أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعد محمد مهدي غلام - نقود ثقافية /1















المزيد.....



نقود ثقافية /1


سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 5576 - 2017 / 7 / 9 - 14:47
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



يا للعراق!
يا للعراق!أكاد المح ، عبر زاخر البحار ،
في كل منعطف، ودرب ، او طريق ، او زقاق
عبر الموانئ والدروب،
فيه الوجوه الضاحكات تقول:(قد هرب التتار
والله عاد الى الجوامع بعد ان طلع النهار،
طلع النهار فلا غروب!)
بدرالسياب

امبرتو ايكو يكتب في النص المفتوح يقترح المختصون المعاصرون بالشعرية البوطيقا في مجال البنيات التي تتحرك داخل بنيات وضمنها نتحرك نحن، يقترحون مجموعة من الاشكال التي تستدعي حركية الافاق وتعددية التاويلات . ولكن من الجلي ان اي عمل فني ليس حقا مغلقا ، وان كل واحد بمفرده يتضمن ، بصرف النظر عن اي تحديد ظاهري ، لا نهائية من القراءات الممكنة .تمسي الحاجة للبحث عن المعنى اعمق في الاستعارات الاسطورية . ويحدثنا ستيفن نورد ابل لاند* ان الادب ليس سوى تقنية الدلالة :ان وجوده كائن في شكله ، وليس في المحتوى اوالرسالة الايجابية للخطاب :في انتاجه للمعنى وينجم عن هذا ان كل تحول للموضوع ينبغي بالضرورة ان تثير تحولا مساوقا لنمطية التفكير والاصطلاح :للمنظومة المتعلقة به، تماما كما كل تحول في النظام النظري-الاصطلاحي لامناص يمس طبيعة الموضوع .(انه لمن الممكن ، بالفعل ، تقليص معنى الكلمات: ويمكن اذن ترجمة كل شئ الى عبارات اخرى كأن نقول : لم لا نقلص الانا الاعلى الفرويدية الى *الوعي اخلاقي للسايكولوجياالكلاسيكية ؟ماذا!أهذا كل ما في الامر ؟ أجل اذا ما ألغينا الباقي )مثلمايقول رولان بارات .الادب نظام من العالامات دليل مماثل للنظم الدلالية الاخرى ، شأن اللغة الطبيعية، والفنون والميثولوجيا..الخ ومن جهة اخرى ، هذا ما يميزه عن بقية الفنون ، فانه يبني بمساعدة بينية ، اي لغة . انه اذن نظام دلالي في الدرجة تلثانية ، وبعبارة اخرى انه نظام تعبيري خلاق وفي نغس الوقت فان اللغة تستخدم كمادة لتكوين حدات النظام الادبي ، والتي تنتمي. اذن ، حسب الاصطلاح الملمسليفي ، الى صعيد التعبير لا تفقد دلالتها الخاصة ، مضمونها .وينبغي ، علاوة على هذا ، الاخذ في الاعتبار مختلف الوظائف الممكنة للمادة المحمول عدم حصر معناها في وظائف مرجعية وشعورية .ان صيغة الوظيفة الشعرية او الجمالية التي تقبل المحمول نفسه، والتي اجخلها ياكونبسكي وبلورها ياكوبسون وموكاروفسكي والمدمجة في النظام الصيغي للسانياتعلى يد ياكوبسونان هذه الصيغة تتدخل في نظام الادب كما تفعل في تظام اللغة وتخلق توازنا معقدا للوظائف ولنسجل بان كلا من النظامين ، متشابهين ، على الاغلب مسبقا ليسا متطابقين كليا، اضفة الى ان الادب يستعمل سننا اجتماعية ليست مستمدة في تحليلهامن الد اسة الادبية .كما يقول تودوروف.ان الكاتب لايستطيع شيئا في العالم ، وبسبب القانون الخصوصي نفسه:الكلام ، المشوش ، الناجم عن نظام دالة بالاصالة : اللغة .من هنا ياتي الطابع التوتولوجي للفعل الادبي ، وبعده التخطيطي :ان الرسالة الاصلية للكاتب هي ابداغيرية ، قول مخدوم بلا انقطاع ، وبمعزل عن كل محمول اجرائي . من هنا ، بالذات غير قابل للتعديةكما يصرح ستيفن نوردابل لاند. ود. محمد تلصغير يتناول مايعنيه التفسير الاصطلاحي المتسلسلعن الاصل اللغوي وهو الاجتياز والتخطي.من موضع الى موضع ، وهذا يكشف عن وجود علاقة بين استعمال المجاز لغة واستعماله اصطلاحا.وفي نوعي المجاز العقلي واللغوي مبحثنا يستعرض اقوال كبار النقاد في العالم . كذلك في تدارس حدود التشبيه والتي هي من اصول التصوير البياني ومن مصادر التعبير الفني واهو كما يقول القزويني في الايضاح مشاركة امر لآخر في معنىوقد فصل السكاكي في مفتاح العلوم ذلك اذ يقول:*ان الشبيهمستدع طرفين:مشبها مشبعا به، واشتراكا بينهما في وجه . وافتراقا من اخر . ان يشتركا في الحقيقة ويختلفا في الصفة ، او بالعكس*.
كما يوجب فهم الاستعارة على ما استقر الفقه اللغوي والبيان في اعاجيزه عليها يقول الرماني في النكت * الاستعارة تعليق العبارة على غير ما وضعت له في اصل اللغة على جهة النقل للابانة * ولما كنا مزمعين على تناول نصا مستغرقا بتضمين اسطوري او حتى وان كان حقية اوسطرة فعلينا بسيشف وجهة نظر النقاد الكبار ونعرج على الشعراء وناخذ نماذجا للابانة والاستبيان . يودوروف يقول: في المجتمعات التقليدية تجد الاسطورية تعبيرها في الاساطير ومختلف اشكال الممارسات الدينية . في المجتمعات الحديثة ، يضطلع بهذا الدور ما نسميه الثقافة ، ومعها في وسطها الفنون ، وبشكل اكثر خصوصية الادب .من الاشكلات المعضلة انه اذا صدق القول بان كل لغة تحتوي على عناصر تصور العالم وعناصر الثقافة ، فصادق ايضا ان لغة كل شخص تكشف عن مدى التعقيد في تصوره للعالم . فالذين لا يتكلمون سوى اللهجة العامية او يفهمون اللغة القومية فهما متوسطا مفرداتياومصطلحيا يبسمون ضرورة بحدس للعالم متفاوت الضيق والاقليمية ومتحجر وغير منسجم مع العصر ازاء تيارات الفكر الكبرى المسيطرة على التاريخ العالمي كما يقول غرامشي .كل كاتب يعبر في عمله عن طريقته في النظر الى العالم وفي الاحساس به وتخيله . غير ان هذا العالم ، حسب مزاج الكاتب وشخصيته ، يمكن ان يتم الاحساس به بطريقة مباشرة او على العكس، بطريقة مدركة من خلال الوعي والفكر التصويري، بدرجات متفاوتة . غي الحالة الاولى يكون الخطر متمثلا في انجاز عمل فني جزئي وذي قيمة ذاتية محض . وفي الحالة الثانية يتمثل الخطر في البقاء على الصعيد التصوري والمجرد . ولا حاجة الى القول بان الكتاب الكبار يتوصلون الى تجنب هاتين العقبتين.وفقا للوسيان غولدمان.
ان العلاقات الحوارية تكون ممكنة ليس فقط بين التعبيرات الكاملة نسبيا ، ولكن التناول الحواري ممكن لاي كلمة بمفردها بشرط ان يتم استيعابها لا على انها كلمة غير مسندة ، بل على انها ممثلة لتعبير يخص انسانا اخر ، اي بشرط ان نحس فيها بوجود صوت اسانا اخر.ولهذا السبب فان العلاقات الحوارية تستطيع التغلغل الى ىعماق التعبير، وحتى الى اعماق الكلمة المفردة ، بشرط ان يصطدم فيها صوتان اصطداما حواريا الحوار المجهريحسب باختين .ان المذهب العميق للنقد يجب ان يحترم غرابة اللفظ الشعري ويقتصر عملياته على حقل منفصل من النثر العقلاني ، ولغرض ابهام الاثنين يتوجب تحطيم القلق المبدئي الذي يكافح للحفاظ على انضباط مصداقية الغموض الشعري كما يقول دريدا .والحالة ان السلوك هو مصدر العمليات ليس لانه يحتوي هذه العمليات مسبقا، كما ليس لانه يحتوي كل تلسببية ، بل لان ارتباطاته العامة تحتوي على بنياتوجزئية كافية لان تشكل نقطة انطلاق للتجريدات العاكسة والى البناءات اللاحقة. ولكن ذلك يوصلنا الى البينات البيولوجية. ذلك ما علق به جان بياجيه. التطورات التي قدمها دي سوسر قادت الى التقدم الدلالي في الحداثوية المنهجية وهودلاليا ذاته محور بحوث جومسكي في التوليدية التحويليةومنها كانت ما قدمه اللغوي اللامع فلمور والتي وضعت المعاني من الدرجة الاولى من الافضلية في التحليل اللغوي. يتحدث البياتي في مقدمة الجزء الثاني من المجموعة الكاملة له:هذه الاقنعة في التاريخ وتلرمز والاسطورة ، وكان اختيار بعض شخصيات التاريخ والاسطورة والمدن والانهار وبعض كتب التراث للتعبؤر من خلال قناععن المحنة الاجتماعية والكونية من اصعب الامور.........والقناع هو الاسم الذي يتحدث من خلاله الشاعر نفسه ، متجردا من ذاتيته ، اي ان الشاعر يعمد الى خلق وجو مستقل عن ذاته ، وبذلك يبتعد عن حدود الغنائية والرومانسية التي تردى اكثرالشعر العربي فيها. فالانفعالات الاولى لم تعد شكل القصيدةومضمونها ، بل هي وسيلة الى الخلق الفني المستقل. ان القصيدة في مثل هذه الحالة ، عالم مستقل عن الشاعر- وان كان هو خالقها- لا تحمل آثار التشويهات والصرخات والامراض النفسية التي يحفل بها الشعر الذاتي الغنائي..تلك مدخلات للولوج الى عالم شﻻل عنوز وستكون البداية قصيدة زرقاء اليمامة ،وقبل ان نتعامل .معها سنخذ قصيدة لامل دنقل قد تكون الثيمة مغايرة ولكن المواقع الموضوعي والبعد الرؤوي يتطلب المرور عليها ومنه يكون لنا ان ندلف قصيدة العنوز دقل مواليد قنا من صغدعيد مصرعام 1940 وتوفي عا1983واول ديون هو القصيدة التي بين ايدينا عنوانه . لما لم يختار حذام المرأة التي مشهود له حدة البصر والحذاقة وبع معركة لقومها وانسحاب العدو اعتقدوا انهم بمامن ولكن القطا وجدته حذام يهيج ويطير فقالت لقومها ان عدوهم متربص بهم الا يا قوم نا ارتحلوا وسيروافلو ترك القطا ليلا لنامافلم يستمعوا اليها فقال زوجها اذا قالت حذام فصدقوها فان القول ما قالت حذام واصبح مثلا وذكره الكثير منه المنرد واستعاره شعراء منهم المعري اذ يقول :
اذا ما جاء رجل حذام فان القول ما قالت حذام اترهاه محض اختيار ولو طبقنا عليه ما قدمن من دروس كبار النقاد ومنهم في الدلالة والشارة والابعاد الادبية وقناع تلبياتي فلماذا الزرقاء لا حذام ؟ نعتقد ان الامر لان الموضوع درس في البصيرة وليس الابصار والعرفانية .من رجل ضرير واكتع طلب منه تسلق النخلة الاشباح تطاردنا في الازقة الملتوية .والزرقاءامرأة من جديس في اليمامة كانت حادة تلبصر ترى يقال الرجل عن مسيرة ثلاثة ايام. شاهدت الاشجار وخلفها البشر فاخبرت قومها فقالوا لها تكذبين اوكذبتك عينيك فلما ناموا اصبحو ا واوقع بهم القتل ويقل اقلعت عينها فوجدت محشوة بالاثمد ورد ذكرها في الامهات في العقد الفريد حيث قال انه ترة الشعرة في البن وكتاب اخبار البلاد واثار العباد يقول انها انشدت
خذوا خذوا حذركم يا قوم ينفعكم
فليس ما قد ارى حل امر يحتقر
اني ارى شجرا من خلفها بشر
لامر اجتمع الاقوام والشجر
وذكرها الاصفهاني صاحب الاغاني
قال المتنبي:
وآبصرمن زرقاء جولانني متى نظرت عيناي ساواهما علمي
كأني دحوت الارض من خبرتي كأني بن الاسكندر السد عزمي
ومن تلكما البيتين نخلص الى مبحثنا لنلخص ما نعنيه وهو البصيرة وليس البصر وهو جلي فيما قال المتنبيوعلى ذاك الصراط سلكنا درب المبحث في رؤية دنقل ورؤيا شلال عنوز .

