أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد عدلي أحمد - الجرائم الجهادية تتواصل وتواطؤ الفكر العربي يستمر















المزيد.....

الجرائم الجهادية تتواصل وتواطؤ الفكر العربي يستمر


أحمد عدلي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1253 - 2005 / 7 / 9 - 09:15
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في لندن جريمة بشعة نعرف جميعا تفاصيلها نفذها مجرمون انتزع الهوس الديني ما بقي في قلوبهم من رأفة وقيم إنسانية في تجل جديد لمقولة ماركس "الدين أفيون الشعوب" فقد تجرع هؤلاء أفيونتهم حتى لم يبق لهم بقية من عقل ، وفي العراق جريمة بشعة ضحيتها رئيس البعثة المصرية بالعراق ، وبين الاثنتين يغرق العالم في الدم الذي صنعته عصبة من المسلمين الذين تحول الإسلام على أيديهم لأبشع تجل لفكرة عقائدية في التاريخ الحديث مذكرا بتاريخ دموي أسود للأديان تخلصت منه جلها ودخل الإسلام وحده تقريبا في دائرة الأديان الظلامية ، فالمسلمون يقتل بعضهم بعضا ويقتلون غيرهم وقد أصبح القتل هو بطاقة هويتهم من خلالها يتعرف عليهم العالم وينظر إليهم بنظرات الشك والريبة...هذه البطاقة التي تدمغهم بالوحشية وتلطخهم بالدماء ، وتجعلهم دون أهل الأرض أهلا للاعتقال بدون محاكمة في سجون جوانتانمو والمملكة المتحدة وغيرها من الدول دون أن يهتم أحد بحقوقهم ومن يتحدث عن حقوق القتلة والسفاحين...
قد تبدو هذه الكلمات قاسية ولكنها بقسوة المآسي التي يخلفها الإرهاب الإسلامي، وقد تبدو متحاملة وغير موضوعية ومن يقدر أن يكون موضوعيا وهو يرى الدماء التي تهدر باسم الله من إندونيسيا إلى باكستان إلى روسيا إلى العراق إلى السعودية و مصر و الجزائر والمغرب ومدريد ولندن ، وقبل ذلك في واشنطن ونيويورك ونيروبي ودار السلام ... نهر طويل تزهر حوله أشجار الحزن وتعشش طيور تذرف دمعا على ضحايا تركوا أولادهم وخرجوا لعملهم ولكنهم عادوا على الأعناق وعلى أطفال ذهبوا لمدارسهم ولكنهم عادوا أشلاء لا يكاد بعضها يضم إلى بعض ، لكنها تذرف دما على الإسلام الذي كان يوما (عندما كنت صغيرا) دين رحمة ورأفة و إحسان لجميع البشر..دين إكرام لليتيم وعطف على الفقير....دين عفو عند المقدرة ووفاء بالعهد والأمانة ، ولكنه تحول اليوم إلى دين كراهية يقوده مهووسون بالقتل والدم تقطر كلماتهم حقدا ومواقعهم الإلكترونية وعيدا.

أكتب ذلك المقال مساء الخميس بتوقيت القاهرة ولم أقرأ بعد صحف الغد ولكنني أعلم ما ستنشره الصحف "المعتدلة" غدا ...أعرف ما سيقوله كتاب أعمدة وقورون ومحترمون .... سيشكك بعضهم في أن تنظيما إسلاميا وراء جريمة لندن ...لا عجب، فقد اعتادوا التشكيك في ذلك بعد كل حادث وهم دائما يعتبرون شرائط ابن لادن و الظواهري و بيانات الإرهابيين صناعة أمريكية ، وما سئموا من خداع أنفسهم ولماذا يسأمون ؟ فهناك دائما من هو مستعد لتصديقهم ، وما أسهل الكذب على النفس لمن أراد أن ينام خالي البال، وسيسلم البعض الآخر بأن إسلاميين وراء هذا العمل، وبعد استنكاره وتعزية عائلات الضحايا سيعتبر أن المسئولية الحقيقية من نصيب بلير و بوش ونتيجة منطقية لحالة "الغضب الإسلامي" بعد حرب العراق...تحليل سليم سياسيا ، ولكنه خبيث يتجاهل الدناءة الأخلاقية للجريمة ويختزلها في جملة داخل مقدمة المقال ، بينما صلب المقال يبرر الجريمة ويعتذر للإرهابيين ويوحي بأنها مجرد رد فعل لغاضبين ، وبالطبع الغضب أعمى ويعذر صاحبه وفق هذا المنطق المخادع. صنف ثالث من الكتاب سيعترف بمسئولية إسلاميين وسيستنكر دون أن يبرر ، ولكنه سيؤكد أن الإسلام "الحقيقي" بريء من هذه الجرائم ، وأن الجهاد في الإسلام هو غير ما يقوم به المخربون وهو يتناسى أن الإسلام الحقيقي هو الإسلام الذي يمارس في الواقع ، فهو المهم من وجهة نظر السياسة والتاريخ والاجتماع ، أما الإسلام كما يجب أن يكون فهو شأن ثيولوجي لا قيمة له في الحقيقة تماما كما أن المسيحية المؤثرة في السياسة والاجتماع هي المسيحيات كما يفهمها المسيحيون بمذاهبهم المختلفة حتى لو كانت جميعها تختلف عن التي جاء بها فعلا المسيح ، والواقع يقول أن لا تطبيق معاش في الواقع والتاريخ القريب للجهاد سوى تفخيخ السيارات وتفجير البشر، وتدمير المرافق والعمران وبالتالي فهذا هو المعنى المعاصر للجهاد مهما كان معناه في اللحظة الزمنية الماضية أو ما سيكون عليه مستقبلا ، فالدلالات لنفس الدال قد تتغير عدة مرات عبر الزمان كما لا يخفى على علماء اللغة والسيميولوجيا ، كذلك فإن الإسلام المعاش كما يفهمه أعداد متزايدة من المسلمين باتت تشكل قطاعا أساسيا به مكان للعمليات الانتحارية وتفجير الحافلات والباصات ليس مع أحداث سبتمبر وحرب العراق بل قبل ذلك بكثير منذ أن تواترت الفتاوى تبارك هذه الممارسات التي بدأتها باسم الإسلام المقاومة الإسلامية في فلسطين في النصف الأول من التسعينيات.، ولا يكفي في مواجهة هذا التعاطف المتزايد مع الإرهاب الإسلامي من قبل المسلمين أن نقول أن الإسلام الحقيقي يرفض هذه الممارسات ، بل يجب القيام بنشاط دعوي حقيقي لتطهير الإسلام من دنس العنف الذي ألحق به ، وذلك تأسيسا على تأويلات تجديدة حقيقية وليس اعتمادا على ما يسمى الإسلام المعتدل في صوره التقليدية والتي هي نماذج جامدة تسير في ركاب السلطات القمعية في الدول الإسلامية وتبررها وقد عجزت عن أن تشكل بديلا أكثر شعبية للفكر المتطرف ، بل كانت تنحاز إليه وتغذيه أحيانا.
أعرف كذلك ما سيقوله هؤلاء الكتاب عن جريمة اغتيال القائم بالأعمال المصري، سينددون وسيتباكون ، وسيهاجمون الفاعل ويندهشون لدوافعه ، ولكنهم منذ اليوم التالي سيواصلون حديثهم عن "المقاومة العراقية" وعن "العنف" في العراق بنفس الحيادية بل والتواطؤ متجاهلين أن اليد التي قتلت ابن بلدهم وغيره من العراقيين الأبرياء هي التي تقتل أحيانا بعض الأمريكيين ولكن ذلك غير كاف لكي تتطهر من جرائمها ، فالذي يعمل فعلا لمصلحة العراق ويريد تطهيره من الاحتلال هو الذي يحافظ على أمنه ومرافقه وبناه التحتية ومؤسساته الوطنية بما فيها الجيش والشرطة ، والذي يعمل فعلا لمصلحة العراق لا يشن حربا طائفية متسترة بمقاومة الاحتلال ضد الطائفة التي تشكل الأغلبية من شعبه ولا يتبنى آراء المهووسين من متعصبي السنة من ابن تيمية إلى ابن لادن والتي لن تؤدي إلى إلا تفتيت البلاد وتشتيت وحدتها ، ثم هو لا يقتل الصحفيين والمدنيين والسفراء ، ولا يحاول عزل بلاده عن العالم حتى لو كان على غير وفاق مع الحكومة.. هذا هو كلام العقل أما كلام الغارقين في أضاليل الأيدولوجيا فهو ما ستقرؤونه في الجرائد بدءا من باكر ، ومنه بعض الاستنكار لإرسال الحكومة المصرية قائم بالأعمال للعراق في ظل هذا الجو كأن المفروض أن تستجيب الحكومة المصرية لإرادة الإرهابيين وتنحني أمام مهووس كالزرقاوي ، فماذا بقي لنا من أمل في غد أفضل إذا فرض الزرقاوي إرادته علينا؟.



#أحمد_عدلي_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزهر إذ يترنح
- القوى اليسارية والمعتدلة اللبنانية لماذا خسرت الانتخابات؟
- الخطاب الإسلامي الجديد..هل هو جديد بالفعل؟
- ما الذي كان خاطئا؟
- لبنان الحقيقي جاي
- نجاحات المعارضة اللبنانية تظهر في ساحة رياض الصلح
- الإنسان إذ يصبح رقما
- عندما يصبح الموت هو الغاية المقدسة
- هنتجونيون عرب
- خدعة الديموقراطية الإسلامية
- هل من تجديد حقيقي للإسلام؟
- الإسلام والحريم
- المرأة في المجتمع العربي...بين الظهور والإخفاء
- إنتاج الإسلام الإرهابي
- رؤية جديدة لنكاح المتعة....دراسة فقهية تاريخية في ظل الإسلام ...
- ..الجنس..الوحش الجميل :دراسة اجتماعية لتطور النظرة الدينية ل ...
- ..الجنس..الوحش الجميل :دراسة اجتماعية لتطور النظرة الدينية ل ...
- تساؤل الهوية ...لبنان نموذجا


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد عدلي أحمد - الجرائم الجهادية تتواصل وتواطؤ الفكر العربي يستمر