أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شمس الدين العجلاني - سعد الله الجابري يتمشى في الصالحية















المزيد.....

سعد الله الجابري يتمشى في الصالحية


شمس الدين العجلاني

الحوار المتمدن-العدد: 1452 - 2006 / 2 / 5 - 09:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يعتبر المرحوم سعد الله الجابري من أهم رجالات سورية الذين نذروا الغالي و الرخيص في سبيل إعلاء راية سورية والحفاظ على كرامتها وصون استقلالها 000 وفي الأسطر القليلة التالية نحاول أن نعيد رسم صورة هذا المواطن السوري بامتياز , وكيف ولماذا كان يتمشى في طريق الصالحية بدمشق 00 ؟
هو سعد الله الجابري ابن مفتي حلب عبد القادر لطفي ولد في حلب عام 1894 ، هو احد أبناء عبد القادر الستة الذي بدت عليه مظاهر النباهة والإقدام منذ صغره، فنشأ وترعرع في حلب، وتلقى علومه الاولى فيها , وفتح عينيه على قضايا النضال والسياسة والاهتمام بشؤون البلاد حيث كان رجالات حلب يجتمعون في منزل قريبه الشيخ عبد الحميد الجابري للتداول في أمور البلاد وما آلت إليه , وكان الطفل سعد الله يشارك في هذه الاجتماعات برفقه أهلة فصحا على اجتماعات واتصالات ومناقشات تقوم بها عائلته مع رجالات واعيان البلد 00
أنهى سعد الله دراسته الثانوية في حلب، ثم سافر إلى اسطنبول لمتابعة دراسته في الكلية الملكية السلطانية،وهناك اتصل بالشباب العربي في الآستانة وأسسوا جمعية العربية الفتاة وأقسموا اليمين للعمل على استقلال البلاد العربية.
ومن ثم سافر سعد الله إلى ألمانيا حيث تابع دراسته لقرابة العامين وعاد بعدها إلى اسطنبول ، فجند في الجيش العثماني برتبة (كجك ضابط) وعُين مراقباً على الأرزاق وقوافلها في بلدة (أرض الروم) وقضى مدة الحرب هناك.
وعندما وضعت الحرب أوزارها عاد سعد الله إلى مسقط رأسه حلب ، ودخل في نشاطات حقوق الإنسان، ولما قامت الثورات السوريه عام 1919 على أثر عزم الحلفاء تقسيم البلاد العربية ودخول الفرنسيين سوريا؛ جدد سعد الله الجابري اتصاله بزعيم الثورة في الشمال إبراهيم هنانو ، كما جدد اتصاله بمن كان معه في الكلية السلطانية مثل شكري القوتلي وغيره من العناصر الوطنية.
كان الجابري مع مجموعه من الوطنيين يوالون الاجتماعات والاحتجاجات وينظمون المظاهرات, ورفع المذكرات لجمعية الأمم يشكون فيهاقوات الانتداب الفرنسي مطالبين باستقلال البلاد،ونتيجة لمواقفه الوطنية هذه اعتقل الجابري عده مرات وأودع في سجن أرواد مع هاشم الأتاسي والعديد من الشخصيات الوطنية الأخرى , فاعتقل نتيجة موقفه من حل البرلمان السوري فحين أعلنت السلطة الفرنسية استعدادها لإقامة حكم دستوري في البلاد، كان الوطنيون قد قرروا الدخول في الانتخابات، ولما أُنتخب إبراهيم هنانو والجابري لأول مجلس تأسيسي مع مجموعه من الوطنيين رأى الفرنسيون أن هذا المجلس لا يمكن أن يخدم مصالحهم، لذا عمدوا إلى إلغائه، فعاد الوطنيون إلى النضال وقامت المظاهرات والاحتجاجات واعتقل الجابري. وبعدما أّفرج عنه تنادى الوطنيون لوضع ميثاق الكتلة الوطنية ونظامها الأساسي فكان هاشم الأتاسي رئيساً وإبراهيم هنانو والجابري نائبين للرئيس.
و عندما رفضت الكتلة الوطنية معاهدة عام 1933، قامت المظاهرات في جميع أنحاء سوريا وجرت اعتقالات للوطنيين وكان من بينهم سعد الله الجابري حيث صدر عليه حكم بالسجن ثمانية أشهر.
اشتد الطغيان الفرنسي في سوريا، وأُغلقت مكاتب الكتلة الوطنية وعمت الاعتقالات رجال حلب ودمشق وباقي المدن، واشتد الذعر وأضربت جميع المدن السورية، وأُلقي القبض مجدداً على الجابري ونفي إلى جزيرة (عين ديوار).
تجاه ما وصلت إليه سوريا من الاضطراب، استدعى الفرنسيون الوطنيين واتفقوا معهم على أن يرسلوا وفداً يمثل وطنيي البلاد إلى فرنسا للمفاوضة لعقد معاهدة، فكان الجابري عضواً في هذا الوفد، فصدر عفو عام عن السوريين وأُفرج عن الوطنيين وتمت معاهدة عام 1936م.
شغل الجابري العديد من المناصب الهامة في سوريا فكان وزيرا للداخلية , ثم للخارجية, كما تولى رئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة السورية, وأدى عناده الوطني وموقفه الصلب في الحفاظ علىكرامه الوطن ففي تاريخ 29 أيار 1945 حين رفض إنذار المفوض السامي الفرنسي بأن تأخذ حاميه البرلمان السوري التحية للعلم الفرنسي حين إنزاله مساء عن سارية العلم في المبنى المقابل للبرلمان والذي كان يشغله الفرنسيين كمقر لقواتهم فقامت قيامه قوات المستعمر وقاموا بمجزره البرلمان والاعتداء على دمشق , ومازلنا ليومنا هذا نتغنى بالموقف البطولي للجابري في رفضه لإنذار المستعمر ونحتفل في أل 29 من أيار من كل عام بذكرى الموقف البطولي للجابري وحاميه البرلمان 0
مرض سعد الله الجابري في آخر زيارة قام بها إلى مصر، حيث كان هنالك لحضور مجلس الجامعة العربية عام 1947... فبقي في الإسكندرية للتداوي، إلا أن رئيس الجمهورية شكري القوتلي طلب منه الاستقالة من رئاسة الوزارة فاستقال.
رجع الجابري إلى حلب وقضى فيها بضعة أشهر، وما لبث أن وافاه الأجل في حزيران عام 1947.

