أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بثينة تروس - ست رقية شهيدة ! و(أم افريقيا) تمدد لي سيدها!















المزيد.....

ست رقية شهيدة ! و(أم افريقيا) تمدد لي سيدها!


بثينة تروس
(Butina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 5434 - 2017 / 2 / 16 - 11:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ست رقية شهيدة ! و(أم افريقيا) تمدد لي سيدها!

متي يستقيل الوزراء في بلادي عندما يعجزون عن القيام بواجبهم!! الا يعلمون بداهة ان من أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل!! وهم الذين قد (مكنوا) في هذه الوزارات بدعوي الصلاح ! وتمت تزكيتهم باللحي وخديعة ( الأيدي المتوضئة) ؟!!
الا يجد السيد وزير التربية والتعليم، ووزراء التعليم بالولايات، ان لهم طرفاً من المسئولية ، فيما آل اليه حال التعليم والمعلمين تحت وزاراتهم!!
فلقد تلاحقت المصائب بالمعلمين، من جراء انفراط عقد الأمن من جهة ، ونتيجة لانهيار الخدمات والمرافق الحكومية من جهة اخري، وهي حوادث ! لو حصلت في اي دولة محترمة!! لكانت كفيلة بان يستقيل السادة الوزراء عن مناصبهم!!
وأبرزها حادثة اختطاف واغتصاب معلمتين في مطلع فبراير 2017 ،. تلك الحادثة التي اكدت عليها وزيرة التربية والتعليم بالمنطقة! بنفسها اذ صرحت ( وزيرة التربية والتعليم بولاية غرب دارفور فردوس حسين خلال تصريحات صحافية الأربعاء أن ملثمين مجهولين هاجموا سكنا يخص معلمات مدارس في منطقة عدار – تقع نحو 15 كيلومترا غرب الجنينه – واقتادوا معلمتين تحت تهديد السلاح ، مشيرة الى أن المهاجمين اغتصبوا المعلمتين في مكان نائي قبل إعادتهما مرة اخرى للسكن)...

الا يختشي!! السيد د فرح مصطفي عبد الله وزير التربية والتعليم بالخرطوم، ( ان كان ما يزال وزيرا للتربية) ! فهم يتقلبون في المناصب ويتبادلونها، كأنما حواء السودان قد عقمت عن إنجاب الاكفاء من ابنائها !! فلقد تخرج وزير التربية من جامعة أم درمان (الإسلامية كلية الشريعة والقانون) ، ونال درجة الماجستير والدكتوراه من الجامعة (الاسلامية) في (القانون المدني) ..
واليه السؤال هل ما درسه من شريعة واحكام إسلامية! تحلل له منصبه ورزقه !! وهو الذي صمت وإخوته ببقائهم علي كراسي الوزارة، عن هتك أعراض معلمات تحت مسئوليتهم المباشرة ، بصورة مخالفة للشريعة وللدين!! وغير مسبوقة في أعراف وتقاليد الشعب السوداني قبل حكمهم!
ذلك الشعب الذي تعلم تلاميذه وطلابه قبل عهدكم، ان ينشد في طابور الصباح، قصيدة أمير الشعراء احمد شوقي:
قُــمْ لـلمعلّمِ وَفِّـهِ الـتبجيلا
كـادَ الـمعلّمُ ان يكون رسولا
لأعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي
يـبني ويـنشئُ أنـفساً وعقولا
لكن للأسف هم حكام اصابهم العطب في أخلاقهم( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون).. ، ولاخير يرجي فيهم! كما حكت أبيات القصيدة نفسها!!
وإذا أصـيبَ الـقومُ في أخلاقِهمْ
فـأقمْ عـليهم مـأتماً وعـويلا
وضعف اخلاق المتأسلمين حال بينهم وبين الاستقالات الجماعية! عندما تلت الحادثة الآخري في ظرف اقل من أسبوعين ، اذ توفت الاستاذة رقية صلاح المعلمة بمدرسة الحارة 13 بنات ، نتيجة لانهيار حمام المدرسة، فكانت ست رقية، فداية لتلميذاتها وزميلاتها من المعلمات ! ورحلت شهيدة الواجب المباشر !! لكنها كشفت عورات النظام الذي فشل ان يبني ( مرحاضاً) صحياً صالحاً للاستخدام في مدرسة في قلب عاصمته!!
بالصورة التي اكدت علي الانهيار التام للمرافق الحكومية، والاهمال في خدمات التعليم، والدفاع المدني و الاسعاف .
وكشفت عن الفساد في توظيف اموال الدولة بابلغ صورة! وكيف لا ؟ و رئيس الدولة الذي يحج بيت الله الحرام ، ويعمر كل عام ! يعد من بين اثري الرؤساء! بحسب موقع "ويكيليكس" فقد ورد من بين حيثيات المحكمة الدولية في اتهامه ( ان الرئيس السوداني عمر حسن البشير نقل نحو 9 مليارات دولار الى حساباته المصرفية في بريطانيا والولايات المتحدة) .
ويستكثر صدقة من تلك الأموال!! علي المعلمين المتعبين وعلي مدارس البلاد ومرافقها الخدمية ،
وفِي نفس الوقت يتطاول ( المجاهدون) سابقا. في البنيان في كافوري، يديرون صفقاتهم المالية بالمحسوبية والتمكين ، ويتزوجون اسرافاً، ويعددون في الزيجات ترفاً، وسفهاً يصرفون من اموال هذا البلد علي ابنائهم ومحاسيبهم، ويموت المعلمين في الجانب الآخر من المدينة فقراً.

ومن سخرية الاقدار ، فقد تزامن مأساة انهيار ( المرحاض البلدي) وأستشهاد المعلمة رقية صلاح، مع مؤتمر اخوات نسيبة! اللائي يجتمعن ببقية أخواتهن ( المسلمات) من جميع أنحاء العالم، في فندق كورال في الخرطوم يومي 12 - 13 فبراير، حيث بدأت أعمال المؤتمر العام السابع للاتحاد النسائى الإسلامى العالمى بالخرطوم، بمشاركة من ممثلين ل (36) دولة!!
وجاء في الافتتاحية ان ( أهداف المؤتمر تتمثل فى السعى مع نماذج من نساء العالم الإسلامى للعمل سوياً لتحقيق التقدم فى كل مناحى الحياة، ونشر وتعميق الوعى الإسلامى بين النساء المسلمات، مما يؤدى إلى إظهار هوية المرأة المسلمة، ومساعدتها على تجاوز الظلم ومناهضة الممارسات المهينة التى لا تتماشى مع قيم الدين وكرامة الإنسان، بجانب تقوية أواصر التراحم والتسامح والتعاون بين النساء فى كل أرجاء العالم.)... انتهي
والسؤال الذي يفرض نفسه علي أخوات ( نسيبة) وبقية أخواتهن من المنضويات تحت مؤسسات إسلاموية مهووسة، في بلدانهم الأصل ، هل عندهن ان المعلمات اللائي تم اغتصابهن في دارفور ، ليس بمسلمات ؟؟ وهل ما تم في حقهن من اغتصاب وهتك للعرض، وإهانة لانسانيتهن ، يتماشي مع قيم الدين وكرامة الانسان؟! اولا يستحقن هؤلاء المعلمات المحترمات، من صاحبات المؤتمر ( النسائي) !! علي اقل تقدير ان يرد ذكرهن في الافتتاحية والمطالبة بالقصاص لهن ! (ومساعدتهم علي تجاوز الظلم ومناهضة الممارسات المهينة)!!
ويا سيدات الحزب الحاكم ، من هم الاولي (بتقوية اواصر التراحم والتسامح والتعاون) المعلمات السودانيات المسكينات؟ اللائي يتحملن اعباء المعيشة وظروف العمل القاسية! ام بقية النساء في كل ارجاء العالم؟

لكن الحقيقة المتأسلمين هم نسيج من خامة واحدة، وهي خامة المصالح المشتركة، والعقول المغيبة بالهوس الديني!!
وأنصع دليل علي ذلك تصريحات الدكتورة سعاد الفاتح البدوي الرئيس الفخري للمؤتمر، والتي رفعت عقيرتها! لتطالب بتمديد عمر رئاسة البشير حتي يكمل رسالته ( والمشروع الاسلامي) الذي بدأه. وبالطبع ضجت القاعة بالتهليل والتكبير كعادة تلك المؤتمرات!!!
د سعاد الفاتح هي من ذلك النسيج الأصيل، فهي قيادية في الحركة الاسلامية، وعلي يديها تتلمذة اجيال من الأخوات المسلمات، اللائي أسهمن في نشر الهوس الديني والفكر الأخواني المتطرف، في المدارس والجامعات، ثم تقدمن الوظائف القيادية الان في حكومة الاخوان المسلمين رداً للجميل ..
لذلك مطالبتها بتمديد حكم البشير، ليس من فراغ، وإنما جزء راسخ من فكرة امتداد حكومة المشروع الاسلامي في البلاد.
فهي تطالب! والرئيس يؤكد علي ان ( هؤلاء هم الاخوان المسلمون ) ففي تكريمها العام المضي قال في كلمته ( انها عروستنا “سعاد الفاتح” وتكريمها يعد تكريماً لكل نساء السودان)!! ويواصل في مدحها في انها ما بتعرف تكسر التلج ولكنها تأمر ونحن نطيع) .. وبالطبع جارت صحافة النظام، رئيسها وأطلقت عليها لقب ( ام افريقيا)!!
وللاسف القيادية الاسلامية ( ام افريقيا ) وبقية النساء المؤتمرات، واللائي تصرف عليهن وعلي مؤتمراتهم وضيوفهم من البلدان الآخري من ميزانية الدولة، لا يعنيهن في شئ، انهيار مرحاض بلدي متهالك ، لايقوي علي حمل مدرسة نحيلة، في مدرسة آيلة للسقوط بجميعها.
كما لا يكترثن لاختطاف واغتصاب معلمتين ! طالما هؤلاء المعلمات ليس جزاء من تلك الاتحادات الاسلامية العالمية المترفة،

الحق ان هذه الأوضاع اللامعقولة في البلاد، تحتاج الي شجاعة المواجهة، في ان يتبرأ جميع السودانيين من ورثة هذا المشروع الحضاري! وذلك بضرورة رفع الوعي في مواجهة فكر الاخوان المسلمين النفعي، وبمواصلة فضح كذب هؤلاء القوم الذين يحكمون السودان، والذين لا يهمهم الانسان السوداني، بقدرما يهمهم مشروعهم الإسلامي، الذي يمكنهم من الحكم والسلطة. فهم يغيرون جلودهم ويبدلونها بحسب مصالحهم، و المواقف العالمية والضغوط الخارجية.
وان لم تتم محاربة جذرية لهذه الحكومة، فسوف تستمر ساقية هذه المِحنة في الدوران والطحن علي اجساد المستضعفين .

التحية للمناضلين المعلمين والمعلمات ، الذين يضربون النموذج الحي في الانتماء لهذا الشعب، في أزمته المعاصرة، بالاصرار علي مواصلة تعليم ابناء وبنات السودان، ليكونوا حملة للتغيير، والوعي، ونفعاً للوطن، رغماً عن ظروف انهيار التعليم، وضعف المناهج التربوية ، وسؤ البيئة الدراسية، من المنشئات والمباني المدرسية، ورداءة الأوضاع الصحية بالمدارس ، والصعوبات الاقتصادية..
ولهم تنحني الهامات احتراماً لعظمة تلك التضحيات التي بلغت حد الفداء بكل ماهو عزيز النفس والعرض.

بثينة تروس



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Butina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( إسرائيل) حكومتكم يا علماء السودان ! وكنائس الرب تشهد!!
- ترامب .. وقلع الخيام صوب ديار الأسلام !!
- الأستاذ محمود محمد طه ..الرجل الذي أستعصي علي الإرهاب الديني ...
- التحرش الجنسي!! صنعة المشروع ألحضاري!!
- وراح الجنوب ... ومسرة أعياد الميلاد !!
- شباب (19).. قنبلة موقوتة في جسم حكومة معطوبة !
- شباب (19).. قنبلة موقوتة في جسد حكومة معطوبة !
- العصيان المدني.. وفتاوي الأخوان!!
- الغليان.. وبيع الأخوان !!
- إستحي.. يا وزيرة الدولة بوزارة العدل !!
- ( قميص البشير ! الذي ألقي به علي وجه السودان) !!
- ( حاجة آمنة إصبري) .. انه السلب بعد الغزو!!
- الكذب .. في زمان الكوليرا !!
- الشرطة الجامعية !! أغتيال الوعي والطلاب!!
- الوهابية.. والمنابر الحرة !!
- أفراح الرئيس...دموع الشعب!!!
- الإرهاب... خيبة الإسلاميين!!
- ( معاً)...نحو تحرير السوداني من سياج القداسة...
- بل نال السودان منكم كل الويل يا هؤلاء !!
- الطلاب يستشهدون !! والاخوان المسلمون يستنفرون !!


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بثينة تروس - ست رقية شهيدة ! و(أم افريقيا) تمدد لي سيدها!