أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وداد عقراوي - رحيل طفلتي الروحية














المزيد.....

رحيل طفلتي الروحية


وداد عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 1423 - 2006 / 1 / 7 - 10:11
المحور: حقوق الانسان
    


يمكن لكل انسان على مستوى من الوعي الانساني ان يتربع على عرش الامومة او الابوة الروحية للملايين من اطفال العالم.

تهمني هنا الامومة الروحية لاسباب ساسردها لاحقاً ولكن اود اولاً الاشادة بهذه الغريزة الطبيعية التي ترافق الانسان الانساني في معظم مراحل حياته ولا علاقة لها على الاغلب بالمرور بمراحل الحمل وانتظار فلذة الكبد البيولوجية والالتقاء بها بعد الانجاب.

الامومة ترتبط ارتباطاً مباشراً بقيم انسانية كونية ورموز وادوار وابعاد فكرية واجتماعية وانسانية وتربوية عميقة وفعالة ومتسمة بالاخلاص وترتقي بها من مجرد وظيفة بيولوجية بحتة اي بطن حملت الجنين لفترة زمنية معينة.

ولايماني الكبير بهذه الامومة الروحية حافظت وحرصت على عضويتي في منظمة التضامن العالمي للاطفال. فكل اطفال العالم هم براعمنا واحبائنا.
وفاة الطفلة السودانية التي فقدت الحياة اثر مصادمات بين الشرطة المصرية واللاجئين المحتجين السودانيين في القاهرة في يوم الجمعة المصادف 30 ديسمبر 2005 ادمى قلبي الذي قطر حزن وشجن. اتقدم بالتعازي القلبية للانسانية جمعاء ولاطفال العالم اجمع... ولعائلة الطفلة... قلبي معهم.

كتبت هذه الخواطر لاهديها الى ابنتي الروحية... كما اهديها لكل طفل فقد حياته في المهجر و لكل من فقد عزيزاً عليه او تشرد من دياره وحُرم من العيش الكريم بسبب الحروب


عواصف الفراق والوداع تعتصرني اذ اكتب هذه السطور
لوفاة طفلة عمرها اربعة سطور
فارقت الحياة بوقوعها وسط فتحة السيف المشطور
قطرات دمها سالت كحبات لؤلؤ مهدور
ودعت الدنيا اثناء مشاحنات بين انسان وانسان... واقع مؤلم متكرر كالصور المطبوعة على زجاجات الخمور

الفاجعة وقعت عند الفجر حيث العنف والغضب والغيظ ملئ الصدور
آلالاف اللاجئين السودانيين اصطفوا للمطالبة بحق احقه لهم العليم بذات الصدور
بسرعة البرق قدمت مخلوقات كالنسور وضاقت الصدور وتأزمت الامور
استحوذ اهتمام شديد من البعض لترسيخ سيطرتهم على زمام تلك الامور

جذور الشر تأججت وجرحت وعززت غرائز الغدر والوغر في الصدور
الخصومة والخبث والخيانة والاحقاد القادحة تسربت وترسبت واسبلت اجفان المصدور
النور والسرور وانشراح الصدور علقمت عند البعض بسبب العجز المبذور...

العديد من السودانيين فقدوا الوعي بعد استخدام الشرطة للقوة لإجلاء اللاجئين بأمر من المأمور المأجور
جميع اعضاء الجسد المجيد الواحد الموحد جزؤوا بجرأة وشطروا تشطيراً ومعه القلب القوي المغمور

المتواجدون في ساحة مصطفى محمود في المهندسين في القاهرة باتوا وكأنهم قابعين وراء قضبان منزل مشطور
الطمأنينة وضمأ التضامن وحلم الضمان الاجتماعي مضى مع ومضات روح ضريح الضمير المشطور

عُثر على الطفلة واحضرت الى الطبيب في حضن رجل جسور
صدى صوت الطبيب دوى وبدى في السماء اعلى واعنف من اصداء الرصاص وصراخ صمت القبور