بكاء بين يدي زرقاء اليمامة /امل دنقل

أيتها العرافةُ المقدسة..
جئتُ إليكِ.. مُثخنًا بالطعناتِ والدماء
أزحفُ في معاطفِ القتلى، وفوقَ الجُثَثِ المكدسة
منكسرَ السيف، مغبر الجبين والأعضاء.
أسأل يا زرقاء
عن فمكِ الياقوتِ عن، نبوءة العذراء
عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة
عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء
عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء..
فيثقب الرصاصُ رأسَه .. في لحظة الملامسة !
عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء !!
أسأل يا زرقاء ..
عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدارْ !
عن صرخة المرأة بين السَّبي. والفرارْ ؟
كيف حملتُ العار..
ثم مشيتُ ؟ دون أن أقتل نفسي ؟ ! دون أن أنهار ؟ !
ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة ؟ !
تكلَّمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي .. باللهِ .. باللعنةِ .. بالشيطانْ
لا تغمضي عينيكِ، فالجرذان ..
تلعقَ من دمي حساءَها .. ولا أردُّها !
تكلمي ... لشدَّ ما أنا مُهان
لا اللَّيل يُخفي عورتي .. ولا الجدران !
ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدُّها ..
ولا احتمائي في سحائب الدخان !
.. تقفز حولي طفلةٌ واسعةُ العينين .. عذبةُ المشاكسة
( - كان يَقُصُّ عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادْق
فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادقْ
وحين مات عَطَشاً في الصحراء المشمسة ..
رطَّب باسمك الشفاه اليابسة ..
وارتخت العينان !)
فأين أخفي وجهيَ المتَّهمَ المدان ؟
والضحكةُ الطروب : ضحكته..
والوجهُ .. والغمازتانْ ! ؟
* * *
أيتها النبية المقدسة ..
لا تسكتي .. فقد سَكَتُّ سَنَةً فَسَنَةً ..
لكي أنال فضلة الأمانْ
قيل ليَ "اخرسْ .."
فخرستُ .. وعميت .. وائتممتُ بالخصيان !
ظللتُ في عبيد ( عبسِ ) أحرس القطعان
أجتزُّ صوفَها ..
أردُّ نوقها ..
أنام في حظائر النسيان
طعاميَ : الكسرةُ .. والماءُ .. وبعض الثمرات اليابسة .
وها أنا في ساعة الطعانْ
ساعةَ أن تخاذل الكماةُ .. والرماةُ .. والفرسانْ
دُعيت للميدان !
أنا الذي ما ذقتُ لحمَ الضأن ..
أنا الذي لا حولَ لي أو شأن ..
أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان ،
أدعى إلى الموت .. ولم أدع إلى المجالسة !!
تكلمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي .. تكلمي ..
فها أنا على التراب سائلً دمي
وهو ظمئً .. يطلب المزيدا .
أسائل الصمتَ الذي يخنقني :
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
أجندلاً يحملن أم حديدا .. ؟!"
فمن تُرى يصدُقْني ؟
أسائل الركَّع والسجودا
أسائل القيودا :
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
أيتها العَّرافة المقدسة ..
ماذا تفيد الكلمات البائسة ؟
قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبارْ ..
فاتهموا عينيكِ، يا زرقاء، بالبوار !
قلتِ لهم ما قلتِ عن مسيرة الأشجار ..
فاستضحكوا من وهمكِ الثرثار !
