أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - حراك الريف ،الامتحان العسير















المزيد.....

حراك الريف ،الامتحان العسير


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 5540 - 2017 / 6 / 3 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حراك الريف ،الامتحان العسير


لقد تآلف المغاربة مع التظاهر من أجل قضاياهم الاجتماعية في الشارع العام منذ ما يقارب 3 عقود ، حيث دشن هذه العادة خريجو الجامعات المعطلون الذين وجدوا فيه هامشا لاحتواء مطالبهم مع حكومة التناوب في التسعينات .
ومن ثمت غدا مبنى البرلمان بالرباط بمثابة حائط المبكى الذي يستقبل أوجاع مختلف الفئات الاجتماعية و تظلماتهم ومطالبهم
وغدا شارع محمد الخامس بالرباط فضاء لامتصاص فائض التوتر المجتمعي الذي لا يجد مكانا له ضمن لائحة الأحزاب المغربية الطويلة والمناوشات المستمرة ما بين قوى الأمن و الفئات المحتجة المتأرجحة ما بين المرونة القصوى والمواجهات الحادة أحيانا حسب الشروط و السياقات .
ولم يقتصر الاحتجاج على المركز برمزيته السياسية والإدارية بل
عبر عن نفسه جهويا ايضا في الكثير من المحطات .
من هنا يمكن القول بأن الشعب المغربي راكم تجربة مهمة في الاحتجاج السلمي والمسؤول كما راكمت السلطة تجربة مهمة في تدبير الاحتجاجات باعتبارها حقا من حقوق الانسان تسلم به حينا وتصادره باشتراطات الترخيص المسبق عندما يمس أحد الخطوط التي تلامس مدارات غير مسموح بها .
وهكذا تمكن المغرب من اجتياز امتحان ما يسمى بالربيع العربي مع حركة 20 فبراير سنة 2011 بفضل نضج المغاربة وأيضا بفضل دهائه السياسي و مرونته وقابليته للحوار وللتفاوض عكس الأنظمة المشرقية .
وهاهي ذي النسخة الثانية من الاحتجاجات تنطلق من الريف المغربي إثر مقتل أحد تجار السمك مطحونا في حاوية أزبال منذ نصف سنة . وتحافظ على هدوئها وسلميتها وأيضا على إصرارها
على مطالب اجتماعية تنموية ذات بعد جهوي محظ ,
لكن ليس كل مرة تسلم الجرة إذ لم تفلح السلطات في احتواء هذا الغضب الصاخب في منطقة لها جروح تاريخية مع النظام المغربي وبحكومة هشة فاقدة للمصداقية و للانسجام بل للسند الشعبي الكافي وأيضا للخبرة في مجال التفاوض السياسي مع شباب يشعر "بالتهميش وبالحكرة " ويعي جيدا بأنها حكومة محكومة فاقدة لاستقلالية القرار لذلك رفع السقف وطالب الحوار مباشرة مع المؤسسة الملكية .
ذلك ان ذكاءها السياسي لم يسعفها إلا في تبني الأطروحة الأمنية المشروخة في كيل الاتهامات الجاهزة بالعمالة للخارج والسعي للانفصال و لزعزعة العقيدة الدينية الرسمية للبلاد ,,اي التشيع
قافزة على الاسباب الواقعية للحراك ,
وهكذا تم اختلاق اسباب تسمح لهم باغراق المنطقة باجهزة الامن والجيش لترهيب السكان والمحتجين

