أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الشاوي مازن - رَمَضانُ والشَّريعة الإسلاميَّة والكِتَابُ المُقدَّسُ ج1















المزيد.....

رَمَضانُ والشَّريعة الإسلاميَّة والكِتَابُ المُقدَّسُ ج1


الشاوي مازن

الحوار المتمدن-العدد: 5520 - 2017 / 5 / 14 - 14:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



سفر يشوع بن سيراخ إصحاح 15

1 الَّذِي يَتَّقِي الرَّبَّ يَعْمَلُ ذلِكَ، وَالَّذِي يَتَمَسَّكُ بِالشَّرِيعَةِ يَنَالُ الْحِكْمَةَ.
2 تُبَادِرُ إِلَيْهِ كَأُمٍّ، وَتَتَّخِذُهُ كَامْرَأَةٍ بِكْرٍ.
3 تُطْعِمُهُ خُبْزَ الْعَقْلِ، وَتَسْقِيهِ مَاءَ الْحِكْمَةِ، فِيهَا يَتَرَسَّخُ فَلاَ يَتَزَعْزَعُ،
4 وَعَلَيْهَا يَعْتَمِدُ فَلاَ يُخْزَى، فَتَرْفَعُ مَقَامَهُ عِنْدَ أَصْحَابِهِ،
5 وَتَفْتَحُ فَاهُ فِي الْجَمَاعَةِ، وَتَمْلأُهُ مِنْ رُوحِ الْحِكْمَةِ وَالْعَقْلِ، وَتُلْبِسُهُ حُلَّةَ الْمَجْدِ.
6 فَيَرِثُ السُّرُورَ وَإِكْلِيلَ الاِبْتِهَاجِ وَاسْماً أَبَدِيًّا.
7 الْجُهَّالُ مِنَ النَّاسِ لاَ يُدْرِكُونَهَا، أَمَّا الْعُقَلاَءُ فَيُبَادِرُونَ إِلَيْهَا، وَالْخَطَأَةُ لاَ يَرَوْنَهَا، لأَنَّهَا بَعِيدَةٌ عَنِ الْكِبْرِيَاءِ وَالْمَكْرِ.
8 الْكَذَّابُونَ مِنَ النَّاسِ لاَ يَذْكُرُونَهَا، أَمَّا الصَّادِقُونَ فَيُوجَدُونَ فِيهَا وَيُفْلِحُونَ، إِلَى أَنْ يُشَاهِدُوا اللهَ.
9 لاَ يَجْمُلُ الْحَمْدُ فِي فَمِ الْخَاطِئِ،
10 لأَنَّ الْخَاطِئَ لَمْ يُرْسِلْهُ الرَّبُّ. إِنَّمَا يَنْطِقُ بِالْحَمْدِ ذُو الْحِكْمَةِ، وَالرَّبُّ يُنْجِحُهُ.
11 لاَ تَقُلْ: «إِنَّمَا ابْتِعَادِي عَنْهَا مِنَ الرَّبِّ»، بَلِ امْتَنِعْ عَنْ عَمَلِ مَا يُبْغِضُهُ.
12 لاَ تَقُلْ: «هُوَ أَضَلَّنِي»، فَإِنَّهُ لاَ حَاجَةَ لَهُ فِي الرَّجُلِ الْخَاطِئِ.
13 كُلُّ رِجْسٍ مُبْغَضٌ عِنْدَ الرَّبِّ، وَلَيْسَ بِمَحْبُوبٍ عِنْدَ الَّذِينَ يَتَّقُونَهُ.
14 هُوَ صَنَعَ الإِنْسَانَ فِي الْبَدْءِ، وَتَرَكَهُ فِي يَدِ اخْتِيَارِهِ،
15 وَأَضَافَ إِلَى ذلِكَ وَصَايَاهُ وَأَوَامِرَهُ.
16 فَإِنْ شِئْتَ، حَفِظْتَ الْوَصَايَا وَوَفَّيْتَ مَرْضَاتَهُ.
17 وَعَرَضَ لَكَ النَّارَ وَالْمَاءَ؛ فَتَمُدُّ يَدَكَ إِلَى مَا شِئْتَ.
18 الْحَيَاةُ وَالْمَوْتُ أَمَامَ الإِنْسَانِ؛ فَمَا أَعْجَبَهُ يُعْطَى لَهُ.
19 إِنَّ حِكْمَةَ الرَّبِّ عَظِيمَةٌ. هُوَ شَدِيدُ الْقُدْرَةِ، وَيَرَى كُلَّ شَيْءٍ،
20 وَعَيْنَاهُ إِلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَهُ، وَيَعْلَمُ كُلَّ أَعْمَالِ الإِنْسَانِ.
21 لَمْ يُوصِ أَحَداً أَنْ يُنَافِقَ، وَلاَ أَذِنَ لأَحَدٍ أَنْ يَخْطَأَ،
22 لأَنَّهُ لاَ يُحِبُّ كَثْرَةَ الْبَنِينَ الْكَفَرَةِ الَّذِينَ لاَ خَيْرَ فِيهِمْ.

سفر يشوع بن سيراخ إصحاح 16

1 لاَ تَشْتَهِ كَثْرَةَ أَوْلاَدٍ لاَ خَيْرَ فِيهِمْ، وَلاَ تَفْرَحْ بِالْبَنِينَ الْمُنَافِقِينَ، وَلاَ تُسَرَّ بِكَثْرَتِهِمْ، إِذَا لَمْ تَكُنْ فِيهِمْ مَخَافَةُ الرَّبِّ.
2 لاَ تَثِقْ بِحَيَاتِهِمْ، وَتَلْتَفِتْ إِلَى مَكَانِهِمْ.
3 وَلَدٌ وَاحِدٌ يَتَّقِي الرَّبَّ، خَيْرٌ مِنَ أَلْفٍ مُنَافِقِينَ.
4 وَالْمَوْتُ بِلاَ وَلَدٍ، خَيْرٌ مِنَ الأَوْلاَدِ الْمُنَافِقِينَ.
5 لأَنَّهُ بِعَاقِلٍ وَاحِدٍ تُعْمَرُ الْمَدِينَةُ، وَقَبِيلَةٌ مِنَ الأُثَمَاءِ تُخْرَبُ.
6 كَثِيرٌ مِنْ أَمْثَالِ هذِهِ رَأَيْتُهُ بِعَيْنَيَّ، وَأَعْظَمُ مِنْهَا سَمِعَتْ بِهِ أُذُنِي.
7 فِي مَجْمَعِ الْخَطَأَةِ تَتَّقِدُ النَّارُ، وَفِي الأُمَّةِ الْكَافِرَةِ يَضْطَرِمُ الْغَضَبُ.
8 لَمْ يَعْفُ عَنِ الْجَبَابِرَةِ الأَوَّلِينَ الَّذِينَ تَمَرَّدُوا بِقُوَّتِهِمْ،
9 وَلَمْ يُشْفِقْ عَلَى جِيلِ لُوطٍ، الَّذِينَ مَقَتَهُمْ لِكِبْرِيَائِهِمْ،
10 وَلَمْ يَرْحَمْ أُمَّةَ الْهَلاَكِ الْمُتَعَظِّمِينَ بِخَطَايَاهُمْ.
11 وَكَذلِكَ السِّتُّ مِئَةَ أَلْفٍ مِنَ الرَّجَّالَةِ، الَّذِينَ تَعَصَّبُوا بِقَسَاوَةِ قُلُوبِهِمْ، بَلْ لَوْ وُجِدَ وَاحِدٌ قَاسِي الرَّقَبَةِ، لَكَانَ مِنَ الْعَجَبِ أَنْ يُصْفَحَ عَنْهُ.
12 لأَنَّ الرَّحْمَةَ وَالْغَضَبَ مِنْ عِنْدِهِ. هُوَ رَبُّ الْعَفْوِ، وَسَاكِبُ الْغَضَبِ.
13 كَمَا أَنَّهُ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ، هكَذَا هُوَ شَدِيدُ الْعِقَابِ؛ فَيَقْضِي عَلَى الرَّجُلِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.
14 لاَ يُفْلِتُ الْخَاطِئُ بِغَنَائِمِهِ، وَلاَ يُضَيِّعُ الرَّبُّ صَبْرَ الْتَّقِيِّ.
15 لِكُلِّ رَحْمَةٍ يَجْعَلُ مَوْضِعاً، وَكُلُّ وَاحِدٍ يَلْقَى مَا تَسْتَحِقُّ أَعْمَالُهُ.
16 لاَ تَقُلْ: «سَأَتَوَارَى عَنِ الرَّبِّ، أَلَعَلَّ أَحَداً مِنَ الْعُلَى يَذْكُرُنِي؟
17 إِنِّي فِي شَعْبٍ كَثِيرٍ لاَ أُذْكَرُ، فَمَاذَا تُعْتَبَرُ نَفْسِي فِي خَلْقٍ لاَ يُقَدَّرُ؟»
18 هَا إِنَّ السَّمَاءَ وَسَمَاءَ سَمَاءِ اللهِ وَالْغَمْرَ وَالأَرْضَ تَتَزَعْزَعُ عِنْدَ افْتِقَادِهِ.
19 وَالْجِبَالَ وَأُسُسَ الأَرْضِ تَرْتَعِدُ رُعْباً عِنْدَمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا.
20 وَفِي ذلِكَ لاَ يَتَأَمَّلُ الْقَلْبُ،
21 وَلَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ طُرُقَهُ. رُبَّ زَوْبَعَةٍ لاَ يُبْصِرُهَا الإِنْسَانُ؛
22 فَإِنَّ أَكْثَرَ أَعْمَالِ الرَّبِّ فِي الْخَفَاءِ. أَعْمَالُ الْعَدْلِ مَنْ يُخْبِرُ بِهَا أَوْ مَنْ يَحْتَمِلُهَا. إِنَّ الْعَهْدَ بَعِيدٌ، وَالْفَحْصَ عَنِ الْجَمِيعِ يَكُونُ عِنْدَ الاِنْقِضَاءِ.
23 الْمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ يَتَأَمَّلُ فِي ذلِكَ، أَمَّا الرَّجُلُ الْجَاهِلُ الضَّالُّ فَيَتَأَمَّلُ فِي الْحَمَاقَاتِ.
24 اِسْمَعْ لِي يَا بُنَيَّ، وَتَعَلَّمِ الْعِلْمَ، وَوَجِّهْ قَلْبَكَ إِلَى كَلاَمِي.
25 إِنِّي أُعَبِّرُ عَنِ التَّأْدِيبِ بِوَزْنٍ، وَأُبْدِي الْعِلْمَ بِتَدْقِيقٍ.
26 جَمِيعُ أَعْمَالِ الرَّبِّ مِنَ الْبَدْءِ قَدَّرَهَا بِحِكْمَةٍ، وَمُنْذُ إِنْشَائِهَا مَيَّزَ أَجْزَاءَهَا.
27 زَيَّنَ أَعْمَالَهُ إِلَى الدَّهْرِ، وَمَبَادِئَهَا إِلَى أَحْقَابِهَا، فَلَمْ تَجُعْ وَلَمْ تَتْعَبْ وَلَمْ تَزَلْ تعْمَلُ،
28 وَلَمْ يُضَايِقْ بَعْضُهَا بَعْضاً،
29 وَهِيَ لاَ تُعَاصِي كَلِمَتَهُ مَدَى الدَّهْرِ.
30 وَبَعْدَ ذلِكَ نَظَرَ الرَّبُّ إِلَى الأَرْضِ وَمَلأَهَا مِنْ خَيْرَاتِهِ.
31 وَنُفُوسُ ذَوِي الْحَيَاةِ تُغَطِّي وَجْهَهَا وَإِلَيْهَا تَعُودُ.


تفسير أصحاح 15 من سفر سيراخ للقس أنطونيوس فكري
(1-10): "1 الذي يتقي الرب يعمل ذلك والذي يتمسك بالشريعة ينال الحكمة. 2 تبادر إليه كأم وتتخذه كامرأة بكر. 3 تطعمه خبز العقل وتسقيه ماء الحكمة فيها يترسخ فلا يتزعزع. 4 وعليها يعتمد فلا يخزى فترفع مقامه عند أصحابه. 5 وتفتح فاه في الجماعة وتملاه من روح الحكمة والعقل وتلبسه حلة المجد. 6 فيرث السرور وإكليل الابتهاج واسما أبديا. 7 الجهال من الناس لا يدركونها أما العقلاء فيبادرون إليها والخطاة لا يرونها لأنها بعيدة عن الكبرياء والمكر. 8الكذابون من الناس لا يذكرونها أما الصادقون فيوجدون فيها ويفلحون إلى أن يشاهدوا الله. 9لا يجمل الحمد في فم الخاطئ. 10 لأن الخاطئ لم يرسله الرب إنما ينطق بالحمد ذو الحكمة والرب ينجحه."

سبق ودعا في الآيات الأخيرة من الإصحاح السابق أن يلتصق الإنسان بالحكمة. وهنا يقول إن الذي يتقي الرب يعمل ذلك. والطريق لذلك هو الشريعة= الذي يتمسك بالشريعة ينال الحكمة فتكون له الحكمة كأم ترعاه وكزوجة تطعمه، وهي ترفع مقامه. ويكون كلامه مسموعاً= تفتح فاه في الجماعة فيرث إسماً أبدياً= تظل ذكرى حكمته لأجيال كما حدث لسليمان، والأهم أنه يرث حياة أبدية. الجهال من الناس= هم من يسعون وراء شهواتهم ظناً أنها تشبع إحتياجاتهم. ومن يسعى وراء شهواته تعمى عينيه عن طريق الحكمة فقد فقد نقاوة قلبه. وأيضا ما يبعد الإنسان عن الحكمة.. الكبرياء والمكر. فالله يسكن عند المنسحقين (إش15:57). أما المكار والخاطئ والكذابون من الناس لا يذكرونها فهم لو تذكروها لن يكذبوا، فهم يسكتون ضميرهم ليكذبوا كما يريدون، وهم ضد وصايا الله، فلا يسكن الله عندهم (يو23:14) ولأنه لا شركة للنور مع الظلمة (2كو14:6). والحكمة تأتي من سكنى الروح القدس، روح الحكمة فينا (1كو16:3 + إش2:11) فمن يسلك في الخطية، يطفئ الروح فيفقد الحكمة. الصادقون ... يشاهدوا الله = هؤلاء يسلكون بالحكمة، فيتنقى قلبهم فيعاينوا الله (مت5: 8).

لا يجمل الحمد في فم الخاطئ= شيء غريب أن يشكر الخاطئ الله معتقدًا أن الله راضيًا عليه. لأن الخاطئ لم يُرسله الرب= الرب لم يُرسل هذا الخاطئ للناس يبشرهم بمحبة الله وأن الله صانع خيرات. إنما ينطق بالحمد ذو الحكمة= ومثل هذا الحكيم، فهو يفهم أن كل الأمور تعمل معًا للخير للذين يحبون الله (رو28:8)، فهو يشكر الله حتى في التجارب، مثل المرض مثلًا، أما الخاطئ فلأنه لا يفهم فهو يشكر الله على الخيرات الزمنية معتبرًا أنها علامة رضى الله عليه ، أفهل يكافئه الله على خطاياه؟! أما الحكيم فهو يشكر الله على الخيرات الزمنية وعلى التجارب. والرب ينجحه= الرب ينجحه في حياته وفي شهادته له بالرغم من أن هناك تجارب.

