|
لا تنه عن خُلق و تأتي بمثله .. عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ
دينا الطائي
الحوار المتمدن-العدد: 3721 - 2012 / 5 / 8 - 20:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا تنه عن خُلق و تأتي بمثله .. عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ
على الرغم من مرور ما يقارب الستة عقود على زوال النازية و سقوط الرايخ الثالث و هتلر إلا إننا لازلنا نسمع بين الحين و الآخر عن مطالبات و محاكمات لأشخاص على خلفية توجه أو تصرف أو رأي أو تصريح يشابه أو ربما يكاد يقترب من تلك الحقبة النازية التي حولت ألمانيا إلى خراب و دمار على كافة المستويات و تحطيم بنية المجتمع و طريقة تفكيره التي حتمت على ضرورة اجتثاث هذا النهج و الأسلوب و محاربته و تحريمه في ألمانيا و إلى الأبد .
و هنا استغرب لم يكن حال العراقيين أبان حكم البعث بأفضل من حال الألمان أبان الحقبة النازية .. و لا يفوتنا كم الويلات و الظلم و القهر الذي تعرض له الشعب العراقي بكافة مكوناته خلال تلك الفترة السوداء من تأريخ العراق .
و عجبي كل العجب أن كره الشعب العراقي متأصل و صريح و واضح بشكل لا يقبل اللبس للبعث الصدامي و نهجه و فترته المظلمة .. تُرجم ذلك الكره في الدستور العراقي و في إقرار قوانين اجتثاث البعث بديباجة و بكلمات و جمل مستفيضة تعبر عن هذا الكره و الرفض لهذا الورم الخبيث الغريب عن الجسد العراقي و بما لا يقبل الشك و لا حتى التأويل و المماطلة أو الإلتواء على مضمونه في وجوب التخلص من رموزه و أثاره و أدواته القمعية و شخوصه الذين تسببوا بالبطش و التنكيل بأبناء الشعب العراقي ...
و عليه فإن من أولويات و أساسيات بناء العملية السياسية الجديدة في العراق و تجربته الديمقراطية حديثة العهد هو رفض البعث و البراءة من توجهاته فكرا و عملا و قولا و سلوكا .. و منع حتى التشبه به و تحريم مدحه أو الثناء عليه لكل من وافق على الدخول و المشاركة في غمار هذه التجربة .. و عليه فإن التقدم بالترشح في الانتخابات يجب أن يبنى على سلامة الموقف من البعث و شوائبه و نفاياته و أدرانه و سمومه ...
و عجبي كل العجب .. ما الذي حدث و ما المشكلة و أين يكمن الخلل و التقصير و لم هذا التهاون في القضاء على البعث و أزلامه و لم السماح بالتباكي عليه و التعاطف مع من قتلوا و إستباحوا و ظلموا وشوهوا وعاثوا في أراضي الأمة العراقية فسادا و وشوهوا و دمروا المثل و القيم و الأخلاق .. و لماذا هذا التحايل و الالتفاف على القانون و الدستور .. و ما هذا الاستهتار و الاستهانة بدماء ضحايا البعث و بمشاعر ذويهم و عدم رد الحقوق لهم ...
إن التغاضي عن أزلام البعث و أركانه و أذنابه و إطلاق سراحهم و منحهم إمتيازات و مسؤوليات و مواقع في الدولة يشكل طعنا في العدالة و خللا في الموازين و نقطة لا بل بقعة سوداء في تأريخ كل الكيانات السياسية و عار على كل من ساهم و يساهم في تبسيط الأمور و يقف موقف المبرر و المدافع و المتساهل و المتعاطف و تحت أي عنوان كان .. فأي عهد جديد هذا و أي أخلاق و أي حقوق إنسان و أي ديمقراطية و أي دستور و أي قضاء يبيح لنفسه أن يكون نصيرا للظالم و القاتل والسفاك و مصاص الدماء ...
