أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلوى فرح - أسطورة من سماء الخيال














المزيد.....

أسطورة من سماء الخيال


سلوى فرح

الحوار المتمدن-العدد: 5514 - 2017 / 5 / 8 - 23:04
المحور: الادب والفن
    


سلـوى فـــرح
زاحم جهاد مطر

أسطورة من سماء الخيال

سلوانا و هزار
(الحلقة الاولى)

مع ندى النهار خرج "هزار" فـــــــــــــي أحد أيام الربيع البديع، وهو الــفـــــتى الوسيم الوديع و الهــادئ المطيع ، يتأمل الورود و النخيل و الأشجار في الحقول و على ضفاف الانهار ؛ و الـمـــــــــــروج االخضراء الواسعة و البساتين الزاخـــــــرة بثــــــمارها اليانعة، يراقب بلهفة سحر الأوتار ، و يستمع بشغف إلى شدو البلابل، وغناء العنادل، و تغريد الشحارير، وزقزقة العصافير؛ ثم يدخل فـــــــــــــي الأيك حيث الياسمين و البنفسج و الليلك، و يستوقفه تنقل الفراش والنحل من فُلّة إلى فُلّة، فإذا به أمام فتاة رائعة الجمال تدعى "سلوانا" كسحب الخيال، لها عينان صافيتان و ساحرتان يــــــشع منهما براءة الطفولة.. فلم يتمالك نفسه، وفي الحال بادرها بالســــــــؤال :
من أنتِ؟ ومن أين أتيتِ؟ هل هبطت من الفضاء أم من دنيا الرجاء؟
سلوانا :أنا "سلوانا"، ابنة آلهة الأحلام "شاراتو"، خرجت من المعبد وأُمي نائمة ؛ مللت العــــــــيش في معبد أصبح كالسجن ؛ بداخله أشباح وجان ؛ غابات أشجارها جرداء ؛ و طيورها مكســــــــــورة القلوب داخل أقفاص، لا تجيد غير الشكوى و البكاء ؛ حياة سوداء كصحراء جدباء؛ الحب فيها حزين يئن من ألم الحنين و قيود الروتين .
توقفت لحظة، وهي تنظر إلى عينيه البرّاقتين وتعلو محياها ابتسامة ثم سألته:
- وأنت من أين، وما أسمك ؟
هزار: أنا "هزار" ابن البستاني فــــــي معبد الإله الأكبر، تعلمت منه منذ الصغر حـــب الـــــــــــــــــــــورد و الزهــــــــر؛ وعشــــــقت الحياة و الإنسان والطبيعة و الألوان؛ بما فيــها من أشجار و أنهار وبحار و أطيار، أُنظري.. كل شيء من حولك يوحي بالنور و الجمال، و من وجودك اكتــــــسب التمام و الكمال، يا طيف الفردوس و الإحساس و يا سحر الضوء في النبراس! .
اندهشت من كلامه، ثم ردّت عليه :
- بوجودي أنا ؟ ومــــــــن أنا يا تُرى؟
- يبدو أنك لا تعرفين سرّ جمالك، و سحرك، ولم تتوقفي لحظة أمام مرآتك لتراقبي نفسك.. إن كنتِ تجهلين جمالك، فالكون لا يجهلك، لأنك صورة من صوره الأسرة المبهرة، وأطياف نرجس عطرة. .
كان هذا اللقاء بمثابة إعلانٍ لولادة حبِّ سرمدي لا يموت، عشق لازوردي بعبق التوت..
الربيع عانق النسائم ؛ و العشق راقص القلب الهائم ؛ عندما أهـــــــداها هزار زهرة من زهور الليلك بأريجها العابق . ما أن تناولتها حــــــــــتى انكشف أمرها، وعرفت الآلهة بعلاقة الحبّ بـين الإثنين، وقررت نفيها إلى منابع المياه في الجبال القصية كأبسط عقاب لها، لأن الآلهة تنبذ العشق بينها وبين البشر!.
هام "هزار" على وجهه، يبحث عنها في رحلة طويلة شاقة ، وفــــــــــــــــــــــــــــــي أحد الأيام من رحلته ، صادفته قرية وادعة، وأراد أن يرتاح فيها قليلا من قسوة مشاق السير، قصد أحد المنازل..طرق بابه .. فتح الباب رجل كبير و دعاه إلى الدخول، بعد أن أكرمه وأغدق عليه الماء و الـــــــــــــزاد.. سأله عن مبتغاه ، فشرح له ما حدث .
فكر الشيخ صاحب المنزل قليلا ثم قال :
- يا بني، إن ماتبحث عنه صعب المنال، ومن يفقد الآمال والأحلام تصعب عـــنده الأيـــام ؛ أراك على الأمر عازما، وتسير فــــــــــــي طريق مجهول بلا اتـجاه، و أخـــشى عليك من الـــتيـــه، و الضياع في مسالك الشدائد و الأهوال.. لكنّي مشفق عليك. لقد سمعت أن هناك آلهة الزهور وهي التي تملك بيدها زمام كل الامور؛ و قد تعرف مكان مَن تبحث عنها في مملكة الزهــــــــور. آلهة الزهور تجدها هناك في تلك الجبال العالية البعيدة حيــــــــــث تتــألق زهور الليلك مع لحــظات الغروب، وسط تجهم الصخور، لأن من أحببتها أخذت معها نبتة الليلك التي أهديـــــــــــتها لها إلى منفاها، و زرعتها هناك بعد غابات الاسفندان... و اتخذ من هذا المسلك المحـــــــــــــــــــــــــــــاذي للنهر الجاري لغــــــــــــاية الوصول إلى غـــــــــابات الاســفنــدان، وإذا وصلـــــت الغابات وصلت إلـــــــى مرادك .
أخذ "هزار" بنصيــــحته، و ما أِن دخــل الغــــابة وسار فـــــــــــــــــيها قليلا حــــــــــتى سمع صدى لصوت يناديه..شهق هزار متسائلا ...يا أِلهي ما هذا الصوت الضوئي ...؟

نهاية الحلقة الاولى .........



#سلوى_فرح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زَفراتٌ على ضفِّة المَسافَة
- عرَّافةُ الأوكسجين
- قيثارتي تدعوك
- لُعبَةُ الضُّوء
- حينَ يُولدُ الحَرير
- ظَمِئتُكَ
- ظمأَ النَّهرِ
- سِيمْفُونِيَّةُ المَاءِ
- الرَّشفةُ الأَخيرَة
- حَمَائِمَ الشَّغَفِ
- لَسْتُ أُنثَى
- احترقَ لَيلكَ
- أمطارٌ لا تبلِلُني ..
- تكريم الشاعرة السورية سلوى فرح ضمن المعرض الثقافي العراقي
- تَماهِي
- دراسة عن ديواني ليل في مرايا البحر
- المرأة ليست ضحية!!
- هكذا أُحبك
- سفيرةُ العِشْق
- شموعٌ لا تنام


المزيد.....




- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟
- -كأنه فيلم خيال علمي-: ولادة طفل من جنين مجمد منذ 30 عاماً
- قمر عبد الرحمن لـ -منتدى البيادر للشعر والأدب-: حرب الوجود ا ...
- -الشاطر- فيلم أكشن مصري بهوية أميركية
- رحلتي الخريفية إصدار جديد لوصال زبيدات
- يوسف اللباد.. تضارب الروايات بشأن وفاة شاب سوري بعد توقيفه ف ...
- بصدر عار.. مغنية فرنسية تحتج على التحرش بها على المسرح


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلوى فرح - أسطورة من سماء الخيال