: الجابري يتمشى في الصالحية

كان المرحوم سعد الله الجابري رئيساً لمجلس النواب السوري من17-10-1944 ولغاية 16-9-1945 ، وكان حين قدومه لدمشق من مدينة حلب أثناء انعقاد دورات مجلس النواب يقيم في فندق الخوام الواقع في ساحة المرجة حتى الآن، وكانت العادة آنذاك أن تعقد جلسات المجلس يومياً الساعة الخامسة بعد الظهر ، وكان الجابري يخرج من فندق الخوام بعد ظهر كل يوم حوالي الساعة الرابعة باتجاه طريق الصالحيه وصولا إلى مبنى البرلمان سيراً على الأقدام من الفندق وحتى بناء مجلس النواب ليترأس جلساته .
لم يكن يرافقه في مسيرته اليومية هذه أي حارس ( مرافق) ولا شرطي ولا موكب ، ولم تكن تقطع الطرقات له وتفتح إشارات المرور الحمراء على مصراعيها ، ولم تزأر السيارات بصفاراتها الحادة معلنة عن مرور رئيس مجلس النواب ، كان رحمه الله يتمشى سيراً على الأقدام ليلقي البسمة والتحية على المارة ويتكلم معهم ويحمل همومهم وآمالهم إلى مجلس النواب,ولم يكن يرى من الحرج أن يصافح المارة ويسألهم عن أحوالهم 000 ؟
كان سعدا لله الجابري كأي مواطن عادي يتمشى في طريق الصالحية سيراً على الأقدام ليترأس مجلس النواب ليشرع للوطن وكان يدرك تماما أن الإنسان في جوهره وليس في زئير سياراته .... وذهب الجابري إلى رحمته تعالى وبقي خالداً في أفئدة الوطن والمواطن لأنه كان يعلم أن كل شيء زائل وان صفحات التاريخ تسجل العظماء في خانة البسطاء 0000
كان سعد الله الجابري زعيماً وطنيا بكل معنى الكلمة، ربيب بيت العلم والجاه والغنى وهو من العائلات العربية الحلبية العريقة و الغنية , ومع ذلك حين وافاه الأجل في حزيران عام 1947.
مات وعليه ديون00 ؟ لان شأنه شأن اغلب رجالات سورية باع أملاكه من أجل الثورة وطرد المستعمر الفرنسي00؟ كان الجابري كشكري القوتلي , كخالد العظم , كفارس الخوري , ككل مواطن عربي سوري صادق على مساحه الوطن يصرف من ماله الخاص على وظيفته , ولم يكن يبحث عن امتيازات أو مكاسب او000 كما يحدث اليوم مع بعض سياسيينا000 ؟
كان الجابري رحمة الله يتمشى في طريق الصالحية سيرا على الأقدام و يوزع الأمل والمحبة بين المارة ولم يرافقه في مسيرته هذه شله من الحرس ولا الشرطة ولا موكب سيارات( مرسيدس ) تزأر معلنه قدومه ، لم تكن تقطع الطرقات للجابري ولم تفتح إشارات المرور الحمراء على مصراعيها ، كان رحمه الله يتمشى سيراً على الأقدام في طريق الصالحية ليصل إلى دار البرلمان ويعلن افتتاح جلسات مجلس النواب لأنه كان يعلم إن كل شيء زائل وان صفحات التاريخ تسجل العظماء في خانة البسطاء 0000



#شمس_الدين_العجلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعيد اسحق رئيسا لسوريا ليوم واحد 00 ؟
- منير العجلاني: السياسي المشرد
- هل يستطيع عضو مجلس الشعب السيد محمود وهب الإجابة على سؤاله ا ...
- هذه هي دمشق 000000
- بعضهم يكتبون تاريخ سوريه00؟
- ميراث دمشق و ميراث نزار قباني
- أوقفوا مسلسل نزار قباني 00 ؟
- العجلاني يدافع عن فتيات دمشق00ليحيى الوطن 00 ؟
- نزار قباني يخسر معركته الأخيرة00؟
- تاريخ الحكومات البعثيه في سورية
- نازك العابد السيف الدمشقي المنسي
- كيف ولماذا نسيىء إلى حياتنا البرلمانية السورية 00 ؟
- الأتاسي أم العظم ايهما رئيس أول برلمان في الشام
- برسم النساء في مجلس الشعب السوري 00 ؟
- هل الرجل السوري بحاجه لدورات لتحسين أسلوبه في التعامل مع الم ...
- د مي الرحبي ...شكرا ..ولكن ؟
- رسالة إلى أم شمسي بمناسبة عيد الأم
- رسالة مفتوحة إلى نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني
- وسجلت ضد سورية 0؟
- دعوة لاقامه نصب تذكاري في حديقة مجلس الشعب


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شمس الدين العجلاني - سعد الله الجابري يتمشى في الصالحية