أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بثينة تروس - 30 يونيو .. العيب فينا !!















المزيد.....

30 يونيو .. العيب فينا !!


بثينة تروس
(Butina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 5567 - 2017 / 6 / 30 - 16:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


30 يونيو.. العيب فينا !!


بدأت نكبة أمتنا الحقيقة، عندما نجح الهوس الديني! منذ ستينات القرن المنصرم، في ان يلجم اصحاب الرأي من المثقفين، والمفكرين، والذين تصدوا لقيادة هذا البلد! من النهوض في وجه دعاة الدستور الاسلامي! وتحكيم الشريعة الاسلامية! كدستور للبلاد! ان كان ذلك بدافع العاطفة الدينية، او الجهل بحقيقة الدين، ولربما إيثار للسلامة والابتعاد عن معترك رجال الدين والفقهاء.
او التعامي عن حقيقة التنوع الديني، والاثني، واللغوي، والجهوي بين المواطنين السودانيين ، ومعرفة ان من بينهم من سوف يضار! بتطبيق الشريعة الاسلامية، وسوف تنتقص حقوقه الاساسية ، من الحرية، والعدالة، والمواطنة المتساوية.

وللاسف جددنا البيعة للارهاب الديني! حين غلت أيدينا عن إلغاء ( قوانين سبتمبر 83).. وهكذا انفتح الباب علي مصراعيه للأخوان المسلمين للنفاذ من هذه البوابة، واستخدموها كوسيلة للوصول الي سدة الحكم، وسندوا امرهم بسياسات الجهاد، التمكين، الإرهاب، العنف الممنهج، والفساد ، والعبث للدرجة التي أطلق رئيس الدولة علي احكام الشريعة بأنها ( شرائع مدغمسة)!
وتواصل مسلسل سقوط السودان في الهاوية، لمدة 28 عاماً ، حتي سُمع دوي لهوانه! وبالرغم من ذلك ظلت حكومة الاخوان المسلمين مواصلة في الاستهانة بكرامة هذا الشعب، مستخدمة لنفس الأدوات التي هيمنت بها علي السلطة! الا وهي استغلال العاطفة الدينية !!

وآخر شاهد علي ذلك في خضم الاحداث المتلاحقة الاخيرة، ما تناقلته وسائط التواصل الاجتماعي، خلال هذا الأسبوع، فيديو تشييع الجنود السودانيين الذين قتلوا في معارك اليمن، بين الحوثيين وجيش الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وهم يشيعونهم بالبقيع في المدينة المنورة، وبدت الحكومة كأنها تهدي الشعب السوداني مزيد من الموت!! وتتفاني في تاكيد ( الحوافز) بالجنان، ومنح الاستشهاد!!
ولها في ذلك تجربة عريضة في ألجهاد في جنوب السودان!! وهذه المرة مستغلة محبة السودانيين لتلك البقاع الطاهرة، ولتعلقهم بالذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق، صلي الله عليه وسلم !!
مع العلم ان هؤلاء فقط 17 من الجنود! وبقية من قتل من زملائهم، تَركتهم الحكومة للصقور والحيوانات. بعد ان بعاتهم وتقاضت اثمانهم.. ولما لا ؟! فهم يرقصون علي طبل ( ( السوداني الموت عنده عيد)!!

والاخوان المسلمين يعلمون ان الشعب السوداني قد افتضح امرهم ، لذلك أتقنوا صنعة تجريده من وسائل التغيير!! فحاصرت الحكومة الشعب اقتصادياً، وزرعت الفتنة القبلية، وكرّست للعنصرية ، ومهدت سبل الفتنة الدينية في البلاد، بحلفها مع الوهابية، علي حساب الطرق الصوفية التي حفظت لهذا البلد سلامه وسماحته..

وأخيراً تفتفقت عبقريتها، في ان حولت جميع الوضع السياسي المخزي، الي مسلسل أثاره، يتبادل فيه البطولة الحكام، و آخرون يظهر نجمهم عندما يختلف لصان من بين الاخوان!! ا وفِي نهاية المطاف لاخوف عليهم، طالما سبقهم شيوخهم للتحلل!!
لقد خبر اهلنا الطيبين حكمة ( الما بيخاف الله! خافه)، لان ليس له حد للسؤ فيقيف عنده! او ورعاً فيعصمه من ظلم الناس! فهؤلاء الحكام يعلم الشعب انهم كانوا بالامس القريب يعدون من فقراء هذا البلد! يتهادون كسرة الخبز اليابس ، (والثلج) في هجير رمضان، و يتشاطرون وباقي الشعب سكن بويتات الطين ، وشراب الماء العكر ، والفقر المستوطن!، وامراض الكوليراء !! لكنهم بعد ان اتخموا صارت هداياهم لزوجاتهم، المساكن الفاخرات في ارض الملوك، والأرصدة في البنوك!!
وتمددت حكاوي الملهاة، فالفنا خلال هذه السنوات الكالحة ! شاكلة هذا هو الخال الرئاسي، وهؤلاء هم اخوة الرئيس الفاسدين! وذلك حاتم والعمة هدية، والذي خلف طه عثمان ( ود البيت)! اسماء منتفخة الجيوب! في بلد عاصمتها متشحة بسواد الفقر، ومرض الكوليرا، والأوساخ، والمخدرات ، والبطالة، والجريمة، وانفراط الامن في اطرافها، وحروب نيرانها لم تخمد لاكثر من ربع قرن في مناطق النزاعات المسلحة.
عاصمة صمت حاديها من الرجاء والاماني في جيشها ( الحارس مالنا ودمنا جيشنا جيش الهنا) !! بعد ان انطمست معالم ، من هم جند الوطن ؟ ومن هم قتلة المواطنين ؟!
اذ صار حميدتي فريق! كما هو ( الفريق) طه عثمان، وموسي هلال جيش وأمة !! فان صالح الحكومة كان صهره ونسبه يشغل الاعلام، ومصاهرته شرف يرتجي، وان اختلف الخصمان، استنصر بابناء عمومته وأعلن دولته!! داخل دولتهم!!

فكما هو معلوم ان الخائف عنيف، هكذا هي الحكومة، لذلك نجحت في ان تستأسد علي الشعب السوداني، وحرصت علي ان تجفف ينابيع الوعي ، وان تسد جميع منافذ حرية الرأي، والتعبير، فكانت الاعتقالات والسجون للمعارضين، والاعتداء علي المناشط والندوات، والملاحقة المتواصلة.
وجعلت كل همها مراضاة اعدائها في داخل أروقتها، مابين المناصب والمكاسب والرشاوي! فهم لصوص يتربصون ببعضهم البعض، يهابون خوف الاحتراب بينهم!

لذلك فلنجعل فضحهم همنا كل صباح جديد، ولنكشف عورات نظامهم! وان لانمل ذلك العمل ! فلقد نخرت عصا حكمهم، آفة الفساد، وخيانة الوطن! وفي تاريخ الطغاة من الحكام رصيد كافي! للأمل بقرب زوالهم!
وبالرغم من كم الظلم ، والظلامات، والاثمان الباهظة التي دفعها الوطن، من جراء سياسات حكومة الاخوان المسلمين، الا انها أهدتنا تجربة حكم، فتحت بصيرة جميع السودانيين ، بمعرفة من هم الاخوان المسلمون؟ وان حكموا ماذا هم فاعلون؟؟ وماذا جنينا من التطرف والارهاب الديني! والمتاجرة باسم الاسلام!!
ولابد انه قد ادرك العاملين من اجل التغيير، والحالمين بالتغيير! ان الوسيلة اليه بان نغير ما بانفسنا! بان نتعلم الديموقراطية، ونعيشها في احزابنا! ومؤسساتنا بأجمعها، وان نتجاوز قداسة الاحزاب والأفكار ! بان نقيم النقد الذاتي البناء والذي يَصْب في اتجاه الإصحاح لمؤسساتنا الحزبية، والا فلا خير يرجي من معارضة، فشلت ان تقيم تجربتها وهي خارج مقاعد السلطة! ولن يكون لها
عاصم من التسلط علي الشعب ان هي فشلت الان من إصلاح حالها!!
ولنكن جادين في التغيير بمعرفة ان البديل للإخوان المسلمين، ليس هو الاخوان المسلمين الذين قد اختلفوا معهم مابين موتمر وطني او شعبي! او من شايعهم من (الواثبين) قفزاً لمكاسبهم الذاتية. كما لابد من مواجهة ان الطائفية، ليست هي الحل.. ولاتملك هي الآخري حلول للأزمة، بالرغم من القواعد العريضة التي تنتمي اليها، الا انها للأسف عجزت في ان توجهها لمصلحة الوطن!!

وأخيرا في هذه الذكري المشؤومة، ما غادر من الجهل، من جهل ان ثمانية وعشرون عاماً ، شهدت جيل جديد من ابناء هذا الشعب، لايمكن تجاوزه في احداث التغيير، فهم اليوم راشدين ، ومن حقهم علينا ان نصطف خلفهم، وان نثق في مقدراتهم علي التغيير، فهم أمل هذا البلد، وان نتواضع علي معرفة ان للتغيير أوجه عديدة! وان نعلم ان المعيار هو ماعليه حال الشعب السوداني!

بثينة تروس



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Butina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوليرا.. وموت.. و ( رمضانا سوداني) !
- عفواً أيها ( البارون) الحريات .. لتحصين (علي الحاج) وصحبه !
- ( طاعون) الرقص.. في دولة المشروع الإسلامي!!
- الحريات! في أسواق نخاسة (البدريين ) الشعبي والوطني!
- يبكي نافع ! ويبارك المهدي! وينكئ الشعب الجُرح المتقيح !
- فتاوي الفقهاء.. ( التحلل) للمتأسلمين ! والموت للمعسرين!
- بجهل الفقهاء ! يفر النساء من (الله) الي (سيداو) !
- (الداعشيون) ! ورجال الدين .. حَيّ علي الجهاد!!
- ست رقية شهيدة ! و(أم افريقيا) تمدد لي سيدها!
- ( إسرائيل) حكومتكم يا علماء السودان ! وكنائس الرب تشهد!!
- ترامب .. وقلع الخيام صوب ديار الأسلام !!
- الأستاذ محمود محمد طه ..الرجل الذي أستعصي علي الإرهاب الديني ...
- التحرش الجنسي!! صنعة المشروع ألحضاري!!
- وراح الجنوب ... ومسرة أعياد الميلاد !!
- شباب (19).. قنبلة موقوتة في جسم حكومة معطوبة !
- شباب (19).. قنبلة موقوتة في جسد حكومة معطوبة !
- العصيان المدني.. وفتاوي الأخوان!!
- الغليان.. وبيع الأخوان !!
- إستحي.. يا وزيرة الدولة بوزارة العدل !!
- ( قميص البشير ! الذي ألقي به علي وجه السودان) !!


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بثينة تروس - 30 يونيو .. العيب فينا !!