أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا الطائي - ساحة التحرير .. و للحلم بقية ...















المزيد.....

ساحة التحرير .. و للحلم بقية ...


دينا الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 5561 - 2017 / 6 / 24 - 19:27
المحور: الادب والفن
    


ساحة التحرير .. و للحلم البقية ...

ههنا .. بين هذا الشارع و ذاك
بين الجسر و نصب الحرية
بين شضايا الشئ و اللاشئ
نحيا في ضواحي الابدية
نلعب بالزمن أحيانا
لأجل الحرية و المدنية
و لا نأبه للاقدار
خلف أسوار الغبراء المرمية
فمازلنا هنا نبني من الانقاض
أبراج طيور قمرية
نعرف الماضي و لا نمضي له
و لا نقضي ليالي الصيف
بحثا عن فروسيات الامس الذهبية

نحن من نحن ؟!
و لا نسأل من نحن
فما زلنا هنا
بدمائنا و بدجلة
نرتق ثوب الأزلية
نحن أبناء الصيف الساخن
و أبناء الثرى و الثريا
و النار و الضوء
و أرض بدء البشرية
و لنا نصف حياة
و لنا نصف ممات
و مشارع خلود
و هوية ...

وطنيون كما النخيل
عاطفيون بلا قصد
غنائيون عن قصد ...

نحن ما زلنا هنا
و لنا احلامنا الكبرى
كأن نستدرج الذئب
الى حبل المشنقة
في حفلة رقص سنوية
و لنا أحلامنا الصغرى
كأن نصحو من النوم
معافين من الخيبة
فنحن لم نحلم
بأشياء عصية
نحن أحياء و باقون
و للحلم بقية ...

نحن أسياد الوقت
سنسير لو شئنا أمامكم
جثة جثة
ستحصونا
و ليس لنا إنتهاء
جئنا لنحيي الكلمات المقدسة
الانسان
الخبز
الحرية
المدنية
و العدالة الاجتماعية
فقد حذرناكم أن ارحلوا
فخير لنا ان تموتوا
و خير لسيد العلى

غرباء جئتم للعراق
تحملون كلاما غريبا
و تحفرون الارض
لتدفنوا السماء
و تصطادون اطفالنا
حدائقنا
و تعِدون شعبنا
بورد من الزنك
احلى من وردنا

لكم ما شئتم و لكن ...
اتعلمون ان الغزالة
لا تأكل العشب إن مسه دمنا ! ...
أتعلمون ان النباتات أخوتنا
فلا تحفروا الأرض أكثر
لئلا تجرحوا
من ينام على ظهر الارض
جدتنا ارضنا
نخلنا شعرها
زينتنا زهرها
حتى المرايا
في بساتينها لا تنكسر
فأرضنا لا تجفل .. لا تتوجع ...
أنهارنا خصرها
أحفادها نحن
فلا تقتلوها
فالليل معكم طويل جدا
و سنبقى نلاحقكم
حتى الفجر الجديد
خذوا دمنا
فتشوا جلودنا
و إتركوها كما هي ...

تسألون من نحن
و نحن نسمع
أصوات أسلافنا
في الرياح
و نصغي الى نبضهم
في براعم أشجارنا
فالأرض مقدسة كلها
حجرا حجرا
بيتا بيتا
لملائكة سكنت معنا
نجمة نجمة
أضاءت لنا السماء

رويدا رويدا
حفظنا ذكرى أحبتنا
علقنا اسماءهم
بطيور الجداول
كنا الاوائلَ
نعم كنا الاوائلَ
ثوار احرار مصلحون
فلا سقف بين السماء
و زرقة أبوابنا
تركنا الناي للريح يبكي
و سيبكي علينا غدا
و نحن الفرحون غدا ...
حين نُودِع نيراننا
و لن نرد عليكم التحية
فلا تكتبوا الينا
لا تطلبوا منا
وثيقة تسوية او سلام
خذوا السلام
من شهداءنا
إن استطعتم
فلم يبقى منهم احد
يبشركم بالسلام ...

سنعمر جيلا بعد جيل
و ستلد معاناتنا
ثورة تلو ثورة
و سنعيش كما ينبغي أن نعيش
و سنذكر سارقنا و جلادنا
و سنبشر بالكرامة و البراءة و النخيل ...

فلك ربك
و لنا ربنا
لك أمسك
و لنا أمسنا
و الزمان بيننا
فالمكر لك
و النهر لنا


يا محتال عصرك
الا تحفظ قليلا من الشعر ؟!
كي توقف المذبحة ؟!
الم تولدوا من نساء ؟!
ألم ترضعوا مثلنا حنين الامهات ؟!

