ديمقراطية العولمة المؤنسنة - 2 -

بابلو سعيده

الحوار المتمدن-العدد: 5546 - 2017 / 6 / 9 - 19:50
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

لا يُعقل للإنسان الذي يريد إقامة الصلاة ويتّجه نحو الحجر الأسود .. ويريد أيضاً إقامة علاقات دبلوماسية فوق العادة.. ويتّجه نحو البيت الأبيض .. أن يقترب من مجتمع العلمنة والدمقرطة . . لأنّه ينظر إلى التاريخ بعين واحدة .
وفي الجيو ــ السياسية .. للمغرب الكبير ومشرقه تُسيطر قداسة الحجر الأسود لدى التيّار الشعبوي.. وهيمنة البيت الأبيض الذي يسيطر .. على سياسة مُعظم البنى الفوقيّة ." 2 " ولا يُعقل للإنسان الذي يعتبر الفرائض والطقوس الدينية غاية في حدّ ذاتها .. أن يقترب من مجتمع العلمنة والدمقرطة .. لأنّه ينظر إلى التاريخ بعين واحدة .. ولآن الدين وُجِد خدمة للإنسان ... ولم يأت الأنسان خدمة للدين. " 3 " ولا يُعقل للإنسان الذي يرى أن السماء فرضت المقدسات والمحرّمات .. والواجبات ..... أن يقترب من مجتمع العلمنة والديمقراطية .. لأنّه ينظر إلى التاريخ بعين واحدة .. ولأنّ الملكية " العينية والنقدية " هي التي فرضت المقدسات والمحرّمات .. والتي لا وجود لها في مجتمع الغابة الذي يعتمد الملكية المشاعة.. بل توجد المحرّمات .. والمقدسات .. في الملكيات الخاصّة المنتشرة في القرى والبوادي والمزارع والمدن ." 4 " أمّا الإرهاب... والاستبداد في مجتمعاتنا.. فَهُما وجهان لسفّاح واحد .. يقطع الأعناق والأرزاق." 5 "نسأل المعارض السّوري الذي حكم سوريا حكماً مطلقاً في الستينات من القرن 20 .. هل كان حكمه ديمقراطياً ؟!. لقد اعتمد المعارض ديكتاتورية الحزب الواحد القائد للمجتمع والدولة ... وقام باعتقال كل معارض له .. وتسريح كل ضابط لا ينتمي لحزبه ! ." 6 " ونسأل المعارض السّوري الذي انشقّ خلال التسعينات من القرن20 وسنوات" الربيع العربي " في العقد الثاني من القرن 21 من رحم الحزب الواحد الحاكم للدولة والمجتمع .. وقام باعتقال كل معارض له. هل كان حكمه ديمقراطياً ؟!
" 7 " والإسلام السياسي الذي زرعته بريطانية .. وحضنته في مصر في الأربعينات من القرن 20 .. ثم تبنتّه الولايات المتحدة 1951 بإرسال السيد قطب إلى مصر .. وأخيراً يعتبر الرئيس Ronald trump 2017.. الإسلام السياسي هو إسلام الفوبيا والإرهاب.. والذي نجد إنسانه يفتى بقتل الكافر .. والمرتدّ . ويفرض الجزية على أصحاب الكتاب .. فهل معتنقه الديني ديمقراطي ؟ّ! " 8 " والمعارض السّوري الوحدوي الذي اعتمد الحزب الواحد " الاتحاد القومي . الاتحاد الاشتراكي " في الخمسينات والسّتينات من القرن 20 . . وقام باعتقال كلّ معارض له . هل كان حكمه ديمقراطياً ؟! " 9 " والمعارضون على اختلاف مسمياتهم ومشاربهم .. والذين عقدوا مؤتمراتهم خلال الفوضى الخلاقة " الربيع العربي " في عواصم تركيا ودول البترو دولار ... و دول العولمة الرأسماليّة.. هل كانوا ديمقراطيين في تعاملهم مع اسرهم ومجتمعاتهم واحزابهم ؟! لقد أرادوا تقسيم الغنائم في سوريّا .. واستبدال السلطة .. بسلطة أخرى ! . " 10 " ومع ذلك فالمجتمع السوري المتمدن من خلال نخبه بحاجة إلى عقد اجتماعيّ جديد .. لإنجاز دستور جديد 2017.. يحقق المساواة بين الجنسين للترشّح إلى رئاسة الجمهورية والمحكمة الدستورية العليا بغضّ النظر عن اللون .. والدين .. والقوم . . لذلك فالدمقرطة.. والعلمنة .. وحقوق المواطنة والتعددية السياسيّة .. وتدوير السلطة .. وماسسة الدولة والمجتمع.. وإقامة التكنولوجيا الطليعيّة المدنية.. وتدمير جميع الأسلحة الاستراتيجية .. واعتماد العلوم الإنسانيّة .. والنظرية .. والأبحاث العلمية ونظام التكافل الاجتماعي .. واستبدال شراكة اقليّة الأقليّة.. بشراكة أكثريّة الأكثريّة ... والتواصل الاجتماعي الافتراضي.. بالتواصل الاجتماعي الحقيقي.. والسجون بالإصلاحيات .. وإلغاء حُكْم الإعدام .. تُعتبر مجتمعة ضرورات ملحّة .. وحتميّات تاريخيّة للانتقال الطبيعي من ديمقراطية عولمة الاغتراب والاستلاب .. إلى العولمة المؤنسنة .

#بابلو_سعيده (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل