أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - الكارثة المحدقة بالنازحين














المزيد.....

الكارثة المحدقة بالنازحين


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5500 - 2017 / 4 / 23 - 23:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تتناول وسائل الاعلام المختلفة مشكلة النازحين لجلب الانظار والراي العام لها كمحاولة لتخفيف معاناتهم من حيث توفير السكن والاكل والشرب، وفتح الممرات الامنة لإنقاذ عشرات الاف الذين في طريقهم للتحول الى نازحين، في ظل الحرب المسعورة بين داعش والتحالف الدولي حسب التقرير الاخير للأمم المتحدة وقد سمتها بأسوأ كارثة في تاريخ الحرب العراقية، حيث قطع عنهم الغذاء والماء الى جانب امطارهم بمئات الصواريخ والقنابل على رؤوسهم بشكل يومي.
بيد ان هذه الكارثة التي تصفها الامم المتحدة لا تعبر عن كل المشهد، وبعكس اكاذيب الحكومة العراقية واعلامها المقيت وعبر مسؤوليها، بأنهم وضعوا الخطط لعلاج مشكلة النازحين بعد الانتهاء من الحرب والقضاء على داعش. ففي المؤتمر الذي انعقد في اربيل بين يومي ١٩ – ٢١ من هذا الشهر والذي نظمته منظمة الهجرة الدولية بالتعاون مع جامعة جورج تاون في واشنطن ومركز الدراسات العربية المعاصرة وجامعة كردستان - هوليرالذي عقد فيها المؤتمر، وعبر عشرات الأبحاث التي قدمت من قبل أكاديميين من مختلف المنظمات والجامعات المحلية والعالمية، اشارت الا انه لامستقبل واضح ومشرق وامل من الممكن ان يكون خاتمة لمأساة النازحين الذي يقدر عددهم بأكثر من ٤ ملايين و٣ مئة الف نازح، اي ما يعادل اكثر من ١١٪ من سكان العراق حسب ما جاء في كلمة ممثل منظمة الهجرة الدولية في العراق. واشار المؤتمر في احد ابحاثه، ان حل مشكلة النازحين بعد الحرب وحسب التجارب العالمية بعد الحرب العالمية الثانية او عشرات الحروب عبر العالم، يتم عبر ثلاثة طرق اما الاندماج مع المجتمع الذي نزحوا له، او العودة الى منازلهم او اختيار مناطق اخرى، الا ان الحكومة العراقية ليس لديها اية خطة واضحة. واضافة الى ذلك اشارت ابحاث اخرى ان هناك عدة مناطق مثل جرف الصخر وغيرها تمنع الحكومة وقواتها الامنية عودة النازحين لها دون أن توضيح الاسباب. وتطرقت بعض الابحاث وبإحصائيات وارقام انه تم تجنيد الشباب في المخيمات المسيحية والايزيدية والتركمانية، وان الدافع الاول لقبول اولئك الشباب بالانخراط بالتجنيد العسكري هو الاوضاع الاقتصادية بالدرجة الاولى. كما اشارت نفس الابحاث عبر مئات المقابلات مع النازحين ان العامل الطائفي اما كان غائبا او ضعيفا في ذهنية النازحين، وانهم ينظرون الى المشاكل والمصائب التي حدثت لهم بسبب الاحزاب السياسية في السلطة المحلية والمركزية.
وتطرقت مختلف الدراسات والابحاث في المؤتمر الى أن الخوف من المستقبل بعد الانتهاء من داعش يخيم على معظم النازحين، حيث فقدان فرص العمل، تدمير المنازل، ضياع سندات الملكية بسبب الحرب والدمار والهروب، الخوف من تعرضهم من جديد اما للانتقام الطائفي او التمييز الطائفي مثلما حدث في الماضي. والسؤال الذي لم يجب عليه المؤتمر هو ما هي الحلول لمواجهة هذه المعضلة التي لا تهدد مصير اكثر من ٤ مليون انسان ونصف انسان فحسب بل تهدد المجتمع العراقي برمته؟
ان المشكلة كما الحل يكمنان في السياسة، وهذا ما لم يتطرق اليها منظموا المؤتمر بشكل مقصود لانهم قالوا ومنذ اليوم الاول نحن لسنا هنا لإيجاد الحلول للمشاكل السياسية. وهذا يعني ان الأفاق المظلمة هي التي تخيم على مستقبل النازحين سواء عادوا الى مناطقهم او بقوا في المخيمات او في المدن والمناطق التي نزحوا اليها.