هنا سرقت شعبنا
هنا قتلت شعبنا
هنا تآمرت على شعبنا
هنا النخل مات واقفا
يخبئ أرواحهم

خذ يا مختل عصرك
أرضنا بالسيف
لكن لن نوقع بإسمنا
معاهدة الصلح و السلام
فلا صلح
بين المسروق و سارقه
بين المقتول و قاتله
لن نوقع بإسمنا
على بيع شبر من الشوك
لن نودع اخر الشمس
و ان سقطنا جميعا في النهر

ارحل يا سيد الدماء
فعصرك اسود
و على جثثنا
سترتفع رايات الحرية
سنحفر الصليب
على ظل الحجر
و سنصعد عما قليل
لأعالي نشيدنا موطني
هو نشيد حياتنا
حين نسير بتاريخنا للبعيد

ههنا سننتصر
سيختلط النهر بالغيم
و سننتصر
على قشرة القمح فينا
و سنمد الانابيب للبرق و الرعد ...

سنتذكر اسماء شهدائنا
لكن الاسماء كثر
كثر جدا في وخز مأتمي
فكل العراق يبكي ابناءه
وعليهم انتحر الصقر غما
و لكننا
انتصرنا على المحتال
و الفساد
و السلاح
و الصياح


فرحون نحن
ان تتبخر اجسادنا
في ساحة التحرير
غيمة غيمة
في الفضاء
فرحون أن نتلألأ
نجمة نجمة
في دروب أجيالنا القادمين
سيمضي زمان قصير
ليصبح حاضرك ماضيا
ستمضي الى حتفك
يوم ندافع عن شجر نرتديه
عن اجراس الكنائس
عن منارات الجوامع
عن نيران الجبل
عن الانهار كلها
عن قمر فوق بيوتنا
نشتهيه
عن طيشنا سندافع
عن طين نهارنا سندافع
عن ريش اغنياتنا سندافع
سنفتح من عالمنا لعالمكم
مقابرَ لكم
تفتحون فيها الطريق ...

ستموتون ميتة يرصدها الموتى
و سنموت نحن الف مرة
و سترصدنا الحياة الف مرة
سنعيش من بعد ممات
لننتشل أرضنا
نحملها من فوق الرفات ...

سنهرب من زمان الدم و الفساد
الى هاجسنا بوطن حر سعيد
فيه سرب من البشر السابقين
نطل على ارضنا
من حصى ارضنا
من ثقوب الغيوم
من ساحة التحرير
من هواء ألانهار
من زغب الطيور
من زهرة القبور
من كل شئ ...

من نحن ؟! ...
ستعاودون السؤال
يوم نقول مات محتال عصركم
و قبر معه جلاوزته
بعهرهم
و فسقهم
لتمهلوا الأرض
لتمهلوا الأرض
حتى تقول الحقيقة
كل الحقيقة
عنكم
و عنا
وعنا
وعنكم ! ...

فهنالك شهداء ينامون في غرف
سوف تبنوها بموتكم
هنالك شهداء يزورون ماضيهم
في المكان الذي فيه هدمتم
هنالك شهداء يمرون فوق الجسور
التي بموتكم ستبنوها
هنالك شهداء يضيئوت ليل الفراشات
شهداء يجيئون فجرا
لكي يشربوا الشاي معنا
هنالك شهيدات و مسبيات
هادئات بصراخهن
تركن السلاح
و المقاعد خالية
ليقرأن عليكم هن
شروط السلام معهم
فنحن لا سلام لنا معكم ...
فنحن و هم
لم نحلم بأشياء عصية
فحن باقون
و للحلم بقية
و للحرية بقية
و للاصلاح بقية ...

و السلام على من أحب السلام ...

21/6/2017
دينا الطائي



#دينا_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوى المدنية الديمقراطية و إعادة إنتاج عناصر التغيير
- الشيوعيون العراقيون .. و صراع مبادئ لن ينتهي ...
- على طاري المعارض و كلب الوزير
- وطني .. طوفان الدم ...
- الكورد ليسوا مسؤولين عن مقتل البديوي يا دعاة الفتنة و حملة ا ...
- يا بحري اللافاني
- شغف عالي
- نعيب زماننا و العيب فينا .. زيارة أوغلو مثالا ...
- يا رجائي العظيم ...
- هوية الأمة العراقية بين الريف و الحضر
- الأمة العراقية .. صفة وجودها و إستنهاضها ...
- مساومات سياسية رخيصة
- رسالة تعج بضيق إنساني
- لا تنه عن خُلق و تأتي بمثله .. عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ
- عثرات عند الساعة الخامسة فجراً
- طفولة مترنحة
- يا غريب العواصف و الحروف ...
- وجه الإله الخفي ...
- بيان تأسيسي - تجمع دعاة الأمة العراقية
- سيادة الأمة العراقية .. و إندماج الهوية العراقية


المزيد.....




- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا الطائي - ساحة التحرير .. و للحلم بقية ...