أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - خالد الفيشاوي - مالي والمنتدى الاجتماعي العالمي















المزيد.....

مالي والمنتدى الاجتماعي العالمي


خالد الفيشاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1445 - 2006 / 1 / 29 - 12:34
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


قبل أيام من بدء أعمال المنتدى الاجتماعي العالمي في العاصمة الفنزويلية " كاراكاس " في 23 يناير … عقد في " باماكو" عاصمة مالي ، المنتدى الاجتماعي العالمي في أفريقيا في الفترة من 19 إلى 23 يناير بمشاركة ما يقرب من سبعة آلاف يمثلون المنظمات والحركات الاجتماعية في البلدان الأفريقية ، خاصة في منطقة غرب أفريقيا ، المتحدثة بالفرنسية ، ومن البلدان الأوروبية المطلة على البحر المتوسط ، وبعض بلدان أمريكا اللاتينية ، ويكاد يكون التواجد الفرنسي أكبر حتى من المالي!! بينما كادت المشاركة الآسيوية تكون منعدمة ، وغابت المنظمات والحركات الاجتماعية العربية باستثناء المغرب العربي ، حيث تصدرت قضية الصحراء اهتمامات المنتدى ، ونشط وفد جبهة تحرير الصحراء (البوليساريو) وفي مواجهتهم نشط وفد كبير العدد من المغرب ، يمثل بالأساس اتحاد الشغل ( اتحاد النقابات المغربية )

أكبر فاعليات المنتدى وأكثرها تنظيما ، مسيرة الافتتاح ، انطلقت في 19 يناير من منتصف باماكو ، وسارت حوالي أربعة كيلو مترات حتى الإستاد الرياضي ، شارك فيها ما يقرب من ثلاثة آلاف ، و انتهت في الإستاد باحتفال حضره حوالي ثمانية آلاف .

مسيرة هتفت ضد " بوش " و " بلير " ، وضد الحرب والإرهاب الأمريكي، والفقر والجوع في أفريقيا ، وتصدرتها أعلام ( البوليساريو ) ، ولم يرفع فيها إلا علما فلسطينيا واحدا ، لأن الوجود الفلسطيني في المنتدى كان محدودا ، ولم تشارك أية وفود من العراق . . .

في الإستاد ، أعلنت الدكتورة " أمينة تراوري " وزيرة السياحة المالية السابقة ، وراعية نشاط المنظمات النسائية في مالي ، افتتحت أعمال المنتدى رسميا ، وسط أجواء احتفالية ، و الأغاني والرقصات الشعبية الأفريقية . كانت أبرز وأهم أنشطة المنتدى وأكثرها تنظيما . . .

توزعت الندوات وحلقات الحوار وورش العمل على إحدى عشرة منطقة موزعة في كل أنحاء باماكو ، يصعب الانتقال والتجول بينها ، خاصة وأن التغيرات في مواعيد وأماكن الندوات كانت كثيرة ومفاجئة ، كما كان المشاركون بالطبع لا يعرفون المدينة ، وبالتالي ، كانت النتيجة أن تذهب إلي أحد هذه المناطق ، وأن تتابع الندوات المنعقدة آنذاك ، دون الالتفات إلى البرنامج ، حتى لا يضيع الوقت في البحث ،لكن التجول في مالي مشقة ، والحياة اليومية عسيرة .. منذ أن تخرج أنفك من الطائرة ، تفاجئك رائحة كريهة ، تصاحبك حتى عودتك لبلادك . .
مالي شأنها شأن غالبية البلدان الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء ، الصرف الصحي فيها مكشوف ، حتى في بلدان غنية مثل نيجيريا ، ولعل هذا التعايش مع الصرف الصحي المكشوف ، والحياة في ( المجاري ) أفقدت الأفارقة التمييز بين القذارة والنظافة ، فحتى المطاعم والمأكولات ، كريهة الرائحة . . .

وأظن أن استبدال الصرف الصحي المكشوف ، بصرف مغطى ، قد ينقذ القارة من الكثير من الأوبئة التي تنتشر بها ، كالكوليرا والملاريا والحمى الصفراء والتيفود وغيرهم … لكن يبدو وأن مصالح شركات الدواء أهم وأبقى من صحة الشعوب .

رغم الفقر والتخلف والبؤس الاجتماعي واكتساح الصرف الصحي للشوارع..يتميز الماليون بالجمال الأفريقي ، وقوة الجسد ونحافته وامتلاء الأثداء والأرداف . . .

ورغم كثرة المتسولين ، ما أن يسقط منك شيئا على سبيل السهو ، حتي تمتد الأيادي لتنبهك وتعيده إليك … لا خوف إطلاقا من سرقة أو نشل .. حتى الأكشاك التي تملأ كل الشوارع ، وتمتلئ بأرخص البضائع الصينية، تترك البضائع فيها بعد المغرب شبه مكشوفة ، ولا تتعرض لسرقة . . . من اللحظة الأولى في مالي ، تستشعر الأمن ، رغم الرائحة والفزع من الأمراض .

كان المؤتمر موسما سياحيا ، ارتفعت فيه الأسعار على الغرباء . . .ولكن ما أن يعرف البائع أنك أفريقي ، حتى يتراجع ويبيع لك السلعة بربع السعر الذي يبيع به للأجانب غير الأفارقة ، بل وأحيانا بعشر السعر . . .

كان المبرر لهذا التعدد في أماكن عقد أنشطة المنتدى ، هو الإندماج من شعب مالي ، والتعرف على المجتمع المحلي ، لكن الوجود المحلي ، والشعب المالي الفقير ، لم يكن يرى في المنتدى إلا موسما سياحيا ، وفرصة نادرة لبيع منتجاتهم الشعبية بأسعار تتجاوز المعتاد …


باستثناء الندوات المنعقدة عن مشاكل الفلاحين الأفارقة ، والتي طرحت بكثافة واهتمام ، خاصة مع وجود الزعيم الفلاحي الفرنسي المشهور "جوزيه بوفيه " ، والتي شارك فيها المئات . . كان المشاركون في الندوات الأخرى لا يتجاوز العشرات ، و غالبيتها لم يتجاوز أعداد المشاركون فيها عشرة أفراد ، و كثيرا ما تم إلغاء بعضها لعدم توافر مشاركين ، خاصة في مناطق الحوار الموجودة على أطراف العاصمة باماكو .

احتلت قضية الهجرة اهتمام المشاركين الأفارقة . . . فأوروبا تضع المزيد من العوائق والعراقيل أمام المهاجرين ، وشرعت مؤخرا في تنفيذ مشروع لإقامة معسكرات لاحتجاز اللاجئين الأفارقة تقام هذه المعسكرات في بلدان شمال أفريقيا ، التي يتسلل الأفارقة منها إلى أوروبا ، وفي هذه المعسكرات يفحص مسئولو الاتحاد الأوروبي أوضاع وكفاءات الراغبين في الهجرة ، وتسمح لمن تحتاجه وتعيد الزائد عن حاجة العمالة لبلاده . . هذا في إطار قيود مشددة يفرضا الأوروبيون على المهاجرين الأفارقة . . .

ولاشك أن استخدام بلدان شمال أفريقيا كمصفاة للمهاجرين الأفارقة لأوروبا . . . سيثير المشاكل ، والعدوات بين دول شمال الصحراء وجنوبها…
ولعل مشكلة السودانيين الراغبين في الهجرة التي انفجرت في القاهرة ، أحد التجليات ولن تكون الأخيرة . . .

وفي هذا الإطار ، كانت ليبيا صاحبة أول اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي لإقامة معسكرات احتجاز اللاجئين .

هناك أيضا مشكلات أوضاع اللاجئين والمهاجرين الأفارقة في أوروبا ،و التوسع في ملاحقة المهاجرين غير القانونيين وأعادتهم لبلادهم … وتشغيل الأفارقة في أعمال حقيرة بأجور متواضعة .

هذا في الوقت الذي تفرض فيه المؤسسات الدولية والشركات عابرة الجنسيات على البلدان الفقيرة فتح أسواقها أمام السلع والبضائع وحركة رأس المال ، بينما تفرض القيود على حركة البشر والمهاجرين والراغبين في العمل . فالشعوب هي الوحيدة المحرومة من جني ثمار العولمة . ..

كانت اللغة عائقا كبير أمام مشاركة الكثيرين ، فاللغة السائدة في المنتدى هي الفرنسية ، ويندر من يتحدث أحد بغيرها . . .

وفي بعض الحوارات ، تجد أحيانا المتحدثين ، أحدهم يتحدث الفرنسية ، وأخر الأسبانية ، وثالث الإنجليزية ورابع البرتغالية ( ولم يعرف المنتدى العربية على الإطلاق ) ، ويقف كل متحدث ليدلي ببيانه بلغته ، التي لا يعرف غيرها عادة ، ومع عدم توفر ترجمة ، ينتفي شرط الحوار ، وتتحول غالبية المنصات ، إن لم تتحدث الفرنسية ، إلى منصات إعلان مواقف .

