أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - اتعظوا: سوريا حصدت ما زرعت














المزيد.....

اتعظوا: سوريا حصدت ما زرعت


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 5548 - 2017 / 6 / 11 - 08:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في كتابه الشهير "المستطرف في كل فن مستظرف"، يخصص الأبشيهي فصلا عن نوادر المتنبئين. فقد تنبأ أحدهم في زمن الخليفة المأمون فقال المأمون أريد منك بطيخا في هذه الساعة. قال أمهلني ثلاثة أيام. قال ما أريده إلا الساعة. قال ما أنصفتني يا أمير المؤمنين. إذا كان الله تعالى الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ما يخرجه إلا في ثلاثة أشهر فما تصبر أنت علي ثلاثة أيام؟ فضحك منه ووصله.

في عصرنا التي تتصارع فيها الأحداث المفجعة، يريد الكثير منا ان تتحقق أمانينا بغمضة عين حتى نخلص من مصائبنا. ولكننا نكتشف أن لا احد منا يمتلك الفانوس السحري. لا بل العكس. نبات على مصيبة ونصبح على مصيبة أكبر منها.

الأفكار التي نزرعها اليوم قد تأخذ ليس ثلاثة ايام، ولا ثلاثة أشهر، بل ثلاثة عقود خاصة عندما تتعلق الأمور بمواضيع عقائدية. فنحن معشر العرب والمسلمين تعرضنا إلى غسيل مخ أكثر من 14 قرناً الساعة بعد الساعة، من الروضة إلى الجامعة ومن الجامع إلى وسائل الإعلام المختلفة، حتى أصبحنا نرى الأسود أبيض والباطل حقيقة. فالتكرار يعلم الحمار. وإن كررت الكذب آلاف المرات، فإن الكذب يصير حقيقة. فلا يكفي ان تقول لأحد أن ما يعتقده باطل حتى يقتنع بما تقوله له. لا بد من التكرار ثم التكرار ثم التكرار.... دون ان ننسى ان هناك من يستمر في بذر الخرافات والأساطير. فنحن في سباق مع الزمن وأمام طوابير مجيشة من تجار الدين همهم الأوحد إبقاء الناس على ما هم عليه من غباء حتى يستمروا في سيطرتهم عليهم.

يسألني البعض لماذا تضيع وقتك في مجادلة المتدينين وتتصدى لعادات نخرت في عظامهم مثل عادة الختان التي يروح ضحيتها يوميا آلاف الأطفال. فجدالك معهم كمن ينفخ في قربة مقطوعة أو كمن يحرث البحر. اسكت يا رجل وارتاح.

وحقيقة الأمر أنا افرق بين الناس.
1) فهناك زمرة المتدينين تجار الدين.
2) وهناك الذين يتبعون زمرة المتدينين تجار الدين كالخرفان تتبع الراعي إلى المسلخ لا تعرف ما مصيرها إلا بعد دخولها المسلخ وإغلاق الباب عليها.
3) وهناك المترددون الذين عندهم لحسة عقل بدأوا يفوقون من سباتهم ويرون أن المسلخ في انتظارهم ولا يعرفون ان كان يمكنهم ان يهربوا أم لا.
4) وهناك أخيراً من هم مقتنعون برأيي ويتفقون معي.

لقد قطعت الأمل في إقناع زمرة المتدينين تجار الدين. وهناك من قد يرى ضرورة استعمال العصا معهم أو ادخالهم مصحات الأمراض العقلية أو خصيهم حتى لا يتكاثروا أو تصفيتهم جسدياً. ولكني لا أقبل بمثل هذه الوسائل واعتقد بأنه يكفي ان تنسف تجارتهم. وتجارتهم ترتكز على ركيزتين اساسيتين: الكتب المقدسة وعصمة الأنبياء. ومن هنا يأتي تشديدي على اعتبار الكتب المقدسة كتبا مكدسة بشرية فيها الغث والسمين، وعلى اعتبار الأنبياء مجرد بشر بعضهم مجرمو حرب. فإن استطعت نسف هاتين الركيزتين فسوف تنهار زمرة المتدينين تجار الدين من ذاتها وتهرب فئة قطعان الخرفان التي تتبعهم.

