ضحايا السيول في سفوان..بين برد كانون وتجاهل الحكومة

علي ابو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 1443 - 2006 / 1 / 27 - 09:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

معسكر للفرجة...وممارسة حية للمنظمات الإنسانية

كما اللاجئون .. معسكر و.سياج ..وخيام ..أطفال بثياب رثة وشعور شعثاء ...نساء بوجوه كابية كالحة أطفأ البؤس والحرمان والشعور بالمهانة الذبالات الشحيحة أو ما تبقى من نورها ..رجال تتكسر رجولتهم مثل أنابيب نيون عاطلة وعتيقة وينضب فحيح فحولتهم ومجدهم العائلي وهم ينظرون بعجز رهيب إلى نسائهم وأطفالهم اللذين نشطت عيون الكاميرات السعيدة الشبقة في اصطيادهم وهم يرفلون بثياب بؤسهم العراقي العتيد جدلية الحنو والتأثر والرضا عن النفس من قبل مشاهدي هدا العرض العراقي الجديد استكمالا لتأريخ التراجيديات العراقية المتواترة .....مقابل العجز والإحساس بالمهانة والشعور بالضعة لدى ضحايا سيول مدينة سفوان ...بين ليلة وضحاها تحولوا إلى أشبه بالشحاذين ..وخرجوا من ذمة الوطن ..ينتظرون الصدقات والهبات بعد أن جرفت السيول منازلهم وأغراضهم وحقهم على هذا الوطن الذي ألقموا حرائقه وحروبه ونزق طغاته أبنائهم وأجمل سنينهم واعز ما يملكون ..يتسمرون بذل مهين أمام أنظار المسؤولين ..ورحمة المنظمات الإنسانية وصخب الإعلاميين ووميض كاميرا تهم التي تؤسس المجد على جسد الفاجعة .. معسكرا للفرجة ومختبرا لفحص إنسانية من لم يقس مستوى إنسانيته.. طقوس بهلوانية عن تضامن الإنسان مع أخيه الإنسان عبر اسكتشات فجه مستعارة من كوارث مجاهل أفريقيا وبؤس آسيا وبعض البلدان التي يكفي بئر من آبارنا أو سرقة من سرقات بعض مسؤولينا الفاسدين أعالتهم لأعوام ولكن كل هذا يحدث هنا في العراق أغنى بلدان الله وأوفرها خيرا ..ومسؤولوها اشد مسؤوليي العالم ادعاءا بقربهم من هموم الناس ومشاكلهم بل أن اغلب رأسمالهم السياسي هو المتجارة بفواجع العراقيين السابقة كالمقابر الجماعية والظلم والاستبداد وربما هم اصدح السياسيين صوتا في التغني بكرامة الإنسان ..كارثة بسيطة ألمت بعشرات العوائل فقط..وكل ما قدرت عليه الحكومة هو تجميعهم في معسكر للفرجة وتدريبهم تلقي الإحسان والصدقات كأننا في أوغندا أو نيجيريا أهذا هو استحقاق العراقيين ..أهاكذا نتعامل مع العراقي الجديد ..وكيف إذا أصابتنا كارثة بعشر حجم إعصار سانو مي أو ما حدث من زلازل في إيران أو الباكستان ...أين ذهبت إنسانية من صرفوا على دعايتهم الانتخابية ملايين الدولارات وأستطيع الجزم إن هؤلاء هم من اللذين صوت لهم ...100 عائلة فقط هل هو كثير على الحكومة أن تجنبهم هدا الذل المقيت ..اكثر ما قدرها الله عليه هو حشرهم في خيام لاتزيد سعة الواحدة منها 2م ووضعهم في معسكر على الطريق إمعانا في الذل والمهانة مما دعا الكثير من العوائل المنكوبة أن لاتدخل في هذا المعسكر حفاظا عما تبقى من كرامتها وان فقدت الكثير.
زرنا موقع الكارثة ومعسكر المتضررين وأطلعنا على بعض معاناتهم
نحن في الانتظار
قال السيد صباح حسن مدير ناحية سفوان بسبب السيول القادمة من المرتفعات الغربية والتي جرفت عشرات المنازل في طريقها تضررت حوالي 100 عائلة قسم منها فقدت منازلها وأغراضها المنزلية تماما والقسم الآخر أضرارهم متفاوتة و قد حضرت في الساعات الأولى فرق انقاد من المحافظة عملت على تطويق الخطر والحد من التطورات المحتملة ومحاولة درء السيول ببناء ساتر على قوس المدينة الغربي كما شاركت جمعية الهلال الأحمر بنصب عشرات الخيام للعوائل المتضررة وتوزيع بعض الحاجيات الأساسية عليهم وقد هبت الكثير من المنظمات الإنسانية خلال هدا الأسبوع لنجدة ومساعدة المتضررين ونحن في حركة دائبة لمساعدة هذه العوائل على تجاوز محنتها وعن دور الحكومة المركزية قال إن مجلس محافظة البصرة اخبر الحكومة المركزية بحجم الأضرار ونحن في الانتظار ..وعن ما يحتاجه المتضررين قال إن الكثير منهم فقدوا بيوتهم والقسم الآخر تعرضوا لأضرار كبيرة مما يستدعي الإسراع ببناء بيوت لبعضهم وترميم الأخرى فأغلب هؤلاء من العاملين في المزارع والكسبة ومن لا يملكون سوى قوت يومهم كما أكد إن الكثير من العوائل لم تلجأ إلى المعسكر بسبب تعففهم وذهب الكثير منهم إلى الأقارب أو استأجروا بيوتا متواضعة وقال إن عدد العوائل في المعسكر لا يمثل حجم العوائل المتضررة فالعدد اكبر بكثير
البيت انهار علينا
وقالت السيدة أم علي وهي امرأة جاوزت السبعين وكانت تتشبث بالخارجين من المعسكر من اللذين انهوا زيارتهم الإنسانية السياحية ضنا منها بأنهم يملكون حلا لمشكلتها ...جرفت السيول بيتنا وكل حاجاتنا وبالكاد استطعنا أن نخرج بأرواحنا فولدي شرطي كان ليلتها في الواجب وكنت أنا وزوجته وطفلاه في البيت الذي انهار على رؤوسنا وبقدرة قادر استطعنا الوصول إلى بر الأمان لقد فقدنا كل شيء وولدي رفض دخولنا المعسكر ..لأسباب تتعلق في كونه من موظفي الدولة ويعتبر تلقي أي نوع من المساعدة جرح لكرامته.....مد أحد الملتفين حولها يده إلى جيبه واخرج عشرة آلاف دينار ..فنزت الدموع من عينيها المتعبتين الكليلتين واستدارت إلى الجهة الأخرى وارتفع صوت نشيجها فعم الأرجاء

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل