أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - نادية محمود - هل يوجد طبقة عاملة في العراق وكردستان العراق؟














المزيد.....

هل يوجد طبقة عاملة في العراق وكردستان العراق؟


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5570 - 2017 / 7 / 3 - 00:27
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


تساءل البعض في معرض الحديث عن استفتاء كردستان ومصالح ودور الطبقة العاملة في تحديد نظام وشكل الدولة في الاقليم بـ: هل هنالك طبقة عاملة في كردستان؟ هل هنالك صراع طبقي؟ هل يوجد نظام رأسمالي؟ هل يوجد انتاج سلعي وفائض قيمة في كردستان العراق؟ وكأن الحديث عن الطبقة العاملة، والصراع الطبقي هناك هو حديث عن اناس في كواكب غير معلومة.
ان طرح هذه الاسئلة ليس بغريب علينا، فمنذ تأسيسنا للحزب الشيوعي العمالي العراقي قبل 26 عاما، ونحن نواجه الاسئلة ذاتها: ان "العراق بلد نفطي" "يستورد ولا يصنع" ما موجود هو "ميلشيات حاكمة وليست طبقة برجوازية" او عشائر حاكمة وليس طبقة برجوازية - في حالة كردستان" و"ليس لدينا طبقة عاملة تقوم بانتاج السلع بالشكل الذي تحدث به ماركس وانجلز عن الطبقة العاملة في اوربا".. وهكذا.. ان هذا الكلام متأتي من اناس يدعون انهم ماركسيون!
لكن رغم كل تلك الخصائص الموجودة في الاقتصاد العراقي والسياسة في العراق، الا ان العراق، وبما فيها كردستان العراق يوجد فيه نظام رأسمالي وطبقة عاملة، وصراع طبقي كما في اي مكان اخر في المنطقة والعالم.
كون العراق ومن ضمنه ايضا كردستان بلدا نفطيا لا يغير من حقيقة طبيعة العلاقات الانتاجية الرأسمالية السائدة فيها شيئا. ان النفط هو "سلعة" في الاقتصاد الريعي وهو يمر بكافة العمليات الانتاجية الرأسمالية المعتادة باستثناء حقيقة واحدة فقط، وهي انه يتم استخراج هذه السلعة "النفط" كمادة خام جاهزة تقدمها الطبيعة من باطن الارض، بفضل قوة عمل الانسان (التي يبيعها للشركة او الدولة) والعامل يصرف ساعات من وقته، وياخذ اجورا على "جزء" من وقته المبذول في العمل. وهذا هو جوهر العلاقة الراسمالية، والشركة تقوم بتولي مهمة البيع، وتستحصل فائض القيمة، والربح (الفرق بين كلفة الانتاج وسعر البيع) الخ. كون سلعة النفط لم تصنع كما تصنع الملابس من الصوف مثلا، لا يغير من الامر شيئا. اضافة الى النفط، في كردستان وفي العراق هنالك العديد من المشاريع الكبيرة والمتوسطة والصغيرة في مختلف القطاعات.
وفقاً لإحصائيات هيئة الإحصاء في إقليم كوردستان، فإن "عدد القوة العاملة في عام 2015 بلغ مليون و382 و285 شخصاً) من مجموع السكان البالغ 5 ملايين ونصف نسمة. من بينهم 557 ألف شخص يعملون في القطاع الخاص بعد ان كانت نسبتهم تبلغ 602 ألف و266 شخصاً في عام 2014. وينضم كل عام ما يقارب الـ 180 ألف شخص إلى القوة العاملة سنوياً، اضافة الى العمالة الوافدة من الخارج والتي تبلغ "37 ألف و363 عاملاً أجنبياً"، وفي العامين الماضيين فقط دخل 21 ألف و649 عامل أجنبي إلى إقليم كوردستان وفق إحصائيات الإدارة العامة للعمل والكفالة الاجتماعية في إقليم كوردستان، ناهيك عن عمل الاطفال الذي لم يسجل رسميا.
اما عدد العمال في العراق في مجتمع تبلغ نسمته 34 مليوناً تتجاوز 7 ملايين شخص، في سوق العمل وينضم كل عام ما يزيد على 450 ألف شاب جديد سنوياً، منهم 150 ألفاً من حملة الشهادات الجامعية حسب تصريحات المستشار المالي لرئيس الوزراء مظهر محمد صالح. واذا كان هنالك مليون عامل في كردستان العراق وسبعة ملايين في العراق، فان هؤلاء يعيلون اسرا وعوائل ترتبط حياتها ومصيرها بدخل ومعيشة هؤلاء العمال، والتي يتدهور مستوى معيشتها يوما بعد يوم الى ادنى من حد الفقر، اي دخلها هو اقل من 2 دولار في اليوم.
