أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وداد عقراوي - رسالة ودادية الى...















المزيد.....

رسالة ودادية الى...


وداد عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 1452 - 2006 / 2 / 5 - 10:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحية طيبة وبعد

في الايام الماضية وبحكم تواجدي في المهجر الدنماركي حيث ازمة الرّسوم الكاريكاتيريّة تطغي على الحياة اليومية تذكرت جميع ما كنت قد سمعته منذ طفولتي عن الاسلام وبدأت اهاجر المهجر لادخل صفحات النت الاسلامية حيث قرأت الكثير، منه مايلي:
"في بداية دعوة النبي الكريم تعرض للكثير من الالفاظ من اهالي قريش ولكنه وبمنتهى الحكمة كان يقول(ص): ألا تعجبون كيف يصـرف الله عني شتم قريش، ولعنهم؟ يشتمون مذممًا، ويلعنون مذممًا، وأنا محمد"

حينها تسألت: ترى هل كان الرسول (ص) سيوافق ان يقوم المسلمون بحملة مقاطعة البضائع الدانمركية؟ الم يكن الاجدى ان تُهمل الرسومات التي وبلمح البصر جعلت اصحابها من المشهورين والان يتصارع الصحافيون لعمل حديث معهم والمسلمون هم من بلطوا طريق الشهرة لهم... جريدة اليولند بوستن لم تكن هي الاخرى مشهورة مثل بوليتيكن او برلينسكا الا بعد الحملة.

للاسف نسمع الان من يصورون لنا صورة للاسلام تختلف عن الصورة التي كبرنا عليها... من منا لم يسمع من الخطباء المسلمين بان الاسلام هو دين السلام وقضينا ايام وليالي لنذاكر ما قيل انه تعبير عن القيم العالية والفهم الحقيقي لمعنى الاسلام... لا زلت اذكر اقوال الاستاذ المصري صبحي استاذ مادة الدين في ثانويتنا: "الاسلام هو دعوة للسلام لان هدف الاسلام هو السلام... المهم والاهم في الاسلام هو السلام وهنا تأتي تحية الاسلام : السلام عليكم.... وعليكم السلام"

اتفهم طبعاً تأثر الجالية الاسلامية واحترم وجهة نظرهم... ولكنني ارى بان ما يقوم به بعض المسلمين الان يسيئ للاسلام اكثر من ان ينفعه.

كنا ننتقد الغرب ونقول بان نظرتهم للشرقيين هي نظرة تتسم بالتعميم... كنا نجادلهم: كلما قامت مجموعة من الشرقيين بعمل غيرقانوني تقومون بتعميم العمل على كل الشرقيين وبين ليلة وضحاها يصبح كل الشرقيون مسؤولين عن تلك المخالفة او الجريمة.
وها هم الشرقيون يفعلون نفس الشئ... فالكثيرون يدعون لمعاقبة "الكل" بسبب تصرف قام به شخص وجريدة. هناك من يدعوا ايضا لقتل الصحفيين الدنماركيين ولكن فاته التفكير في ما تتضمنه هذه الدعوة... فقتل المقابل تعني في حقيقة الامر الدعوة لقتله هو ايضا اي انها انتحار... بالاضافة الى ذلك فان حلول مشكلة الغرب والشرق ليست مرتبطة بموت اوحياة هذين الشخصين... فالمخرج الهولندي قتل ولكن المشكلة الاساسية لا تزال قائمة.

لو اراد اي طرف من الطرفين المتنازعين ان يخطط للبقاء لوحده في هذا العالم فهذا يعني اعلان سفك دماء الطرف المقابل. وبهذا الشكل سيندثر جزء من العالم الانساني وعندها سيتم نبش اجساد كل من يكون اسلوبه في الحياة مختلفاً عن اسلوب حياتنا وتفكيرنا... ولكن وفي وسط هذه المعمعة قد يتسنى لطرف ان يلتهم الطرف الاخر قبل ان تسنح له فرصة "القضاء عليه"... فنجد التأريخ يعيد نفسه ويتأزم الوضع اكثر مما هو متأزم... وندور وندور في نفس الدوامة.

في نفس الوقت اجدني قلقة جداً بشأن الاحداث في الضفة الغربية... اخشى ان يتسرع احبائنا الفلسطينيون وفجأة تغادر القوات الاجنبية كلها ومن سيقف بجانبهم ضد اسرائيل؟ من سيقدم لهم المساعدات الصحية والمالية... ان كان للشعب او الحكومة؟ والطفل الفلسطيني الذي سينقصه الحليب من فكر فيه او تذكره؟ السيدة الفلسطينية المريضة خطرت على بال من؟
فعلى سبيل المثال شاهدت في الليلة الماضية لقاءاً مع سفيرة فلسطين والصحفية الدنماركية نبهتها بصريح العبارة:
هل تعتقدين بان الدنماركيون سيستمرون بمساعدتكم بعد ما شاهدوه على شاشات التلفزيون!
للعلم يقوم الدنمارك بانجاز العديد من المشاريع في الاراضي المحتلة...

