هل هو دفاعاً عن الرسول الكريم .. حقاً ..؟ أم ماذا ..؟

خليل صارم

الحوار المتمدن-العدد: 1445 - 2006 / 1 / 29 - 12:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

قبل أن يفهمنا ..هؤلاء المتشددون بشكل خاطىء ويقيموا الدنيا ولا يقعدوها .وهم اعتادوا أن يفهموا ويؤلوا وفق رغباتهم !!. ثم يبدأون باتهامنا بالإلحاد والكفر على عادتهم .. نقول أنه من حق أي انسان أن يدافع عن رموزه الدينية .. كتابه ونبيه وبالطبع إيمانه .. ولايحق لأحد في العالم الاساءة لهذه الرموز .بأي شكل من الاشكال ..تحت ذريعة حرية الرأي .. أو أية ذريعة أخرى ..؟ لأن حرية الرأي لاتبيح الاساءة لأي معتقد أو دين .. كذلك العلمانية والديمقراطية .. فهي تؤكد على احترام كافة المعتقدات والأديان .. وغير ذلك هو تشويه للحرية والديمقراطية والعلمانية .. والإساءة لايرد عليها بإساءة لأن معنى ذلك استمرار دوران طاحونة الردح والشتم وتفاقم الإساءات
هذه المقدمة أوردتها في معرض التعليق على ماجاء في إحدى النوافذ الالكترونية .التي تشق الثوب .. ويتعالى صراخها في خطاب مليء بالويل والثبور وعظائم الأمور .. محركة الغرائز البدائية .. زاعمة الدفاع عن رسول الله (ص) .ضد ماأوردته صحيفة ( يولاند الدانمركية ) من رسوم كاريكاتورية تسيء للرسول الأكرم .. وتشوه صورته ..* بداية نقول .. نحن مع إلزام الصحيفة المذكورة بالاعتذار عما أوردته .. وان تعلل الحكومة الدانمركية بحرية الرأي هو في غير مكانه الصحيح ..لأن ماحدث لاعلاقة له بحرية الرأي على الاطلاق .. وهو تصرف مناف حتى للقوانين الدانمركية نفسها ولكافة قوانين العالم .. فحرية الرأي لاتبيح الاساءة والتعدي على معتقدات الآخرين ولا على رموزهم الدينية المقدسة ..!!على مبدأ " تنتهي حريتك عند حدود حرية الآخرين " وبالتالي فان الحكومة الدانمركية وطالما أنها دافعت عن سلوكية الصحيفة .. تصبح هي المسؤولة وهي الملزمة بالاعتذار .. كما أنه من حق المسلمين مقاطعة منتجاتها .. ؟ وحتى كافة أشكال مقاطعة الدانمرك .. لكن التساؤلات التي تفرض نفسها هنا ومن خلال المقارنة هي التالي :..
- لماذا لم تثر ثائرة هؤلاء على الصهاينة .. عندما أقدموا وقبل عدة سنوات على تقديم عرض أزياء على صوت ترتيل القرآن الكريم في القدس ..؟
- لماذا لم تثر ثائرة هؤلاء ضد قطعان المستوطنين الصهاينة وبهذه الحدة عندما ألقوا برأس خنزير في أحد المساجد في الضفة الغربية وقد كتبوا عليه اسم الرسول الأكرم ..؟
- لم نلمس حدة هؤلاء بنفس المستوى عندما مزق الصهاينة نسخ القرآن الكريم وأساؤوا لها كتابة وقد عرض كل ذلك على شاشات التلفزة ..؟
خطاب النافذة الالكترونية إياها يسيء للنصارى كافة ويكفرهم .. والقرآن الكريم يقول ( ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ) 82 المائدة .
