أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله حبه - بحثاً عن الفكرة الوطنية














المزيد.....

بحثاً عن الفكرة الوطنية


عبدالله حبه

الحوار المتمدن-العدد: 5517 - 2017 / 5 / 11 - 15:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بحثا عن الفكرة الوطنية
موسكو – عبدالله حبه
لكل أمة فكرة ما تقوم عليها جميع مؤسسات الدولة ، وغالبا ما تعتبر أساس لحمة المواطنين على اختلاف توجهاتهم. وعلى سبيل المثال في هذه الأيام يلتف جميع مواطني روسيا حول موضوع النصر على الفاشية، ولهذا يقام العرض العسكري التقليدي في الساحة الحمراء، بينما تزحف في شوارع جميع المدن الكبرى الروسية طوابير المشاركين في مسيرات " الفوج الخالد" حاملين صور الآباء والاجداد الذين شاركوا في أفظع حرب شهدها القرن العشرون . إنها الحرب ضد النازية الالمانية والفاشية الايطالية والنزعة العسكرية الامبراطورية اليابانية التي دمرت مئات البلدان. وقد دفع الاتحاد السوفيتي ثمنا للنصر فيها أرواح اكثر من 25 مليون نسمة بالاضافة الى خراب المدن والمصانع ومؤسسات البنية التحتية . علما ان الثمن الأكبر دفعه الشعب الروسي ولهذا رفع يوسف ستالين في مأدبة الاحتفال بالنصر نخب الشعب الروسي بالذات وليس الشعب السوفيتي مما أثار دهشة الحاضرين في الكرملين.

مسيرات الفوج الخالد في جميع المدن الروسية بمناسبة ذكرى الانتصار على النازية
ان الروسي الذي يحمل في هذا اليوم صور افراد أسرته الذين حاربوا او قتلوا في هذه الحرب يريد ان يؤكد فيها عزمه على صيانة بيته ومدينته وبلده من الحرب والمخاطر الخارجية أينما كان مصدرها. كما يريد التأكيد على تمسكه بتراثه الحضاري وامجاده الحربية من النصر في معارك الكسندر نيفسكي وبطرس الاكبر، باني سانكت – بطرسبورغ احدى أجمل المدن في العالم التي صمدت للحصار الالماني طوال 900 يوم .. كما يستعيد ذكرى تصدي الفلاحين الموجيك الى جحافل نابليون في عام 1912 بالرغم من ان الامبراطور الفرنسي وعدهم بتحريرهم من قيود العبودية (القنانة)، لكنهم ، لدهشة نابليون الذي وضع في حسابه كسب الفلاحين بالذات الى جانبه، قرروا الوقوف الى جانب قيصرهم والدفاع عن تراب الوطن ... ويتجلي ذلك أيضا في صمود جنود سيفاستوبول في القرم مرارا امام هجمات الاتراك كما وصف ذلك الكاتب ليف تولستوي في قصصه عنهم.. ويعرف التاريخ الحديث كيف تحول الضباط الروس من الجيش الابيض الى الجيش الأحمر في فترة الحرب الاهلية عام 1918 عندما وجدوا الغزاة الاجانب قد احتلوا اجزاءا من بلادهم مستغلين ضعف السلطة البلشفية المشغولة في الحرب الاهلية آنذاك... أما في عشية الحرب العالمية الثانية فقد طلب ستالين من المخرج السينمائي الكبير سيرجي ايزنشتين اخراج فيلم الكسندر نيفسكي الذي يصور صمود الشعب الروسي ضد هجمات الفرسان التيفتونيين السويديين. كما انجزت في تلك الفترة الافلام وقدمت مسرحيات كثيرة عن بطولات الشعب الروسي في مختلف مراحل تأريخه مثل افلام " بطرس الاكبر " و" سوفوروف " و" الاميرال اوشاكوف" وغيرها.
ان تمجيد مآثر الشعب الروسي يمثل احد مظاهر تكريس الفكرة الوطنية . ففي كل مكان في روسيا توجد نصب وتماثيل الشخصيات التي لعبت دورا بارزا في نهضة روسيا واجتراح المآثر العسكرية . انها تتمثل ايضا في المتاحف الكثيرة واللوحات على البيوت التي عاش فيها هؤلاء الرجال ، ناهيك عن اصدار الكتب والاحتفال سنويا بذكرى الاحداث التاريخية كالنصر على الاعداء او إنجاز اكتشاف علمي او فضائي مثل تحليق يوري غاغارين الى الفضاء.
واليوم يقف غالبية الشعب الروسي وراء قيادة البلاد ليس لأنها أفضل قيادة بل لأن خصوم روسيا قد تكالبوا عليها في الفترة بهدف عزلها دوليا بسبب سياستها المستقلة، وذلك بفرض العقوبات المفتعلة تارة وإثارة مختلف الذرائع للتشهير بها حتى في مجال الرياضة واصطنع هجمات الهاكرز و الثقافة والموسيقى ودعمهم الطابور الخامس وافتعال التدخل الروسي في حرب الرئاسة الامريكية أو قضية اضطهاد اللوطيين في جمهورية الشيشان بحجة الدفاع عن حقوق الانسان .علما انها ليست المرة الأولى في تاريخ روسيا التي تتعرض فيها البلاد للعقوبات والحصار بهدف عزلها وإضعاف تأثيرها على الساحة الدولية. وثمة قاعدة عرفها التاريخ هي انه كلما اشتدت ضغوط الغرب على روسيا توطدت المواقع الشعبية لقيادتها بقدر أكبر مهما كانت هذه القيادة سواء القيصرية او الستالينية او البوتينينة. المسألة كلها تكمن في مدى توغل الفكرة الوطنية في وعي الناس.
وهنا نطرح السؤال : ماهي الفكرة الوطنية لدى العراقي اليوم ؟ اننا ما زلنا نجد في البحث عنها ، واحيانا ننساها ايضا. هل انها في عودته الى تاريخ بلادنا العريق وما شيده الأكديون والسومريون والاشوريون والبابليون والعباسيون..والى بناة

الفتنة والهوية الطائفية التي تطحن المجتمع العراقي
الزقورات وبرج بابل ونينوى ونمرود ومدن الحضر وقصر السدير وقصر الخورنق وبغداد المدينة المدورة وسامراء (سر من رأى) . ان الفلاح العراقي في العمارة والبصرة والديوانية وديالي والموصل يستطيع ان يفتخر بهذا كله، كما بوسعه ان يفتخر بأبطال ثورة العشرين ورجالات الجيش العراقي الفتي في مواجهة بريطانيا في اعوام العشرينيات، ونضالات الوطنيين في وثبة كانون وانتفاضة تشرين وصمودهم أمام الطغيان وصعودهم المشانق من اجل الدفاع عن الحرية والفكرة الوطنية بالذات. وحبذا لو نتعلم من الشعوب الأخرى ومنهم الشعب الروسي تقاليد الاعتزاز بالهوية الوطنية. وأن نقيم في كل مدينة وبلدة وقرية شواهد تذكر المواطن بتأريخه وحضارته ، ونحتفل بالمناسبات الوطنية على نطاق شعبي عام. والمفروض من السلطتين التشريعية والتنفيذية ان تعملا في الظروف الصعبة التي يعاني منها الشعب العراقي الآن على ان تصبح الفكرة الوطنية هاجس كل مسؤول وكل مواطن عراقي ، وألا يكون تابعا لهذه الشريحة القومية او الدينية او تلك.
11/5/2017



#عبدالله_حبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صاحب جمال كاتب من العراق
- وثيقة بيلوفيجسكويه ... جريمة أم مأثرة؟
- احلام ترامب في موسكو
- منذ ربع قرن انهار الاتحاد السوفييتي....فما هي النتيجة؟
- رحيل الابخازي الحالم ...فاضل اسكندر
- سيرجي بروكوفييف و- التعويذة الاكدية -
- -فرانكوفونية-فيلم حول انقاذ الثقافة من الهمجية الظلامية
- اندريه بلاتونوف على خشبة المسرح
- الحرب والسلام في بي بي سي
- فيكتور بونين: صلحي الوادي موسيقار عربي كبير كنت سعيدا بالعمل ...
- رومان رولان
- قصة
- فيلم -تاكسي-..والدروس الإيرانية
- بريماكوف...عندما يكون رجل السياسة عاماً
- زها حديد ...تزهو في فصر الارميتاج في سانكت - بطرسبورغ
- شيوعيون عراقيون قاتلوا دفاعا عن الجمهورية الاسبانية
- هل سيقام نصب للكاتب غائب طعمة فرمان في موسكو؟
- مع فاسيلييف في ابتهالات باخ الكنائسية في مسرح البولشوي
- بول كلي والتجريد في الفن العراقي
- فيلم -لوياثان- قصة الصراع بين السلطة والانسان


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله حبه - بحثاً عن الفكرة الوطنية