(11-22): "11 لا تقل إنما ابتعادي عنها من الرب بل امتنع عن عمل ما يبغضه. 12 لا تقل هو أضلني فانه لا حاجة له في الرجل الخاطئ. 13 كل رجس مبغض عند الرب وليس بمحبوب عند الذين يتقونه. 14 هو صنع الإنسان في البدء وتركه في يد اختياره. 15 وأضاف إلى ذلك وصاياه وأوامره. 16 فان شئت حفظت الوصايا ووفيت مرضاته. 17 وعرض لك النار والماء فتمد يدك إلى ما شئت. 18 الحياة والموت أمام الإنسان فما أعجبه يعطى له. 19 أن حكمة الرب عظيمة هو شديد القدرة ويرى كل شيء. 20 وعيناه إلى الذين يتقونه ويعلم كل أعمال الإنسان. 21 لم يوص أحدا أن ينافق ولا أذن لأحد أن يخطئ. 22 لأنه لا يحب كثرة البنين الكفرة الذين لا خير فيهم."

للأسف هناك خاطئ، عوضًا عن أن يتوب تاركًا طريق الشر تجده يتهم الله أنه هو السبب في خطيته= ابتعادي عنها من الرب= الرب أبعدني عن طريق الوصية والشريعة. وهنا الحكيم يوبخ هذا الخاطئ قائلًا.. لا بل القرار في يديك.. إذًا امتنع عن عمل ما يبغضه فالله لا يضل أحد فهو لا يحتاج للرجل الخاطئ. وهذا ما قاله يعقوب (13:1-15). فالله يكره الشر= رجس. والذين يتقونه هم أيضًا يكرهونه. هو صنع الإنسان حرًا في البدء وتركه في يد اختياره= أي ترك له الحرية. وأعطاه وصايا وأوامر لتقوده في طريق الفرح والحياة الأبدية، على أن تكون طاعة هذه الوصايا اختيارية. ووضع الله أمام الإنسان نهاية كل طريق، طريق طاعة الوصية هو الحياة وطريق مخالفة الوصية هو الموت. وهذا ما أسماه هنا النار والماء= أي أنت حر في أن تمد يدك إلى ما شئت إن مددتها للنار تحرقك وإن مددتها للماء تحيا. ولاحظ أن عينا الرب تراقبان كل شيء ويعرف اختيارك. هو فاحص القلوب والكلى (رؤ23:2).

تفاسير أسفار الكتاب المقدس لكل الأصحاحات
تفاسير سيراخ 17
تفسير الأصحاح السابع عشر من سفر يشوع ابن سيراخ لأبونا القس أنطونيوس فكري
الآيات (1-5): "1لا تشته كثرة أولاد لا خير فيهم ولا تفرح بالبنين المنافقين ولا تسر بكثرتهم إذا لم تكن فيهم مخافة الرب. 2 لا تثق بحياتهم ولا تلتفت إلى مكانهم. 3 ولد واحد يتقي الرب خير من ألف منافقين. 4 والموت بلا ولد خير من الأولاد المنافقين. 5 لأنه بعاقل واحد تعمر المدينة وقبيلة من الأثماء تخرب."

هي رسالة لكل أب ولكل أم ليربوا أولادهم حسنًا في مخافة الرب، فالعبرة ليست بكثرة البنين لكن بنوعية هؤلاء البنين. فأولاد عالي الكاهن بفسادهم هلكوا وأهلكوا أباهم عالي. والمرأة تخلص بولادة البنين لو ربتهم حسنًا (1تي15:2). وبينما ظن أهل العهد القديم أن الخير في كثرة البنين وأن العاقر هي عار، يصلح الحكيم هذا المفهوم ويقول، بل العار هو النسل غير الصالح. لا تثق بحياتهم ولا تلتفت إلى مكانهم= في ترجمة أخرى أوضح "حتى إن كثر عددهم فلا تفرح ولا تعتمد على حياتهم ولا على كثرة عددهم".

(6-11): "6 كثير من أمثال هذه رايته بعيني واعظم منها سمعت به أذني. 7 في مجمع الخطاة تتقد النار وفي الأمة الكافرة يضطرم الغضب. 8 لم يعف عن الجبابرة الأولين الذين تمردوا بقوتهم. 9 ولم يشفق على جيل لوط الذين مقتهم لكبريائهم. 10 ولم يرحم أمة الهلاك المتعظمين بخطاياهم. 11وكذلك الست مئة ألف من الرجالة الذين تعصبوا بقساوة قلوبهم بل لو وجد واحد قاسي الرقبة لكان من العجب أن يصفح عنه."

من الحكمة أن نرى الأحداث السابقة ونحللها ونتوصل إلى نتائج نستفيد منها. وهذا ما فعله الحكيم= كثير من أمثال هذه رأيته بعينيّ= إذًا هو رأي وحلَّلَ ما رآه. في مجمع الخطاة تتقد النار (أهل قورح). لم يعف عن الجبابرة الأولين (هلكوا في الطوفان تك1:6-7). أمة الهلاك= هم أهل كنعان الذين أمر الرب شعبه بإبادتهم لخطاياهم. وليس معنى هذا أن الرب يحب إسرائيل ويكره كنعان، لا بل يكره الخطية، فعندما أخطأ شعب إسرائيل الذين خرجوا من مصر، أهلكهم الله في سيناء= الست مئة ألف من الرجالة. بل لو وُجِدَ واحدٌ قاسي الرقبة لكان من العجب أن يصفح عنه= سواء من الأمم أو اليهود.

(12-23): "12لأن الرحمة والغضب من عنده هو رب العفو وساكب الغضب. 13 كما أنه كثير الرحمة هكذا هو شديد العقاب فيقضي على الرجل بحسب أعماله. 14 لا يفلت الخاطئ بغنائمه ولا يضيع الرب صبر التقي. 15 لكل رحمة يجعل موضعا وكل واحد يلقى ما تستحق أعماله. 16 لا تقل سأتواري عن الرب العل أحدا من العلى يذكرني. 17 أنى في شعب كثير لا اذكر فماذا تعتبر نفسي في خلق لا يقدر. 18 ها أن السماء وسماء سماء الله والغمر والأرض تتزعزع عند افتقاده. 19 والجبال وأسس الأرض ترتعد رعبا عندما ينظر إليها. 20 وفي ذلك لا يتأمل القلب. 21 وليس من يفهم طرقه رب زوبعة لا يبصرها الإنسان. 22 فان أكثر أعمال الرب في الخفاء أعمال العدل من يخبر بها أو من يحتملها أن العهد بعيد والفحص عن الجميع يكون عند الانقضاء. 23 المتواضع القلب يتأمل في ذلك أما الرجل الجاهل الضال فيتأمل في الحماقات."

حقًا الله رحيم ولكن هو قدوس لا يطيق الخطية، وهو نار آكلة (عب29:12) يحرق الخطاة بغضبه= الرحمة والغضب من عنده. والعجيب أن عدله ورحمته ظهرا على الصليب. وهو يجازي كل واحد بعدل بحسب ما تستحق أعماله. ولا تتصور أنك ستتوارى عن الرب. فلا يرى خطيتك كما فعل آدم، أو ينساها كما حدث مع داود أو أنك واحد صغير وسط ملايين من البشر فلا ينتبه إليك. ولاحظ أن غضبه يزعزع السماء والأرض. وفي ذلك لا يتأمل القلب= ألا تتأمل في ذلك يا إنسان، ألا يخيفك غضب الله. رُبَّ زوبعة لا يبصرها الإنسان= نحن لا نرى الهواء في الزوبعة ولكننا نرى تدميره. هكذا نحن لا نرى وجه الرب الغاضب ولكننا نرى أثار غضبه = فإن اكثر أعمال الرب في الخفاء لا يدركها الإنسان السطحي الذي يعيش في عمق الروحيات. أعمال العدل من يخبربها= إلاّ من يفهم الروحيات. أو من يحتملها= لا يحتمل التجارب إلاّ من يحيا في العمق، كالنبات إن كان له عمق فيستمد من المياه الجوفية ما يجعله يحتمل حرارة الشمس ، والذي له عمق روحي يجعله الروح القدس يحتمل التجارب، أعمال عدل الله. أما الخطاة فيقولون العهد بعيد أي أيام الدينونة مازالت بعيدة، دعونا نحيا ونتمتع بالعالم (2بط3:3، 4). لكن المتواضع القلب هو الذي يتأمل في الله، إذ هو يسكن عنده فيراه (إِش15:57). أما الجاهل الضال الساعي وراء شهواته فيتأمل في الحماقات= الخطايا.

(24-31): "24 اسمع لي يا بني وتعلم العلم ووجه قلبك إلى كلامي. 25 أنى اعبر عن التأديب بوزن وابدي العلم بتدقيق. 26 جميع أعمال الرب من البدء قدرها بحكمة ومنذ إنشائها ميز أجزاءها. 27زين أعماله إلى الدهر ومبادئها إلى أحقابها فلم تجع ولم تتعب ولم تزل تعمل. 28 ولم يضايق بعضها بعضا. 29 وهي لا تعاصي كلمته مدى الدهر. 30 وبعد ذلك نظر الرب إلى الأرض وملاها من خيراته. 31 ونفوس ذوي الحياة تغطي وجهها واليها تعود."

في (24) الحكيم يتكلم. وفي (25) يقول عن كلام حكمته أنه بوزن (وفي الكلام العامي نقول فلان كلامه موزون أي بعقل) وهو يدقق في كل ما يقوله. وفي (26) يقول أن الله خلق الخليقة بحكمة، وكل جزء مميز عن الآخر. من البدء= منذ قرر الله بدء عملية الخلقة. وكانت كل خلقة الله جميلة= زَيَّن أعماله إلى الدهر = أي "إلى الأبد" في ترجمة أخرى، فالأرض بنباتاتها وجبالها وأنهارها.. كلها جمال والإنسان على صورة الله مخلوق. ومبادئها إلى أحقابها = "إلى أجيالها البعيدة" في ترجمة أخرى فلم تجع = الإنسان لم يجع ولم يحتاج شيء فالله خلق له كل شيء، وهكذا الحيوانات طعامها موجود. بل كل الخليقة الجمادية والمجرات والكواكب لا ينقصها شيء لتقوم بعملها. ولم تتعب = لم تكل عن الدوران، بل هي مستمرة في عملها= ولم تزل تعمل. ولم يضايق بعضها بعضًا= لم تتصادم النجوم مع بعضها ولا الأرض مع الشمس. وهي لا تعاصى كلمته مدى الدهر= ولكن الإنسان الذي ملأ له الرب الأرض من خيراته هو الذي يعصاه. وإن لم يرتدع الإنسان لخجله من كرم الرب فليرتدع لأنه من تراب وإلى التراب يعود= نفوس ذوي الحياة تغطي وجهها وإليها تعود= من التراب وإلى التراب نعود.



#الشاوي_مازن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المُنَافِقونَ والكافِرُون والحَرْق والغَنائمُ والكِتَابُ الم ...
- هل عقوبة الحرق بالنار تشريع إلهي؟
- حزقيال وبولس والروح والكاتب نعيم إيليا ج3
- حوار المؤمنين والكاتب نعيم إيليا محاورا ج2
- هل عقوبة الصلب تشريع إلهي؟!!


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الشاوي مازن - رَمَضانُ والشَّريعة الإسلاميَّة والكِتَابُ المُقدَّسُ ج1