وحين فُوجئوا بحدِّ السيف : قايضوا بنا ..
والتمسوا النجاةَ والفرار !
ونحن جرحى القلبِ ،
جرحى الروحِ والفم .
لم يبق إلا الموتُ ..
والحطامُ ..
والدمارْ ..
وصبيةٌ مشرّدون يعبرون آخرَ الأنهارْ
ونسوةٌ يسقن في سلاسل الأسرِ،
وفي ثياب العارْ
مطأطئات الرأس.. لا يملكن إلا الصرخات الناعسة !
ها أنت يا زرقاءْ
وحيدةٌ ... عمياءْ !
وما تزال أغنياتُ الحبِّ .. والأضواءْ
والعرباتُ الفارهاتُ .. والأزياءْ !
فأين أخفي وجهيَ المُشَوَّها
كي لا أعكِّر الصفاء .. الأبله.. المموَّها.
في أعين الرجال والنساءْ !؟
وأنت يا زرقاء ..
وحيدة .. عمياء !
وحيدة .. عمياء !
الدرس نتعلمه ان البحث يجري عن مبيت خلف طريق العتمة في قناع .من نلوذ به منسوجات الظلام والخوف لانبتغي ان نرى ولا لن نشاهد الذبيحة. اوان السلخ كان حضور الذبح وسنكون من بين المؤبنين بعد ان نواريها الثرى الواقع اننا نريد ان نتجنب الضجيج . الصراخ والالم ممض والسكين تأكل من القلب بلا رأفة الحنان والرقة ليست من بين الاوليات نسلط عناية بابصار من ثقوب البصيرة فالعتمة الشامخة عارمة الجسارة وهي تهاجمنا في الطريق لنبلغ الفهم. نتستر بعباءة الخان ونحن نحترق ليس حذام من نرجوها رداء للحروف. نريد الزرقاء فالاثمد تخفية بعناية تحت اجفانها لا نملك سوى الوجع خذه قربان واضحية واعيدي لي الامان.شبت النار فينا وفي الاشجار التي عنها تخبرينا ونحن نسدر في النوم مخدرون بالموعد والتوقيت المهجور للقاء خلف مقابر الضوء هناك عند الافق البعيد حيث يستوطن السراب والاسئلة المحرجة .أهي الخاتمة ؟ تجيب زرقاء مقهقة لم تبدأ بعد فكيف تنتهي ؟ آه ويحنا ما ننتظر بعد أهناك من يتبع ظلنا المطرود ؟ تجيب انكم نصب عينيه وسيعود اشجارا واكمات وعتمة ويطيح بك. يوقع المبرح من الصفعات وبالمشرط يقطع اجسادكم ومعه الكلاب والذئاب ستنهشكم .سيهاجمكم الرصيف والصراف في كمه التمر وارغفة من عرقكم الذي صادره من عقد .من بينكم الدجال يخرج ومنكم يسلط البعض على البعض وهو يركتن ظل نخلة على ضفة الفرات. يمتج دخان سكارة يلف بها من سنوات ستبكون وتالمون ولكن قط لن تغفر لك نفوسكم ما فعلتم حينها من موبقات الشر المستطير والقلوب التي اترعت احقادا وكل زفير العصور وزنخ التاريخ العفن ستقدموه على موائدكم تلاقون ما فعلت ايديكم بانفسكم.
لم يقل دنقل ذلك شكا حاله وما ال اليه مقطوع الساق ومتمسك بالراية وقد تهرءت .صعلوك لايتذكره المتنفذون الافي الملمات يتصدر جحافل الموت ويتصدى لكل ما يثير الذعر وعليه هدر الكرامة ودفع ثمن هزائمهم .ولكن عندما يقتات ويسكن ففي الكهوف النائية وما تجود به المكبات . اخبرت الزرقاء بماتنوء الجمال من اثقال اخبرت عن واقع الحال والمأساة والمجزرة صورتها بالالوان وبادق التفاصيل ولكن قلب الصعلوك يخشع ويتمرد ويثور ويضج بالثبور ،اما هم الاسياد موائدهم عامرة يتجاذبون الحديث عما جرى في مؤتمرات. يتناولون بها الوجبات الفاخرة وهم في ابهى زي وعلى وثير الارائك يجلسون وباذخ الاسرة يقيلون ويختمون مجالسهم بالقذف الفارغ للقدر والشجب والتذمر .الصعاليك تحت المطر في الشتاءات وتحت لهيب الشمس في الصيف هم في العراء عراة وجياع والصبيات من ابنائهن سبيات مع النهار يتجهن صوب الحتف الى بحر يدفن الانهار ويوقف نزف الشكوى. عمياء وصمها بالعمى وقد اخبرت بالواقعات المنتظرة انه السأم والياس وقد اعتراه واصابه بمقتل فماعاد يرى الغد المصيبة. يادنقل ليس ما جرى بل ما سيحدث غدا فارقتنا ولم ترى ان النكسة لم يكن الا عقصة لضفيرة ولدغة لذبابة اليوم بان الناب والمخلب اليوم هم دخلوا بالبسطال جوامعنا ،وسنابكهم الفولاذية ،تدوسنا، تطأ على جماجمنا. اتسمع صوت فرقعتها وانت تحت التراب ؟ وهم هم اصحاب الجلالة والسمو الشيخ ابن الشيخ اخ الشيخ لا احد يقول :صه فالرجل الذي انزل بنطالهم هو اليوم معتكف في الخاتمة المزرية أهذا ما كنت تنتظره ؟ أهو الربيع الذي تاتي به العواسج وصبار نيفادا وتموت الازهار وتسحق حقول الياسمن. تزهق ارواح الشقائق وتقطع اعناق الليلك . ترفع الرايات السود .عن اي صفاء تتحدث قد تلوث قم الان لتتحدث لم تكن الزرقاء عمياء يادنقل القناع اسدل على عينيك فلم يعطيك خرم لترى الان كانت نكسة فقدنا فيها الارض وضيعنا القدس وقتل منا الاطفال في العراء والخوذة على رؤوسهم . تعال اليوم لترى كل المدن الكبرى بلا بكارة وكل الارصفة مزروعة بمن ينتظر الدور للموت اوالفرار وتلك الخاءات هي التي تتحكم بخانات عوامنا تحكم ما نرى وما نسمع وتقبل ان نستجدي في طرقاتها المعبدة ولكن لاناكل على موائدهم لانزال صعاليك. بل فقنا الحد من والفاقة بالكرامة المهدورة لم يظل لنا سوى بضعة من حروف نسربها ولا احد يسمعها .الكل يجري خلف حبات الرمان يجمعها ويحصيها ليس واحدات الخلال من الحشف يابس لتمر تساقط بعد ان يبس .ليس اوان الشعر والرؤيا ولا وقت الندم والدموع . اليوم فارهات الاجنحة في ارقى الفنادق يقطنها الحفاة ليس من جماعتنا صعاليك الكهوف. بل من قطاع الطرق العياريين والشطار هم اهل الدار وتجوب سماءاتنا طيور من الكواسر كل اليمام اما مات او هاجر او في صدوع الجبال يترقب ساعته ولانوارس هناك ولا اوز وحتى السنونوات غيرت طريق المرور .البحر اصابته التخمة من غرقانا .وعواصم العالم تضع العلامات الحمراء على جوازات سفرنا .كلنا نرهص بالبترول تعرف لماذا؟ كي تشمنا الكلاب وبعد ان ينضب وينشف عن اجسادنا ما دلقوه علينا حتى نكاد لانرى عندها عود ثقاب تكفي ليوقد فينا النار . تشكو ماذا ومن ولمن ومتى ؟ دنقل حقا زرقاءك عمياء لم تبصر وليست من اهل البصيرة او انك من تفجر الكراهية والقهر لم تلحض ما تؤشر له وتشير وتلمح وتصرخ .انك لم تسمع امتك اليوم بلاقع من قبور ومتاهات من ثبور قايضوا بنا والتمسوالنجاة ولكن المصيبة ليس بما تذكر لانهم اصابهم البوار واكلتهم الديدان من هم حقا خلف كل ما صار ويصير وسيصير يتربعون المجلس الان ويتصدرون الفتوى بدمنا او حياتنا واوان ان نترك للضباع او القرش اوالضياع.تقول ماشهدت لم تتبصر الغد اما عنوز نراه لم يجاريك في التوصيف ورؤيته ليست كما انت رأيت ولكنه اكثرمنك استبصار رسم اليوم قبل عقود حتى وان لم يعنيها !!هي نستراداموسيات تقرأ بكل اللغات ولها الف وجه وتعطينا مئات الملامح عما يحصل اليوم . لانقارن شاعرية ولا نحتكم للبلاغة والبيان والمجاز وراع التشبيه والصور والاستعارات والتمثيل .انه اقرار بما نرى حتى ولوكان لغط قال اهلونا خذوا الحكمة من المجانين ولانرى صاحبنا بمعتوه لكنه اخبر ما قالته: له زرقاءه انت اسملت لها العيون وهو فتحها لها. انت اسدلت لها الجفون وهورفعها لها. نصدق ما كان وانت محق وصادق ونقلت للتا يخ خارق الواقع المزري، ولكن ما يحدث الان لم تدع زرقاءك تبوح لك به. حجبت عنها الرؤية وصاحبنا اعطاها كل الوقت لترى وتقول ما ترى من علم العرفان وليس الابصار وحسب. قد تكون اكثر حنكة بالتقنع من صاحبنا ولكنك حذفت الكثير وانت المشغول بالقناع ورغم ان صاحبنا ليس مكين بالتقنع ولكن استمع مليا ونقل لنا وصدقت زرقاءه بلا قناع في بوح صريح يقول شﻻل عنوز في قصيدة زرقاء اليمامة عام 1991

خذ وجعي
دعني اتوارى
خلف اقبيةٍ
طرقاتٍ
وحوار بنيوي
ومآذن
لا تخف موتي
فللاهات موقد
لم يزل يرسلُ جمراً
وحريقاً
وخرابا
وعلى فوهة بركان جنائز
كان ينتظر القيامة
هاتِ زرقاء اليمامة...
ابحري, وافتحي عينيك
للآتين
أفصحي...
ثرثري...
ماذا ترين...
القادمُ الليليُّ
غبشٌ تسربلَ بالضجيج
ماذا أرى؟
أأشجار تسيرُ الى الحتوفِ
ام الضحايا
ماذا أرى؟
واحانكم زحفت اليكم
يابني أمي
وها قد حان موعدنا
صحرائكم مدد عليكم
لا إليكم
فلتفق الآن اجراس المآذن
ولتمد الارض
تستجدي هوى الاجداد...
موتانا
مدد عليكم يابني امي
فخلوا النوم للحالم
دعو الغثيان واستبقوا...
أعاصير جنون النوم
والغفلة
صحرائكم زحفت اليكم
يابني امي
نموراً ثعابينَ
منايا
صدقوني انه الخبرُاليقين
لا تهزؤا..!!
فالهازئون الخاسرون
جيوش الليلِ تزحفُ
وهي في مرمى بصر
أسرجوا كلُّ الخيول
تمنطقوا
ودعوا الهراء
هاتِ زرقاء اليمامة
نحن أميون عميٌ
لانرى الا وجوه الفاتنات
...موائد السُمّار
فاتورة الملهى...
نقيق الادميّين
سُكارى
وصراخ السوق
والدولار
والحُمّى
عُميٌ نحن يازرقاء
قد مُسخت رؤانا
واستبدّت في دمانا
سرطانات البضائع
أرَضات نحن يازرقاء
نعتاشُ على بعض دمانا
صُمَّتْ مسامعنا
فلا صوت سوى الحوذيِّ
يرعدُ في دروب الليل
ترقصنا اغانيه البليدةِ
كالعواءِ
ونعانق الاشباح في كبدِ
النهار
نيام نحنُ يازرقاء
ما برِحت وسائدنا تنوءُ وتستجير
يالهول الامس
في أسمالِ من مرّوا
من أفاقَ ومن يفيق
أزفت الآزفة
وانشقَّ القمر
أمحاصر هذا الزمان
فلا غرابة.....