من ناحية اخرى فاود ان اشير ثانية الى قول استاذي المصري صبحي: الإسلام هو دين التسامح والمحبة والاخاء والكرم مع الديانات السماوية...

يعلم الكثيرون بان احد الخطباء خطب على شاشات التلفزيون وأهان الديانة المسيحية أمام سمع و بصر الحاضرين والسامعين. و معظم المحطات نقلت الوقائع... ولكن لم تتخذ اي دولة اوربية اي اجراء ولم نسمع عن اي حملات ضد المسلمين... على الاقل ليس علناً.
فلنفكر قليلا فيما نفعله... فبالتأكيد للدول الغربية ايضاً المترجمين والمتابعين لما نقوله عن ديانتهم... فكما تتأثر الجالية الاسلامية لو تفوه احد بكلمة ضد ديانتهم فالاخرون يحسون بنفس التأثر لو كانت ديانتهم هي المستهدفة.

فلنكون ممن يشارك في تقليل الهوة بين شعوب العالم ودياناتهم... فلنحترم لنستطيع تذكير الاخرين باحترامنا لهم ووجوب التزامهم بذلك ايضا.
ان الديانتين الاسلامية والمسيحية يجب ان تكونا لخدمة الانسان وصيانة كرامته واعطائه الحق في الحياة الكريمة والسلام والمحبة والوئام... ولاعمار الارض وازدهارها.

الحكومات المستبدة سعيدة بهذه الاحداث لان الشعب انشغل عن ما يرتكبونه من ظلم ومصادرة لحقوقهم... فلنمنع ان يأخذ الامر من الوقت اكثر مما اخذه... فها هو رئيس الوزراء الدنماركي قد اعتذر للشعب المسلم فلنطوي هذه الصفحة ونفتح صفحة جديدة وليكن الاف السجناء اللذين يحتاجون لمساندتنا ومساعدتنا على رأس اولوياتنا.

في الظروف الصعبة التي نمر بها الان من المهم جدا ان نتسلح بالتأني وعدم التسرع.

حماية الدين تكون بالاستعانة بالخالق الذي يؤمن به كل شخص وبالعلم و العمل وإيجاد الفرص لتطوير وتنشيط الإبتكار والإبداع والإنتاج والدراسـات والبحوث... فلنصعق ونفاجئ الغرب بتسامحنا وحرياتنا ومناقشاتنا واحترامنا للغير حتى اللذين ينتقدوننا. فلنعود لنكون المختبر الاول من نوعه في العالم للحضارة و المنبع الاول للحداثة في جميع صورها. فلنبني صرحاً للمقارنة الصريحة والبنّاءة بين وضع دول الغرب المتقدمة علمياً ووضع بلداننا المتأخرة بشكل عام ولنركز على الطرق العقلانية المنطقية الصحيحة لحل المشاكل ولنتذكر احترام التنوع الديني والحضاري والثقافي في كل خطوة نخطوها.

التسامح وبناء الجسور على انقاض بقايا الجسور التي نُُسفت هو ما نحتاج اليه الان... لسنا باي شكل من الاشكال بحاجة للمزيد من الفوضى والخسائر البشرية وإثارة مشاعر الغضب او للمزيد من الكراهية والتباعد والحقد والعداء والتصادم المبرر والغير مبرر

ان ارتكاب الفظائع مبعثه التشبث بافكار معينة اما جهلاً او عناداً على الرغم من انها قد تكون غير عقلانية وغير واقعية

اشكر مقدماً كل من سيستلم رسالتي واشكر كل من سيرفض استلامها

مع فائق الود والإعتبارات الصادقة وامنياتي القلبية بالخير والسلام للجميع



#وداد_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غدر الكمان
- مسابقة القصة القصيرة: الفن من أجل التغيير
- حملة ارسال أعتراضات الى السلطات المصرية لوقف ترحيل المحتجين ...
- رحيل طفلتي الروحية
- منظمة العفو الدولية تدعو لمطالبة رايس بانهاء الاحتجازات بمعز ...
- سيدتي المؤنفلة على شاشات التلفزة
- الاحتفال بتصريحات الحكومة الدنماركية وتسليم 145.000 توقيع ال ...
- رسالة كردستانية الى السيدة القريشية هند المحترمة - الجزء الث ...
- منظمة العفو الدولية فرع الدانمارك تحتفل باتخاذ الحكومة الدا ...
- سورية أحكام على اوهام
- رسالة كردستانية الى السيدة القريشية هند المحترمة -.الجزء الث ...
- رسالة كردستانية الى السيدة القريشية هند المحترمة الجزء الاو ...
- نحترم حقوق الانسان ولكن.........
- حملة ارسال أعتراضات بشأن قسيسين -اختفيا- خلال الحرب الاهلية ...
- حملة ارسال أعتراضات الى السلطات السورية للافراج عن نساء شابا ...
- متى ستكون محاكمة الدكتور كمال سيد قادر عادلة؟


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وداد عقراوي - رسالة ودادية الى...