اذن فان الادعاء بان لا توجد طبقة عاملة، ومن ثمة لا وجود للرأسمالية، وليس هنالك صراع الطبقي، معناه ان لا ضرورة لخوض هكذا نوع من الصراع، ولا لاي تصدي للرأسمالية، ولا لطرح بديل اقتصادي قائم على اساس المساواة الاقتصادية بين البشر، ولا رفع شعار الغاء العمل المأجور، واستبدال الصراع الطبقي بصراعات اخرى على الهوية، دين، طائفة، مذهب، قومية، اثنية، بل وحتى على لون جلد الانسان. انه يؤدي الى نتيجة مفادها ان لا حاجة لاهداف اشتراكية، ولا لنضال اشتراكي ولا لممارسة اشتراكية. ان هذا يعني نفض اليد عمليا من ماركس ونظرياته حول دور الطبقة العاملة، كحافرة قبر للرأسمالية، وتأبيد النظام الرأسمالي الذي نعيش تحت وطأة وحشيته ولاانسانيته. معناه صب الماء في طواحين البرجوازية، وتوجيه ضربة الى مصالح هذه الطبقة المليونية.
الا ان الوقائع دامغة، وهي ان هنالك طبقة عاملة في جزئي العراق، المركز والاقليم، وان نتيجة عمل والثروة التي يخلقها 1/5 المجتمع يعتاش عليها الاربعة اخماس الاخرى سواء في كردستان او في العراق. وحتى ال 1% من الطبقة العاملة التي توفر 99% من دخل العراق. ان هذه القوة الاقتصادية تجعلها اهل لادارة شؤونها ومصالحها بنفسها ولنفسها. تجعلها صاحبة حق ومسؤولية في ان يكون لها دور سياسي، كما لها دور اقتصادي، في اية قضية في المجتمع، لانها تعنيها، كطبقة، وكأفراد في المجتمع. لذا، فان قضية مثل قضية الاستفتاء على مصير كردستان، فيما اذا يبقى جزء من العراق ام ينال استقلاله، وفيما اذا كان الاستفتاء او استقلال كردستان يخدم مصالح الطبقة العاملة تحديدا وليس غيرها، سؤال يمتلك كامل الشرعية ليطرح. للطبقة العاملة ان تتفحص ايهما سيسهل سبيل نضالها من اجل احقاق حقوقها، والتصرف، او تصوت وفقا لتلك المصلحة الطبقية وبعيدا وبالرغم من اية اهداف يمكن ان تتعقبها الطبقة البرجوازية في كردستان، وفي العراق واحزابها.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استفتاء كردستان.. هل سيحدث اخيرا؟
- حكومة كردستان وورقة الاستفتاء!
- حقبة ما بعد داعش والتسابق الايراني- الامريكي
- حول الميلشيات والدولة
- دولة دينية ام دولة علمانية؟
- قانون -حرية التعبير- في بلد الميلشيات!
- علام يتفق اليسار العراقي؟ الجزء الثاني
- حول وحدة اليسار: علام يتفق اليساريون في العراق؟
- وصية الصدر: هل اول الغيث قطرة!
- اصابة الاسلام السياسي في العراق بحمى -الدولة المدنية- هذه ال ...
- الاعتراضات والاحتجاجات المطلبية والتيار الصدري!
- هل بالقضاء على داعش سينتهي -داعش-!
- التيار الصدري والوقوف ضد -حزبية- مفوضية الانتخابات!
- كلمة اخرى بصدد مؤتمر اتحاد نقابات العاملين في العراق
- الطبقة العاملة في العراق و-الحرب على الارهاب- بين الموقف الط ...
- ملاحظات على مؤتمر الاتحاد العام لنقابات العاملين في العراق ا ...
- العنف في دويلات العراق
- حول مؤتمر حوار بغداد!
- كل عام وانتم بخير..كل عام وانتم تصنعون التاريخ!
- بين النزوح والعمل على اعادة الارادة للانسان!


المزيد.....




- بشرى بمناسبة عيد العمال العالمي.. زيادة رواتب المتقاعدين في ...
- بالوثيقة الرسمية.. “وزارة التربية” توجه تحذير عاجل لمصرف الر ...
- -الحريديم- يغلقون شارعا في تل أبيب احتجاجا على قانون التجنيد ...
- جدول العطل الرسمية في العراق 2024 بالتاريخ للطلبة والموظفين ...
- طلاب جامعة الكوفة في وقفة احتجاجية تنديدا بالعدوان على غزة + ...
- مصر.. منع -بلوغر- شهير من دخول نقابة الصحفيين بسبب أطباق كشر ...
- “اجازة سعيدة” موعد اجازه عيد العمال وشم النسيم للقطاع الخاص ...
- بزيادة 200% على الرواتب 510 ألف دينار! المالية تُعلن استمرار ...
- سجل واسحب 1000 جنيه منحة العمالة الغير منتظمة عبر موقع وزارة ...
- استقرار طلبات إعانات البطالة الأميركية الأسبوع الماضي


المزيد.....

- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - نادية محمود - هل يوجد طبقة عاملة في العراق وكردستان العراق؟