من ناحية أخرى ، كان الاتجاه العام في ندوات المنتدى ، هو الميل لعدم إثارة المشكلات أو القضايا الخلافية ، والحرص الدائم على التوحد ضد المشروعات الأمريكية في العالم . وضد سياسات منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وضد الحرب الأمريكية على العراق وأفغانستان ، والتوسع الأمريكي في مد القواعد العسكرية في آسيا وأفريقيا . . .

رغم غياب العراقيون عن المنتدى ، كانت العراق أكثر القضايا التي تستقطب المشاعر ، خاصة المقاومة العراقية وإعاقتها للمشروع الأمريكي وإنهاكها للقوة العسكرية الأمريكية .

قبيل افتتاح المنتدى بساعتين ، كان المنتدى الاجتماعي للبدائل برئاسة المفكر المصري " د . سمير أمين " ، وبالاشتراك مع مجلة بدائل ، برئاسة تحرير " د ليلي غانم " ، انهي اجتماعات استمرت يومين ، شارك فيها مايقرب من 500 من كل أنحاء العالم ، وأصدروا تقريرا بوجهات النظر السائدة في الحوارات . .

كانت هذه الاجتماعات أكثر الندوات تنظيما وجدوى في فاعليات المنتدى . . .

وفي اليوم السابق على ختام المنتدى ، عقدت ورشة عمل حول الشرق الأوسط ، نظمتها مجلة " بدائل " ، وشارك فيها أكثر من خمسين باحثا وناشطا من كل قارات العالم . . . تناولوا فيها كيفية مواجهة المشروع الأمريكي – الصهيوني للهيمنة على الشرق الأوسط ، وفرض إسرائيل لتكون أكبر دولة إقليمية في المنطقة .. .وأكدوا ضرورة دعم المقاومة العراقية والفلسطينية كرأس رمح لمواجهة هذا المشروع الجاري فرضه بالحرب والضغوط السياسية على شعوب وبلدان المنطقة . . .


وأثير في الحوار قضية المد الإسلامي في المنطقة ، ومدى خطره علي مستقبل التطور الديموقراطي المأمول والقوى التقدمية والديموقراطية في المنطقة . . .

وانتهي الاجتماع إلى ضرورة جذب المنظمات غير الحكومية والحركات الاجتماعية للعمل بفاعلية والاندماج في الحركة العالمية لمناهضة للعولمة ، واستمرار المشاورات لعقد اجتماع إقليمي تشارك فيه كل القوى الديموقراطية والإسلامية لم يتحدد موعده ومكانه بعد ، وان كانت بيروت هي المرشحة لعقده ، إن كان البعض يرى أهمية عقده في غزة .







بقي أن المنتدى الاجتماعي العالمي القادم ، سيعقد في كينيا في يناير 2007 ، ولا بد أن تسعى الحركات والمنظمات الاجتماعية في مصر وفي المنطقة العربية لتنظيم مشاركة جادة وأكثر فاعلية … وأن تنهي انعزالها عن الحركة العالمية المناهضة للعولمة … والتي تتجاوز بكثير أنشطة المنتدى الاجتماعي العالمي ، والذي لا يشكل سوى مهرجان تضامني داخل الحركة . . .

القاهرة
26/1/2006



#خالد_الفيشاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مالي : تختتم قمة حكومات أفريقيا – فرنسا وتستعد لاستقبال المن ...
- المظاهرات تحاصر اجتماعات منظمة التجارة العالمية في هونج كونج
- الانتخابات البرلمانية في مصر مفارقات انتخابات مجلس البلطجية
- أوروبا والفاشية في الشرق الأوسط
- الرهان المزدوج على الرضا الأمريكي
- بيان حركة تحرير الحيوان
- تقرير معهد واشنطن - ماذا بعد الانسحاب السوري من لبنان ؟
- ترشيح - وولفوتيز- رئيسا للبنك الدولي التحول الأمريكي من الحر ...
- ادارة بوش تقيم شبكة معتقلات في المنطقة العربية والإسلامية
- حتى الكوارث لم تعد طبيعية الطوفان الآسيوي .. حدث عارض.. أم ب ...
- مأزق الديموقراطية في المجتمعات العربية
- مبدأ بوش - حوار بين نعوم تشومسكي وجيريمي باكسمان
- حرب الطبقات
- كفى خمسون عاما
- المنتدى الإجتماعى العالمى2004 نداء الحركات الاجتماعية والمنظ ...
- التحول السياسي لواشنطن يهدد توأم بريتون وودز
- نحو بناء حركة كوكبية لمناهضة الامبراطورية
- التحديات التي تواجه الحركة المصرية لمناهضة العولمة والصراع ا ...


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - خالد الفيشاوي - مالي والمنتدى الاجتماعي العالمي