فهل نخالف النص .. لماذا تمسكت تلك النافذة بالآيات التي تضرب مثلاً على حالة محددة بحد ذاتها . آخذين ببعض الآيات وتاركين بعضها الآخر .!! . ثم كيف تأكدت تلك النافذة أن من نشر تلك الرسوم الكاريكاتيرية ليس صهيونياً تلمودياً متشدداً ..؟
أو على الأقل من أنصار المحافظين الجدد أو من جماعة شهود يهوه ..مثلاً وهؤلاء يكرهون كافة المعتقدات بما فيها اليهود التوراتيون .؟ وهنا نسأل هذه النافذة .. أنها بسلوكها هذا ألا تستعدي العالم على الإسلام وعلى الرسول ..؟ فمن هو الأكثر إساءة .. تلك الصحيفة الدانمركية ..أم تلك النافذة التي تزعم الدفاع عن الرسول الكريم .. ألم ينه الرسول الأكرم عن السب والشتم ..؟ ألم ينه القرآن الكريم عن التكفير .. ويؤكد على أن مقولة الكفر والإيمان هي أمر من اختصاص رب العالمين ..؟ إذاً لماذا تتحدث هذه النافذة عن " النصارى الحاقدين " على حد تعبيرها .. هل هم من يسعى لتسعير حرب طائفية بين المسلمين والنصارى ..؟ من هو المستفيد من هكذا حرب ..؟ أليس الصهاينة التلموديون الذين هم الأكثر حقداً على السيد المسيح !!.. خطابكم هذا هو غاية الغايات عند التلموديين الصهاينة ..فهل أنتم الأداة ..؟ قد يكون رسام الكاريكاتير .. صهيوني ..وأنتم بمنتهى الغباء قد استجبتم له ..الا إذا كنتم تخفون أمراً آخر وتلتقون مع ذلك الصهيوني التلمودي ..؟
لماذا لم تصدر عنكم بادرة احتجاج ضد تلك القوى التي تزعم المقاومة وتنشر صور وحشية عن حز رقاب الأسرى ..ألم ينه الرسول الأكرم عن ايذاء الأسير
فمن شوه صورة الاسلام وأظهره بهذا الشكل المتوحش ..أليسوا هم من يزعمون الاسلام ..؟
نحن نشك بذلك منذ زمن بعيد .. منذ لجمتم عن الاحتجاج على ممارسات الصهاينة الأكثر سوءاً بحق الرسول الأكرم والقرآن الكريم ..!!!؟ . من يثير الحقد الطائفي ؟ ..أليس أنتم .؟!!. لماذا لم تهاجموا الرسام فقط وهاجتم النصارى كافة .. ؟ أنتم بذلك تخالفون النص المقدس " ولاتزر وازرة وزر أخرى " وهاأنتم تحملون أمماً كاملة وزر ما ارتكبه شخص واحد ..في مخالفة صريحة للنص ..؟ فهل أنتم تخدمون الإسلام والنبي الأكرم حقاً ؟ .. أم أنها انفعالات صبيانية ..؟ أم أن وراء الأكمة ماورائها ..؟ تعالوا لنتفاهم منطقياً .. هلا راجعتم الموروث وماتضم الكتب الصفراء من مرويات وأحاديث مشبوهة ..ومحرفة .. هي في قسم منها تنال من هيبة وشخصية الرسول الأكرم وترسم عنه صورة مشتبهة ..؟ هذه الكتب التي أظهرت الرسول على أنه شخصية أقل من عادية .. مع أنه وفقاً لما هو منقول * فوق المخلوق ودون الخالق * هذه الكتب نالت منه بأسوأ مايكون .. فجعلته يحتاج لآخرين ليحكموا فيما شجر بينه وبين إحدى زوجاته .. وتظهره أنه مجرد انسان ضعيف يحتاج الى حماية من هو أقوى منه * وبالطبع لاأقصد الله عزوجل * ألم تشوه صورته عندما أظهرت أن من معجزاته أنه كان يؤتي نساؤه في ليلة واحدة * وهو معلم الطهارة وسيد السلوك الانساني النبيل * ولن أطيل في النقل عن المرويات لأنها تعج بكل مايجعل الإنسان العاقل يشعر بالحرج من مجرد التفكير بمعاني هذه المرويات .. * أنتم تقولون في معرض ندائكم .. أن كل من أساء للرسول الأكرم .. سيذل من قبل الله تعالى.. وسنداً للنص ..* إذا فهو ليس بحاجة لدفاعكم اذا كان الدفاع عنه لايتضمن سوى الردح والشتائم والتكفير ..؟ .. الرد أيها المؤمنون ..؟؟؟!! يكون بإظهار الايجابيات .. هناك الكثير من الكتابات التي تصف وترسم الرسول الأكرم بالكلمات .. فتظهره من أجمل البشر وأقواهم شخصية وأكثرهم أناقة والأول في اللطف ودماثة الخلق .. حتى أن الكلمة النابية اذا ماطرقت أسماعه كانت تجعله يتصبب عرقاً .. كان يحمي الغير ولم يكن بحاجة لحماية أحد على ظهر البسيطة ..؟
