بابلو سعيده
الحوار المتمدن-العدد: 5569 - 2017 / 7 / 2 - 00:45
المحور:
الادب والفن
جُثّة... هامدة " 5 "
أمّ العبد والكيس تؤامان لا ينفصلان . في الليالي المقمرة ، والأيام المشمِسة والماطرة والباردة ، لم تفارق أم العبد ، الدمعة، ولا الشكوى . ولم تعرف في مجرى حياتها، الضحكات، ولا الابتسامات، ولا البحر . ولا الحبّ . وقَضَت سنوات كهولتها بائعة متجوّلة متّكئة على عكّازتها الخشبيّة التي لا تفارقها . وترتدي ثياباً سوداء في نومها، ونهارها . ويُغطّي وجهَها وشعرَ رأسها، منديلٌ أبيض . وتحمل على كتفيها كيسا . وتفترشه يوميّاً على الأرض في ساحة المدرسة لبيع التلاميذ الشكْلِس والبسكوت والشِّبس والدروبس . وفي يوم عاصف، تحوّلت حفر المدرسة إلى بحيرة مائيّة صغيرة . ومع إشراقة الشمس، صباح اليوم التالي حزن التلاميذ من أعماقهم ، عندما وجدوا صاحبة الكيس ، ملقاة على الأرض ، جُثّة... هامدة .
#بابلو_سعيده (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