هاتِ زرقاء اليمامة
هل ترينَ اليوم (بيجماليون)
يعدو في أزقتنا
وينحت وجه إمرأةٍ
بتول
لم تلدها الأمهات
هل ترين الآن ابخرةً
شموعاً
وذراعاً ممسكاً وجه الحبيبة
وإحتراقاتِ قصيدة
هل ترين ؟
إنها من قبلةِ الشمس
ومن طفحِ الفرات

لم ندرس الصور ولاتعرضنا للمفردات والجزالة كان ما يعنينا البصر والبصيرة ونترك القارئ ليحكم عما في المقابلة: بين زرقاء عمياء واخرى عبئ تحت تحت اجفانها الاثمد الثمين .دنقل لذات الاسباب لم يختر صاحبنا حذام ولكنه اصاب وانت كان عليك ان تختار حذام احد في الرؤية واصدق في القول وقد نقلت ولكنك وضعت قناعها اما صاحبنا بقصد او لا قصد بلا قناع نقل لنا ما لاح للزرقاء من بعيد .لم نغبطك ماانت تستحق فالصورة والتصوير من البراعة والروعة بمكان يفوق ما يتوقع المتلقي وانت في كل مسيرتك كنت في نمو وتصاعد حتى في بعض قصائدك بلغت الذروة .صاحبنا لم تصاحبه سلالم الارتقاء دوما نراه وخصوصا في العقد الاخير لم حتى يضع قدم له على سلم فراح يتخبط عشواء في مرات ليساير ويبقى قائم وهو ليس بالمصيب فالكبير وان غاب هناك من يعده الكبير ويذكر في سجل ليس انطولوجيات اليوم التي يدبجها العيال والاحداث ومن يسرق التاريخ رونق الصدق و الحقيقة .ولكن الان نحن مع الزرقاء وهذا ما نحن شاهدناه وشهدناه نشهد به لكن الرحمة يا دنقل كنت الكبير وقد تكون عنيت ان تقتصر عما حدث. وليس كما جاء في قصائد لاحقة لك من رؤيا لما سيكون ،ولكنك انت من استقرله البال ان يطرق خيمة الزرقاء نجدك كان الاجدر ان تطرق خيمة حذام وانت ممن يعنون ويتعنون. قد سيرك على درب التقليد في مسلك القول في الشعر هومن دعاك الى ذلك. لكن صاحبنا قد محض قدح رماه فحن له و اصاب الخيمة .قد يكون لقصيدة النثر وما تمنح من افق لامحدود سانحة امتطاها فعبر حبل النهاية الكل معقول ولا يقلل من بلاغة التضمين وعمق الصورة وجسارة التناول وبيان المفردات وسمو القول .لكننا كما اسلفت واعيد بحثنا عن العرفان الذي لم تاتيه وقد تكون عنيته لايهم صاحبنا وان لم يعنيه اصابه ورب رمية من غير رامي وان كنا نعتقد ان الرامي موجود واهدافه واضحة للعيان انت يادنقل اصميت حيث ثقفت فاصبت ان كنت عنيت الطريدة تلك الاوانات .صاحبنا ثقف فاصمى هذا الزمان ......يتبع سعد محمد مهدي غلام



#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فناء المطهر
- على يمين القلب /نقود أنثوية 37/جواد الشلال -أ
- إيجاز تاريخي للنجف واامشخاب كمقدمة لدرس نصوص /2
- جنون
- ايجاز تاريخي للنجف والمشخاب كمقدمة لدرس نصوص /1
- نبوءة بصارة
- تثاؤب بغداد تعفن
- حصيرة تقعيد مفهومية المنهجية النقدية تحت خيمة حراك الدين
- اضنيتني بالعشق
- جلسة في باغودة أمام المرآة
- مطالعات نقدية ثقافية في ومض أنثوي /7
- مطالعات نقدية ثقافية في ومض أنثوي /6
- أوجاع
- تأطير أنثروسوسيو سايكولوجي لمعالجة ثقافية لنصوص جواد الشلال ...
- مطالعات نقدية ثقافية في ومض أنثوي/5
- قصائد تقليلية
- غائم ومضها
- الإمبراطورية الأمريكية والتغيرات الجيوبوليتيكية/3
- مطالعات نقدية ثقافية في ومص أنثوي /4
- شيء من الفرج


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعد محمد مهدي غلام - نقود ثقافية /1