إذاً لو كانت الحقيقة هي الدفاع عن الرسول الأكرم ..لكان عليكم اذاً.. أن تعودوا الى هذه الكتب فتنقوها من كل مايثير الشك بشخصيته وبما روي على لسانه .. محرفاً ومكذوباً .. بمعنى أن تقدموه للعالم بصورته الحقيقية التي تأسر قلوب الناس .. وسلوكه الراقي .. وتحتذوا به .. عند ذلك فقط يحق لكم الرد .. ولكن باسلوبه الذي أوصى به وهو الترفع عن الشتم والردح . فقبل أن نعتب على الآخر يجب أن نعتب على أنفسنا وعلى موروثنا الذي بدأ بالإساءة للنبي الأكرم .. فإذا كابرتم وأنكرتم .. سنرد عليكم بكل كلمة وأين موقعها ..وفي أي مرجع هي ..
الإسلام أيها السادة المؤمنون .. لم يظهر راكباً موجة الشتم والسب .. ولم يظهر بالعنف وسفك دماء الأبرياء .. وكل معاركه على عهد الرسول كانت معارك دفاعية فقط . كما أنه أوصى بالمرأة والشيخ والطفل والأسير والشجر والحيوان خيراً .. الإسلام أيها السادة لم يظهر بالصراخ والعويل وشق الثياب .. بل ظهر بالكلمة الحسنة .. والمحبة واللطف .. والتسامح حتى مع الأعداء .. فهل ماتقولونه هو دفاعاً عن الإسلام حقاً ؟.. أم أنه استجداء لمزيد من الإساءة .. ألم يصف القرآن الكريم السيد المسيح بأنه * كلمته ألقاها الى مريم وروح منه *171 النساء .
• وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس * 253 البقرة
• إذ أيدناك بروح القدس تكلم الناس في المهد * 110 المائدة .
وهؤلاء الذين تحرضون عليهم وتصفونهم بالكفار النصارى ..أليسوا أتباع المسيح ..عيسى بن مريم . عليه السلام .. ؟ عجيب أمركم .. تأخذون ببعض الكتاب وتتركون بقيته ..؟ وكأن الخيار لكم وأنتم ورثته الوحيدون ..لم نعد نفهمكم .. أهو دين ..أم سياسة ..؟ أم دين مسيس.. لتحقيق غايات وأهداف مشبوهة ومشتبهة وهذا هو الأرجح .. لو كنتم حقاً تهدفون الى الدفاع عن الرسول .. لخاطبتم العقول وليس الغرائز .. ولم نرى فيما تقولونه إلا خطاب متوحش للغرائز .. يثير المزيد من الأحقاد ..والكراهية بين البشر .. ألم يسامح الرسول الكريم من آذوه وشتموه .. وقد كسبهم بتسامحه هذا .. مالكم كيف تحكمون ..؟ الرسول ليس لكم وليس ملككم أيها السادة .. هو رسول رب العالمين .. اذاً فهو رسول للعالمين ..
صححوا معلوماتكم .. وموروثكم الموضوع والمختلق في غالبيته فالقرآن الكريم وأقوال الرسول الموافقة له .. هي الأصح مما قاله فلان ..ورواه فلان .. اعرضوا مايقال ومايروى عن لسان الرسول على القرآن الكريم فما تطابق يؤخذ به ومااختلف يضرب به عرض الحائط ..
أليست هذه رخصة من الرسول الأكرم .. اذاً فلماذا لاتستعملون العقول .. وتتفكرون .
عفواً .. لاأعتقد أن ماتقولونه ..هو دفاعاً عن الرسول الكريم ..؟ ؟؟؟ .

#خليل_صارم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات