم وشوهت معانيها ومبدأ المواطنة والديمقراطية كغيرها من المبادئ والقيم الوطنية والانسانيه تعرضت للتشويه والتحريف والاحتراف , الدكتاتورية افترست المواطنة والديمقراطية افتراسا فليس بمقدور المواطن أن يتفوه بشيء يغيض الرئيس وازلامه فهو مثقل بالواجبات ولا حقوق له ينتظر رحمه القائد ومكرمته ( الله ينصرك سيدي رايتك بيضه سيدي )فمبدأ المواطنة في قاموس الدكتاتور تعني الطاعة العمياء لسلطانه فهو الدولة والقانون وهو الحكومة والقضاء ولا حياة لمن يخرج عن طاعته .
وعلى ضوء ذلك لم يكن باستطاعة المواطن التمييز بين الدولة والرئيس وحكومته اختزلت الدولة بالحكومة والحزب القائد واختزلت الحكومة والحزب بشخص الرئيس ( قائد الضرورة ) فكان الرئيس هو الدولة والقانون وإذا قال الرئيس قالت الدولة وقال القانون .
ومن جراء هذا الاختزال القسري كانت علاقة المواطن بالدولة والوطن عموما من خلال علاقته بالرئيس وحزبه وحكومته , ولما يتميز به الدكتاتور وازلامه من أداء سيء وغير عادل ولا إنساني في أداره الدولة والمجتمع تشوهت علاقة المواطن بدولته ووطنه وكانت علاقة سلبية علاقة نفور وعدم ثقة مما خلق لدى المواطن الشعور بالاغتراب الوطني .
أما في الزمن الديمقراطي وبعد سن القانون الأساس ( الدستور ) فالأمر يختلف كليا , لقد وضعت النقاط على الحروف ولم يعد هناك خلط بالمفاهيم يوهم المواطن فما للدولة للدولة وما للحكومة للحكومة وأخذت المواطنة والديمقراطية مكانتهما الطبيعية في القانون وفي الحياة العامة للمجتمع وأصبح بامكان حفظ هيبة الدولة بعيدا عن أداء الحكومة فلا تتأثر الدولة ومصداقيتها بما هو سلبي في أداء الحكومة فللدولة ثوابتها القانونية ومؤسساتها السيادية والتي تمكنها من بناء الثقة في علاقتها مع المواطن ومحاسبه المسؤولين في الحكومة ومسائلتهم .
المواطنة هي العلاقة الحميميه التي تربط المواطن بوطنه هي الانتماء للدولة والمجتمع قبل كل شيء لا للحكومة ورئيسها فان تصدعت العلاقة بين المواطن والحكومة لن يشكل ذلك خللاً في مواطنية المواطن وإخلاصه للبلد .
ومن خلال ما تقدم يمكننا القول إن الحس الوطني لدى المواطن العراقي والشعور بالانتماء الوطني اليوم هو أفضل بكثير مما كان عليه في الزمن الدكتاتوري البغيض أن تلاشي الشعور بالاغتراب وإشاعة الشعور بالانتماء لدى السواد الأعظم له دلالاته الوطنية المتمثلة في المساهمة الطوعية في الانتخابات العامة والاستفتاء على الدستور والتعاون مع أجهزة الدولة في مكافحة الإرهاب والفساد فبالرغم ما تشهده بلادنا من تفعيل للهويات الفرعية حيث الطائفية والقومانية على أشدها إلا أن البلاد وضعت على المسار الصحيح وأرست الركائز القانونية للبناء الوطني وان جملت المغالطات المتمثلة في التعصب القومي والطائفي قد تعثر المسيرة ولكن لا توقفها ، إنها كبوة وبعد الكبوة صحوة عندها يكون الوطن وتكون المواطنة على أفضل حال .



#خليل_الشافعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القديم و الجديد في الستراتجية الامريكيه


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خليل الشافعي - المواطنة بين زمنين