بعدها بساعات صرح بالخبر صحفي مصري صاحب صامت متكلم مصدور
عند قرأتي لخبر هذه الحادثة المتوحشة والمصاب الجلل تذكرت بغداد وسجن ساحة النسور
ثم... تخيلت الطفلة امامي وتنهدت تنهيدة عميقة...
برؤية العاجز والمجبور...
برصد طرب وسعادة الراغب المغرور...
بمجرد كبحه لجماح انشودة المشاعر لاستنفاذ الشعور بالفتور

استغربت مع نظرات استغراب النجوم لغياب شمس الغروب وبكاء الزهور...
وسط الحلكة والظلمة في غمرة الفوضى والزمن المزحور

في هذه اللحظات حيث يضحى السراب الساهر كضير سهام السحر على المسحور
استشهدت الاربعة سطور...
وغدت تحت الانقاض كالجدول الفياض تبلل الارض بدم الطير المغدور

في اليوم التالي كان الاقارب واقفين بين القبور...
مستنجدين بانينٍ... بالمدافع المقبور...
داعين بزوال الشرور... بالسعي الانساني المشكور

فكرت في مسبب هذه الفاجعة الموجعة كي نعالج الجوف المسحور
هل سنعرف الحقيقة في يوم ما بشَدة في الخيط المجرور؟
ام انها ستظل سراً كاسرار العمل المبرور؟

ولكن أكان المسبب حضور فراخ النسور؟
ام الصراع المنفصل في منطقة اقليم دارفور؟
ام الاشتياق للوطن الام ومصاعب ووعورة جسور العبور؟
او قد يكون فقدان المساكن والحنين لجدران تلك الدور؟

هل تجاهل اللاجئون المغلوبون على أمرهم قواعد ضمان المرور؟
ام انهم فضلوا حفر نفق باسم الحرية لانهم فقدوا الامل في بناء الجسور؟
ام تراهم نسوا كلمة السر لدخول النفق الذي سيوصل صوتهم الى النسور ؟

او ربما المشكلة تكمن في قرارات ساكني القصور؟
ام لعله خطأ او نوع من انواع القصور؟
اجل قد يكون كذلك... قصور من مأمور يسمى بالجاسور!

ان كان المسبب هذا او ذاك فالنتيجة واحدة... وهي:
هول من اهوال الحروب اصطدم بالحضور
وفي الحال هلّ غول الضغائن والغرور
بصحبة المصورين وحفّاري القبور

والنتيجة رحيل 26 شخصاً واربعة سطور
آلم رحيلها سيعشش في قلوب الصدور

رافقتك السلامة ياابنتي... غادري عزيزتي هذا الروض المهجور



#وداد_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظمة العفو الدولية تدعو لمطالبة رايس بانهاء الاحتجازات بمعز ...
- سيدتي المؤنفلة على شاشات التلفزة
- الاحتفال بتصريحات الحكومة الدنماركية وتسليم 145.000 توقيع ال ...
- رسالة كردستانية الى السيدة القريشية هند المحترمة - الجزء الث ...
- منظمة العفو الدولية فرع الدانمارك تحتفل باتخاذ الحكومة الدا ...
- سورية أحكام على اوهام
- رسالة كردستانية الى السيدة القريشية هند المحترمة -.الجزء الث ...
- رسالة كردستانية الى السيدة القريشية هند المحترمة الجزء الاو ...
- نحترم حقوق الانسان ولكن.........
- حملة ارسال أعتراضات بشأن قسيسين -اختفيا- خلال الحرب الاهلية ...
- حملة ارسال أعتراضات الى السلطات السورية للافراج عن نساء شابا ...
- متى ستكون محاكمة الدكتور كمال سيد قادر عادلة؟


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وداد عقراوي - رحيل طفلتي الروحية