وباعتقال قادة الحراك بطريقة هوليودية لا تتناسب وحجم التهم المرتكبة طمعا في إنهاء الحراك بقسوة مخزنية تنتمي لعهود السبعينات مما جعل باقي المدن تنتفض تضامنا مع اهل الريف
وايضا حماية للحق في التظاهر وفي الاحتجاج رافعة بدورها شعارات تتطابق كثيرا مع شعارات منطقة الريف بالإضافة الى مطلب اطلاق سراح المعتقلين ,
وعجت صفحات الشبكات الاجتماعية بصور الزفزافي الذي غدا نجم المرحلة بامتياز .
وتمططت الاحتجاجات إلى مدن أخرى الرباط ،البيضاء ،طنجة ، تاونات ،أكدير ، مراكش ،خنيفرة , بزخم لم يكن متوقعا
،منها ما قمع بقوة وعنف سواء بالقوات العمومية أو بشبكة الموالين لاجهزة السلطة من منحرفين وشبكة الموالين للسلطة المستفيدين من ريع ما ,
وحيث أن الاعتقال لم يوقف حراك الريف حيث اوجد قائدة جديدة و أبدع أشكالا نضالية جديدة من بينها الإضراب العام ومقاطعة صلاة الجمعة التي كانت خطبة الامام فيها حول الفتنة هي السبب المباشر في اعتقال قائد الحراك ورفاقه ولازالت ليالي رمضان
تطوي صفحاتها بوقفات احتجاجية هنا وهناك ,,,,
وبهذا يكون الخوف المفرط من الفتنة وتداعياتها المحتملة هو العنصر الذي أفرز إجراءات اتت بعكس ما ينتظر منها : انتشار
نار الاحتجاجات في هشيم جغرافيا التهميش .
ذلك أن جحافل المقصيين من تنمية غير رشيدة صنفت المغرب في أسفل اللائحة برتبة 126 مطالبين بحقهم في الشغل و التطبيب والتعليم والبنيات التحتية تشكل بدون منازع ذلك الحطب الذي تلقف شرارة حراك الريف فتطايرت شظاياه عبر الخريطة المغربية بسرعة البرق أمام دهشة السلطات والحكومة و جوقة الأحزاب المتناسلة كالجراد فقط للسطو على نصيبها من كعكة
الوطن من خلال مهمة واحدة ألاو هي الانتخابات والسعي
للكراسي وامتيازاتها الريعية ,متجاهلة حاجيات المغرب العميق
وجحافله المهمشة لهذا الحد أو ذاك ,
وراح كل طرف يتملص من المسؤولية ليلصقها للآخر ككرة طائرة تتقاذفها رياح الأوهام في سوق سياسة يغيب منها الصدق والمصداقية وتحضر فيها ملحاحية المصالح الفئوية الضيقة
على حساب المصالح الكبرى لوطن قد لا يستحق هذا اللفظ المقدس فعلا اذا لم يكن قادرا على احتضان كل مواطنيه بالعناية والحب اللازمين من خلال نوعية الخدمات التي يقدمها وفق مباديء العدل والمساواة في توزيع الخيرات والخدمات والثروات
وفي ضمان الحرية والكرامة للجميع , مما يضمن ولاء لامشروطا نابعا من الاحساس بالانتماء وجوديا ووجدانيا ,
فالمواطنة بالتأكيد هي واجبات يقوم بها الشخص تجاه وطنه لكنها أيضا حقوق تعمق الشعور بالانتماء وتضمن الولاء اللامشروط والحصانة ضد كل أشكال الاختراق الأجنبي الذي تلوح به السلطات دائما وأبدا ,
الوطن ليس ملكا لأقلية تراكم الثروات والامتيازات ولاتخجل من ترفها الباذخ إزاء فقر مافتيء يتصاعد يوما عن يوم
الوطن ليس ملكا لمحترفي سياسة الريع الذين يرون في المناصب
مجرد امتيازات تضمن لهم الفيلات والأسفار اللامتناهية للخارج والأيبادات باهظة الثمن التي يمنحها البرلمان لنواب يلتهون بها ان حضروا لأن القاعدة أن يغيبوا ولايخجلون بتلقي أجور عن
فترات طويلة لم يقوموا فيها بأي دور تجاه الوطن ,
كل هذا من ميزانية بلد بلغت فيه المديونية 81 في المائة من الناتج الداخلي الخام وبات رهينة في أيدي الأبناك الدولية ,إلى اجل غير مسمى ,,,,,
ماهو دور الوزراء والبرلمانيين والأحزاب إذا لم يكونوا قادرين على ربط جسور التواصل مع المحتجين والمحتجات ؟؟؟
لا أحد يختار استعراض غضبه في الشارع العام إلا إذا لم يجد محاورا قادرا على استيعاب مطالبه وحاجياته ,
فهل تتوفق في ذلك مؤسسات الوساطة لتبرر وجودها في حماية
الوطن من الانزلاقات المحتملة نحو مهاوي الخراب ؟؟؟
المركب تتلاطمه امواج في بحر يتجاذبه المد والجزر ومسؤولية
حمايتنا جميعا تعود الى القائمين على شؤوننا باقل الخسارات الممكنة ,
فهل سيتوفقون ؟؟؟

عائشة التاج ,المغرب





#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكل رمضانه
- التحايل والاستدراج كتقنيات للماركوتينج
- أنشطة ثقافية بملامح جديدة .
- للمرأة العربية : اعتني بذاتك ,
- امنحني حضن عينيك
- عن رواية سرير الألم لزهرة عز ,
- ولادة متجددة
- الوحدة وتمظهراتها المتعددة
- حول تهمة الألحاد وتداعياتها
- حب الذات .
- سوداوية العالم صناعة إعلامية إيضا .
- سطوة الحنين
- كعبة الذكريات
- رغيف الحب
- أراود أمنيات أطلسية الشموخ
- أيها الزمن أمنحني حضن عينيك
- نبتة صبار أنا
- كرسي فاطمة المرنيسي و الحضوراالإنساني المتكامل .
- ينابيع الوجدان
- قراءة في رواية الكافرة لكاتبها العراقي : علي بدر.


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - حراك الريف ،الامتحان العسير