أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عدلي أحمد - أي إسلام...أي مسلمون؟














المزيد.....

أي إسلام...أي مسلمون؟


أحمد عدلي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1444 - 2006 / 1 / 28 - 06:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نظر إلي باندهاش وأنا أصلي ، وهتف دون أن يحترم وقوفي للتعبد : "انت بتصلي بالحذاء" ، وبعد أن أنهيت صلاتي عقب قائلا: "كل بدعة ضلالة" ، وعبثا حاولت أن أشرح له جواز الصلاة في النعل على عكس العادة الطاغية الشيوع في مصر على الأقل ، وذكرت له الأحاديث المنسوبة إلى الرسول {صلى الله عليه وسلم} وأسانيدها الصحيحة ، وأوضحت له أن جواز الصلاة في النعل متفق عليه بين جميع علماء الأمة فهو بمثابة إجماع ، فوجدته يحاجج الأدلة الواضحة بلجج الأقوال حتى تجرأ بدون علم فطعن في صحة ما ذكرته من الأحاديث الثابتة التي ما طعن عليها طاعن، وانصرفنا وكل منحاز لرأيه ، ولكن ما شغلني هو اعتقاد الرجل أن ما فعلته من فعل صح أن النبي وأصحابه فعلوه في صلاتهم بدعة ، بينما يصر على تحريم لبس الحذاء في الصلاة وهو قول لم يرو عن النبي(ص) أو أحد صحابته وليس بقول عالم بالفقه الإسلامي شهد له الفقهاء بعلمه ، والأهم أنه لم يقبل بما ذكرته له من آثار صحيحة السند إلى النبي (ص) وشكك فيها لمجرد أنه اعتاد أن يرى عكس ذلك من جميع من قابلهم في حياته ، وكان هذا يعني ببساطة أنه يجعل التقليد الاجتماعي معيارا لفرز النصوص . إن ذلك الرجل ليس سوى نموذج اصطدمت به أخيرا ومثله نماذج أخرى منها ما صادفته حين كنت مستقلا سيارة فان أجرة (سرفيس) وحدث موقف ذكر الركاب بفتوى مفتي مصر (علي جمعة) الذي استفتي من قبل أحد القضاة عما إذا كان يرى تدخين الزوج ضررا للمرأة يسمح بالتطليق مع احتفاظ المرأة بحقوقها المالية، وكانت إجابته بنعم، لأن الطب قطع بالضرر الصحي الذي يصيب المدخن السلبي، وحتى في حالة عدم التدخين بمنزل الزوجية فإن التدخين بما يسببه من رائحة فم كريهة تؤدي لتأذي من يقترب من فم المدخن يعتبر ضررا يقضى معه بالتطليق، ورغم منطقية حجج المفتي فإن السخرية اللاذعة وحتى السب المقذع كان من نصيبه من قبل جميع الراكبين (باستثنائي) والسبب واضح فهو تحدى منطق المجتمع الذكوري الذي لا يعطي للنساء حق تقييم سلوك الرجال بمنطق "الرجل لا يعيبه شيء" أو ربما "الرجل لا يعيبه إلا جيبه" (إذا كان قضيبه يعمل كما ينبغي بالطبع) ، وهي صورة شائعة من صور القمع الاقتصادي والجنسي للنساء في العالم كله تقريبا، وقد امتدت السخرية من العامة إلى بعض النخبة إذ كتب أحدهم في جريدة الأهرام ساخرا أن التحذير الحكومي على علب التبغ يجب أن يعدل إلى "التدخين يسبب الوفاة والطلاق" وفي نموذج ثالث حدث أمامي كان رجل محل غيبة سائق سرفيس آخر والركاب لأنه "خضع" لرأي" زوجته في أعقاب خلاف على الأجرة مع السائق لما قالت له الزوجة أن الخلاف على مبلغ تافه يجدر أن يدفعه لينهي الأمر وبمجرد أن نزل الزوجان انطلق الركاب في سخرية عنيفة من الرجل الذي "تمشيه مرة" ولكن أحدهم بشر بأن هذا الوضع الاجتماعي المشين بطريقه للانتهاء بعد أن برهن من يرفعون شعار الإسلام هو الحل أنهم قادمون بقوة ليعيدوا المجتمع إلى حكم الله ويعيدوا النساء إلى قبضة الرجال ، ولو ذهب هذا الرجل في رحلة عبر الزمن إلى المدينة زمن النبي(ص) ليرى رجلا تأخذ الجارية بيده في الطريق فتنطلق به حيث شاءت، ثم يعود إلى بيته فيحلب شاته، ويخصف نعله، أو حسب تعبير السيدة عائشة يكون في خدمة أهله وربما احتدت عليه امرأته بالقول فما جاوبها بغير التبسم ما صدق أن هذا الرجل "الضعيف" هو نبيه (صلى الله عليه وسلم) ذلك أن له مفهوم مغاير للرجولة صاغه العرف الاجتماعي ، وله أيضا جذور في الإسلام ... أي الإسلام كما يفهمه مجتمعه الذي تربى فيه، ولكن ما مصدر الدين الاجتماعي ،أي نمط التدين الذي يؤثر في حركة المجتمع والتاريخ؟، بالطبع ليست نصوص القرآن والسنة هي المصدر ، ولا فتاوى عالم دين أو جماعة من العلماء حتى لو بدا الأمر ظاهريا كذلك، فهناك أشكال من السلوك الديني لا تظهر في أي نص مقدس، وتعادي كل الفتاوى الرسمية، فجموع الشيعة لا تزال تحيى عاشوراء بطقوس رمزية بالغة العنف مثل مواكب اللطم وشج الجباه، وحلق الرؤوس وغيرها من تقاليد شعبية يدعو علماء الشيعة لنبذها والاكتفاء بالبكاء والدعاء، وفي أغلب البلدان الإسلامية لا يزال التبرك بالأضرحة أمرا شائعا تماما ، ونجد هذا في كل الديانات فالاحتفال بنهاية العام الشمسي وبالفصح موروث من التقليد الروماني بعد إعادة تفسيره مسيحيا، وفي أحيان عدة نجد أن تأثير التقليد الاجتماعي يتغلغل داخل الرأي الفقهي الرسمي فشرط الكفاءة في الزواج تقول به جل المذاهب رغم ضعف أدلته ، وختان الإناث يعتبره بعض الفقهاء مكرمة ويحتجون في ذلك بأحاديث غاية في الضعف لو احتج بمثلها غيرهم في أمور الشريعة لاتهموه في علمه ، والغاية من كل ذلك أنه ليس صحيحا أن إعادة تفسير النصوص الإسلامية بشكل عقلاني وعصري سيؤدي لتحول المجتمع المتدين إلى العصرية والعقلانية ، بل العكس فعلى قدر تنور المجتمع وعقلانيته سيستطيع أن ينتج ويتبنى فكرا دينيا متنورا وعصريا ، إذ أن عملية التنوير لا تعني استبدال فهر فكري ذي مضمون ظلامي بآخر يدعي الحداثة والتنور ، بل استبدال طرائق التفكير من اتباع كل أمر مستقر إلى النقدية وعلى حد قول الإعلامية جزيل خوري (وقد لا تكون هي صاحبة العبارة الأصلية) أن ننتقل لنكون من المجتمعات التي لديها أسئلة بدلا من أن نبقى مقتنعين بما لدينا من أجوبة.



#أحمد_عدلي_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث المرجعية
- تنظيرات حول الحرية
- تناقضات المشهد الإخواني
- نطق المعارضة المصرية المهلك....ابحث عن الحكومة
- المطلوب من الحكومة المصرية بعد مجزرة شرم الشيخ
- مصر ملطشة المعارضة
- الجرائم الجهادية تتواصل وتواطؤ الفكر العربي يستمر
- الأزهر إذ يترنح
- القوى اليسارية والمعتدلة اللبنانية لماذا خسرت الانتخابات؟
- الخطاب الإسلامي الجديد..هل هو جديد بالفعل؟
- ما الذي كان خاطئا؟
- لبنان الحقيقي جاي
- نجاحات المعارضة اللبنانية تظهر في ساحة رياض الصلح
- الإنسان إذ يصبح رقما
- عندما يصبح الموت هو الغاية المقدسة
- هنتجونيون عرب
- خدعة الديموقراطية الإسلامية
- هل من تجديد حقيقي للإسلام؟
- الإسلام والحريم
- المرأة في المجتمع العربي...بين الظهور والإخفاء


المزيد.....




- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عدلي أحمد - أي إسلام...أي مسلمون؟