اليوم البعث مطلق سراحه و برئ .. و يد أجهزة الأمن تطال أحزابا عرفت بتأريخها النضالي و لا بل و تعتدي و تحجم بمحاولات بائسة أصوات أبناء الحركة الديمقراطية التقدمية .. و لا ادري أين أصوات أبناء المقابر الجماعية و أحواض التيزاب و نقرة السلمان و حلبجة و الأنفال و الأكراد .. متى سنرى ردة فعل قوية و موقف واضح و صريح و ثورة تقتلع هذا البعث .. و متى سيحاسب المتآمرون على وجودنا و أمننا و سلامتنا و حقنا ببناء دولة مدنية توفر لنا العيش الكريم .
أوجه ندائي للمالكي و حكومته و لكل من يضع قدما فيها و قدما أخرى في الإرهاب .. و لكل أعضاء مجلس النواب و القضاء و الأجهزة الأمنية و كل الكيانات السياسية من يسارها الى يمينها .. و لكل من يمثل العراق الجديد .. أن كفى ادعاءاتكم و خطاباتكم الرنانة و ضعوا حداً و انصروا الشعب العراقي و طبقوا شعار ( بعد متصير رجعتكم يا بعثية ) فعلا لا مجرد قول و مزايدات و مساومات من أجل مصالحكم الفئوية و الشخصية ...
كفى مواقف خجولة .. فحسابكم أمام الشعب العراقي سيطول .. و أن الأمة العراقية لن ترحم أحدا يتهاون بدماء العراقيين بعد اليوم ...
ختاما لن يكون البعث و الإرهاب و القاعدة .. و لا كل من يتاجر بدماء العراقيين ممن في السلطة .. جبلا أو مجدا .. و لا علما أو فخرا .. بل هم بمجملهم منحدرا و جهلا .. يطغى علينا .. تغطرسا .. و تجبرا .. و فشلا .. تشهده أمتنا .. إنهم البقعة السوداء في تأريخ الأمة العراقية و تأريخ الإنسانية .. و النقمة التي تلاحق شرفاء هذه الأمة و السيف على رقاب الأصلاء .. إنهم رمز الخساسة و الدناءة .. و وعاء الحثالات المشبوهة التي رفضها و يرفضها الدهر و أنكرها و ينكرها العامة .. إنهم سالبوا الحياة .. سارقوا روح الأمة .. أنهم دعاة العهر ... قتلة الشعب العراقي و الإنسانية ... تبا لكل متهاون و مساوم و لكل من ينهج نهج البعث - فكرا كان أم سلوكا - تحت عباءة جديدة و لباس جديد ... المجد لشهداء أمتنا العراقية .. و لأبناءها و دعاتها ...
30 نيسان/أبريل 2012 دينا الطائي
#دينا_الطائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عثرات عند الساعة الخامسة فجراً
-
طفولة مترنحة
-
يا غريب العواصف و الحروف ...
-
وجه الإله الخفي ...
-
بيان تأسيسي - تجمع دعاة الأمة العراقية
-
سيادة الأمة العراقية .. و إندماج الهوية العراقية
-
مبدأ تغليب الهوية الأم .. ( تغليب الهوية العراقية ) .. 1
-
إريدو !! .. و اللجنة المبادرة لمشروع الأمة العراقية ...
-
حطامي .. فراغك ...
-
دقت ساعة الحلم ...
-
وثيقة إريدو لإحياء الأمة العراقية
-
إعلان براءتي من صفحتي الشخصية المخترقة على الفيس بوك
-
الأمة العراقية وسيكولوجية الفرد العراقي .. بقلم دينا الطائي
-
كن هنا ...
-
أشرعة
-
تموز الأمة العراقية
-
بيان رقم ( 8 ) صادر عن اللجنة المبادرة لمشروع الأمة العراقية
-
سايكولوجيا الفساد في العراق
-
ردا على الحوار الدائر حول مقال الأستاذ سعدون جابر ( تنفيذ حك
...
-
حوار القلق في حضرة الحب
المزيد.....
-
تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد
...
-
وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي
...
-
-رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع
...
-
هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
-
البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن
...
-
بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
-
صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
-
عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط
...
-
8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|