ان اهم معضلتين تواجه حل مشكلة النازحين هي سياسات حكومة بغداد والحكومات المحلية الطائفية والعنصرية، واشير لها بشكل غير مباشر، والفساد الذي يسرق كل المساعدات الانسانية التي تقدم الى النازحين.
ان مشكلة النازحين لا تشكل لا الهم الاول ولا الثاني ولا حتى الثالث بالنسبة لحكومة العبادي. فبمجرد التجوال في مناطق بيجي وتكريت والرمادي على سبيل المثال لا الحصر التي تخلصت من عصابات داعش قبل اشهر، يستطيع المرء ان يستنتج انها تشكل اخر هموم سواء للحكومات المحلية او الحكومة المركزية في بغداد. ان المصيبة تكمن بأن نفس الوجوه المقيتة التي سلمت جماهير المنطقة الغربية رهائن الى داعش هي نفسها اليوم تعود من جديد الى السلطة. اما بالنسبة للتحالف الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة الامريكية فهو يجيد مساعدة النازحين عبر التسويق الاعلامي ورمي الفتات من فضلات موائدهم لهم، وهذا يأتي من اجل تحقيق نفوذ وترسيخ اقدامه مقابل نفوذ الحرس الثوري الايراني وحلفائه من الروس والصينيين.
ان حل مشكلة النازحين تأتي عبر حل مشكلة العراق السياسية، وليس عبر المقولات الفارغة من المحتوى مثل المصالحة المجتمعية وغيرها التي صدع رؤوسنا به الحكيم والصدر وردده العبادي. فكما بين عدد ليس قليل من ابحاث المؤتمر، بأن المشكلة تكمن في الاحزاب السياسية وليس بين الناس، وان الطائفية لا تشكل اي مركز ثقل في ذهنية وتفكير النازحين.
ان حل مشكلة النازحين وبالتالي تجفيف منابع الاسلام السياسي لعدم تكرار أكبر مأساة في تاريخ المنطقة بعد الكارثة السورية، يأتي عبر تأسيس حكومات محلية غير قومية وغير دينية، تعريف الانسان عبر هويته الانسانية، التعويض المادي والمعنوي للنازحين، ضمان بطالة او توفير فرصة عمل، اعادة الخدمات بشكل سريع الى تلك المناطق.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية والديمقراطية في عراق ما بعد الاحتلال
- اما البربرية او التصدي لها!
- كركوك في مهب الترهات القومية
- الموصل تتحرر من سكانها
- الداعشية الشيعية
- الاحتجاجات العمالية والنضال الاقتصادي والطريق الاخر
- في يوم المرأة العالمي.. تشويه تأريخي وتحريف سياسي متعمد
- العمال والطائفية
- المليشيات والفوضى الخلاقة
- الترهات الدينية والهوية الأيديولوجية
- الكابوي القومي والهيمنة بالبلطجة
- -الديمقراطية- بين نازية ترامب وفاشية الاحزاب الاسلامية في ال ...
- -المصالحة المجتمعية- وسياسة التضليل
- الدين في العراق ونموذج الفاتيكان
- العمال والاسلام الحاكم
- اطلاق سراح افراح شوقي يطرح اسئلة كثيرة على حكومة العبادي
- المافيا تحكم العراق
- حلب وافول عالم القطب الواحد والمضي في التقسيم الطائفي للعراق
- الزيف والتعمية الاعلامية في حلب والموصل
- ماذا يقول العمال الشيوعيون عن موازنة ٢٠١&# ...


المزيد.....




- -علامة على الحظ الجيد-.. مصورون يرصدون حيوان موظ أبيض نادر ف ...
- -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا ...
- آية قرآنية عن قوم موسى يستشهد بها إعلامي إسرائيلي لدخول الأر ...
- عن الموت.. تفاعل على آخر تدوينة من بدر بن عبدالمحسن قبل تداو ...
- آخر تحديث لعدد القتلى في غزة منذ 7 أكتوبر تكشفه الصحة في الق ...
- تقرير إسرائيلي يكشف: قطر مستعدة لإبعاد قادة حماس من الدوحة ف ...
- فوتشيتش يرى أن شي جين بينغ يمكنه المساعدة في إنهاء بعض الحرو ...
- عريس جزائري يحدث ضجة في مواقع التواصل بهدية غريبة لعروسه (في ...
- بالتأكيد لا.. وزير الدفاع الإيطالي حول احتمال تدخل جيشه في أ ...
- النشر الإلكتروني يزاحم طباعة الكتب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - الكارثة المحدقة بالنازحين