وفيما يخص الفئة الثالثة، فئة المترددين، فأحاول أن اقوي عندها روح النقد والعقلانية من خلال دراسات منها مبسطة ومنها معمقة حتى يجد كل أعضائها ما يناسبه. اريد اذن أن اسلح هذه الفئة بسلاح المعرفة حتى تتمكن من التخلص من اتباع رجال الدين تجار الدين والهروب من المسلخ.

وأخيرا هناك فئة المقتنعين برأيي والمتفقين معي. وهذه الفئة تحتاج إلى رص الصفوف والتشجيع وشحن العزيمة وتبادل المعلومات والتجارب.

لقد سيطر رجال الدين تجار الدين على الناس بزرع الخرافات في رؤوسهم لمدة قرون. والوسيلة الوحيدة لتخليص الناس من شرورهم هو نزع تلك الخرافات الواحدة بعد الأخرى واستبدالها بالمعرفة. وهذا عمل شاق وطويل، يتطلب سواعد كثيرة وصبر كبير. فمن ينتظر جني الثمر في ساعة ليس أهلاً لمثل هذا الصراع. فهدفنا يجب ان لا يكون النصر المباشر بل شرف المشاركة في صنع النصر. وعلينا هنا ان نركز على ثورة العقل وتغيير المناهج التعليمية والدينية وليس ثورة الشوارع التي أدت إلى طريق مسدود ومزيد من الدمار والمصائب. أطالب بتغيير محتوى الرؤوس وليس بتغيير الرؤساء.

وهنا تستوقفني مقابلة للرئيس بشار الأسد في 17 - 4 - 2013 يقول فيها متفاخراً: "في سورية بُني منذ عام 1970 حتى اليوم 18000 مسجد، و 220 مدرسة شرعية وثانوية شرعية وغيرها، وبُني العشرات من المعاهد لتأهيل الدعاة" (http://tishreen.news.sy/tishreen/public/read/285249). واليوم تحصد سورية ما زرعت مع آلاف القتلى والجرحى والمشردين، ناهيك عن الدمار. وما يقال عن سورية يمكن قوله عن مصر وغيرها من الدول العربية والإسلامية. وحتى في الغرب حيث يتزايد عدد المساجد يوما بعد يوم... ومعها عمليات الإرهاب وعدد الإرهابيين ... ونحن في انتظار حرب أهلية تحصد الأخضر واليابس. وهذا كله بفضل غباء السياسيين وتهادنهم مع رجال الدين.

إزرع الخرافات الدينية وابني الجوامع فسوف تحصد الخراب والدمار.
.
ادعموا حملة "الترشيح لنبي جديد"
https://goo.gl/X1GQUa
وحملة "انشاء جائزة نوبل للغباء"
https://goo.gl/lv4OqO
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية للقرآن بالتسلسل التاريخي: https://goo.gl/72ya61
كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزيزي الله – مواطن مجهول 10
- الحمار وصيام رمضان
- عزيزي الله – مواطن مجهول 9
- مقابلة من صحفي مصري
- علاج مرضى الإرهاب الإسلامي في الغرب
- عزيزي الله – مواطن مجهول 8
- عزيزي الله – مواطن مجهول 7
- عزيزي الله – مواطن مجهول 6
- عزيزي الله – مواطن مجهول 5
- عزيزي الله – مواطن مجهول 4
- عزيزي الله – مواطن مجهول 3
- من ماذا كان يعيش محمد؟
- عزيزي الله – مواطن مجهول 2
- الدور الهدام لسورة الفاتحة 15
- الدور الهدام لسورة الفاتحة 14
- عزيزي الله – مواطن مجهول 1
- الدور الهدام لسورة الفاتحة 13
- الدور الهدام لسورة الفاتحة 12
- الدور الهدام لسورة الفاتحة 11
- الدور الهدام لسورة الفاتحة 10


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - اتعظوا: سوريا حصدت ما زرعت